يخدر الشعب ويبيع الوهم.. هكذا وصف سعوديون وعود ابن سلمان بفرص عمل

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

منذ أن أصبح وليا للعهد بالسعودية في 2017، فرض محمد بن سلمان الضرائب ورفع أسعار سلع وخدمات بينها البنزين والكهرباء، واصفا إجراءاته بـ"الخطوات الإصلاحية"، لتحقيق رؤية 2030 الاقتصادية الشهيرة، إلى أن ضاق الحال بشباب المملكة.

وأطلق ناشطون وسم "#تجمع_العاطلين" قبل أيام، وأتبعوه بـ"#تجمع_العاطلين_مستمر"، ليعلنوا خلاله رفضهم لسياسات ولي العهد، واستنكارهم لتجاهل مشكلاتهم و"تدليس" الحكومة المستمر بشأن توفير فرص عمل مع كل مشروع معلن أو لقاء جامع، والترويج لانخفاض معدلات البطالة.

وفي 22 يناير/كانون الثاني 2021، أعلنت الهيئة العامة للإحصاء "GASTAT"، عبر موقعها الرسمي، ارتفاع معدل البطالة بين السعوديين، بمقدار 2.9 بالمئة، ووصولها إلى 14.9 بالمئة في الربع الثالث من 2020، بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2019.

لكن الإعلام السعودي روج لبيان الهيئة بتصدير خبر انخفاض معدل البطالة، وقارنوه بالربع الثاني من 2020، الذي وصلت فيه نسبة البطالة إلى 15.4 بالمئة، وليس بنفس الفترة من 2019، الذي كانت فيه نسبة البطالة 12 بالمئة، ما يعني أن البطالة زادت بنسبة 2.9 بالمئة ولم تنخفض.

الناشطون ذكروا ابن سلمان بتأكيداته أن الخطط التي تتبناها "رؤية السعودية 2030" ستوفر التهيئة للعامل أو الموظف السعودي للدخول إلى سوق العمل، وستوفر مليون فرصة عمل ستعمل على استيعاب الشباب المتدرب والمؤهل، وطالبوه بالرحيل لفشله في تحقيق وعوده.

البطالة والفساد

واستنكر الناشطون، اتباع ابن سلمان وحكومته لسياسة تخدير الشعب وبيع الوهم للشباب على مدار خمس سنوات هي عمر إطلاقه الرؤية والإعلان عن طرح وظائف غير حقيقية، منددين بارتفاع معدلات البطالة في عهده وفشله في الإيفاء بوعوده.

وذكر ناشطون بتحذيرات شخصيات بارزة عرفت بمساعيها للإصلاح، من ارتفاع معدلات البطالة، غيبهم ولي العهد في السجون أو أمر بتصفيتهم أو توفوا بسبب الإهمال الطبي، منهم الصحفي جمال خاشقجي والاقتصادي البارز عصام الزامل والكاتب صالح الشيحي. 

وأشاروا إلى أن توقعاتهم بشأن زيادة البطالة أصبحت واقع يعانيه السعوديون، مشيرين إلى أن الوظيفة شيء أساسي وحق من الحقوق الأساسية.

وربط ناشطون بين ارتفاع معدلات البطالة والفساد داخل المملكة، ووصموا ولي العهد بأكبر فاسد، واتهموه بالسيطرة على مقدرات وأموال السعوديين.

وقال الأكاديمي السعودي الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي: "ما دام الفساد مستشريا والبطالة كالوباء فإن تجمع العاطلين مستمر".

واتهم مغرد آخر، ابن سلمان بمواصلة الكذب وتلميع صورته عالميا على حساب الشعب المكافح؟، قائلاً: "الشعب غير مسؤول عن أخطاءك وقتلك لمواطنيك وحبسك للشرفاء؟ أنت من جلبت الفساد والصورة السلبية للمنطقة برمتها؟ إلى متى ندفع مقابل أخطاءك الكارثية".

 ونصحت الكاتبة والناشطة السياسة والحقوقية علياء أبوتايه الحويطي، المشاركين في تجمع العاطلين بالاستمرار وعدم وقفه حتى تتحقق أبسط حقوقهم التي يطالبون بها.

التنكيل بالمصلحين

وبرز حديث الناشطين عن مواقف خبراء اقتصاد وصحفيين حذروا قبل سنوات من تبعات البطالة وخطورة تجاهلها وانتقدوا قرارات الحكومة في تطبيق سياسة الخصخصة وبيع أصول الدولة فتم اعتقالهم والتنكيل بهم ومنهم من مات نتيجة الإهمال الطبي.

أبرز هؤلاء الخبير الاقتصادي عصام الزامل، المعتقل منذ سبتمبر/أيلول 2017 ضمن حملة ابن سلمان لملاحقة العلماء والدعاة، حيث تميز الرجل في طرح الحلول الواقعية لأزمات الاقتصاد السعودي، خلال دراساته ومقالاته ومداخلاته التلفزيونية.

وطالب الزامل دوماً بإصلاح مشاكل الاقتصاد الهيكلية والتركيز على تنمية القطاع الصناعي باعتباره المولد الأول لسوق العمل، لكن النظام السعودي وجه له تهماً معلبة كالانتماء لجماعة محظورة والتحريض على احتجاجات الشباب على الحكومة.

وربط مراقبون بين اعتقال الزامل وانتقاده لرؤية ابن سلمان للإصلاح الاقتصادي التي حملت عنوان "رؤية 2030"، واستنكاره لبيع 5 بالمئة من أسهم حصة في شركة أرامكو النفطية وطرحها للاكتتاب العام، وانتقاده تقرير هيئة الإحصاء الحكومية حول سوق العمل للربع الأول لعام 2017، الذي زعم تراجع البطالة. 

وأعاد الناشط المعارض، عمر بن عبدالعزيز، نشر تغريدة للزامل، كتبها منذ 21 ديسمبر/كانون الأول 2010، حذر فيها من أن المملكة مقبلة على كارثة حقيقية بسبب البطالة، معقباً بالقول: "يأتيك الإنصاف بعد 10 سنوات وأنت في زنزانتك".

وترحم ناشطون على الصحفي صالح الشيحي الذي توفي في 19 يوليو/تموز 2020 نتيجة تدهور صحته، عقب شهرين من الإفراج عنه بعدما قضى سنتين ونصف في المعتقل لحديثه عن الفساد داخل الديوان الملكي، فتم اعتقاله مطلع 2018 وحكم عليه بالسجن 5 سنوات وأخلي سبيله بعد نصف المدة وشكك ناشطون في وفاته.

وتداول ناشطون مقطع فيديو له يتكلم خلاله عن سوء أوضاع البلاد ومشكلة البطالة والغلاء.

وأشارت المستشارة الأسرية الدكتورة جوري، إلى قتل محمد بن سلمان الصحفي صالح الشيحي الذي كان يتحدث عن العاطلين، والآن الآلاف يتحدثون عن العطالة ويذكرونك بكلمات صالح الشيحي، واعتقاله عصام الزامل الذي كان يحذر الحكومة بشأن العاطلين، والآن الآلاف ينشرون تغريدته.

 وعود وهمية

وذكر ناشطون بوعود ابن سلمان مع افتتاحه كل مشروع أو ترويجه لرؤيته بتوفير آلاف فرص عمل، وطالبوه بالرحيل، وصبوا غضبهم أيضا على رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي الشيخ، واتهموه بتبديد أموال المملكة في مشاريع لإفساد المجتمع.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أكدت على لسان مسؤولين سعوديين إقرارهم بأن سياسات الإصلاح الاقتصادي التي أقرها ابن سلمان بالمملكة تسبب "ألما اقتصاديا"، مشيرة إلى رفعه لأسعار البنزين والكهرباء، وفرض ضرائب جديدة ودفع العمال الأجانب إلى مغادرة البلاد لإفساح المجال أمام توظيف المواطنين.

وأشار الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، إلى قول ابن سلمان إن صندوق الاستثمارات العامة يستهدف توفير 1.8 مليون وظيفة جديدة، وتصريح محافظ الصندوق، ياسر الرميان، بأن الصندوق يستهدف توفير 331 ألف وظيفة، قائلاً إن هذا التخبط يثبت أن ابن سلمان وحكومته يكذبون على الشعب، ولا ينسقون الكذب بينهم. 

وطالب مغرد آخر ابن سلمان بالتنحي عن منصبه إذ لم يستطع توفير وظائف.

وتحدث مغردون عن بذخ الأمير تركي آل الشيخ، مستشار ابن سلمان، في وقت يجري تجويع الشعب السعودي.