صحيفة تركية ترصد استعدادات "العدالة والتنمية" لانتخابات 2023

12

طباعة

مشاركة

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية عام 2023، تزداد وتيرة حملة إصلاحات واسعة، خاصة في حزب "العدالة والتنمية"، حيث يجري الرئيس "رجب طيب أردوغان" تغييرات كبيرة في كوادر الحزب وسياساته وخطاباته.

وبالإضافة إلى هذه الحملة، يمكن اعتبار هذه التغييرات خطوة لتحقيق أهداف 2023. المتمثلة في، ديمقراطية متقدمة، واقتصاد كبير، ومجتمع قوي، ومدن ذات علامات تجارية، وبيئة صالحة للعيش، وتركيا قائدة.

نحو الهدف

ونشرت صحيفة "حرييت" التركية مقالا للكاتب "عبد القادر سيلفي"، قال فيه: "جائحة كورونا تسببت في تأجيل المؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية، لذلك من المتوقع أن يعقد المؤتمر في مايو/أيار 2021، حال لم يتم تقديم موعده في الأيام القادمة".

وفي هذا السياق، ستبدأ المؤتمرات التي تم تعليقها بسبب الجائحة في 8 يناير/كانون الثاني 2021، ومن المقرر الانتهاء منها بحلول نهاية فبراير/شباط.

وتابع سيلفي: "بسبب الحظر المفروض خلال أيام العطل في نهايات الأسبوع، ستعقد المؤتمرات داخل الأسبوع، وسيشارك الرئيس أردوغان في المؤتمرات عبر الاتصال المرئي ليلقي خطاباته".

وأشار إلى أن "التغييرات التي حدثت مؤخرا في رئاسات فروع حزب العدالة والتنمية في المحافظات، لفتت الانتباه، إلى إن هناك تغييرا كبيرا، حيث وصل معدل التغيير فيها إلى 65 بالمائة". 

وأكد "سيلفي" أن "أردوغان يهدف إلى دخول انتخابات 2023. بكوادر جديدة، لأنه قال: سنحدد الكوادر التي ستحمل حزبنا إلى عام 2023. في مؤتمرنا العام".

لذلك، فهذه المؤتمرات مهمة، كما أعطى "أردوغان" تعليماته لإدارة الحزب قائلا: "حددوا المرشحين بالتشاور مع قاعدة واسعة.. فلتتعاملوا بحساسية شديدة.. لا تفقدوا أحدا، لا تهمشوا ولا تستبعدوا أحدا"، وفقا للكاتب التركي.

وأوضح "سيلفي" سبب ذلك قائلا: "لقد نتج عن تغيير رؤساء البلديات، وبعض رؤساء المحافظات في السابق، بعض الصعوبات، حيث أصبح حزبا (الدواء) و(المستقبل) الملاذ الذي يضم الكوادر الذين تم فصلهم في ذلك الوقت من رئاسة المحافظات والبلديات لحزب العدالة والتنمية".

وأضاف: "لهذا، فإن تحذير أردوغان لحزبه بأن يكونوا حساسين وأن لا يهمشوا أحدا مهم في هذا السياق".

وعلى صعيد آخر، يبرز التركيز على مفهوم "القضية" في خطابات أردوغان في المؤتمرات، حيث يقول: "إن مقاعد السلطة والمناصب مؤقتة، بينما تبقى القضية دائمة".

واعتبر "سيلفي" أن "أهم ما يميز حزب العدالة والتنمية، أنه يجدد نوابه في الانتخابات كما يجدد تنظيماته في المؤتمرات، إنه يتجدد من خلال إجراء التغيير داخل الحزب نفسه".

التغيير المنتظر

من جهة أخرى، ذكرت مراسلة رئاسة الجمهورية للصحيفة ذاتها، "غيزيم كاراكيش"، أن "أردوغان شدد على أهمية الأعضاء في الحزب، خلال اجتماع رؤساء المحافظات الموسع للحزب الذي عقد سابقا، وحضره عبر الفيديو".

وقال أردوغان: "إن الهدف هو مليون عضو جديد، لقد حققت إسطنبول هذا.. وقد حان دوركم الآن".

كما قال أيضا: "أرغب في زيارة كل محافظة واحدة تلو الأخرى في مؤتمرات المحافظات، لكن بسبب الوباء ستكون هناك مدن سأحضرها من خلال مؤتمرات الفيديو، أما أنتم فقوموا بعقد مؤتمراتكم مع مراعاة توصيات وزارة الصحة واللجنة العلمية".

كما أكد "أردوغان" في الاجتماع ذاته على أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أيضا لـ"نشر الوعي خاصة بين جيل الشباب".

وبينما يخطط حزب "العدالة والتنمية" لإجراء تغيير بنسبة 65 بالمائة، ليصل في المراحل المتقدمة إلى 70 بالمائة في رؤساء المحافظات والمقاطعات أثناء المؤتمر، فإنه يعمل على التركيز على رفع نسبة تعيين النساء والشباب في الكوادر الجديدة.

ووفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها، تم تغيير الكوادر بنسبة 51 في المائة في فروع حزب "العدالة والتنمية" في المقاطعات حتى الآن، ويعتقد أن التغيير الأكبر سيكون في المدن الكبرى، مثل أنقرة وإسطنبول. بحسب "كاراكيش".

واستدركت قائلة: "مع ذلك، من المتوقع أن يتم تأجيل المؤتمرات في هذه المحافظات بسبب الوباء، من ناحية أخرى، هناك جهود لإشراك النساء والشباب في الإدارة خلال التغيير الذي سيحدث في الحزب".

وأشارت "كاراكيش" إلى أن "الحزب الذي يتنقل من باب إلى باب ليضم أعضاء جددا، يحاول إقناع الأعضاء الذين غادروا  الحزب واحدا تلو الآخر للعودة من جديد".

الإصلاح أولا

واعتبر "سيلفي" أن "هناك تغييرا يتم في كوادر حزب العدالة والتنمية دون إحداث أي صوت أو صدى، لكن التطور الأهم كان عودة حزب العدالة والتنمية إلى أجندة الإصلاح". 

وأضاف: "أنا أهتم كثيرا بهذا (حزمة الإصلاحات)، فقد كان الرئيس أردوغان قد أعلن قائلا: نحن بصدد إطلاق حملة إصلاحات جديدة في الاقتصاد والقانون والديمقراطية".

وتابع في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الافتتاحات نهاية الأسبوع الماضي، مؤكدا على هذا قائلا: سيكون عام 2021. عام الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية إن شاء الله، وذلك كما وعدنا شعبنا".

ولفت "سيلفي" إلى أن "هناك قبولا عاما في حزب العدالة والتنمية بأن 2021. سيكون عام الإصلاحات، كما أن هناك توقعا بأن ثمار الإصلاحات هذه ستجنى في 2022 و2023".

واستطرد قائلا: "بينما كان الشعب يعدد مشاكل مثل: الاقتصاد وكورونا والبطالة، كان جوابه عن سؤال من الذي تظن أنه يمكنه حل هذه المشاكل؟، حزب العدالة والتنمية، إن الشعب لا يرى بإمكانية وقدرة المعارضة على حل مشاكل تركيا".

وختم "سيلفي" مقاله بالقول: إن "حزب العدالة والتنمية مدين في بقائه في السلطة لمدة 18 عاما إلى تغيير نفسه بشكل مستمر، لذلك، من الواضح أن أردوغان سيقدم على التغيير في كوادر وخطاب الحزب وسياساته".