صحيفة إسبانية: محمود عباس سيؤجل انتخابات الرئاسة حال خسر البرلمان

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة إسبانية، إن "الدعوة المفاجئة لإجراء انتخابات في فلسطين تزامنت مع تغيير في الإدارة الأميركية، ورغم أن هذه الحركة هي بمثابة لفتة من الرئيس محمود عباس إلى الرئيس الجديد جو بايدن، إلا أنه لا توجد ضمانات بإجراء الانتخابات، ناهيك عن قبول نتائجها".

وأوضحت "بوبليكو"، أنه "بموجب مرسوم، أعلن عباس، بشكل غير متوقع في 15 يناير/كانون الثاني 2021 عن الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مايو/أيار ويوليو/تموز على التوالي؛ وهو إعلان فسره كثيرون على أنه نتيجة لتأثير بايدن، ومع ذلك، يشكك العديد من المحللين في إجراء الانتخابات".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "من الواضح أن الدعوة من حيث المبدأ تخص فقط حركتي فتح وحماس، اللتين تسيطران على الضفة الغربية وقطاع غزة، وهاتان الجهتان أظهرتا قبولا وارتياحا للوضع الراهن؛ رغم أن إسرائيل تواصل مع مرور الوقت ترسيخ الاحتلال وتوسيع المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية دون أدنى قيود".

وأضافت: "نظرا لما حدث خلال السنوات الأربع الماضية، حيث أعلنت كل من فتح وحماس ظاهريا أنهما تدعمان الانتخابات، ولكن دون اتخاذ خطوات فعلية لتنظيمها؛ يتبيّن للجميع أن هناك مشاكل عميقة الجذور يمكن أن تمنع الانتخابات في فلسطين، دون الحاجة إلى ذكر العقبة الإضافية التي تفرضها جائحة كورونا".

سلبية عباس

ونقلت الصحيفة أنه بحسب استطلاع أجراه "المركز الفلسطيني للسياسات والأبحاث" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، يرغب 75 بالمئة من الفلسطينيين في إجراء انتخابات والتوجه إلى صناديق الاقتراع في أسرع وقت ممكن، ودون تأخير.

في الوقت ذاته، أظهر الاستطلاع الذي أجري في الضفة الغربية وقطاع غزة أن 66 بالمئة من المستطلعين يريدون تنحي الرئيس عباس.

ورغم أن عباس يبلغ من العمر 85 عاما، "إلا أنه يتمسك بالمنصب بقوة كما كان دائما، لكن، يعتقد غالبية الفلسطينيين أنه خلال 15 عاما لم يحقق أي شيء إيجابي للسكان"، وفق "بوبليكو".

وقالت الصحيفة: "عموما، وقف عباس منذ وفاة ياسر عرفات مكتوف اليدين يراقب إسرائيل وهي تعمق الاحتلال، دون أي معارضة، وعلى عكس ذلك، فقد خنق عباس المقاومة بكل الطرق الممكنة".

وأضافت أنه "عند سؤال الفلسطينيين عمن سيصوت لمنصب الرئاسة، قال 43 بالمئة من المستطلعين أن عباس هو خيارهم عبر صناديق الاقتراع، بينما يراهن 50 بالمئة على زعيم حماس، إسماعيل هنية".

وأشارت الصحيفة أنه "في جميع الأحوال، تكشف البيانات شيئا معروفا للغاية، ألا وهو أن شعبية عباس قد تراجعت وأنه في مثل هذا العمر المتقدم لن يتعافى على الأرجح".

ونوهت بأن "أحد قادة فتح المسجون حاليا في إسرائيل، مروان البرغوثي، هو الشخصية الوحيدة القادرة على هزيمة هنية في صناديق الاقتراع".

واستدركت قائلة: "لكن البرغوثي مسجون ويقضي عدة أحكام بالسجن مدى الحياة، ما يجعل من احتمالات خروجه من السجن معدومة".

وذكرت الصحيفة أن "البرغوثي من مؤيدي السلام، لكنه يروج للمقاومة النشطة طالما أن إسرائيل لا تظهر أي علامة على الانسحاب من الأراضي المحتلة".

ولفتت الصحيفة إلى أن "إسرائيل لن تغادر الأراضي المحتلة بمبادرة منها، وهو أمر واضح للجميع، وعلى وجه الخصوص، يمكن فقط للضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا أن ينهي الاحتلال".

وأوضحت أنه "رغم تصريح بايدن بأنه يؤيد إنشاء دولة فلسطينية، إلا أنه لا توجد مؤشرات على أنه سيضغط على إسرائيل، وينطبق الشيء نفسه على أوروبا اليائسة التي تخلت عن التأثير في الشرق الأوسط ضد مصالحها الخاصة".

ديكتاتورية فتح

وفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية، "إذا لم تقدم انتخابات أيار/مايو النتائج المتوقعة، فقد يؤجل عباس انتخابات تموز/يوليو الرئاسية إلى أجل غير مسمى وتحت أي ذريعة ممكنة".

من جانب آخر، تعد هذه المقاربة ممكنة تماما إذا فازت حماس في الانتخابات البرلمانية، مثلما حدث تماما في المرة الأخيرة التي أجريت فيها الانتخابات عام 2006، في كل من قطاع غزة والضفة الغربية.

وأوردت الصحيفة أن "هناك منافسات قوية داخل الحزب التاريخي الذي أسسه عرفات قادرة على تعقيد الوضع، وإلى جانب حالة البرغوثي، يبرز أيضا محمد دحلان، المنفي في الإمارات، والذي يحافظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل وهو السياسي الفلسطيني الأكثر إثارة للجدل".

وإلى جانب أن نفوذه في الأراضي المحتلة كبير، "إلا أن الجانب الأهم يكمن في العداء والمعارضة الذي يثيره بين العديد من الفلسطينيين".

ونوهت الصحيفة بأن "إسرائيل نجحت في جعل الغرب يصنف حماس منظمة إرهابية، وبهذا المعنى، يجب ألا ننسى أنه بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2006، التي فازت فيها حماس بنزاهة، عاقبت إسرائيل والغرب الفلسطينيين بوقف تحويل الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية ومنع التبرعات".

وانطلاقا من هنا، تبدو الرسالة من إسرائيل والغرب للفلسطينيين واضحة وضوح الشمس، "إما أن تصوتوا لمن نريد أو تتحملوا عواقب ذلك"، وفق "بوبليكو".

وأضافت الصحيفة أن "الفلسطينيين لا يمثلون الجهة الوحيدة التي عوقبت مالياً؛ فبالتعاون مع عباس، اعتقل الجيش الإسرائيلي معظم ممثلي حماس وكوادرها في الضفة، ونظرا لأن هذا الوضع لا يزال على ما هو عليه اليوم، فإنه من الواضح أنه حتى لو فازت حماس في الانتخابات، فلن تتمكن من الحكم".

وأوضحت أن "المرسوم الذي يدعو إلى الانتخابات جاء قبل أيام من أداء بايدن اليمين؛ أي بعد 3 سنوات من عام 2017، السنة التي علق خلالها الفلسطينيون الاتصالات الرسمية مع الولايات المتحدة عندما كانوا شاهدين على انجراف الرئيس دونالد ترامب، الذي أطاع خلال فترة ولايته بشكل أعمى جميع التعليمات الواردة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو". 

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "البايس" الإسبانية عن أميرة هاس، محللة الشؤون الفلسطينية في "هآرتس"، أن "بعض الأسباب، مثل عدم القدرة على التصويت في القدس الشرقية، التي حالت دون إجراء الانتخابات لأكثر من عقد، ما زالت لم تختف بعد، وفي الوقت الراهن، أضاف فيروس كورونا عقبات جديدة". 

وأضافت المحللة: "إذا حصلت حركة فتح، وهي حزب عباس، على نتائج غير مرضية في الانتخابات التشريعية المرتقبة، فقد يكون الوباء ذريعة للرئيس لتأجيل انتخابات الرئاسية".

وأكدت أن "فتح تواجه أيضا ظهور تيارات منافسة لهيمنة طويلة على الصدارة، وبدرجة أولى، تبرز شعبية البرغوثي في الضفة الغربية، ثم نفوذ دحلان وعشرات الآلاف من أتباعه في قطاع غزة؛ ما يهدد بافتكاك الأصوات من المرشحين الرسميين".

وختمت الصحيفة الإسبانية تقريرها بالقول: إن "المتحدث باسم التيار الإصلاحي الديمقراطي في فتح، ديميتري ديلياني، صرح مؤخرا أن فتح تدير البلاد كديكتاتورية، وعباس يخدم إسرائيل، من خلال التعاون الأمني، فقط من أجل البقاء في السلطة".