هدد بقطع أذني الكاظمي.. ناشطون يرصدون مخاطر "مهادنة" حزب الله العراقي

بغداد - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

بعد أيام من إطلاق صواريخ باتجاه السفارة الأميركية في العاصمة بغداد، ووقوع إصابات بشرية، ثم تفجير عبوات ناسفة بمحافظتي "الناصرية وبابل"، هددت "كتائب حزب الله" العراقية، في 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي" بـ"قطع أذنه".

وحذرته من "اختبار صبر المقاومة"، حيث قال المتحدث باسم الكتائب "أبو علي العسكري"، في تغريدة على تويتر: إن "المنطقة تغلي على صفيح ساخن، واحتمال نشوب حرب شاملة قائم، وهو ما يستدعي ضبط النفس لتضييع الفرصة على (العدو) بأن لا نكون الطرف البادئ لها".

ويأتي تهديد الكتائب، على خلفية اعتقال القوات الأمنية عناصر من الميليشيات الشيعية، لتورطهم في إطلاق صواريخ على السفارة الأميركية ببغداد، بينهم قيادي بارز في فصيل "عصائب أهل الحق" يدعى "حسام الزيرجاوي".

وتعتبر "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" فصيلين نافذين تحت مظلة "الحشد الشعبي" ويرتبطان بصلات وثيقة مع إيران، وسبق أن هددت العصائب "الكاظمي"، مؤكدين أنهم رهن إشارة زعيمهم "قيس الخزعلي"، وأمهلت الحكومة العراقية 48 ساعة للإفراج عن "الزيرجاوي".

التهديدات والتصعيد الميليشياوي والتحشيد، أثار غضب ناشطين على موقع "تويتر"، ودفعهم للهجوم على "الكاظمي" واتهامه بـ"الضعف والمهادنة غير المحتملة"، وطالبوه بالتصدي لتصعيد الميليشيات وردعها وتأديبها على تطاولها عليه ووضع حد لها.

وسخر المغردون عبر مشاركتهم في وسم #آذانات_الكاظمي، من الردود غير الحاسمة التي يتبعها "الكاظمي" في التعامل مع الميليشيات التابعة لإيران، واتهموه بالموالاة والتبعية لها، مؤكدين أن تهديد الميليشيات جريمة بحق منصب رئيس الوزراء وانتهاك لسيادة العراق.

وعود الكاظمي

وذكّر ناشطون "الكاظمي" بأنه جاء في أعقاب ثورة أكتوبر/تشرين الأول 2019. المطالبة بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة، وطالبوه بتنفيذ وعوده التي تعهد بها إبان توليه رئاسة الحكومة في مايو/أيار الماضي، خلفا لحكومة "عادل عبد المهدي" المستقيلة في نوفمبر/تشرين الثاني ‏‏2019‏.

وتساءل المغرد عمار ياسر العنبكي: "أين قائد مليون جندي عراقي، لا يستطيع مقاومة مرتزقة من العصابات تجول في شوارع بغداد، وتهدده ويظل مكتوف الأيدي؟ أين الكلام الذي وعدته للمتظاهرين والشعب؟ أصبحت رئيسا بدم الشهداء. لا تستطيع أن تصل إلى هذا المكان حتى في أحلام منامك".

واتهم المواطن حسين العظماوي، "الكاظمي" بـ"الضعيف هو ومستشاروه ممن نسبوا إلى تشرين (الثورة) ظلما"، قائلا: "ياعزيزي (الاغتيالات، الخطف، التهديد، القمع، الاعتقالات) كل هذا لا زال، أين حصر السلاح بيد الدولة؟ أين قتلة المتظاهرين؟".

وتعهد "العظماوي" بأن "تشرين قادمة، وسيأتي يوم يسجلك التاريخ في خانة الضعفاء والمخادعين والمتهاونين".

 ورأى المغرد بشار حامد أن "العراق وصل لما هو عليه، بسبب ضعف الرقابة المالية ووصول الفساد والمحسوبية لأعلى المناصب الحكومية، ومسك زمام الأمور من قبل الفاسدين، والاستمرار في سياسات نقدية غبية وقديمة، ووجود الاحتلال وتسليمه مناصب الحكم والقرار للعملاء".

خطورة التجاهل

ونبه ناشطون "الكاظمي" من خطورة التهاون مع الميليشيات التابعة لإيران، وغض الطرف عن تهديداتها، وطالبوه بموقف حاسم ضدها والرد القوي على إهانة "العسكري" له.

وحذر المغرد الساخر "ليث" من "استمرار تهاون الكاظمي، وتسببه في انهيار حتمي للبلد، وتشكل فصائل بأسماء جديدة، وتحول البلاد لساحة صراعات لقوات دولية وميليشيات إيران وتنظيم الدولة وصعوبة السيطرة على الوضع".

 فيما أعرب المغرد "ضاري العراقي" عن غضبه من حكومة الكاظمي، واستنكر صمتها على تهديد "العكسري" للكاظمي، قائلا: "لو كانت لدينا حكومة ودولة وقوات أمنية لما تجرأ أمثال هؤلاء الجرذان على التحدث هكذا". وخاطب أحد المغردين الكاظمي بطريقة "المنشن" قائلا: "كرامة الإنسان أهم شيء لديه، الموت أهون من أن تهان كرامة الإنسان، ومهما كانت نتائج الرد قاسية عليك، فهي أفضل من السكوت على الإهانة".
بدوره، قال الكاتب والباحث العراقي، فرات ناجي: إن "الإهانة التي وجهت إلى رئيس الحكومة من (كتائب حزب الله) بتهديده بقطع أذنيه كالماعز، إذا ابتلعها الكاظمي هذه المرة، فلا تفسير لذلك إلا أنهم يمسكون عليه ممسكا خطيرا لا يستطيع بسببه حتى الرد عليهم، وليس ردعهم".
وحث السياسي "ماجد شنكالي"، الكاظمي على "العمل بأشهر جملة في الأدب العالمي للكاتب وليم شكسبير (أكون أو لا أكون تلك هي المسألة)، بعد تهديده من قبل أحد قادة كتائب "حزب الله" بقطع أذنه، لأن المسألة لا تتعلق بشخصه بل بمنصب رئيس الوزراء الذي يشغله والذي يمثل أحد أهم معالم هيبة الدولة وسيادتها".