بعد المصالحة.. ما إمكانية توسط قطر لتحسين العلاقات بين إيران والسعودية؟

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع إيراني ووكالة أنباء روسية ناطقة بالفارسية عن مدى إمكانية حدوث وساطة قطرية لتطبيع العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، كنتيجة لتوقيع اتفاق المصالحة الخليجية في 5 يناير/كانون الثاني 2020.

وقالت وكالة سبوتنيك - النسخة الفارسية في مقال للصحفي حسين جوادي إن مثل هذه الخطوة تحتاج أولا إلى اعتبار السعودية قطر مرشحا مناسبا من أجل القيام بهذا الدور، بعد أكثر من 3 سنوات ونصف من النزاع بين الدولتين الخليجيتين.

وفي 12 يناير/كانون الثاني، أعرب المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، مطلق القحطاني، عن استعداد بلاده للوساطة بين كل من إيران تركيا من جهة والسعودية من جهة أخرى لحل التوتر القائم في علاقاتهم.

كما أشار إلى أهمية الحفاظ على علاقات الصداقة بين الدول المهمة والمؤثرة في المنطقة كالسعودية، وتركيا، وإيران، وأضاف: "يصب هذا في مصلحة الجميع".

حاجة سعودية

وعن هذه القضية، يرى الخبير الإيراني في الشؤون السياسية للشرق الأوسط حسن هاني زاده، وجود "حاجة سعودية لتغيير سياساتها في المنطقة مع أخذ التغيرات التي حدثت في البيت الأبيض في الاعتبار، وأن دونالد ترامب تنحى جانبًا عن النفوذ والسلطة، بعد فوز جو بايدن بالرئاسة في أميركا".

فمن الطبيعي أن تؤثر هذه التغيرات تأثيرًا مباشرًا على دول المنطقة، وخاصة المملكة العربية السعودية لأنها تشعر أن لدى جو بايدن العديد من الملفات ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وفق زاده.

ومن ضمن هذه الملفات، حادثة القتل المفجعة للكاتب الصحفي السعودي المعروف جمال خاشقجي (في قنصلية بلاده بإسطنبول)، وقضية حرب اليمن وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى "رشوة" قدرها 500 مليار دولار قدمتها السعودية إلى ترامب.

وأردف هاني زاده: كل هذا موجود في قانون العمل الخاص بجو بايدن، ولذلك فإن السعودية الآن تحاول تغيير السياسات الخاصة بها.

ويعتقد أنه "من الطبيعي أن تميل السعودية نحو إيران في المستقبل ولكن يرتبط ذلك بالسياسات التي سيتخذها جو بايدن تجاه الرياض".

وعلى هذا الأساس كلما تعاني المملكة العربية السعودية من الانعزال السياسي تتجه نحو إيران، وفق تقديره. 

علاقات معقدة

ولا ينفي زاده أن العلاقات بين إيران السعودية معقدة للغاية وأن الرياض لن تتجه صوب طهران تحت أي ظرف من الظروف إلا عند حدوث أزمة داخلية أو دولية. 

وبناء على ذلك يقول "يجب أن ننتظر دخول جو بايدن البيت الأبيض (20 يناير/كانون الثاني) ونرى ماهية السياسات التي سيتخذها".

بدورها، قالت وكالة خبر أونلاين الإيرانية إنه يجب الأخذ في الاعتبار أن السعودية حاولت إبعاد قطر عن إيران كشرط لتحقيق المصالحة الخليجية فيما سبق لكنها لم تستطع، حتى توجهت الدوحة نحو تركيا وطهران معا.

ولفت الخبير في قضايا الشرق الأوسط قاسم محبعلي، إلى أن السعودية تواجه الكثير من الضغوطات في هذا الملف وسط حديث عن تحسن مرتقب في العلاقات بين إيران وأميركا وعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مرة أخرى. 

وتكمن المشكلة الكبرى برأيه في ملف اغتيال جمال خاشقجي، حيث تقلق السعودية بشأن انضمام أنقرة لهذه القضية. ولذا تسعى إلى التقارب أكثر مع الدوحة كي تقلل الضغط التركي.

وعن طبيعة استفادة إيران من الصلح بين الدوحة والرياض، قال الخبير: يجب أن ننظر إلى أن طهران لن تستفيد من هذه التحولات على المدى القصير.