تمحي آثار "السياسة الترامبية".. ترحيب واسع بقرارات بايدن الرئاسية الأولى

12

طباعة

مشاركة

في مسعى جاد للتخلص من إرث سلفه، استهل الرئيس الأميركي جو بايدن عمله في البيت الأبيض بإلغاء قرارات تنفيذية اتخذتها الإدارة السابقة تتعلق بالعلاقة مع المنظمات الدولية والالتزام بالاتفاقيات.

ووقع بايدن فور تنصيبه رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني 2021، قرارات تبرز سياسة إدارته داخلياً وخارجياً، منها إنهاء حظر السفر المفروض على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، وإعادة انضمام بلاده من جديد لاتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية التي انسحبت منهما إدارة دونالد ترامب.

وفرض الرئيس الأميركي وضع الكمامة في المنشآت الاتحادية وعلى الموظفين الاتحاديين لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وتأسيس مكتب جديد بالبيت الأبيض لتنسيق جهود التصدي للوباء، وتعليق بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

ولاقت القرارات ترحيب بين ناشطين على تويتر، وأعربوا عبر مشاركتهم في وسمي #بايدن، #جو_بايدن، عن سعادتهم بها، واعتبروها خطوات في المسار الصحيح، وإعادة لتهيئة العلاقات مع الدول الأخرى، وإعادة هيبة أميركا.

وأشاد ناشطون بتعهد بايدن تعليق بناء الجدار الحدودي مع المكسيك الذي خصصت وزارة الدفاع أكثر من 3 مليارات دولار لإنشائه.

وفشل الرئيس السابق في إلزام المكسيك بدفع كلفة بناء الجدار، كما أخفق في إقناع الكونغرس برصد الأموال المطلوبة له، وطالب البنتاغون بتخصيص جزء من ميزانيته لتمويل أعمال بنائه.

قرارات مبشرة

وأثنى ناشطون على القرارات المتعلقة بالهجرة وحظر السفر إلى أميركا، إذ فرض ترامب في يناير/كانون الثاني 2017، قيودا صارمة على ذلك استهدفت مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة، هي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، لمدة 90 يوما على الأقل.

كما حظر دخول جميع اللاجئين أيا كانت أصولهم إلى أميركا لمدة أربعة أشهر، ولمدة غير محددة للاجئين السوريين، مبرراً قراراته حينها، بأنها تهدف إلى "منع دخول الإرهابيين" إلى الولايات المتحدة، لكنها لاقت تنديدا واستنكارا واسعا.

وبدوره، قال رئيس مركز هنا عدن للدراسات أنيس منصور، إن بايدن عمل إعادة ضبط مصنع للوضع السياسي الأميركي وأعاد الوضع إلى ما كان عليه قبل مجيء ترامب، بإصداره أوامر تنفيذية جديدة.

وقال محمد النوشان إن قرارات بايدن والاتفاقيات التي وقعها تبدو مبشرة، ومنها التراجع عن قرارات اتخذها ترامب؛ منها إعادة أميركا إلى منظمة الصحة العالمية، الالزام بلبس الكمامات في المرافق الحكومية، والعودة إلى اتفاقية باريس للحفاظ على المناخ، وأهمها رفع الحظر عن هجرة المسلمين. 

ورأى أحمد الناصري أن توقيع بايدن في يومه الأول لتولي السلطة على حزمة قرارات تعيد الولايات المتحدة إلى موقعها الطبيعي كدولة عظمى مسئولة عن السلم والأمن الدوليين.  

وأشادت الباحثة أمل عربيد، بإزالة بايدن كل أنواع التمييز العنصري والمذهبي والعقائدي الذي كان يؤسس له ترامب لزعزعة الكيان الأميركي.

 

واعتبر الأمين العام لمؤسسة حقوق الإنسان في العراق، فوز بايدن انتصار للديمقراطية في أميركا، متمنياً نجاح إدارته بتحكيم القيم والمبادئ في علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية مع دول العالم.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بالكويت عبدالله الشايجي، إلى أن بايدن نفذ وعوده في اليوم الأول من رئاسته ونسف قرارات ترامب.

اتفاقية المناخ

وأشاد ناشطون بتعطيل بايدن بناء الجدار مع المكسيك، وتعهده بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ.

وأعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاقية في يونيو/حزيران 2017، واخطر بها الأمم المتحدة في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، لتصنف الولايات المتحدة كأول دولة في العالم تنسحب رسميا من الاتفاقية التي وضعت في 2015.

وتهدف الاتفاقية لتعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ والحفاظ على انخفاض معدل ارتفاع درجة الحرارة العالمية خلال القرن الحالي وذلك بأن تبقى الدول الموقعة على الاتفاقية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل بكثير من درجتين مئويتين وفقا لمستويات ما قبل زمن الصناعة.

وأعربت الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روزي دياز، عن سعادتها بقرار بايدن عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، قائلة إن تغير المناخ يشكل خطرا علينا وعلى كوكبنا وعلينا أن نعمل جميعنا مع بعض على مواجهة هذه الظاهرة.

ولفت صادق عامر إلى أن بايدن يسير في طريق معاكس للذي مشى فيه ترامب، قائلاً إنه خلال بضع ساعات من تنصيبه رئيسا ومع بداية فترة حكمه سعى إلى إصلاح ما أفسده سابقه.

ورأى المغرد حسن، أن بايدن سيطر على إرث (ترامب) الثقيل من المشاكل الاقتصادية والسياسية الخارجية والداخلية بقرارات صارمة ووحد الولايات المتحدة من التفرقة وجعل المبدأ للشعب.