مركز إسرائيلي يتوقع إفشاء رامي مخلوف "الأسرار الخفية" لعائلة الأسد

12

طباعة

مشاركة

بعد شهور قليلة من الصمت، وجه رجل الأعمال السوري رامي مخلوف رسالة مفتوحة إلى رئيس النظام بشار الأسد قال فيها إن "أثرياء الحرب" نفذوا تهديداتهم وباعوا كل أملاكه بما فيها منزله ومنزل أولاده.

وسبق أن تحدث مخلوف في منتصف وأواخر عام 2020، عن تهديدات مستمرة بالاستيلاء على ثروته، استنجد خلالها بابن خاله بشار الأسد.

ودخل مخلوف، الذي كان حتى أشهر خلت أشهر رجل أعمال في البلاد وأكثرهم سطوة، في مواجهة مع النظام بعدما طالبته وزارة الاتصالات بدفع نحو 132 مليار ليرة لـ"إعادة التوازن إلى الترخيص الممنوح لشركته سيريتل"، إلا أنه رفض ذلك ما أدى إلى تداعيات متدرجة شملت الحجز على أمواله، وإلغاء استثماراته في المناطق الحرة، ومنعه من السفر.

وبدوره يقول مركز إسرائيلي إن "تصعيد المواجهة بين رامي مخلوف وبشار الأسد سيؤدي إلى إفشاء بعض الأسرار الخفية التي يحملها الأول عن العائلة الحاكمة".

وأشار مركز القدس لشؤون الدولة والعامة العبري إلى أن "كل مواطن سوري يعرف أن أسماء الأسد زوجة بشار هي من تقف خلف الهجوم على أعمال وممتلكات مخلوف".

وأوضح المركز أن أسماء أسّست مع عائلتها (عائلة الأخرس) إمبراطورية اقتصادية جديدة استولت على بعض شركات رامي مخلوف. 

وفي منشور مفصّل نشره على صفحته في فيسبوك في 10 يناير/كانون الثاني 2020، روى مخلوف ما فعله به كبار المسئولين الاقتصاديين المرتبطين ببشار الأسد.

وبحسب ما قال، اقتحم عناصر النظام في السادس من ذات الشهر مكاتب الشركات التجارية التي يملكها وقصره في بلدة يعفور في دمشق وصادروا وثائق مهمة ثم قاموا بتزويرها وباعوا ممتلكاته وأملاك أطفاله. 

توبيخ مبطن

ونشر مخلوف مضمون كتاب قال إنه وجهه إلى الأسد بوصفه "رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس السلطة التنفيذية والعسكرية والأمنية".

وخاطب مخلوف الأسد بالقول: "فإذا كان يا سيادة الرئيس يرضيك ذلك فلا كلام لي بعد ذلك".

لقد تم اليوم إرسال كتاب إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد الرئيس بشار الأسد رئيس السلطة التنفيذية والعسكرية والأمنية بأن...

Posted by ‎رامي مخلوف‎ on Sunday, January 10, 2021

وأوضح أنه أرسل عدة كتب إلى عدد من الجهات إلا أن من وصفهم بالعصابات كانوا يطلعون على مضمون الكتب ليعدلوا مسار "استيلائهم على شركاتنا وأملاكنا في وقت نحن محاصرين به لا يمكننا تنظيم أية وكالات لتعيين أي محاميين عنا أو رفع أي دعوى للدفاع عن أنفسنا".

وتابع المركز العبري أن رجل الأعمال مخلوف يسمّي شخصيات اقتصادية بارزة بأسماء مثل "العصابات" و"أغنياء الحرب" ويتهم الميليشيا التي اقتحمت قصره في بلدة يعفور بالانتماء لأحد العناصر الاقتصادية الجديدة للنظام السوري وهو خضر الطاهر المعروف أيضًا باسم "أبو علي خدور".

وأشار المحلّل الأمني في المركز "يوني بن مناحيم" إلى أن رسالة رجل الأعمال فيها توبيخ للأسد حيث كتب فيها: "هل أنت سعيد بذلك؟". وتساءل مخلوف, لماذا لم تتصرف أنت أو أي مسئول آخر للتحقيق في الاحتيال والتزوير الذي يشكّل أكبر قضية فساد في تاريخ سوريا؟".

ويحافظ رامي مخلوف في رسالته على "مسافة آمنة" من الأسد وكذلك على احترامه، لكن من الواضح أن كل خطوة يتخذها ضده مسئولي الأمن السوريين حظيت بموافقة رئيس النظام، وفق المركز.

 لكنه امتنع عن توجيه اللوم مباشرة إلى الأسد وزوجته وفضّل إلقاء اللوم على الرجل الذي يدير الأعمال الاقتصادية للأسرة ليحتفظ بخيار أنهم قد ينسحبون من الخطوات المتخذة ضده. 

ونوّه بن مناحيم إلى أن مخلوف لم يغادر سوريا منذ اندلاع الأزمة بينه وبين الأسد، وحاولت روسيا التوسط بينهما دون جدوى، كما وصل الخلاف بينهما أيضًا إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الاثنان.

والطائفة العلوية الآن منقسمة بين من يدعم رامي مخلوف ويساعد الفقراء والمحتاجين وبين أولئك الذين يبرّرون سلوك الأسد تجاهه، بحسب تعبير المركز.

وهناك مصادر في سوريا تدّعي أن مخلوف والأسد ما زالا شريكين في بعض الأعمال وأن "شهادة التأمين" التي بفضلها بقي رامي على قيد الحياة هي مليارات الدولارات التي تمكّن من تحويلها إلى الخارج قبل اندلاع الأزمة بينهما.

ولفت المحلل الأمني إلى أن الأسد يدرك جيدًا أن أي أذى جسدي لرامي مخلوف سيعيق إمكانية الحصول ووضع يديه على المال في الخارج، في وقت يستمر في الاستيلاء على ممتلكاته داخل سوريا نفسها.

المدفعية الثقيلة

وتزعم مصادر في المعارضة السورية أن رامي مخلوف لم يستخدم بعد "المدفعية الثقيلة" التي بحوزته.

وأشار بن مناحيم إلى أن مخلوف يعرف الكثير من الأسرار التي يمكن أن تحرج الأسد وتسبب له الكثير من المتاعب، لكن يبدو أنه ينتظر الوقت الأنسب له.

وبحسب تقدير بعض الجهات من المرجّح أن يحدث هذا قريبًا في ظل تفاقم الصراع بين الاثنين في الأيام الأخيرة.

ولفت المحلّل إلى أنه قبل أشهر قرّر مخلوف الانتقام من الأسد وكشف بعض أسراره. وقال إنه أنشأ بنفسه شبكة من شركات القش في الخارج لمساعدة رئيس النظام في الالتفاف على العقوبات التي فرضها الغرب عليه. 

وخلص بن مناحيم إلى القول: "يبدو أن هذه كانت الخطوة الأولى لرامي مخلوف في الكشف عن أسرار الأسد، فلديه معلومات حساسة للغاية".

وفي سياق متصل قال موقع واللّا العبري إن ظهور مخلوف للحديث على الملأ أغرق عائلة الأسد المنغلقة بصراعات مفتوحة لم تكن شائعة في أوقات سابقة.

وتابع موقع واللا أن عائلة الأسد، التي حكمت سوريا على مدى الخمسين عامًا الماضية، عرفت صراعات وانشقاقات، خاصة منذ بداية الحرب قبل تسع سنوات ومع ذلك، فإن الاستياء العلني داخل الأسرة نادر للغاية. 

وأشار الموقع إلى أن مخلوف وُصِف في السابق بأنه ركيزة أساسية للاقتصاد السوري وشريك للأسد. ولكن يبدو أن حديثه على وسائل التواصل يوثق الصدع المتزايد وسقوط رجل الأعمال "العظيم".

وبحسب تقارير عن مواقع تابعة للنظام ومعارضة أيضًا، فإن هناك حملة ضد مخلوف، ربما تحاول روسيا من خلالها تقويض سلطة رجل الأعمال.

 نشرت وسائل الإعلام الروسية في الأسابيع الأخيرة انتقادات غير عادية للفساد في سوريا ويعتقد البعض الآخر أنه صراع داخلي.

وقال الدبلوماسي السوري السابق باسم بربندي، الذي انشق عن النظام في عام 2012 "الأمر بين مخلوف وزوجة الأسد، أسماء، حول من سيسيطر على الاقتصاد".

وبحسب تقديره، لعبت مقتنيات مخلوف المالية والأموال الجانبية دورًا رئيسًا في تمويل وتأمين شبكات دعم النظام طوال الحرب، لا سيما بين الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد.

وبين أن زوجة الأسد لديها جمعيات خيرية خاصة بها وقد أنشأت لنفسها ملفًا شخصيًا مهمًا.

ويقول باحثون آخرون منخرطون في شبكات الأعمال المعقدة في سوريا إن هناك تنافس بين مخلوف وماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار والجنرال في جيشه الذي له علاقات اقتصادية واسعة مع إيران.

وقال بربندي إن مخلوف يبدو أنه يحاول تذكير الأسد بأنه لا يزال لديه بعض النفوذ وأوضح الدبلوماسي السابق: "بعبارة أخرى، إذا فقدتني فإنك تفقد المجتمع العلوي".