Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

الدور الإماراتي في التطبيع المغربي.. المسار والإستراتيجية

منذ 2020/12/28 20:12:00 | أوراق بحثية
يمكن إيجاز ملامح "مشهد الكركرات" في وجود رغبة إماراتية محمومة في تعزيز عملية "دومينو تطبيع"
حجم الخط

المحتويات

  • تمهيد
  • مسلسل: القنصلية.. القلاقل.. التطبيع
  • دفع المغرب للتطبيع
  • تدهور العلاقات الجزائرية الإماراتية
  • خاتمة

تمهيد

في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أقدمت المملكة المغربية على توقيع اتفاق ثلاثي مع إسرائيل بوساطة أميركية مشاركة في الاتفاق، وتضمن الاتفاق عدة مذكرات تفاهم لإقامة علاقات بين المغرب وإسرائيل، وصفه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بأنه: "خريطة طريق سيعمل الأطراف الثلاثة عليها خلال المرحلة المقبلة"([1]).

ويعد الاتفاق الثلاثي المغربي رابع اتفاق تعقده دولة عربية مع إسرائيل في أقل من أربعة أشهر. وكانت كل من الإمارات والبحرين قد وقعتا اتفاقا ثلاثيا في واشنطن في 15 سبتمبر/أيلول 2020، تلاهما السودان الذي أعلن في 23 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام التوصل لاتفاق تطبيع، كما يعد الاتفاق المغربي الاتفاق السابع بين دولة عربية وإسرائيل.

كانت مصر قد افتتحت قطار التوقيع في 26 مارس/آذار 1979، وتلاها المفاوض الفلسطيني بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ المعروف باسم "أوسلو 1" في 13 سبتمبر/أيلول 1993، تلاه المملكة الأردنية بتوقيع اتفاقية "وادي عربة" في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994.

الاتفاق أتى بعد تزامن لافت بين تجدد الاشتباكات بين الجيش المغربي وقوات "جبهة البوليساريو" من جهة، وإقدام الإمارات على افتتاح أول قنصلية لدولة عربية في مدينة "العيون" شمال منطقة الصحراء التي تشهد نزاعا بين المملكة المغربية و"جبهة البوليساريو" التي تنظر للمغرب باعتبارها دولة احتلال.

غير أن إشارات تحفظت عليها وسائل الإعلام العربية أشارت لمشاركة عدة دول عربية في دفع المغرب لاتخاذ القرار بتوقيع الاتفاق، بالنظر للدور السلبي لكل من الدول التي ساهمت في تأجيج الاشتباكات في الصحراء الغربية. فما هو مسار جر المغرب إلى مربع التطبيع؟.


مسلسل: القنصلية.. القلاقل.. التطبيع

في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة على فتح قنصلية لها في مدينة "العيون" المغربية([2])، رغم أن الإمارات ليس لها رعايا في منطقة الصحراء أو مدينة "العيون" وما حولها، وهي الخطوة التي ألقت بعدد كبير من التساؤلات، وخاصة مع وجود موارد مختلفة لتزكية الحدث من كل من الجزائر ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وحتى إسرائيل.

تقع مدينة "العيون" في شمال غرب إقليم الصحراء الغربية محل التنازع بين المملكة المغربية من جهة، و"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، المعروفة باسم‎ "جبهة البوليساريو"، والتي تأسست في 10 مايو /آيار 1973، من جهة أخرى.

كانت "جبهة البوليساريو" أعلنت في 27 فبراير/شباط 1976، تأسيسها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وشكلت حكومتها في المنفى في "تندوف" بالجزائر، واعترفت بها 85 دولة، ليتناقص الرقم بفعل ضغوط الدبلوماسية المغربية إلى نحو 44 دولة في الوقت الراهن، من بينها 4 دول عربية.

وتعترف منظمة الأمم المتحدة بـ"جبهة البوليساريو" كطرف مفاوض للسلطات المغربية، ولا تعترف بها كدولة أو حكومة منفى، وهو ما يلقي على المغرب عبئا يدفعها لتحصيل وقبول أي دعم دولي لسيادتها على هذا الإقليم، وهو ما تراهن عليه الإمارات.

القرار الإماراتي تبعه إعلان نوايا "أردني وبحريني" لفتح قنصليات مماثلة. وعدّ المغرب - آنذاك - افتتاح هذه الممثليات الدبلوماسية الأجنبية في الصحراء الغربية تأكيدا لسيادته عليها، بينما قامت كل من الجزائر و"جبهة البوليساريو" بإدانة هذه الخطوة([3]).

وتعد القنصلية الإماراتية أول قنصلية عربية في مدينة "العيون" التي تحوي 15 قنصلية جرى افتتاحها في وقت سابق، لكنها جميعا قنصليات لدول غير عربية([4]).

وثمة اتجاه من وسائل الإعلام الإماراتية لتصوير الحدث في إطار القومية العربية، ودمغه بالتضامن مع المغرب. ويقول الكاتب المصري "سليمان جودة" في صحيفة الخليج الإماراتية: "ما بادرت إليه أبوظبي تجاه الرباط يبقى مثالا للعلاقات بين عواصم العرب، في مد يد العون في اللحظة المناسبة، وفي وصل ما يجب ألا ينقطع من المشاعر العابرة للحدود بين الناطقين بلغة القرآن"([5]).

هذه الروح التي تحاول أقلام إماراتية بثها في الصحف الخليجية لا يمكنها تجاوز واقعة أن "أبوظبي" نفسها أول عاصمة خليجية تعقد اتفاقا للتطبيع مع إسرائيل. كما أن الروح القومية هذه تجابه بتحرك إماراتي في اليمن يعمل على تكريس واقع الانفصال في اليمن، ويعزز وضع الميليشيات التي تنازع الحكومة اليمينة السيادة على الإقليم الجنوبي. هذا علاوة على الموقف الإماراتي في ليبيا.

المغرب عدّ افتتاح "قنصلية العيون" الإماراتية تصرفا إيجابيا، حيث وصف العاهل المغربي الملك "محمد السادس" القرار الإماراتي بأنه "خطوة تاريخية"([6])، فيما كانت أوساط مغربية قد حملت الإمارات مسؤولية ظهور زعيم "جبهة البوليساريو" على قناة "الحرة" الأميركية، كعقاب للمغرب جراء موقفه من الأزمة بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، ورفض الرباط تأييد دول الحصار في مساعيها لاقتحام الإمارة القطرية.

كما أنه في يونيو/حزيران 2020، حذر مركز بحثي مغربي، من أن المال الإماراتي يلعب دورا في الحرب الإعلامية التي تقودها صحف يمينية في إسبانيا ضد المغرب([7]).

كان لافتا أن تندلع مواجهات عنيفة بين القوات العسكرية المغربية و"جبهة البوليساريو" بعد أيام قلائل من افتتاح هذه القنصلية؛ حيث أعلنت "جبهة البوليساريو" في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. إنهاء وقف إطلاق النار المعمول به منذ عام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية في منطقة "الكركرات" العازلة([8]).

كانت المغرب قد أقدمت على هذه الخطوة العسكرية لوقف ما أسمته: الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة من جبهة "البوليساريو" في منطقة "الكركرات" على الحدود مع موريتانيا([9])؛ حيث أفادت وكالات أنباء عن إقفال الجبهة الطريق الذي تمر منه شاحنات نقل البضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء لمدة ثلاثة أسابيع([10])، وهو ما حدث قبل أيام من اتخاذ القرار بافتتاح القنصلية.

وعلاوة على كون جميع الأطراف التي سارعت لفتح قنصليات في مدينة "العيون" ينتمون لمحور الثورة المضادة الذي تقوده الإمارات، فإن ثمة أدوارا أخرى لأطراف إقليمية في حادث موقع "الكركرات"؛ حيث كشفت صحف موريتانية عن عثورها على هويات لأفراد مصريين وجزائريين ممن شاركوا في غلق معبر "الكركرات"، وساهموا بالتعاون مع عناصر مرتزقة في تكسير الطرق الخاصة بالمعبر([11]).

وبخلاف التاريخ الراهن من تفاقم الخلافات المغربية الإماراتية، سواء بسبب ملف الإسلاميين أو بسبب ملفي حصار قطر واحتلال اليمن، ما أسفر عن تبادل استدعاء السفراء بين البلدين أكثر من مرة، فإن الدور المصري يكمل الحلقة المفقودة من ملف الدور الإماراتي في المغرب.

ويتمثل المدخل للدور المصري في مشاركتها في بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، وتتشكل بعثة "مينورسو" من قوة بشرية محدودة قوامها 220 فردا في المتوسط، وتعد كل من مصر وروسيا وباكستان وبنجلاديش أبرز الدول المشاركة أكثر من مرة في تشكيل هذه القوة، وإن كانت المشاركة المصرية على مستوى الخبراء أكثر منها مشاركة عبر قوات التأمين([12])، وهو ما يفتح الباب لدخول عناصر المخابرات المصرية، والتي تتمتع بخبرة واسعة جراء النشاط في الباحة الليبية طيلة تسعة أعوام، هذا فضلا عن الوجود المخابراتي المصري ضمن بعثة "مينورسو". ولعل هذا الدور المشبوه لبعثة "مينورسو" ما دفع مراقبين عدة للتأكيد على أنها أبانت عن قصورها في أداء وظائفها بالمنطقة([13]).

ولا تجمع مصر بالمغرب علاقة ودية منذ انقلاب 2013، باستثناءات قليلة، ولعل مرد هذا إلى الدور المغربي الفعال في محاولة توجيه الدفة في "ليبيا" نحو الحل السياسي، والذي بدأ باتفاق "الصخيرات" الموقع في 17 ديسمبر/كانون أول 2015، والذي دفع مصر للجوء لدعم الجنرال الليبي "خليفة حفتر" عسكريا ومخابراتيا، لكن التجلي الأبرز للعداء يتمثل في تلك الدعوة التي وجهتها مصر لـ"جبهة البوليساريو" لحضور الاحتفالية التي أقامتها القاهرة بمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس "مجلس النواب المصري" في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وذلك الاستقبال الحافل الذي استقبلت به مصر بعثة الجبهة في تلك الاحتفالية، وهو ما كشفته الصحافة المغربية إثر محاولة رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشعب آنذاك "أسامة هيكل" نفي أن تكون القاهرة قد وجهت أي دعوة لـ"جبهة البوليساريو" لحضور الاحتفالية، مؤكدا أن مصر لم يكن لها أي علاقة باختيار الوفود المشاركة في البرلمان الإفريقي، وأنها فقط مستضيفة لجلساته([14]).

ورغم أن مصر كانت تتحرك في اتجاه مخالف لحركة السياسة الخارجية الخليجية التي دعمت المغرب في قضية الصحراء خلال الفترة التي وقعت خلالها الاحتفالية، إلا أن ذلك لا يمكن عده مؤشرا على استقلال القرار المصري حيال "المغرب"، بالرغم من أن "مصر" كانت آنذاك تقف في صف "الجزائر" ردا لموقف الأخيرة الداعم لمصر في ملف الواردات النفطية، التي كانت مأزومة آنذاك بسبب توتر طارئ في العلاقات المصرية الخليجية؛ حيث أرسلت الحكومة الجزائرية باخرة محملة بنحو 30 ألف طن سولار في هذا التوقيت، كدعم منها لموقف سلطة انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، فضلا عن اتجاه الطرفين المصري الجزائري نحو التوافق على مداخل معالجة الملف الليبي في تلك الفترة.

يضاف لذلك أيضا ما بدا خلال تلك الفترة من توتر بين كل من "مصر وإثيوبيا"، إثر اتهام الأخيرة رسميا لمصر بتمويل وتدريب عناصر إرهابية تسببت في تفجر أحداث "أوروما"، ما جعل "القاهرة" بحاجة لوساطة الجزائر – القريبة من إثيوبيا- لتخفيف التوتر وإزالة الاحتقان بين البلدين، وهو دور سبق للجزائر أن لعبت مثيله في سبيل إعادة "مصر" إلى الاتحاد الإفريقي بعد تعليق عضويتها عقب انقلاب 3 يوليو/تموز([15]).

ورغم وجاهة الاعتبارات السابقة، لم يكن من المتصور أن يكون الموقف المصري المتطور جدا مخابراتيا وعملياتيا بالتدخل العسكري المتخفي في "المغرب"، موقفا اعتباطيا في هكذا أزمة تتعلق بخسارة العلاقات الطبيعية مع "المغرب" من دون أن يكون ذلك محض منعطف ارتجالي مصري، ومن دون أن يكون موقف سلطة 3 يوليو/تموز في مصر "مندرجا" في خطة إقليمية متكاملة ومدعومة دوليا في مواجهة المغرب التي تحظى بدعم أميركي كبير سياسيا وماليا وعسكريا، وتعد أحد أركان قوة "أفريكوم" الأميركية، وأحد مفاتيح دعم الطرح الأميركي لمواجهة أزمات غرب إفريقيا في مواجهة مشروع فرنسي لم يدر على نحو جيد من منظور كل من "أوروبا والولايات المتحدة".

هذه الاعتبارات رجحت أن يكون الموقف المصري مندرجا ضمن خطة أكبر، تتضمن "الجزائر والمغرب" اللتين تعدان من أهم الأفنية الخلفية لفرنسا، الحليف الأساسي لمصر في شرق المتوسط، أو ربما كانت الخطة أكبر من الإقليم، وتتعلق بتصور إدارة "ترامب" عن مستقبل العلاقات الإقليمية، وهو ما اتضح عبر الاتفاق الثلاثي لكل من "المغرب وواشنطن" مع "إسرائيل".

ويبقى من باب استكمال المحور، أن نشير للموقف الجزائري الذي كان يبحث عن مدخل مؤثر في المشهد الإفريقي، وبخاصة مع اشتداد المواجهة الفرنسية التركية في "ليبيا"، والمواجهة الفرنسية الأميركية في "غرب إفريقيا"، ومن ثَم أتت المشاركة الجزائرية ضمن خطة تكتيكية لا إستراتيجية لمنح دفعة للمعبر الواصل بين مدينتي "تندوف"" الجزائرية و"الزويرات" الموريتانية.

كانت الدولتان قد بحثتا بالعاصمة الموريتانية "نواكشوط" آفاق تمويل هذا المعبر البري الحدودي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وهو المعبر الذي تنظر إليه الجزائر باعتباره مدخلا لها إلى سوق غرب إفريقيا، سواء للبضائع المنتجة محليا أو لتجارة الترانزيت المرتقبة مع كل من فرنسا وتركيا([16]).

هذه المعركة الجزائرية المحضة تعزز القول بضرورة وجود خطة إقليمية يمكن للسلطات المصرية المأزومة نسبيا من خلالها تحقيق منفعة إقليمية ما. وفي هذا الإطار، يمكن القول: بأن الطرف الجزائري إما جرى استغلاله في الأزمة، أو أنه كان يعطي "المغرب" دفعة ويورطه في اتجاه التطبيع لتحقيق مرام مستقبلية له.


دفع المغرب للتطبيع

في أعقاب زيارة وزير الدفاع الأميركي "مارك إسبر" للمنطقة، والمزايا الهائلة التي منحها لتونس بدلا من منحها للحليف الإستراتيجي في المغرب([17])، تحدثت الأوساط الدبلوماسية عن جهود لدفع المغرب باتجاه التطبيع مع إسرائيل، وهو التطور "العلني" الذي أتى بعد رفض العاهل المغربي الملك "محمد السادس"، استقبال رئيس وزراء إسرائيل، "بنيامين نتنياهو"، الذي كان من المفترض قدومه للمغرب - من البرتغال - برفقة وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو"، خلال زيارة الأخير للرباط في 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، وترتب على هذا الموقف إلغاء اللقاء بين العاهل المغربي ووزير الخارجية الأميركي([18]).

حاولت "إسرائيل" دفع السلطات المغربية نحو التطبيع بأساليب شتى، بعد أن بذلت خارجية إسرائيل جهودا لتعزيز حالة نسبية من التطبيع الشعبي وشبه الرسمي، كان آخرها: استقبال البرلمان المغربي طاهيا يحمل الجنسية الإسرائيلية من أصول مغربية، حيث قام بإعداد وجبة عشاء احتفالية لأعضاء البرلمان، وهو ما سبقه احتفاء من الخارجية الصهيونية بطاه آخر أحيا حفلا في مدينة "مراكش" قبل هذه الواقعة بأيام([19]).

ومن بين أساليب "إسرائيل" لدفع المغرب نحو التطبيع؛ تلك الضغوط التي رددت أوساط دبلوماسية أن "إسرائيل" باشرتها لإقناع إدارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية([20])، وهو ما رفضته الإدارة الأميركية، برغم أن الولايات المتحدة معنية بالتطبيع، لدرجة أنها أصدرت تعليمات لعدة دول عربية بعقد اتفاقات عدم اعتداء مع إسرائيل، وبعد توقيع الاتفاقيات بين "إسرائيل" وكل من الإمارات والبحرين، أعلن الرئيس الأميركي أن 5 دول ستنضم لـ"القافلة" قريبا([21]).

وأدت الجهود التي باشرتها "إسرائيل" بخصوص الصحراء الغربية إلى عودة الرحلات الجوية بين المغرب ودولة الاحتلال في نهاية أكتوبر /تشرين الأول 2019.

التطبيع بين "المغرب وإسرائيل" لم ينقطع، لكنه انتقل من حيز العلنية إلى السرية بعد عام 2000؛ حيث كانت كل من "الرباط وتل أبيب" قد فتحتا مكتبي اتصال عام 1994، لكن "الرباط" أغلقت المكتب عام 2000. في أعقاب اعتداءات "إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية، وتحدثت تقارير عن استمرار المعاملات التجارية بين البلدين بشكل سري.

وكشف موقع (Middle East Eye) أن حجم التجارة بين المغرب وإسرائيل قُدر بـ149 مليون دولار بين عامي (2014 و2017)، بالاعتماد على السجلات العبرية التي نشرها "مكتب الإحصاء المركزي" في إسرائيل. ويبدو التطبيع الرسمي من السلطة التنفيذية المغربية أبعد منالا، وقبل رفض الملك استقبال رئيس وزراء إسرائيل، أعلن رئيس الحكومة المغربي "سعد الدين العثماني" رفضه لاتفاقات التطبيع الخليجية مع إسرائيل([22]).

وفي أعقاب الجولة المغاربية لوزير الدفاع الأميركي "مارك إسبر" في المنطقة، أعلن "سيمون حاييم سكيرا"، رئيس فيدرالية اليهود المغاربة في فرنسا، عن اجتماع شهدته العاصمة الأميركية المالية "نيويورك"، ضم دبلوماسيين أميركيين وإسرائيليين ومغاربة، واستهدف مناقشة تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل([23]).

ولفت "سكيرا" لأحد دواعي تطبيع "إسرائيل" مع "المغرب"، حيث لفت إلى أن ثمة نحو 800 ألف يهودي من أصول مغربية بدولة إسرائيل (يمثلون 10% من سكان إسرائيل)، وأنهم يرغبون في استعادة جوازات سفرهم وزيارة وطنهم بدون حاجة إلى تأشيرة.

جدير أن نشير هنا إلى أن المغرب يحتضن حوالي 652 مكانا مقدسا لدى اليهود المغاربة([24])، ما يوفر قدرا من الضغوط الشعبية على حكومة "إسرائيل" للدفع باتجاه إعادة العلاقات مع المغرب.

وفي هذا الإطار، يربط مراقبون بين غواية الولايات المتحدة للمغرب بالميزات الدفاعية التصنيعية التي حصلت عليها تونس، بقدر من الضغوط تبذلها إدارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" على المغرب من أجل التطبيع، ومن بين تلك الضغوط: ما تثيره وسائل إعلام عديدة عن مقايضة اعتراف، يقوم فيها "المغرب" بتوقيع اتفاق تطبيع مع "إسرائيل" في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة "المغرب" على الصحراء([25])، وهي مساومة أُعلنت قبل فتح القنصلية بنحو 6 شهور.

ولم يستبعد المدافعون عن طرح ارتباط فتح الإمارات لقنصلية في مدينة "العيون" بهذه الجهود الأميركية - الصهيونية لضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية لمربع المطبعين، أن تكون "أبوظبي" الوسيط بين "الرباط وتل أبيب وواشنطن"، خصوصا أن الإمارات كانت جزءا من المفاوضات بشأن السودان([26])، وكان قرار فتح القنصلية بعد أيام من إنجاز اتفاق التطبيع مع السودان.

وتبذل الإمارات جهدا في بذل الرعاية للكيان الصهيوني في هذا الصدد، أملا في تنفيذ "وعد" من "إسرائيل" بدعم مطلب الإمارات نقل القاعدة الأميركية الرئيسة في المنطقة من قطر (العديد) إلى الإمارات([27])، هذا علاوة على اتجاه دوائر القرار في "الإمارات" للتحوط لموقف سلبي محتمل للرئيس الأميركي المنتخب "جو بايدن" من التفاعلات الجيوإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وتداعياتها على النخبة الحاكمة في "أبوظبي".

وتقوم الإستراتيجية الإماراتية في هذا الصدد على مسار محدود لـ"نظرية الدومينو"، تقوم من خلالها باستثمار قوة دفع اتفاقيات التطبيع المتلاحقة لضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية لمربع التطبيع([28])، في مقابل "وعد إسرائيلي" بالدعم.

ومع الموقف الذي أبداه كل من العاهل المغربي ورئيس وزراء حكومته، بدا وكأن الموقف المغربي في حاجة إلى "دفعة" معنوية، وهو ما يمكن تحقيقه عبر إشعال قضية الصحراء الغربية مجددا، وهو ما تم بالفعل في أزمة معبر "الكركرات"، وهو اضطراب قوي نسبيا في قضية لم تشهد في أعقاب اتفاق 1991. سوى التصارع الدبلوماسي، والذي بدأ يميل لصالح المغرب، حيث جمدت نحو 40 دولة اعترافها بالجمهورية الصحراوية من مجمل 85 كانت تعترف بهذه الجمهورية، منها 4 دول عربية (الجزائر، موريتانيا، ليبيا، سوريا).

وفي هذا الإطار، ربما استغلت "الإمارات" الحضور المصري في ترتيبات إدارة مقترح الحكم الذاتي في الصحراء عبر بعثة "مينورسو" لمنح هذه الدفعة زخما من شأنه أن يدفع المغرب باتجاه طلب اعتراف القوة الدولية الأكبر: الولايات المتحدة، فيما يرى أكاديميون جزائريون: أنه يوفر الضغط الذي يبرر للساسة المغاربة توقيع الاتفاق([29]).


تدهور العلاقات الجزائرية الإماراتية

قُبيل أيام من الإعلان عن الاتفاق على افتتاح "القنصلية الإماراتية" في مدينة "العيون" المغربية الواقعة في إقليم الصحراء، كشفت تقارير إعلامية عن وجود خلافات سياسية واقتصادية بين كل من الجزائر والمغرب.

آخر الخلافات السياسية كشفت عنها تقارير مسربة من أجهزة المخابرات الجزائرية، جراء رسالة أتت مذيلة بالتهديد إلى العميد "عبد الغني الراشدي"، المدير العام لقسم الأمن الداخلي في جهاز المخابرات الجزائري، والذي استقبل رسالة سرية من نظرائه في الإمارات، هذه الأخيرة التي تحدثت بنبرة تهديدية، وقالت: "إذا لم تتراجع الجزائر عن التعامل مع حلفاء ضد سياسة أبوظبي، فعليها أن تتحمل مسؤوليتها الاقتصادية والسياسية".

كشفت المخابرات الجزائرية عن تحويل الرسالة لمكتب الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، الذي اختار التزام الصمت تجاه التهديدات الإماراتية. غير أن إيثار الرئيس الجزائري الصمت على الخطوة الإماراتية لم يمنع من تدحرج كرة الثلج، لتبدأ حرب باردة بين الطرفين، كان من بين حلقاتها الأخيرة: ما أعلنته الإمارات من الاصطفاف مع المغرب في نزاعه مع "جبهة البوليساريو". ومن غير المستبعد أن تكون عملية تصفية "تبون" إحدى تجلياتها كذلك، وهو ما يتسع نطاق التطرق إليه في أوساط الرأي العام الجزائري يوما بعد يوم.

أما البعد الاقتصادي للأزمة فيتعلق بمسارات مختلفة للحرب الاقتصادية ضد مصالح "الإمارات" حول العالم، أحد هذه المسارات تركي، والآخر قطري، ويتعلق بمصالح "الإمارات" في إدارة الموانئ والمطارات في القارة الآسيوية، أما المسار الثالث: فجاء من الجزائر، لكنه أتى مختلفا في سياقه مع المسارين التركي والقطري.

المساران "التركي والقطري" يتعلقان بإدارة ملفات سياسة خارجية، وتأتي ردا على انخراط "الإمارات" في حرب اقتصادية واسعة النطاق مع كل من تركيا وقطر. أما المسار الثالث -الجزائري- فيتعلق بالسيادة الجزائرية، ويختص بتعديل أوضاع إدارة شأن داخلي يتعلق بثروة البلاد.

تمثل هذا المسار في تجميد استثمارات الشركات الإماراتية الكبرى، وعلى رأسها "موانئ دبي"، بالسوق الوطنية في الجزائر؛ حيث استعادت السلطات الجزائرية حصص أسهمها في إدارة فروع مجمع ميناء الجزائر من الشريك الإماراتي "شركة موانئ دبي العالمية".

كما قصرت مهام الشركة الإماراتية في كل من "مؤسسة ميناء الجزائر"، وميناء "جن جن" بولاية "جيجل" وميناء "بجاية" على نشاط تفريغ وشحن الحاويات فقط، وهو ما عدّته الشركة الإماراتية إهانة لها بالنظر لخبرتها الواسعة في مجال إدارات مؤسسات النقل والشحن.

هذه التحجيمات أدت لتراجع أرباح شركة "موانئ دبي" منذ سبتمبر/أيلول 2019، بنسبة تزيد عن 55%. ويضاف لهذه التحجيمات كذلك إقصاء "أبوظبي" من مشروع توسعة ميناء "الحمدانية" بمدينة "شرشال" غرب العاصمة، وإنجازه بشراكة جزائرية صينية، ليصير أكبر ميناء في إفريقيا، وسيتم ربطه بخطوط السكة الحديدية إلى الحدود الجنوبية للدول الإفريقية. وكان المشروع قد تقرر إسناده لشركات فرنسية وإماراتية في عهد الرئيس السابق "عبد العزيز بوتفليقة"([30]).

ويرتبط بهذا المشهد جهود بذلها الطرف الجزائري لتحجيم الاستثمارات الإماراتية بشكل عام، حيث تقتصر اليوم على بعض الشركات الخاصة التي تنشط في خدمات النفط؛ إذ لا تمتلك حصصا معتبرة، بالإضافة لاستثماراتها المحدودة في مصنع السيارات العسكرية، وشركة التبغ المختلطة، وبنك السلام الإماراتي([31]).

وقد مال بعض المراقبين لاعتبار قنصلية الإمارات في "العيون" نوعا من الاصطفاف العقابي للجزائر، حيث اتجهت "الإمارات" بموجب هذا الرأي لمواجهة "الجزائر" في طموحها نحو التوسع إفريقيا من خلال تأمين معبر "الكركرات"، ومن ثَم إعفاء "موريتانيا" من مغبة التكلفة الاجتماعية للقروض التي ستوجه لتعزيز "معبر تندوف - الزويرات".

غير أنه لا يوجد ما يمنع من اتباع إستراتيجية تجمع بين المسارين؛ حيث تؤدي التدخلات الإماراتية في الصحراء الغربية لإثارة القلاقل في الأمد القصير، وتعزيز الحضور العسكري المغربي في الأمد الطويل، لما تملكه المغرب من قدرات عسكرية كبيرة. وكان من المتوقع أن تتعاظم فعالية هذه الإستراتيجية في حال كانت "المغرب" تتبع إستراتيجية تميل لتوقيع الاتفاق، لكنها تحتاج لمبررات لإنجاز هذا التطبيع.

غير أن اضطراب العلاقات "الجزائرية الإماراتية" يكمل لوحة من نوع آخر. فعلى صعيد "تونس" يبدو أن الأوضاع فيها تتجه نحو توطيد العلاقات مع "تركيا"، وبخاصة بعدما طلبت "تونس" إعادة إحياء مشروع إنتاج "بيرقدار تي بي2" على أراضيها، وهو المشروع الذي حاولت كل من الولايات المتحدة وفرنسا عرقلته، لكنه تطور بعد أسابيع من توقيع الاتفاق التونسي - الأميركي بخصوص الشراكة الدفاعية العشرية.

أما عن "المغرب"، فإن التباطؤ في إعلان رفض التطبيع الذي أبدته حكومة "العدالة والتنمية" بزعامة سعد الدين العثماني في ملف التطبيع الإماراتي، للتغطية على موقف "المخزن (النظام)" الذي لم يعلن موقفا رسميا من الاتفاق في أعقاب توقيعه، هذا القرار انتهى بانكسارة "العثماني" أمام موجة الرفض الشعبي المغربي للاتفاق "الإماراتي مع إسرائيل"، ومن ثم قطع الطريق أمام احتمال نجاح مساعي "الإمارات" في دفع "المغرب" نحو التطبيع، وبخاصة في حال اندلعت المواجهات في فلسطين المحتلة مجددا.

كما أن تمادي "الإمارات" في لعب أي دور تخريبي بعد انكشاف الدور المخابراتي الجزائري - المصري سيؤدي إلى تحجيم الوجود الإماراتي في المغرب، علاوة على إمكانية طلب سحب بعثة "مينورسو" التي ستعني -بطبيعة الحال- قطع الطريق أمام مشروعية الحضور المصري في الصحراء الغربية.

لكن توقيع الاتفاق الثلاثي قطع الطريق على تطورات سلبية توقعها المراقبون في ملف العلاقات المغربية الإماراتية، وخاصة بعد إعلان الولايات المتحدة اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء([32])، وهي خطوة في صالح "الإمارات".

فمع انتهاء الجولة الجديدة من المواجهات في "ليبيا" ستكون الإمارات خارج المشهد الليبي، وستمنع من الاستفادة منه، إن لم تكن ستضطر لدفع تعويضات بعد استقرار الوضع في "ليبيا".

وفي هذا الإطار، ربما أتت الخطوة الجزائرية في هذا الإطار لقطع الحضور الإماراتي عن المغرب العربي بأكمله، باستثناء بعض الجيوب المحدودة بأنشطة الشحن والتفريغ التي يمكن لمكتب محدود إدارتها، ومن ثم يمكن السيطرة عليه.

وكان قد سبق للجزائريين أن احتاطوا لتدخلات الإمارات في الحراك الجزائري، وانتهى الأمر باستقالة الرئيس الأسبق "عبد العزيز بوتفليقة"، برغم الجهود الدبلوماسية القوية التي مورست من جانب "الإمارات" على المؤسسة العسكرية الجزائرية، والتي دفع ثمنها بعض الأوجه التي برزت خلال الحراك، لتتبقى أمام الجزائريين تحديات إدارة الحلقة الراهنة من المواجهة بعد اختفاء الرئيس "تبون" من المشهد بصورة مؤقتة وربما بصورة دائمة.

وفي هذا الإطار، يمكن ملاحظة توجه في الجزائر لموازنة النفوذ الفرنسي - الإماراتي بنفوذ تركي تكلله علاقات عسكرية واستخباراتية تتنامى باضطراد، وهو ما دفع مراقبين لترجيح أن تنامي هذا التوازن هو أحد أهم أسباب الرسالة التي وجهتها الإمارات للاستخبارات الجزائرية([33]).

غير أن هذا التقدير الصراعي لعلاقة "الجزائر مع الإمارات" يمثل أحد مداخل التفسير. وفي هذا الإطار، يمكن تفسير الموقف الجزائري من تأزيم الوضع في "الكركرات" في مسارين آخرين؛ حيث إن الجزائر ربما تكون قد علمت بالمخطط، وشاركت فيه لتوريط "المغرب" في ملف التطبيع، وهو ما قد يفيدها مستقبليا على صعيد عملية تسجيل المواقف، ولترجيح شراكة تركيا معها عوضا عن "المغرب".

وفي مسار آخر، ربما جرى استغلال "الجزائر" في هذا الإطار عن طريق الحليف المصري للإمارات، وهو ما يعني مشاركة "الجزائر" في عملية التأزيم في إطار استغلالها عبر الطرف المصري، وهو تحليل قد يكون بعيدا؛ لمتانة العلاقات المصرية الجزائرية، لكنه ليس مستبعدا بسبب أزمة الطرف المصري ماليا.

كما أن الصمت المغربي حيال التورط المصري يحتمل تفسيرا آخر يتمثل في وجود ترتيبات مصرية مع المخزن، وهو السيناريو الوحيد الذي يضمن ألا تثار أزمة مصرية - مغربية في هذا الصدد.


خاتمة

وبعد.. يمكن إيجاز ملامح "مشهد الكركرات" في وجود رغبة إماراتية محمومة في تعزيز عملية "دومينو تطبيع"، تحركت فيه باستغلال حاجة المغرب للتنمية والاستقرار والتكامل الإقليمي، لتخلق ضغوطا تدفع "المغرب" لمقايضة التطبيع بالاعتراف الأميركي بسيادتها على الصحراء الغربية. وهو ما دفعها لافتتاح قنصلية لها في أكبر مدن الصحراء الغربية، حيث لا يوجد مواطنون إماراتيون، وهي خطوة أريد منها إثارة القلق لدى المغاربة الذين اضطروا للموافقة على القنصلية من أجل تعزيز حالة الاعتراف العربي بسيادتها على الصحراء من جهة.

كما أتت "الخطوة الإماراتية" في أحد جوانبها كرد فعل على الضغط على وجودها السياسي والاقتصادي في الجزائر، ما دفعها للوقوف مع المغرب في قضية الصحراء، كنوع من "الاصطفاف العقابي" للجزائر، وإن لم يمنع هذا من أن تكون لها أبعاد مزدوجة تتعلق بتوفير الضغط على "المغرب" في الأجل القصير، مع دعمها لسيادة "المغرب" في الأجل الطويل. وهو ربما ما يحتاجه "المخزن" المغربي ذو الحضور اليهودي كغطاء للتطبيع.

وظفت الإمارات -التي ساءت علاقاتها بالجزائر- حليفها المصري لترتيب إجراءات الضغط وإثارة القلاقل في "معبر الكركرات"، وهو ما كشفت عنه صحف "موريتانية ومغربية" غير رسمية، وهو ما قد يكشف عن وجود رغبة مغربية في عدم إثارة أزمة مع مصر، مع عدم إعفائها من المسؤولية في آن. وقد يحمل هذا الصمت احتمالا آخر في حال وجود ترتيبات مصرية مع "المخزن"، وهو السيناريو الوحيد الذي يضمن ألا تثار أزمة مصرية - مغربية في هذا الصدد.

وأتت مشاركة الجزائر في هذا الإطار -ربما- لتعزز الحضور التركي بها، وتدفعه لتوظيف الإمكانية الجزائرية في اختراق غرب إفريقيا "تجاريا". فالتوجه الإماراتي نحو "المغرب" يعمق من أزمتها مع الحكومة الجزائرية، وخاصة مع تنامي النفوذ التركي في الجزائر عبر بوابة رضائية تتمثل في التعاون الأمني والعسكري، وهو ما يشي بمستقبل يخلو فيه المغرب العربي من الحضور الإماراتي النافذ، وخاصة بعد تنامي الوعي الشعبي المغاربي بخطورة الدور الإماراتي، وهو ما يسهل على الحكومات المغاربية احتواءه.


المصادر:

[1]()  المحرر، المغرب يوقّع اتفاق التطبيع مع "إسرائيل" برعاية أمريكية في الرباط، "الميادين نت"، 23 كانون الأول 2020. http://bit.ly/2Ji80Nu

[2]()  المحرر، الإمارات تفتتح قنصلية بمدينة "العيون" في الصحراء الغربية، موقع "قناة فرانس 24 بالعربية"، 4 نوفمبر 2020. https://bit.ly/2JPKUOm

[3]()  المحرر، بعد الإمارات والأردن.. البحرين تعتزم إقامة قنصلية في الصحراء الغربية، موقع "قناة يورونيوز بالعربية"، 27 نوفمبر 2020. https://bit.ly/3qulwyh

[4]()  المحرر، الإمارات تفتتح قنصلية بمدينة "العيون" في الصحراء الغربية، موقع "قناة فرانس 24 بالعربية"، 4 نوفمبر 2020. https://bit.ly/2JPKUOm

[5]()  سليمان جودة، الطريق إلى "العيون"، صحيفة "الخليج" الإماراتية، 6 12 2020. https://bit.ly/3mOVm7b

[6]()  وكالات، ملك المغرب، وصفها ملك المغرب بخطوة تاريخية... الإمارات تقرر فتح قنصلية في مدينة "العيون" المغربية، وكالة "سبوتنيك" الإخبارية الروسية،27 أكتوبر 2020. https://bit.ly/36HZaSa

[7]()  محمد أبو رزق، هل هناك دور للإمارات في إشعال حرب الصحراء الغربية؟، موقع "الخليج أونلاين"، 15 نوفمبر 2020. https://bit.ly/36JmWgs

[8]()  المحرر، كيف هو الوضع في الصحراء الغربية بعد ثلاثة أسابيع على التوترات الأخيرة؟، موقع "قناة يورونيوز بالعربية"،4 ديسمبر 2020. https://bit.ly/2Jwb7Sl

[9]()  محمد أبو رزق، هل هناك دور للإمارات في إشعال حرب الصحراء الغربية؟، موقع "الخليج أونلاين"، 15 نوفمبر 2020. https://bit.ly/36JmWgs

[10]()  المحرر، الصحراء الغربية: المغرب يعلن "تأمين" المعبر الحدودي بمنطقة "الكركرات"، وبوليساريو يعد "الحرب بدأت"، موقع "قناة فرانس 24 بالعربية"، 13 نوفمبر 2020. https://bit.ly/2JX50Gw

[11]()  الكرة المغربية بالدارجة TV، تفاصيل حصرية لأول مرة، مصر متورطة مع الجزائر في غلق معبر "الكركرات"، موقع "يوتيوب"، 21 نوفمبر 2020. https://bit.ly/2LcK6Uk

[12]()  موسوعة ويكيبيديا: بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية: https://bit.ly/39LISJV

[13]()  عبد الرحيم التوراني، سقوط التسوية الأممية في الصحراء الغربية، موقع "قناة الحرة الأميركية بالعربية"، 5 ديسمبر 2020. https://arbne.ws/3ow7xGj

[14]()  محمد عطية، أسامه هيكل: البرلمان لم يدعُ وفد "البوليساريو" لاحتفالية مرور 150 عام، صحيفة "اليوم السابع" المصرية، 16 أكتوبر 2016. https://bit.ly/2L7VIYx

[15]()  أحمد سامي، الدوافع الحقيقية وراء الاستضافة المصرية لوفد "البوليساريو"، موقع "إضاءات"، 26 أكتوبر 2016. https://bit.ly/2VINTeb

[16]()  إبراهيم طالب إبراهيم، موريتانيا.. بوابة الجزائر لغزو أسواق غرب أفريقيا، موقع "العين" الإخباري الإماراتي، 24 أكتوبر 2018. https://bit.ly/39JqBgl

[17]()  محمد سعيد الوافي، وزير الدفاع الأمريكي في جولة مغاربية تشمل تونس والجزائر والمغرب، موقع "قناة فرانس 24" بالعربية، 29 سبتمبر 2020. https://bit.ly/2FWKaVS

[18]()  مراسلون، التطبيع مع "تل أبيب".. لماذا رفض ملك المغرب استقبال نتنياهو؟، موقع "الخليج أونلاين"، 7 ديسمبر 2019. https://bit.ly/3otDBL1

[19]()  المحرر، تطبيع مطبخي بين المغرب و"إسرائيل"!، موقع "قناة العالم الإيرانية" بالعربية، ٢ ديسمبر ٢٠١٨. https://bit.ly/3lOUaPY

[20]()  وكالات، تقرير: واشنطن رفضت طلب نتنياهو الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لقاء التطبيع، موقع "قناة روسيا اليوم" العربية، 4 فبراير 2020 . https://bit.ly/3ondDc6

[21]()  المحرر، الإمارات تفتتح قنصلية في الصحراء الغربية... مقايضة للمغرب من أجل التطبيع أم إصلاح علاقات؟، موقع "رصيف 22"، 28 أكتوبر 2020. https://bit.ly/2JztrtM

[22]()  وكالات، رئيس الوزراء: المغرب يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل، موقع "الإمارات 71"، 24 أغسطس 2020. https://bit.ly/33MG1wq

[23]()  نراسلون، مسؤول يهودي مغربي: اجتماع دبلوماسي في نيويورك للتطبيع بين المغرب وإسرائيل، صحيفة "القدس العربي" اللندنية، 27 أكتوبر 2020. https://bit.ly/2JPocpr

[24]()  مراسلون، سكيرا: المغرب أولى بالتطبيع، صحيفة "الصباح" المغربية، 4 نوفمبر 2020. https://bit.ly/37GObYh

[25]()  فاروق بطيش + وكالات، هل يقبل المغرب التطبيع مع إسرائيل مقابل اعتراف أمريكا بسيادته على الصحراء، وكالة "سبوتنيك" الإخبارية الروسية بالعربية، 7 فبراير 2020. https://bit.ly/36Orwu7

[26]()  المحرر، الإمارات تفتتح قنصلية في الصحراء الغربية... مقايضة للمغرب من أجل التطبيع أم إصلاح علاقات؟، موقع "رصيف 22"، 28 أكتوبر 2020. https://bit.ly/2JztrtM

[27]()  مراسلون، دويتشه فيله: ما هي علاقة التطبيع مع المحاولات اليائسة لنقل القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر إلى الإمارات؟، صحيفة "القدس العربي" اللندنية، 19 أغسطس 2020. https://bit.ly/2VHgi4e

[28]()  أشرف كمال، قنصلية إماراتية في الصحراء الغربية.. هل دخل المغرب على خط التطبيع مع "إسرائيل"؟ موقع "الخليج أونلاين"، 29 أكتوبر 2020. https://bit.ly/33Pfa2M

[29]()  الإشارة السابقة.

[30]()  رياض معزوزي، رسالة تهديد أشعلت "حرباً باردة".. الجزائر تجمد استثمارات الإمارات، والعلاقات بتركيا في الواجهة، موقع "عربي بوست"، 24 نوفمبر 2020. https://bit.ly/37JZ8bA

[31]()  عمار لشموت، العلاقات الجزائرية الإماراتية.. تقارب اقتصادي بنكهة التدخّل الأجنبي موقع "جزائر ألترا"، 21 نوفمبر 2019. https://bit.ly/2VNqdoJ

[32]()  المحرر، رسميا.. الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، موقع "قناة سكاي نيوز عربية"، 10 ديسمبر 2020. http://bit.ly/3mSc5Wq

[33]()  خالد يايموت، باحث: التقارب بين تركيا والجزائر وراء توتر علاقات الأخيرة مع دولة الإمارات، موقع "بناصا" الإخباري الجزائري، 28 نوفمبر 2020. https://bit.ly/36MhXMc

حمل الموضوع كاملاً بصيغة pdf

كلمات مفتاحية :

إسرائيل الإمارات التطبيع مع إسرائيل الجزائر المغرب بنيامين نتنياهو جو بايدن دونالد ترامب فلسطين