صحيفة هندية ترسم مسار انتقال المرتزقة الأجانب من سوريا إلى إفريقيا

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة هندية، إن "نيودلهي دقت ناقوس الخطر في ظل تحول المقاتلين الأجانب من سوريا إلى إفريقيا، في وقت تحاول فيه الهند لعب دور دولي أكبر من خلال الملف السوري". 

وأضافت صحيفة "Daily Excelsior"، التي تصدر بالإنجليزية، أن الهند أعربت عن قلقها من انتقال المقاتلين الأجانب المتورطين في الصراع في سوريا إلى أماكن أخرى كمرتزقة.

وأكدت الهند، وفقا للصحفية، استعدادها للعب دور بناء في مجلس الأمن للمساعدة في تحقيق هدف الدولة الواقعة في غرب آسيا في "استعادة مكانتها دوليا".

وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ذكّر المندوب الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، تي إس تيرومورتي، المجلس بأن البيان الرئاسي الأول بشأن الصراع السوري قد تم تبنيه تحت رئاسة الهند لمجلس الأمن المكون من 15 دولة في أغسطس/آب 2011.

وأعرب عن أسفه لأنه رغم اعتماد 3 قرارات بشأن سوريا بحلول ديسمبر/كانون الأول 2012، إلا أنه "لم يكن هناك أي تقدم على صعيد تنفيذها، واستغلت الجماعات الإرهابية الوضع ورسخت نفسها أكثر".

وقال تيرومورتي: "بينما نبدأ ولاية مجلسنا الجديد بعد 8 سنوات، من المؤسف حقا أن نلاحظ أن حل الأزمة الحالية في سوريا لا يلوح في الأفق حتى الآن وأن العملية السياسية لم تنطلق بعد".

وأضاف الدبلوماسي الهندي، الذي استمع أيضا إلى مبعوث الأمم المتحدة السوري غير بيدرسن عبر تقنية الفيديو، "لقد أصبح الصراع أكثر تعقيدا بمشاركة لاعبين إقليميين".

وعبر تيرومورتي عن قلقه من "انتشار الإرهاب المنطلق من سوريا حتى وصوله إلى أجزاء من إفريقيا"، وأوضح أن "المقاتلين الأجانب المتورطين في الصراع السوري انتقلوا إلى أماكن أخرى للعمل كمرتزقة"، مشيرا أن "الوضع الإنساني ساء أكثر بسبب جائحة كورونا".

صورة قاتمة

وأوضح الدبلوماسي الهندي أن "الصراع السوري الطويل الأمد والمستعصي يؤكد حتمية عملية سياسية يقودها ويملكها السوريون، مما يحافظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن ويتوج بإصلاح دستوري وإجراء انتخابات حرة ونزيهة".

وتابع: "نتمنى أن ينتهي الصراع في سوريا بشكل كامل عاجلا لا آجلا، وأن تبدأ إعادة إعمار سوريا، حتى تستعيد سوريا مكانها ودورها التاريخي في العالم العربي، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فإن الهند مستعدة للعب دور بناء وهادف في المجلس".

من جهته، رسم "بيدرسن" صورة قاتمة لما ينتظر سوريا عام 2021، واستشهد بمكتب الأمم المتحدة الإنساني في قوله: إن "أكثر من 8 من كل 10 أشخاص يعيشون في فقر، وقد قدر برنامج الأغذية العالمي أن 9.3 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا".

وبما أنه من المقرر عقد الاجتماع الخامس لهيئة صياغة اللجنة الدستورية بمدينة جنيف السويسرية في 25 يناير/كانون الثاني 2021، أعرب تيرومورتي عن أمله في "أن تظهر جميع الأطراف الالتزام والمرونة والتسوية للمضي قدما نحو المسار السياسي".

ووصفت الهند الوضع الهادئ في شمال غرب سوريا بأنه "تطور إيجابي" منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار 2020، لكنها قالت إنه "من دواعي القلق استمرار الأعمال العدائية في أجزاء أخرى من البلاد بلا هوادة".

وأوضح المبعوث الهندي أن "وجود المقاتلين الإرهابيين الأجانب، إلى جانب الأنشطة الإرهابية المستمرة، أدى إلى تفاقم الوضع على الأرض"، مشددا على أنه "من الضروري أن تلتزم جميع الأطراف بالتزاماتها الدولية لمكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية في سوريا، كما حددها مجلس الأمن".

من جهته، تحدث منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، عن "المستويات المرتفعة تاريخيا" لأسعار المواد الغذائية والانخفاض "الحاد" في قيمة العملة السورية التي أدت مجتمعة إلى انعدام الأمن الغذائي.

وقال لوكوك: "نتيجة لانخفاض القوة الشرائية، أفاد أكثر من 80 في المائة من الأسر بالاعتماد على آليات التكيف السلبية لتوفير الغذاء"، مضيفا أن "الأزمة الاقتصادية المستمرة التي تسببت في نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الشتاء تثير القلق الشديد، والاعتماد المتزايد على عمالة الأطفال".

تسونامي بطيء

ودعت الهند المجتمع الدولي إلى "تقديم المساعدة لسوريا في إعادة بناء بنيتها التحتية، وحماية سبل عيش الناس ومحاربة كورونا".

وقال تيرومورتي: "في هذه الحالة التي تفاقمت بسبب الأزمات الاقتصادية والإنسانية، يجب أن نعمل على مساعدة عامة الناس في سوريا"، مضيفا أن "الهند تدعم استمرار الأمم المتحدة في عمليات الإغاثة الإنسانية عبر جميع القنوات الممكنة، بالتعاون مع حكومة النظام السوري".

وأوضح "لهذا، من المهم فصل المساعدة الإنسانية عن التقدم على المسار السياسي، حيث أن القضية النبيلة والضرورية للمساعدات الإنسانية يجب أن تكون دائما في منأى عن السياسة".

ومنذ اندلاع الصراع السوري عام 2011، قدمت الهند 12 مليون دولار كمساعدات إنسانية للحكومة السورية عبر قنوات ثنائية ومتعددة الأطراف، كما أقامت مجمعا للتكنولوجيا الحيوية ومركزا لتكنولوجيا المعلومات وقدمت 265 مليون دولار في شكل خطوط ائتمان لمشروعات في قطاعي الصلب والطاقة.

وفي يوليو/تموز 2020، أرسلت الهند هدية بقيمة 10 أطنان من الأدوية إلى دمشق، من أجل مساعدة سوريا في محاربة جائحة كورونا.

وقال تيرومورتي: "بصفتها صديقة سوريا التي يمكن الاعتماد عليها وطويلة الأمد، فإن الهند مستعدة لمواصلة تقديم كل مساعدة ودعم ممكن للشعب السوري".

فيما أشار بيدرسن إلى أن "الأشهر العشرة الماضية كانت الأهدأ في تاريخ سوريا"، لكنه قال: "هذا هدوء هش، يمكن أن ينهار في أي لحظة".

وختمت الصحيفة الهندية مقالها بما قاله بيدرسن: "إن الانهيار الاقتصادي الذي تفاقم بسبب تأثير جائحة كورونا والفساد وسوء الإدارة ينتج عنه تسونامي بطيء سيهز جميع أنحاء سوريا".