"التلجراف": كيف حقق حفتر مكاسب بليبيا رغم تعرضه لهزيمة محرجة؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "التلجراف" البريطانية، تقارير سلطت فيها الضوء على التطورات المتسارعة في ليبيا، محذرة من الوقوع في حرب أهلية بعد تقدم الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، صوب العاصمة طرابلس.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس الماضي، من أن ليبيا قد تغرق في "مواجهات دموية"، بعد لقائه الجنرال حفتر الذي أمر قواته بالتقدم في طرابلس، بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.

وذكرت الصحيفة، أن قوات الجنرال حفتر، كانت قد استولت على المطار الدولي السابق في ضواحي العاصمة، الجمعة الماضية، على الرغم من أنها عانت من انتكاسة سابقة عندما جرى أسر حوالي 140 من مقاتليها.

وقال أنطونيو جوتيريش بعد لقائه حفتر في بنغازي: "أغادر ليبيا بقلب قلق للغاية. ما زلت آمل أن يكون من الممكن تجنب مواجهة دموية في طرابلس وضواحيها".

وأضاف أمين عام الأمم المتحدة، حسب ما ذكرته الصحيفة، مغردا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "الأمم المتحدة ملتزمة بدعم  الحل السياسي، ومهما حدث، فإن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الشعب الليبي".

وكان جوتيريش، قد طار إلى شرق ليبيا في محاولة لتفادي معركة ربما تؤدي إلى إشعال حرب أهلية حادة.

عرقلة حل النزاع

وذكرت الصحيفة، أن الجنرال حفتر كان قد أصدر أوامره إلى ما يسمى بـ"الجيش الوطني الليبي" الذي يترأسه بالاستيلاء على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، الخميس الماضي.

جاء هذا الأمر بينما كان جوتيريش في طرابلس لمناقشة مؤتمر الوفاق الوطني المقبل مع فائز السراج، رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني، واعتبر بمثابة محاولة متعمدة لعرقلة جهود الأمم المتحدة لحل النزاع.

وأضافت الصحيفة على لسان مصدر سري رفض الإفصاح عن هويته، أن الأجواء في المدينة "هادئة ولكن متوترة"، السبت الماضي.

ولكن يبدو أن القتال، قد توقف بعد أن تعرضت قوات الجنرال حفتر لهزيمة محرجة في ضواحي المدينة.

وقالت الصحيفة في سياق متصل، إنه تم أسر نحو 140 رجلا من اللواء 107 التابع لقوات حفتر، وهو القوة الضاربة في المعسكر 27 ، وهو نقطة تفتيش تجاوزوها في وقت سابق عند تقاطع رئيسي صباح الخميس الماضي.

هجوم استفزازي

وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية ، قالت الصحيفة إنه كان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة لمعالجة الأزمة الليلة الماضية، بينما قالت بريطانيا إنها تعارض أي عمل عسكري من شأنه أن يحمّل مسؤولية أي حزب أثار الحرب الأهلية، لكنها تجنبت ذكر الجنرال حفتر أو الجيش الوطني الليبي بالاسم.

وقال مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث في بيان مشترك صدر مع فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة: "اعتقادنا راسخ، أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا".

وتابعت الصحيفة ردود الأفعال الدولية، حيث ذكرت أن ليف دينجوف، المبعوث الروسي الخاص لليبيا، وصف إعلان الهجوم على طرابلس بأنه "استفزازي ومضاد عكسي" وأكد التزام موسكو بدور الأمم المتحدة، لكنه تجنب أيضا ذكر الجنرال حفتر بالاسم.

واختتمت الصحيفة متابعتها لردود الأفعال الدولية، قائلة إن ماجا كوسيجانشي، المتحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، "دعت جميع الأطراف إلى وقف تصعيد الموقف على الفور".

شفا حرب أهلية

وفي تقرير آخر نشرته "التلجراف"، للصحفي أولاند أوليفانت، قالت: إن "ليبيا دخلت على شفا حرب أهلية جراء تحدي الجنرال خليفة حفتر الأمم المتحدة وإصدار أوامره إلى قواته للقيام بعملية عسكرية تجاه غرب ليبيا قاصدا طرابلس؛ لإسقاط حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا".

وأضافت الصحيفة، أن حفتر وجه خطابا مسموعا إلى ما يسمى بـ"الجيش الوطني"، أصدر خلاله الأوامر بتنظيم "مسيرة نصر" كما أطلق عليها تجاه العاصمة الليبية طرابلس لزعزعة الأرض تحت أقدام "حفنة غير مسؤولة"، بحسب تعبيره.

وقال حفتر في خطابه "إننا نسمع نداء طرابلس، وأن كل من يستسلم فهو في أمان".

على الجانب الآخر، قالت الصحيفة إن "فائز السراج، رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، كان قد أمر في وقت سابق القوات بالتعبئة وتوجيه الضربات الجوية إذا لزم الأمر لوقف أي هجوم على العاصمة".

بينما قالت المجموعة القوية من الفصائل التي تسيطر على مدينة مصراتة الغربية، إنها مستعدة لمحاربة قوات الجنرال حفتر ودعم السراج، بحسب "التلجراف".

وأوضحت الصحيفة، أن "مراكز القوة الرئيسية تتمثل في حكومة السراج المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس، وعلى الجهة المقابلة تأتي الإدارة المنافسة التي يديرها الجنرال حفتر ومقرها مدينة بنغازي الشرقية".

دعم خارجي

في سياق متصل، أكدت "التلجراف"، أن "الجنرال حفتر الذي يتمتع بدعم قوي من مصر والإمارات، كان قد عزز سيطرته مؤخرا على مساحات شاسعة من جنوب البلاد، ويرونه على أنه قائد علماني يمكنه استعادة النظام في ليبيا التي مزقتها الحرب كما أنه يمكنه هزيمة المتمردين الإسلاميين هناك، بينما يراه منتقدوه مشروع ديكتاتور جديد على خطى القذافي".

من ناحية أخرى، أكدت الصحيفة أن "روسيا وبعض الدول الغربية، لا سيما فرنسا، كانت قد دعمت الجنرال حفتر، في نفس الوقت الذي تدعم فيه حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج".

بينما ذكرت الصحيفة، أن السراج وحفتر كانا قد التقيا في أبو ظبي الشهر الماضي، لمناقشة اتفاق لتقاسم السلطة، حيث كان من المتوقع أن يعلنا عن اتفاق يمهد الطريق للانتخابات الوطنية في المؤتمر الوطني الليبي الذي ينظمه ويشرف عليه  غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، في الفترة من 14 وحتى 16 من أبريل/نيسان الجاري.

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الجنرال حفتر والقوات الموالية لحكومة السراج مساء الأربعاء الماضي، بعد أن قالت قوات حفتر إنها أرسلت وحدات إلى الغرب.

وذكرت الصحيفة، أنه في صباح الخميس الماضي، قالت قوات حفتر إنها سيطرت بالكامل على بلدة الغريان، على بعد حوالي 50 ميلا جنوب العاصمة طرابلس، بينما رفض شهود عيان رواية وحدات حفتر، مؤكدين أن قوات الأخير فضّلت تجاوز البلدة بدلا من اقتحامها.

مكاسب الصفقات

وفي سياق متصل، نشرت قوات حفتر، شريط فيديو يظهر شاحنات رباعية الدفع محملة بمدافع رشاشة ثقيلة تتجمع على طريق مجهول، بينما ذهب محللون إلى أنه ما زال من غير الواضح ما إذا كانت قوات الجنرال حفتر ستكون لديها القدرة العسكرية لحصار غرب ليبيا وإسقاط حكومة الوفاق الوطني بالقوة.

ودللت الصحيفة البريطانية في تقريرها على ذلك بقولها، إنه على الرغم من أن قواتها شهدت قتالا مكثفا للسيطرة على مدينتي درنة وبنغازي، إلا أن معظم المكاسب الإقليمية التي حققتها قوات حفتر، في جنوب البلاد قد تحققت من خلال عقد صفقات مع الجماعات المسلحة المحلية بدلا من قتالها.

وأكد تقرير "التلجراف"، أن المدن الغربية مثل الزنتان ومصراتة، التي تسيطر عليها جماعات هائلة بأسلحة ثقيلة، "ستكون نوعا مختلفا تماما من المقاومة".

ونقلت الصحيفة في ختام تقريرها عن تيم إيتون، الخبير في الشأن الليبي بمركز "تشاتام هاوس" للأبحاث، إنهم سيقاتلون. "من الصعب أن يرى حفتر يدخل إلى مكان مثل طرابلس، إلا إذا أبرم صفقات بالفعل".