بداية تمرد على الاتفاق النووي.. خبير إيراني يكشف أبعاد التخصيب 20 بالمئة

12

طباعة

مشاركة

تناول تحليل حواري نشرته وكالة "خبر أونلاين" الإيرانية، القضايا المتعلقة بتبعات القرار الذي اتخذته طهران ببداية تخصيب "اليورانيوم" بنسبة 20 بالمئة، وردود فعل الغرب والشرق على هذا القرار.

وقالت الصحفية "مهسا مجدهي"، في تقديم حوارها مع الخبير في الملف النووي أبو الفضل ظهره وند: "أحدثت خطوة إيران العودة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، وقيامها بإبلاغ هذا الموضوع إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجة جديدة من القلق في الغرب".

وأضافت: "يميل أعضاء الاتفاق النووي إلى أن على إيران أن تتوقف عن القرارات التي اتخذتها بشكل أسرع، وتلتزم بتعهداتها خلال الاتفاق النووي. وعلى هذا الحال ترد طهران أنها ستمضي في طريقها طالما أن هذه الدول غير ملتزمة بأي من قراراتها ووعودها".

ومؤخرا، بدأت إيران تخصيب "اليورانيوم" بنسبة 20 بالمئة في منشأة "فوردو" النووية، بعدما أبلغت الوكالة الدولية بذلك.

ولم يكن الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى في 2015، يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67 بالمئة.

ومطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي أعقاب اغتيال العالم "محسن فخري زاده"، المعروف بـ"عراب الاتفاق النووي"، صادق البرلمان الإيراني على قانون يُلزم منظمة الطاقة الذرية بالبدء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة ورفع مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب.

حقوق قانونية

وعن التبعات المحتملة التي ستواجه إيران بعد إعلانها القرار، أجاب "ظهره وند": الأوضاع التي لم يجب أن تحدث وقعت مسبقا، التخصيب بنسبة 20 بالمائة جزء من حقوق إيران القانونية باعتبارها عضو في الوكالة، وكذلك "إن بي تي" (معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية)".

وأضاف "لقد وافقوا على حقنا في التخصيب بشكل ضمني، ولكن كان التخصيب بهذه النسبة ضمن البنود التي من المقرر أن تتوقف مقابل إلغاء العقوبات، ولكن الآن بعد أكثر من 5  سنوات، لا خبر عن إلغاء العقوبات، ربما زاد ميزان العقوبات أيضا، وكذلك خرج الطرف الأساسي (واشنطن) الذي وقعنا معه الاتفاق النووي".

واعتبر "ظهره وند" أن "بداية التخصيب بنسبة 20 في المائة بهدف إحداث توازن بين التعهدات والواجبات، نحن التزمنا بواجبنا، وكان يجب عليهم أن يلتزموا بواجبهم، ومتى يريدون العودة إلى الالتزام بتعهداتهم سنكف عن التخصيب بنسبة 20 بالمائة مرة أخرى".

وقال إن "الغرب يمانع التقدم التكنولوجي في إيران، لديهم مشكلة في هذا النوع من أسلوب الحياة وكذلك أسلوب إدارة الدولة، وعلى أية حال ففي رأيي لا يعني هذا الخروج من الاتفاق النووي، لكن ليس بالمعنى الذي أننا نلتزم بواجبنا ويعملون هم بطريقة غير مشروعة".

وأضاف: "ليس لدينا علاقات بمقام أعلى وعلاقات بمقام أقل، فقد فقدت هذه العلاقة توازنها وتريد إيران استعادة هذا التوازن، ويمكن أن يصلوا إلى نقطة الصفر في النهاية، حيث تقول "إيران" وفقا لما وقعنا عليه سنظل مرتبطين بهذا الأمر حتى عام 2023".

وتابع ظهره وند: "بناء على هذا يجب أن يحددوا واجباتهم بأنفسهم، وهذه الجنازة على وشك الخروج، لقد أدرك العالم أن إيران أظهرت تغيرها بالحد الأعظم، وهذا أقل حد يمكن أن تقوم إيران به".

وردا على القلق بشأن التخصيب بنسبة 20٪ من قبل الصين وروسيا، قال "ظهره وند": "هذا الاحتمال غير موجود، حيث تزعم الصين وروسيا بأنهما ملتزمتان بالاتفاق النووي، ولكن لأن الطرف الأساسي الموقع أميركا، يجب أن ترد أميركا بنفسها، يجب أن نطلب من الصين وروسيا أن يلتزما بالاتفاق، ويسألا الآخرين لأنهما عضوان أساسيان في مجلس الأمن".

وأضاف: "حركتنا نوع من رد الفعل، ونخطو هذه الخطوة ناحية إحداث الاتزان، لا نخشى مجلس الأمن. هدفنا ليس خلق التحدي، وإنما إحقاق الحق".

وأوضح ظهره وند: "لقد عملنا في الإطار الصواب، ولكنهم قاموا بعكس ذلك، لدى الصين وروسيا بعض المشاكل مع أميركا في الوقت الراهن، نفس المشاكل تواجه الصين، تقوم الولايات المتحدة بتهديد روسيا. ولدينا أسس للتعاون الإستراتيجي المشترك مع روسيا والصين، ويجب علينا أن نستغله".

وأكدا قائلا: "لنا حق، ويجب أن نحصل عليه بلي الذراع وطلب الوصول إليه، فالآن تساوم بريطانيا 27 عضوا في الاتحاد الأوروبي، لا يجب أن تخرج من موضع السلطة، فأي عقوبة كانوا يريدون تطبيقها ولم ينفذوها؟، نواجه التحديات ولكن لا نخلقها، نطالب بحقنا وفقا لقوانين العالم والوكالة".

نفس الأساليب

وعن تأثير هذه الخطوة التي اتخذتها إيران مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب "جو بايدن"، قال الخبير: "نفس الأسلوب الذي أقوله موجود كذلك في أميركا، عندما يلعب بايدن يكون في إطار مصالح أميركا القومية وليست المصالح يمينا ويسارا".

وأضاف "يجب أن نظل متذكرين ضمنا، أن بايدن ليس الرئيس الأسبق "باراك أوباما"، وكذلك أميركا ليست أميركا عهد أوباما، استجماع هذه الدولة في ظروف فيروس كورونا وبعد تداعياته ليس بالأمر اليسير، يجب أن ننظر إلى الأوضاع نظرة جيدة".

ولفت إلى أنه من المؤكد أن "بايدن سيلعب في إطار المصالح القومية، رأس مال حكومة ترامب، العقوبات والضغوظ المضاعفة والتي سيستغلها بايدن أيضا، وأي كلام يقال له، سيرد: لا علاقة لي به، وإنما بإمضاء الكونغرس الأميركي".

وأشار "ظهره وند" إلى أن "بايدن استخدم هذه الأساليب وسيلعب، لن يحزن من أجل إيران والآخرين، إستراتيجية الإثنين أي ترامب وبايدن واحدة، وسيستغل كل منهما الاتفاق النووي للتغيرات الداخلية في إيران".

وردا على إمكانية توقع وجود سياسة مشابهة لسياسة أوباما لدى بايدن، وكذلك أن تكون وسطا بين ترامب وأوباما، قال ظهره وند: "نوع النظرة والسياسة هو الذي يختلف ولكن الطريقة واحدة".

وأوضح: "بايدن بلا شك يريد من إيران الالتزام بتعهداتها مرة أخرى، ومن ثم يحاول العودة إلى الاتفاق النووي بدون دفع الثمن. هذا خطأ ولا يجب أن توافق الحكومة الإيرانية لأنه لا يصب في مصلحتنا".

وشدد الخبير الإيراني على أنه "يجب أن ننفذ الخطوات التي أقدمنا عليها حتى تصل تعهداتهم بواجباتنا، فلا تكتمل واجباتنا ويبدؤون من نقطة الصفر، يوعدون فقط أنهم سيرفعون عقوبات ترامب، ذلك بمثابة الشرط الذي يجعل إيران تعود إلى واجبها".

وختم "ظهره وند" تصريحاته بالقول: "إذا عاد بايدن إلى الاتفاق بدون تكلفة، سيستطيع أن يستغل آلية الزناد مرة أخرى، ويجمع آراء ضدنا، يجب أن ننظر إلى الوضع جيدا ونضع له خطة، كما يجب أن نعلم أن إجماع الآراء وإمكانيته خطر ضدنا في يد بايدن، وقالها صراحة، أنه يريد تبديل الاتفاق النووي باتفاق نووي جديد".