التطبيع مع إسرائيل يقرب اليابان من الإمارات.. كيف حدث ذلك؟

12

طباعة

مشاركة

يتزايد الاهتمام الياباني بإسرائيل في السنوات الأخيرة، في وقت تسمح اتفاقيات "أبراهام" العربية لتطبيع العلاقات مع "تل أبيب" باختراق هذا المجال. 

وأشار موقع "جلوباس" العبري أن الوجود الكبير للشركات اليابانية في الإمارات العربية المتحدة، سيسمح بإقامة علاقات جديدة مع نظيرتها الإسرائيلية التي بدأت العمل في البلاد.

وأوضح الموقع: "قيل وكتب الكثير عن الاتفاقيات التاريخية في الأشهر الأخيرة (بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين) ولا شك في أن هذا يمثل اختراقا مهما في علاقات مع دول الخليج، ليس فقط من الناحية الجيوسياسية ولكن من حيث الفرص التجارية".

ونوه إلى أنه من المتوقع، أن تزداد الاستثمارات المتبادلة وتجارة السلع والخدمات في المستقبل القريب، خاصة بعد إطلاق الجسر الجوي بين مطار بن "غوريون" ودبي.

وتساءل الموقع، عن تأثير هذه التطورات على العلاقات التجارية بين إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأقصى مثل اليابان، التي لديها تمثيل تجاري واسع النطاق في "دبي" مع أكثر من 350 شركة يابانية.

واستطرد الموقع العبري، أنه في السنوات الأخيرة كان هناك اهتمام متزايد بين الشركات اليابانية في إسرائيل، وقد أرسلت الحكومة اليابانية رسالة واضحة إلى قطاع الأعمال لتشجيع الأعمال التجارية مع "تل أبيب".

 وعليه ارتفع عدد الشركات اليابانية العاملة في إسرائيل من 24 إلى 92 في السنوات الست الماضية، ويتزايد حجم الاستثمارات اليابانية في "تل أبيب" رغم كورونا بزخم إيجابي مستمر.

ومع ذلك، فإن الإمكانات الكامنة في التجارة بين إسرائيل وثالث أكبر اقتصاد في العالم، لم تتحقق جزئيا في ضوء المصالح اليابانية في الشرق الأوسط وآثار المقاطعة العربية التي لا تزال موجودة في بعض الأماكن.

 لذلك يعتقد الكثيرون، أنه بالإضافة إلى التعاون الذي بدأ بالفعل في الظهور بين "إسرائيل والإمارات" فإن تأثير التقارب بين "تل أبيب وأبو ظبي" قد يقرب الأولى من اليابان أيضا، وفق الموقع.

تعاون ثلاثي

ورأى "دانيال كروبر" رئيس ملاحق وزارة الاقتصاد والصناعة في سفارة "تل أبيب" باليابان أن أهمية الموضوع زادت بالنسبة لي استعدادا للجلسة الشيقة التي دُعيت للمشاركة في مهرجان (DLD) للابتكار تحت عنوان "الفرص والتحديات في التعاون بين إسرائيل وطوكيو وأبو ظبي".

وبين أنه "تحدثنا مع ممثلين عن الحكومات والصناعة من اليابان والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل".

بعد ذلك، تم نشر عدد من المقالات حول هذا الموضوع من قبل الصحيفة الاقتصادية الرائدة في اليابان (Nikkei) والقناة الإعلامية العامة (NHK)، التي تحدثت عن الحماس من جانب الشركات اليابانية لاتفاقيات السلام التي تفتح لهم فرصا جديدة.

وأشار "كروبر" إلى أن دبي تعمل كمركز للشركات اليابانية مع وجود حوالي 350 شركة.

 وستكون الشركات اليابانية التي تسوق التقنيات الإسرائيلية  على سبيل المثال، تلك التي تم تطويرها في مراكز البحث والتطوير الخاصة بها في البلاد قادرة على التقدم بسهولة أكبر في أسواق الخليج.

وتابع: أن الاستثمارات المشتركة في مشاريع الطاقة المتجددة، يمكن أن تؤدي إلى تعاون ثلاثي، فضلا عن التعاون في مجال الإنترنت والتنقل الزراعي والصحة الرقمية.

وأضاف كروبر: أنه "في المحادثات مع نظرائي في الحكومة اليابانية المسؤولين عن تعزيز التجارة الخارجية لليابان، طرحت القضية أكثر من مرة واتفقنا على العمل معا لتحقيق المصالح المشتركة والاستفادة من الفرصة الجديدة".

ولفت إلى أن المؤتمرات والمعارض الدولية التي تقام في أوروبا والولايات المتحدة، كانت أرضا خصبة لخلق التعاون في العقد الماضي، فعمل الملحقون الاقتصاديون في إدارة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد على آلاف الاجتماعات التجارية سنويا بين الشركات الإسرائيلية المشاركة في هذه الأحداث والشركات الأجنبية من البلدان "التي نخدم فيها".

وخلص "كروبر" إلى أن هذه اللقاءات أدت إلى مئات من قصص النجاح بالنظر إلى الوجود المتزايد للشركات الإسرائيلية في دول الخليج والوجود الياباني الكبير هناك. وبين أن الأمر مجرد مسألة وقت "قبل أن نرى قصص النجاح في آسيا".

تهافت الشركات

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إلى أن وجود 200 شركة إسرائيلية في معرض التكنولوجيا بدبي.

 وافتتح معرض "جيتكس" للتقنية نهاية ديسمبر/كانون الأول 2020. في دبي، حيث إن هذه هي السنة الأربعون للمعرض الدولي المهم في مركز التجارة الإماراتي، لكن هذه المرة بدا أنه معرض ثنائي للإمارات وإسرائيل.

ونوهت الصحيفة إلى أنه في العام 2019. شارك في المعرض أكثر من 70 ألف شخص من جميع أنحاء العالم وانخفض الحضور هذا العام بمقدار النصف، لكنه لا يزال معرضا على نطاق شقيقاتها في لاس فيغاس وبرشلونة.

فقد حضر مئات العارضين من أوروبا ودول الخليج وأميركا الجنوبية وآسيا. وفي الواقع من خلال شركات متعددة الجنسيات، تقريبا كل بلد في العالم.

وأثارت مواقف معهد التصدير والشركات الإسرائيلية الكثير من الاهتمام. وكانت في الواقع أول فرصة رسمية للأطراف للتعرف على بعضهم البعض.

 وانتهز بنك "هبوعليم" مع (Microsoft) و(TCS) الفرصة لإطلاق شبكة ضمان رقمية وطنية، وهي الأولى من نوعها في إسرائيل، حيث تعتمد على تقنية (blockchain) (أحد مشتقات هذه التقنية هو العملات المشفرة وبشكل أساسي بيتكوين).

ولفتت الصحيفة، إلى أنه بعد إنشاء مشروع "مايكروسوفت" و(TCS)، أطلق بنك "هبوعليم" الفكرة وسيكون أول جهة إصدار تشارك في المشروع.

ووفقا للرئيس التنفيذي للبنك "لدوف كوتلر"، فإن "الشبكة الجديدة من المستفيدين هي خطوة تأديبية لتعزيز الرقمنة في سوق الضمان ولاحقا في مجالات أخرى. هذه أخبار جيدة حقا وكلما أصبح المزيد والمزيد من الكيانات والعملاء شركاء في هذه الخطوة كان ذلك أفضل للسوق بأكمله".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت إسرائيل" رونيت إيتيد: "أنا فخور بالمشاركة في الشراكة الثلاثية مع بنك (Hapoalim) و (TC) ونعمل معا على إنشاء حل مبتكر في عالم (blockchain) على منصة مايكروسوفت السحابية". 

وأشار المحرر الاقتصادي في "إسرائيل اليوم" عيران بار تل، إلى أن شركة أخرى جذبت الانتباه هي (Geometrix) التي تطور حلولا هندسية متقدمة، وقدمت في المعرض أول آلة أوتوماتيكية من نوعها في العالم للارتداء السريع للقفازات التي تستخدم لمرة واحدة.

وبيّن "بار تل" أنه تم تصميم الجهاز بشكل أساسي للاستخدام من قبل الطاقم الطبي في المستشفيات، ولكن خلال فترة كورونا يكون مناسبا أيضا للمستخدمين الآخرين.

وخلص إلى القول: إن شركة "بيليفون" هي أول شركة توقع اتفاقية "تجوال" في دبي، والتي تسمح للإسرائيليين الذين يأتون إليها للاستمتاع بالاتصالات المحلية، وكذلك أولئك الذين يأتون إلى إسرائيل.