"يخشى بايدن".. هكذا يرى ناشطون تخفيض ابن سلمان لعقوبة وليد فتيحي

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

توعد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن خلال حملته الانتخابية بمراجعة علاقة بلاده مع السعودية بسبب انتهاكاتها الحقوقية المستمرة، ومنذ فوزه بالرئاسة وحتى قبل ساعات من تنصيبه رسميا واستلامه السلطة في 20 يناير/كانون الثاني 2021، اتخذت المملكة خطوات جادة للتقرب منه ولتلميع صورتها.

آخر هذه الخطوات، تخفيض عقوبة سجن الطبيب السعودي الحاصل على الجنسية الأميركية وليد فتيحي، في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، من 6 إلى 3 سنوات، ومنح المركز الطبي الدولي الذي أنشأه في مدينة جدة جائزة "الملك عبد العزيز للجودة" عن فئة المنشآت الصحية الخاصة في المستوى الفضي لعام 2020.

وسبق النظام السعودي تلك الخطوة، بتوجيه القضاء في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لإصدار حكم بسجن الناشطة لجين الهذلول 5 سنوات و8 أشهر، مع وقف تنفيذ نصف المدة، ليتبقى لها 3 أشهر لإطلاق سراحها بعدما قضت عامين و7 أشهر قيد الاحتجاز منذ توقيفها في مايو/أيار 2018.

محاولة تبييض

المراقبون ربطوا بين الخطى السعودية الحثيثة نحو محاولة تبيض سمعة المملكة على المستويين الحقوقي والسياسي، وبين وصول بايدن إلى رئاسة أميركا وقرب وصوله للبيت الأبيض، مجمعين على أنها قرابين يقدمها ابن سلمان للتقرب من "بايدن" واستباق لأي تحركات من الإدارة الأميركية الجديدة تجاه انتهاكاته.

وأكد ناشطون على تويتر، أن الإفراج عن فتيحي الحاصل على الجنسية الأميركية أثناء دراسته وممارسته الطب في الولايات المتحدة، والدعم للحقوق المدنية في السعودية، ومنح مركزه الطبي لجائزة الجودة مستحقان لكنها خطوات سياسية خشية بايدن.

وأشاروا عبر مشاركتهم في وسم #وليد فتيحي، إلى أن المسارات التي يتبعها النظام السعودي منذ فوز بايدن تدل على عدم نزاهة القضاء السعودي وأنه لعبة بيد ولي العهد يتحكم بها كيفما يشاء، لافتين إلى أن الأحكام كاشفة لزيف إدعاء السلطة حرصها على السيادة واستقلال القرار.

وأكد ناشطون أن أحكام تخفيض نصف مدة الحكم على فتيحي والهذلول تفتقر إلى الكثير من العدالة لأنها لم تبرئهم من التهم المنسوبة إليهم ولم تضع في الاعتبار الانتهاكات والتنكيل الذي تعرضا له، ولن تعوضهما عن السنوات التي قضوها في السجون فضلا عن تشويه سمعتهم.

السلطات السعودية أوقفت فتيحي في  نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ضمن حملة "الريتز كارلتون" الشهيرة، التي طالت أمراء ورجال أعمال ومسئولين سابقين وحاليين في المملكة، ومنع هو وزوجته و6 من أولاده من السفر وصودرت جوازات سفرهم.

ووجهت له اتهامات بدعم منظمة "إرهابية"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتعكير علاقات البلاد مع دول عربية والحصول على الجنسية الأميركية "دون إذن".

خشية بايدن

ومن جانبهم، حذر ناشطون بارزون، من أن مساعي ابن سلمان لتحسين ملف حقوق الإنسان "ظاهرية فقط" لتلميع صورته أمام الإدارة الأميركية الجديدة، مذكرين بأن انتهاكات السلطة لحق "فتيحي" وأفراد أسرته مازالت قائمة، ومنها استمرار منعهم من السفر.

وأكد الناشط السعودي المعارض عمر بن عبد العزيز، أن ابن سلمان لم يتغير هو فقط يحاول كسب الوقت وإقناع الإدارة الأميركية أنه تغير، محذراً من الانسياق خلف فكرة أنه رضخ إيمانا بالإصلاح.

ورأى أن رضوخه خوفا من توحش إدارة بايدن، متسائلاً: لماذا مازال يمنع أسرة فتيحي  من السفر؟ وأين رد الاعتبار بعد تشويه السمعة؟ وكيف تتم محاسبة من قاموا بتعذيبه بالريتز؟".

 وأكدت الكاتبة نورة الحربي، أن "خوف ابن سلمان من بايدن دفعه لتخفيف حكم السجن بـ 6 سنوات على فتيحي إلى نصف المدة تقريبا مع وقف التنفيذ"، مستنكرة أن "باقي المعتقلين لا بواكي لهم!".  وسخر الصحفي المعارض تركي الشلهوب، قائلا: "وصل بايدن إلى الحكم .. فتحول الدكتور وليد فتيحي من إرهابي إلى نجم يُكرم .. سبحان الله".  وأشار الحقوقي أسامة رشدي، إلى أن وليد فتيحي من السجن للتتويج بالجوائز، متسائلا: "متى ستمنح جائزة للدكتور سلمان العودة وإخوانه من معتقلي الرأي؟ أم أن سيد البيت الأبيض الجديد هو كلمة السر في هذا العطف الانتقائي؟!".  وأعرب القائمون على حساب نحو الحرية عن سعادتهم بالإفراج عن فتيحي المعتقل بتهم باطلة من الأساس، ملمحين إلى أن الإفراج كشف أن وصول بايدن للرئاسة مرعب إلى هذه الحد، وأن القضاء في البلاد مسيس ويتحكم به صبي طائش.

وكانت مجلة "ذا هيل" الأميركية، قد كشفت قيل نحو أسبوعين عن خطوات سعودية مرتقبة تهدف لإرضاء إدارة بايدن، موضحة أنها تستعد لعلاقة أكثر صرامة مع إدارة بايدن بعد 4 سنوات منحها فيها الرئيس دونالد ترامب خطا مباشرا إلى المكتب البيضاوي.

وأشارت المجلة إلى أن المملكة تعمل بالفعل على تهدئة المياه المضطربة بين واشنطن والرياض، مع الإفراج المتوقع عن ناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة (لجين الهذلول) وتقارب محتمل مع قطر بعد حصار دام لسنوات. 

دور الجنسية

وتحدث ناشطون عن دور الجنسية الأميريكية التي يمكلها فتيحي، منددين بـ"عدم استقلالية القضاء السعودي وتحكم ابن سلمان به".

ولفت الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، إلى أنها شفعت له، بعد فوز بايدن، و"أفرج عنه وتسلم جائزة يستحقها بعد أن ألصقت به زورا تهم باطلة"، معرباً عن أمله أن يفرج عن جميع معتقلي الرأي بمعزل عن اتجاهاتهم وجنسياتهم.

فيما اعتبر الأمين العام لحزب التجمع الوطني يحيى عسيري، الإفراج والتكريم المستحق لفتيحي فوزاً للجنسية الأميركية، أو أنها كانت عقوبة في زمن ترامب، وربما نعمة في زمن بايدن، قائلاً إن الفوضى من قبل السلطات تخرجهم بهذا المنظر.

وتهكم مغرد آخر قائلاً: إن فتيحي "لو لم يكن حاملاً للجنسية الأميركية لم يكن ليقفلوا ملفه بهذه السرعة، فالسجن مليان من الأبرياء لكنهم لا يحملون الجواز الأميركي!!"، ساخراً: "احكي لي عن استقلالية القضاء".

وأكدت الكاتبة والناشطة السياسية والحقوقية علياء أبوتايه الحويطي، أن المملكة ليس عندها سياده خارجية ولا داخلية، ما يحصل بها إملاءات واضحة وجلية من صلح قطر، إلى الإفراج عن فتيحي إلى تخفيض محكومية لجين وسجناء الرأي والحقوق".

وتساءلت: "ماذا عن الانفجار الداخلي من اعتقال الدعاة والرموز والمواطنين وتغييبهم من العودة للقرني للطريفي للحويطات!".