يشارك بمسلسل عن مجزرة رابعة.. مصريون: "الكبير أوي" دخل حظيرة العسكر

القاهرة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أثار الممثل المصري أحمد مكي، نجم مسلسل "الكبير أوي"، الغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد ظهوره في كواليس تصوير الجزء الثاني من مسلسل "الاختيار" المثير للجدل، الذي يروي الجزء الأول منه قصة مقتل ضابط الجيش العقيد أحمد المنسي في صحراء سيناء هو وأفراد "الكتيبة 103 صاعقة" عام 2017.

فيما يتناول الجزء الثاني، المقرر عرضه في رمضان 2021، أحداث مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية المعارض لانقلاب 3 يوليو/تموز 2013، التي نفذتها قوات الشرطة والجيش في 14 أغسطس/آب 2013، وأسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، وصنفت "جريمة ضد الإنسانية".

ولأن رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، منذ استولى على الحكم بانقلاب عسكري على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، يستخدم الفن والفنانين "كأذناب له" لتمرير انقلابه وتبريره وترسيخ أقدامه بالكذب والتلاعب بوعي الشعب، فمن المتوقع أن يمجد المسلسل دور الجيش والشرطة.

لذلك أطلق ناشطون وسم #مكي_عميل_العسكر، هاجموا خلاله مكي، واتهموه باستكمال مشوار أسلافه من الفنانين الذين "امتطاهم" العسكر لتنفيذ مخططاتهم لتزييف وعي الشعب وتغيبه والكذب عليه.

واستنكر ناشطون مساهمة مكي في "قتل عقول الناس" والمشاركة في فقرهم ومرضهم، ومحاولة إقناعهم أن قاتلي المعتصمين في رابعة الرافضين للانقلاب العسكري على صواب والقتلى هم المخطؤون.

وانتقدوا استخدام نظام السيسي للفنانين والإعلام والدراما لـ"تجميل وجهه القبيح"، والكذب والخداع والتأثير على عامة الشعب والتلاعب بوعيهم وتزييف التاريخ، مجمعين على أن الفن في خدمة القتلة والطواغيت.

وبرز استخدام السيسي للفن والفنانين في شرعنة نظامه والترويج لأن 30 يونيو/حزيران 2013 ثورة وليست انقلاب، وأخذهم معه في زياراته الخارجية خاصة ألمانيا، ودفعهم لتسويق إنجازات وهمية وتبرير الفساد والسرقات والتفريط في ثروات البلاد، ومحاربة الشرفاء.

واستخدمهم أيضا في حملاته الانتخابية لفترة رئاسية ثانية، منهم حملتي "كلنا معاك" و"عشان نبنيها"، والتغطية على الكوارث، ومؤخرا، عين فنانين بمجلس الشيوخ، لتمرير أجندته السياسية، بعدما أحكم الرقابة على صناعتي الترفيه والأخبار. 

وأنشأ السيسي مجلسا تنظيميا جديدا للإشراف على الإنتاج، وأصبح المحتوى الإعلامي يخضع لرقابته، وتغلغلت الحكومة في صناعة الترفيه واشترت شركات إنتاج وقنوات تلفزيونية.

وزاد اتجاه المنتجين والفنانين لتنفيذ أجندة العسكر بعدما تحدث السيسي في يونيو/حزيران 2017 عن أهمية السيطرة على صناعة الدراما، وعن عدم الرضى على محتوى المسلسلات، وحجم الإنفاق عليها.

وبرزت الأفلام والمسلسلات التي تجسد دور الجيش والشرطة وتروج لهم، بسيناريوهات مليئة بالمغالطات والمبالغات المزيفة للواقع، والطامسة للحقائق، أبرزهم مسلسل "الاختيار" الذي أشاد به السيسي. 

أداة العسكر

وأشار ناشطون إلى أن "الفنانين أداة بيد النظام يتلقون التعليمات ويتلقون الأموال".

وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية، قد أشارت في مقال بعنوان "المسلسلات المصرية.. آخر ضحايا حملة السيسي" نشرته في مايو/آيار 2019، إلى أن سيطرة السيسي على المجال العام امتدت إلى عالم المسلسلات والدراما.

وقالت إن "السيسي طلب من المخرجين إنتاج نصوص تمجد الجيش، إلى جانب مطالبتهم بخفض الميزانيات، مما يعني الاستغناء عن ممثلين بارزين وتعويضهم بممثلين صاعدين، وهو أمر لم يستسغه فنانون كثر".

وأوضح الصحفي أحمد عبد الجواد، أن "السينما المصرية والأعمال الدرامية والأغاني، لا تختلف عن أنظمة دكتاتورية القمع والطغيان، وكانت الأداة الناعمة التي استخدمتها ولا تزال وستظل تستخدمها السلطة، لتغييب الوعي في العقول وتزوير الماضي والحاضر والمستقبل".

وسخرت الإعلامية حياة اليماني قائلة: "إيه بس يا جماعة ما تصلوا على النبي إحنا بنتكلم عن دمية وبالبلدي بتقولوها شخشيخة الصغننة أوي دي اللي العيال بتقعد تهزها يمين وشمال عارفينها؟، في إشارة إلى أن الفنانين مجرد دمى بيد النظام. وأشار المغرد مجدي كامل إلى أن "الفن في مصر أصبح حاليا خاضع للقريب العسكري بشكل كامل". وأكد المغرد مجاهد الأنصاري، أن "الفن والعسكر أعداء الشعوب".

رابعة التاريخ

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تناول الدراما المحسوبة على نظام السيسي لاعتصام رابعة العدوية، وطرحها لمواقف المناهضين للانقلاب العسكري.

وكتب الإعلامي أسامة جاويش: "رابعة مش مجرد حدث وعدى عليه سنين، رابعة مش رواية تتعمل مسلسل مخابراتي، رابعة مش حكاية يمثلها شوية أراجوزات".

وتابع: "رابعة هي مذبحة العصر، رابعة هي الفرقان بين الإنسانية واللا إنسانية، رابعة هي التاريخ اللي اتكتب بدم اللي ماتوا، رابعة هي الشاهد على جريمة السيسي".

تخليد الخيانة

وتحدث ناشطون عن أن تناول النظام المصري لمجزرة رابعة تخليد لها وفضح لدورها حتى وإن تناولها من زاويتهم العسكرية.

وأكد المغرد أبو عمر أن "مجزرة رابعة والنهضة ستظل شاهدا على جرائم العسكر الأنجاس والعالم كله رأى المجزرة على الهواء، فمهما عملوا من تزييف للحقائق وتضليل للرأي العام لن يستطيعوا طمس معالمها وتجميل منظرهم القبيح.. لأن رابعة كانت وستظل نقطة فارقة بين الحق والباطل".

ورأت الناشطة السياسية والحقوقية علياء أبو تايه اللحويطي، أن" مكي والسيسي والعسكر والانقلاب، يخلدون مذبحة رابعة ويحفروها أكثر في الوجدان"، مضيفة أن "الإعلام الغبي خادم الديكتاتور يحفر خيانته بالبنط العريض، وعلى تلفزيونهم الرسمي، خدمة جليلة يقدمونها!". وأكد الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن "مجزرة رابعة التي لا يطيق السفاح مجرد اسمها، وغيروا التاريخ والجغرافيا من أجل نسيانها، غباؤهم يقودهم لصب النار على الزيت وتذكير الناس بها".

وشدد أبو خليل على أن "إتقان الدراما مهما كان فلن تنطلي التبريرات في الدم على المصريين، والقصاص قادم ولن يوقفه مسلسل ساقط!".

دور الشريف

وأشار مغردون إلى ما فعلة وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، بالإعلام والفن وتجنيده للفنانات لخدمة سياسة الدولة، وربطوا بين ما يفعله السيسي وبين ما فعله حكام سابقين لاستخدام الفن والدراما والسينما كأدوات لتمرير سياستهم وتلميع صورتهم.

وقال المغرد محمد إيهاب: "يبدو أن هُنَاك الكثِير من قذارةِ صفوت الشَّرِيف {مُوافِي} فِي المُخابرات المصريَة، لكي نرى الممثلين مَكسوري العيون في حِذاء السيسي فِي محاولة طمس تارِيخه الدموي، و أنَى لهم ذلك".

وقال مغرد آخر: "إذا قرأت كيف قام صفوت الشريف بتجنيد الفنانات، تعرف أنهن منحرفات أساسا، ولولا انحرافهن ما استطاع الضغط عليهن كذلك الفنانين". وبين المغرد محمود عامر، أن "الفنانين لعبة بيد العسكر منذ أكثر من 50 عاما، واستخدمهم جمال عبد الناصر وحسني مبارك والآن يستخدمهم السيسي". ولفت الإعلامي أحمد سمير، إلى أن "الفنانين نافقوا لعبد الناصر، ليأمنوا شره، وبعد موته تحدث أحمد رمزي ويوسف شعبان وعمر الشريف عن ظلمه لمصر"، قائلا إن "السيسي بعد موته سنسمع أكثر عنه".