فائزة رفسنجاني.. ابنة رئيس إيراني تمنت بقاء ترامب ورفضت فرض الحجاب

يوسف العلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

الانتقاد الحاد الذي وجهته للنظام الإيراني، أعاد فائزة ابنة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني إلى الواجهة مجددا، والتي طالما أثارت الجدل بمعارضتها الشديدة لسياسات بلادها في الداخل والخارج، حيث تصف نظام ولاية الفقيه الحالي بأنه "لا ديني ولا ثوري".

وفي خطوة تتماهى مع المعارضين والمنتقدين للنظام الإيراني، تمنّت فائزة رفسنجاني، فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة، وهاجمت كذلك سياسات طهران في سوريا، مؤكدة أنها "تسببت بمقتل نصف مليون مسلم سوري".

تصريحات مثيرة

بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة والدها أكبر هاشمي رفسنجاني، قالت "فائرة" خلال مقابلة صحفية نشرها موقع "إنصاف نيوز" في 10 يناير/ كانون الثاني 2021: "بالنسبة إلى إيران، كنت أرغب في أن يفوز السيد ترامب، لكنني لو كنت أميركية لما كنت لأصوت له".

وعزت سبب رغبتها في فوز ترامب إلى أن "الشعب دائما تواق إلى تحقيق إصلاحات، لكن لا يحدث شيء، ولا يجري التجاوب مع طلباته، والأشخاص يقمعون، لكن ربما لو استمرت ضغوط السيد ترامب، لكنا حينها مضطرين إلى تغيير السياسات في نهاية المطاف"، واصفة الديمقراطيين بـ"الضعفاء".

لم تكتف فائزة رفسنجاني، بإبداء رغبتها في فوز ترامب والذي أثار غضبا واسعا لدى التيار المحافظ في إيران، بل تناولت قضايا حساسة أخرى، منها مهاجمة سياسات طهران في سوريا.

وقالت رفسنجاني إن والدها كان يعارض التدخل الإيراني في سوريا، وإنه طالب قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري السابق، الجنرال قاسم سليماني بعدم الذهاب إلى هناك. 

وأضافت أن "السيد قاسم سليماني قبل توجهه إلى سوريا جاء إلى والدي لطلب المشورة، وهو طلب منه ألا يذهب"، مشيرة إلى أنه "بينما يحصل كل هذا الدفاع عن سياسة المقاومة وإجراءات إيران في المنطقة، لكن لطالما لا تكون النتيجة هي تنمية إيران، فلا يمكن أن تكون عملا إيجابيا".

وتابعت: "والدي كانت لديه رؤية استشرافية قوية عندما طالب بعدم الذهاب إلى سوريا"، منتقدة الوقوف إلى جانب النظام السوري الذي "كان أقل نتائجه مقتل 500 ألف سوري. لكن بهذه السهولة نتخذ موقعا (في سوريا) حيث يقتل 500 ألف مسلم سوري".

ووصفت فائزة رفسنجاني سياسات بلادها تجاه سوريا بـ"الكيل بمكيالين"، قائلة: "إذا كان قتل المسلمين أمرا سيئا، فلماذا لا توجد لدينا مشكلة مع روسيا التي تقتل الشيشان، والصين التي تقتل الأويغور وتضر بمصالحنا؟".

فرض الحجاب

هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها فائزة رفسنجاني، السلطات الإيرانية، فقد انتقدت خلال حديثها لمركز جامعة "ستانفورد" للدراسات الإيرانية في 30 يونيو/ حزيران 2020، ممارسة الضغوط على النساء في إيران، بالقول: "لسنا نظاما دينيا، ولا نظاما ثوريا".

وشددت ابنة رئيس إيران الراحل على أن "الأنظمة لا تستطيع الدفاع عن الأيديولوجيات، لأنها ستصبح أدوات لإساءة الاستخدام"، مشيرة إلى أن "السنوات مرت وفُقدت أشياء كثيرة".

وأشارت إلى أن "الفتيات والنساء الإيرانيات وجدن طريقهن بشكل صحيح"، قائلةَ: "إن ضغط واهتمام المنظمات الدولية أفضل من ضغط الدول أو ضغط السيد ترامب والحكومة الأميركية". ومع ذلك أكدت أن "الدعم الخارجي يمكن أن يقوي هذه الحركات الداخلية".

وحول التغييرات في نظام الجمهورية الإسلامية، قالت فائزة هاشمي إن سبب عدم التغيير والإصلاح، إضافة إلى "عقبات الأصوليين"، هو إحباط الشعب من الإصلاحيين، مضيفة أنه "في أحداث عامي 2017 و2019 على وجه الخصوص، أصدر بعض الإصلاحيين المناصرين للنظام بيانات لا تتوافق مع حقائق المجتمع".

وفي سياق آخر، أكدت فائزة هاشمي رفسنجاني، أنها تعارض الحجاب الإجباري، قائلة: "مثلما أخطأ رضا شاه بفرض خلع الحجاب، أخطأنا نحن أيضا بفرض الحجاب الإجباري في البلاد".

قبل ذلك، قالت فائزة رفسنجاني، خلال حوار مع صحيفة "مستقل" الإيرانية في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2018، إن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية "تتزايد في إيران دون حل"، والنظام الإيراني "ينهار من الداخل".

وأضافت أن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية "تتزايد يوما بعد يوم في البلاد"، والمظاهرات الشعبية التي شهدتها إيران خلال الفترة الماضية "أظهرت حالة الانزعاج وعدم رضى الشارع" عن سياسات النظام.

واتهمت الحكومة بأنها "لم تقدم حلولا" للمشاكل التي تعاني منها البلاد، مشيرة إلى أن "النظام بدأ بالانهيار من الداخل، لكن لم يحدث انهيار كامل للنظام، وأعتقد أن هناك احتمالية كبيرة لحدوث ذلك".

فائزة رفسنجاني، دعت إلى ضرورة أن تقوم الحكومة بإصلاح النظام السياسي والإداري، وأنه "ينبغي أن يتم إجراء إصلاحات في القوانين والقواعد التي صيغت بشكل خاطئ". وأكدت: "بعض الذين وضعوا أسس الثورة في إيران إما قتلوا وإما تم نفيهم".

وفي قضية مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد، انتقدت فائزة هاشمي رفسنجاني، تصريحات المسؤولين الإيرانيين فيما يخص مقتل فلويد، قائلة إن "من يدينون مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة، هم أنفسهم من قتلوا المئات خلال احتجاجات إيران".

وفي ملف صوتي بثته هيئة الإذاعة البريطانية، في 3 يونيو/ حزيران 2020، تطرقت رفسنجاني إلى ما وصفته بـ"ازدواجية تعامل المسؤولين ووسائل الإعلام الحكومية الإيرانية مع مقتل جورج فلويد والاحتجاجات التي تلته ومع التظاهرات الإيرانية".

وأضافت: "من المدهش والمضحك أن يُدان مقتل جورج فلويد من قبل من هم قاموا بأسوأ من ذلك بكثير في إيران"، لافتة إلى أن "المسؤولين لو كانوا صادقين في إدانتهم حقا، لأدانوا ما يحدث ببلادنا في المقام الأول، حيث رأينا أشياء أكثر سوءا تحدث في إيران".

حكم السجن

وبسبب موقفها ضد النظام ومطالبتها بتغيير نهج الدولة بالكامل دخلت فائزة رفسنجاني إلى السجن في 21 سبتمبر/أيلول 2012 تنفيذا لحكم قضائي 6 أشهر صدر بحقها نهاية 2011 بتهمة الدعاية ضد النظام.

وفي 24 سبتمبر/أيلول 2012 اعتقل شقيقها مهدي هاشمي رفسنجاني، واتهمت السلطات الشقيقين بالمشاركة في احتجاجات 2009 التي اندلعت بعد إعلان فوز محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية في انتخابات طعنت المعارضة بصحتها.

وعلى ضوء ذلك، منعت السلطات فائزة رفسنجاني، من أي نشاط سياسي أو صحفي لمدة 5 سنوات بالتهمة ذاتها وهي "الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية".

فائزة رفسنجاني البنت الصغرى من بين 5 أبناء وبنات لرفسنجاني ولدت في 7 يناير/ كانون الثاني 1962، وهي برلمانية سابقة للفترة من 1996- 2000 محسوبة على التيار الإصلاحي، قبل أن تتحول مؤخرا إلى واحدة من أبرز الأصوات المعارضة في الداخل.

ابنة رفسنجاني صحفية وناشطة أيضا في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، وأغلقت صحيفة كانت تصدرها بعنوان (المرأة) بداية في يونيو/ حزيران 1999 لمدة أسبوعين، ومرة أخرى في 6 أبريل/نيسان 1999 إلى الأبد، بسبب نقد الحجاب، ودعم النسويّة، ونشر صورة كاريكاتيرية حول دية النساء.

وبخصوص وفاة والدها المفاجئة، في 8 يناير/ كانون الثاني 2017، خرجت فائزة رفسنجاني بتصريحات في 17 ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، اتهمت فيها السلطات باغتيال والدها عن طريق "التسمم الإشعاعي".

وكشفت رفسنجاني في حينها أن "المختصين أكدوا وجود 10 أضعاف من الجرعة المشعة في جثة والدها". وأوضحت أن "مجلس الأمن القومي الإيراني قال إنه لا يعرف مصدر الإشعاع، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن سبب الوفاة ليس هذه الجرعات المشعة".

وأضافت، أن "كلمات المسؤولين في مجلس الأمن القومي الأعلى، أفادت بأن القضية كانت مغلقة أمامهم، فضلًا على أنهم لا يعرفون مصدر التسمم الإشعاعي".