"سيسي أميركا".. هكذا وصف ناشطون ترامب بعد اقتحام أنصاره للكونغرس

واشنطن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

لم يحترم الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" مبدأ "تسليم السلطة سلمياً" وأثبتت الأحداث المتلاحقة محاولاته للتدخل في عملية فرز الأصوات ومساعيه لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن خسارته وفوز مرشح الحزب الديمقراطي "جون بايدن" بها.

"ترامب" المنتهية ولايته حاول الضغط على مسؤولي الولايات التي خسر أصواتها في الانتخابات التي جرت 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لتغيير النتائج، وتواصل هو ومحاموه مع أعضاء الكونغرس لحثهم على رفض النتائج.

ادعى "ترامب" تزوير الانتخابات، وعادى وزارة العدل وجهات التحقيقات القانونية والقضائية واتهمها بالتستر على التزوير، وأقال مسؤولين بارزين شاركوا في إدارة العملية الانتخابية، بينهم مدير الأمن الإلكتروني بعدما وصف الانتخابات بأنها "الأدق في التاريخ الأميركي".

لكن كل مزاعمه بالتزوير كان مردود عليها وموثق كذبها بالأدلة الصوتية، وباءت كل محاولاته -لمنع إعلان "بايدن" رئيساً- بالفشل، فحث أنصاره عشية انعقاد جلسة الكونغرس للمصادقة رسمياً على فوز المرشح الديمقراطي للاحتجاج والاحتشاد لرفض نتائج الانتخابات.

ودعاهم للمجيء باكراً إلى ساحة "إيلليبس" الواقعة جنوب البيت الأبيض، مبدياً ثقته بأن "حشوداً ضخمة" ستشارك في هذه التظاهرة، وهو ما استجاب له أنصاره، وتصاعدت تبعاته الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني، ووقعت مصادمات بينهم وبين الأمن داخل مبنى الكونغرس.

جرت الصدامات بعد أن اجتاح أنصار "ترامب" مبنى الكونغرس (الكابيتول) في أعقاب اجتماع المشرعين، للمصادقة على فوز "بايدن" ونائبته كامالا هاريس، لإجبارهم على منع التصديق.

وعقب "ترامب" على الأحداث في تغريدة حذفها مسؤولوا تويتر، قائلاً إنها "رد فعل طبيعي".

الأحداث أثارت ردود فعل على "تويتر"، دفعت ناشطين لتسمية ترامب بـ"سيسي أميركا" لتسببه في فوضى أسفرت عن سقوط 4 قتلى بينهم سيدة متأثرة بإصابتها بطلق ناري، واعتقال 52 شخص -بحسب ما أعلنه رئيس شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن، "روبرت ج.كونتي"-. 

بلطجة سياسية

وندد ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم مختلفة أبرزها #أميركا_تنكشف، #ترامب، #الربيع_الأمريكي، #الكونغرس، #انتخابات_الرئاسة_الأمريكية، وغيرها، بالفوضى التي خلقها ترامب بسبب رفضه تسليم السلطة والاعتراف بهزيمته.

ورأى ناشطون، أن الأحداث رغم انتهاءها بتراجع "ترامب" ودعوته أنصاره للهدوء، ومصادقة الكونغرس بغرفتيه (النواب والشيوخ) 7 يناير/كانون الثاني، على فوز "بايدن" بأغلبية 307 من أصوات المجمع الانتخابي، إلا أنها كاشفة لكذبة ديمقراطية أميركا، فيما أثنى ناشطون على قدرة المؤسسات الأميركية على احتواء الأزمة.

وأشار ناشطون إلى أن "ترامب" شخصية ديكتاتورية ويحب الديكتاتوريين، وله ديكتاتور مفضل اسمه (عبدالفتاح) السيسي (رئيس النظام المصري)، لافتين إلى أن ما فعله "بلطجة سياسية" .

واعتبروا ما جرى خطأ تاريخي يحرج أميركا وسفرائها الذين يعمدون إلى إعطاء الدول الأخرى دروساً في الديمقراطية، مؤكدين أن الأحداث أسقطت هالة الديمقراطية الأميركية المصطنعة التي سُوق لها أنها النموذج الأرقى الذي يجب أن يحتذى من قبل شعوب العالم.

ووصف ناشطون تحريض "ترامب" لأنصاره على رفض نتائج الانتخابات والمطالبة بتمديدة 4 سنوات جديدة له، بأنها "بلطجة سياسية" شوهت الديمقراطية الأميركية.

وقال رئيس مركز "هنا عدن" للدراسات "أنيس منصور" إن بلطجة أنصار ترامب فالصوا وغدت وصمة عار تاريخية أسقطت ديمقراطية Hldv;h وحزب #ترامب، مؤكداً أن الرهان على الفوضى سلوك شوارعي.

ورأى الكاتب "محمد اليحيا" أن البلطجة السياسية التي قام بها "ترامب" أضرت كثيرًا بسمعة الولايات المتحدة الأميركية وبسمعة النظام الديموقراطي الذي اتضحت هشاشته.

سيسي أميركا

وربط ناشطون بين أفعال "ترامب" ومحاولته الانقلاب على أصوات الشعب الأميركي، وانقلاب السيسي على الرئيس الشرعي محمد مرسي، وحشده لمظاهرات مطالبة برحيله، أعقبها بانقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013. 

وكان "ترامب" قد وصف السيسي في لقاء سابق معه بـ"ديكتاتوره المفضل"، وقالها بصوت عال بما فيه الكفاية ليسمعه تجمع صغير من المسؤولين الأميركيين والمصريين، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشار الكاتب والصحفي "صلاح بديوي" إلى أن "ترامب" وأنصاره يحاولون الانقلاب على النظام الديمقراطي الأميركي، متسائلاً: "هل تنفجر حرب أهلية أو يستولي الجيش الأمريكي على السلطة اقتداء بالجنرال عبد الفتاح ترامب سيسي أميركا، أم تنتصر الحرية؟.  

ورأى أحمد بن راشد بن سعيد، أن "ترامب" يقتفي خطى ديكتاتوره المفضل -في إشارة إلى السيسي-.

وتساءل المغرد محمود الزواوي: "ماذا ننتظر من ترامب الرئيس الأميركي الذي تكفل وتفاخر برعاية الديكتاتور المفضل له، قائد الانقلاب العسكري المصري عبدالفتاح السيسي، ويبدو أنه تأثر به، وأحب أن يجرب حظه في انقلاب على الديمقراطية، وحث أنصاره على اقتحام الكونغرس ولكن شتان بين دولة المؤسسات ودولة العسكر.. يسقط حكم العسكر".

ديمقراطية كاذبة

وهاجم ناشطون "ترامب"، مؤكدين أن الأحداث أسقطت قناع الديمقراطية الأميركية، وأثبتت كذبها.

ورأى الإعلامي "محمود الورواري" أن ما حدث ليلة أمس أمام مبنى الكونغرس يكشف أن ترامب لم يكن سياسيا بالمعنى الفعلي بقدر ما كان رجل أعمال رخيص، لافتاً إلى أنه لم يتصرف كسياسي، وإنما تصرف كما كان يتصرف في  حلبات المصارعة والنوادي الليلية التي كان يديرها.

ونشر الإعلامي القطري "جابر الحرمي" صورة لاقتحام أنصار ترامب الباحة الرئيسة لمبنى الكونغرس بعد اقتحام الحواجز، ساخراً بالقول: "هذه هي الديمقراطية الأميركية ..".

وقال الصحفي سمير العركي: "لم نستفد من الديمقراطيات الغربية سوى تنظيرات فارغة، فكلما نبتت لنا تجربة ديمقراطية واقعية كما في إيران وتركيا ومصر والجزائر، تعقبوها بانقلاب دموي يزهق آلاف الأرواح ويبدد الثروات ويعيدنا للخلف سنوات، ثم يجلسون على برج عال يضحكون علينا بأهمية الديمقراطية وفائدة الحكم الرشيد".

في المقابل، أشاد ناشطون بسيطرة السلطات الأميركية على الأحداث وعودة الكونغرس للتصويت على "فوز بايدن" بالرئاسة، وإفشال محاولات ترامب لخلق الفوضى، مشيرين إلى أن أميركا دولة مؤسسات، وقارنوها بما يحدث في الدول العربية التي شهدت انقلابات عسكرية.

وقال أستاذ الأخلاق السياسية "محمد المختار الشنقيطي": "ستنتصر الديمقراطية في #أميركا على #ترمب، لأن جيشها ليس الجيش المصري، ووزير دفاعها ليس ضابطا متهورا تقف وراءه طغمة عسكرية أدمنت احتكار السلطة والثروة، وعصابة إعلامية ودينية أدمنت النفاق والتطبيل لكل سفّاح..

فيما تساءل القانوني محمود رفعت: "هل ندرك أن ضمان الديموقراطية هو مؤسسات الدولة؟"، مجيبا أنه "لو وجد ترمب قضاة فاسدون كقضاة #مصر لدمر كل شيء".