"انتصار لشعوب المنطقة".. هكذا يرى ناشطون آخر محطات المصالحة الخليجية

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعد حصار دام أكثر من 3 سنوات، نجحت جهود الكويت في تحقيق المصالحة الخليجية وتوقيع اتفاق ينهي الأزمة المشتعلة منذ 5 يونيو/حزيران 2017، التي فرضت بموجبها كل من "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر. 

واستقبلت مدينة العلا شمال غربي السعودية، الثلاثاء، أعمال القمة الخليجية 41، وبدت بوادر "لم الشمل" الخليجي في الاستقبال الحار من قبل ابن سلمان، لأمير قطر تميم بن حمد.

وتباينت ردود فعل الناشطين على "تويتر"، منذ إعلان الكويت، مساء الإثنين، أن السعودية وقطر اتفقتا على إعادة فتح المعابر البرية والجوية بينهما، كما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" أن توقيع إنهاء الأزمة الخليجية، الثلاثاء، سيقضي برفع كافة أنواع الحصار عن قطر.

وتنوعت تغريدات الناشطين على وسوم عدة أبرزها، #المصالحة_القطرية_السعودية، #قطر_تنتصر، #المصالحة_الخليجية، #القمة_الخليجية_الـ41، #فتح_الحدود، #قمة_العلا وغيرها، بين الحفاوة بالمصالحة الخليجية المرتقبة، والحديث عن خسائر دول الحصار.

وبرز حديث الناشطين عن طريقة استقبال ولي العهد السعودي لأمير قطر بين من رآه خطوة في الطريق الصحيح وتصحيح للمسار، ومن رآها خضوعا وتضييعا لهيبة المملكة، فيما أشاد آخرون بدور الكويت، وذكروا بمساعي الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، للمصالحة.

وكان النصيب الأكبر من التغريدات لتحية أمير قطر لحفاظه على سيادة بلاده، وعدم خضوعه للشروط والإملاءات الخارجية، ورفضه لتنفيذ الشروط الـ13 التي وضعتها دول الخليج لتمرير المصالحة، ومن بينها إغلاق قناة الجزيرة، وقطع العلاقات مع تركيا وإيران، وغيرها. 

وأثنى ناشطون على تعامل قطر مع الحصار بحكمة حتى انتصرت في النهاية وتمت المصالحة دون تنازلات ولا شروط، وذهبت الشروط الـ13 أدراج الرياح، فيما استفادت قطر داخلياً، وأصبحت قادرة على مواجهة الظروف مستقبلاً دون الحاجة للمحاصِرين.

عناق تاريخي

واحتفى ناشطون بقرب انتهاء الأزمة، متداولين مقطع فيديو يرصد لحظة وصول الأمير تميم إلى مطار مدينة العلا، وعناق ولي العهد السعودي له فور نزولة من على سلم الطائرة، فيما أشار آخرون إلى تصريح "ابن سلمان"، بأن هذه القمة "ستكون موحدة للصف وتترجم تطلعات لم الشمل".

ووصفت الإعلامية الفلسطينية "إيمان عياد"، تحية ابن سلمان وتميم بـ"عناق تاريخي"، مشيرة إلى أنها لقطة العام وبداية الخير، ولقاء يتجاوز الخلاف ويؤسس لمرحلة الوفاق.

 وقال رئيس تحرير البيت الخليجي للدراسات والنشر "عادل مرزوق" إنه مشهد في الطريق الصحيح وللعلاقة التي يجب أن تجمعنا كخليجيين. لا تزال الطريق طويلة لتجاوز ما جرى إلا أن هذا المسار هو الصحيح والمأمول.   وأكد الإعلامي "أسامة الحمد" أن "أيُ صلح بين دول عربية هو انتصار لشعوب المنطقة على كل من سعى لتمزيقها ووضع الأسافين بينها، وانتصار في وجه الأطماعِ الخارجية الدولية منها والإقليمية".  وأوضح مدير مركز "مينا" للأبحاث، خالد الجابر، أن "القمة الخليجية الـ41 ، تدشن الإنجاز الكبير في الوصول إلى أخر محطة في المصالحة الخليجية، وتشكل مرحلة مفصلية في تاريخ مجلس التعاون واستمراره بعد أربعة عقود من التحديات الداخلية والخارجية".

نجاح الكويت

وأثنى ناشطون على دور الكويت في حل الأزمة الخليجية، بدأها الشيخ الراحل صباح الأحمد الذي أعلن الديوان الأميري وفاته في 29 سبتمبر/أيلول الماضي عن عمر ناهز 91 عاما، وفترة حكم تجاوزت الـ14 عاماً، عرف خلالها بدوره في وساطة الخير في المنطقة.

وتبنى "صباح الأحمد" منذ اندلاع الأزمة في صيف 2017. الوساطة الدبلوماسية بين قطر ودول الحصار، وواصلها بعده الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح" حتى تكللت بالنجاح اليوم.

وأشار القانوني "عبد العزيز فارس الرشدان" إلى أن الكويت تلبي دائما نداء الوقت؛ لتعلن أنها بيت الحكمة العربي والخليجي؛ إذ رأبت الصدع ونزعت الفتيل وسعت إلى المصالحة الخليجية، مترجِمةً أمل الشعوب، ومستشعرة وحدة المصير الخليجي، ومحقّقة رغبة فقيد الكويت الكبير؛ لتتلو على سمع الزمان دائما "خليجنا واحد".

 وذكر أستاذ العلوم السياسية الكويتي "عبدالله الشايجي" بأن الغائب الحاضر اليوم في أجواء المصالحة الخليجية هو سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله وطيب الله ثراه، لافتا إلى أن قلبه كان على بقاء مجلس التعاون الخليجي "أخر قلاع العمل العربي المشترك".

قطر تنتصر 

وحيا ناشطون صمود أمير قطر "تميم بن حمد"، وعدم رضوخه لأي مطالب تمس سيادة بلاده، مثنين على رفع الحصار دون أن تقوم قطر بتنفيذ أيّ من الشروط الثلاثة عشر التي وضعتها دول الحصار للمصالحة الخليجية. 

وأشاروا إلى أن المصالحة تتم وسط انتصار قطري، واستمرار لوجود القواعد التركية، وبث قناة الجزيرة، وحفاظ قطر على سيادتها وعدم تحكم "بن سلمان" و"بن زايد" بها، وفشل مخططاتهم لتركيع قطر وضرب وحدة مجلس التعاون الخليجي. 

وحمد مدير عام المركز القطري للصحافة "عبدالله بن حمد العذبة" الله على ثبات الأمير تميم وحرصه على صون حقوق شعبه ومن يقيم في بلاده، قائلاً: "إنه الزعيم العربي تميم بن حمد الشامخ يا إخوان".

وقالت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد: إن "سيادة قطر خط أحمر والشروط مرفوضة والإملاءات غير مقبولة والحصار مرفوع والحوار مسموع".
فيما قال أستاذ الأخلاق السياسية، "محمد المختار الشنقيطي"، "الحمد لله على فتح الحدود وبداية المصالحة الخليجية، فقد كانت أزمة عدمية، وكارثة على من بدأها. لكنها أسفرت عن انتصار العدل على البغي، والصدق على الزيف، والمبدئية على الانتهازية، والعقلانية على الارتجال، والاحترام على الابتذال، ونصرة الشعوب على دعم الطغيان".

 وتهكم رئيس تحرير الفجر الجديد "جمال الغراب" قائلا: "لا مشكلة بين قطر والسعودية كل ما في الأمر أن الأخيرة أرادت قطر دولة تابعه لها وحينما فشلت حاولت الإطاحة بنظام الحكم لتفشل مرة أخرى وهذا ما جعلها تحمل كل هذا الحقد ضد قطر".

وأضاف "بعد كل هذه السنوات وجدت أن لا جدوى من استمرار الأزمة فقررت التخلى عن مزاعمها وقبلت بالحل وهي صاغرة".

يشار  أن المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي يعقد احتماعا سنويا اتباعا للنظام الأساسي لمناقشة التقدم المحرز في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء، ولكنها تشهد غياب قادة عدة دول منذ بدء الأزمة الخليجية وحضور ممثلين دبلوماسيين.

وغاب عن القمة الخليجية 40 التي انطلقت في ديسمبر/كانون الأول 2019، قادة قطر وسلطنة عمان والإمارات، ومن حينها تمرر أنباء عن مقاربات لنزع فتيل التصعيد بين قطر ودول الحصار، ولكنها تبوء بالفشل، وسط أنباء عن تطبيع علاقات جزئي مع بعض دول المقاطعة دون غيرها.