بعد تسميمه.. موقع إيطالي: هل يرث أليكسي نافالني عرش بوتين؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع "معهد تحليل العلاقات الدولية" الإيطالي، الضوء على المكانة التي بات يحتلها المعارض الروسي "أليكسي نافالني" في صفوف المعارضة ببلاده.

وقال الموقع: إن "الكثيرين يعتبرون نافالني المعارض الرئيسي للرئيس فلاديمير بوتين، خاصة مع عودته مؤخرا إلى الأضواء الدولية بعد تعرضه للتسمم في أغسطس/آب 2020".

من هو؟

وُلد "نافالني" عام 1976، وبعد حصوله على شهادة في الحقوق، بدأ حياته السياسية عام 2000. في حزب "يابلوكو" الذي تأسس عام 1993، وحصل على الترخيص في 2001. 

في عام 2008، بدأ حياته المهنية كناشط في مجال مكافحة الفساد، مما قاده إلى المواجهة مع "بوتين" الذي سيصبح ناقدا كبيرا له.

وفي 2011، أسس نافالني مؤسسة ''صندوق مكافحة الفساد'' الذي يهدف إلى الإبلاغ عن شبهات احتيال وفساد النخب الحاكمة من خلال موقع إلكتروني.

إلا أن الحكومة الروسية صنفت مؤسسة "نافالني" في 2019، بأنه  "عميل أجنبي"، وفي نفس العام أعلن "نافالني" نيته غلق المؤسسة.

وتابع الموقع الإيطالي: أن "نافالني" أسس عام 2018. حزب "روسيا المستقبل"، بعد رفض عدة محاولات لتسجيل حزب آخر تحت اسم "حزب التقدم" منذ 2014، لأسباب بيروقراطية. 

وأشار إلى أن الانتخابات المحلية التي أجريت في سبتمبر/أيلول 2020، انتهت بفوز حزب الرئيس "بوتين" رغم خسارته لمقاعد، واعتبر ذهاب هذه المقاعد إلى الأحزاب النظامية، هزيمة لحزب "بوتين".

وأرجع الموقع الهزيمة إلى أن "المعارضة تمكنت من تحقيق نتائج رغم محاولة التسمم التي تعرض لها "نافالني" وحظر المشاركة، إضافة إلى ذلك، خرجت احتجاجات في شوارع أهم مدن الدولة".

شهرة سياسية

واعتبر الموقع الإيطالي أن "نافالني" (44 عاما) هو الزعيم الفعلي للمعارضة، واشتهر عام 2011 بأنه "قومي ديمقراطي" لا يقتصر دوره فقط على محاربة الفساد، مما جعله يكتسب شهرة داخليا وخارجيا أيضا، وكان في الماضي متهما بمساندته للقوميين الروس، خاصة بسبب مواقفه ضد الهجرة.

وذكر أن "نافالني" أيد الحرب في جورجيا عام 2008، وفي 2014. ضم صوته إلى الأصوات القليلة التي عارضت ضم "شبه جزيرة القرم"، كما اعترض على المساعدات المقدمة إلى دول القوقاز، والتدخل في سوريا.

وأضاف الموقع: أن "المعارض الروسي أعلن في 2018، رغبته في المشاركة في الانتخابات الرئاسية، لكن لم يتمكن من ذلك بسبب سجله الجنائي". 

وأوضح أن "برنامج نافالني استند إلى زيادة الضرائب على الأوليغارشية (الأقلية الحاكمة)، والرفع من الحد الأدنى للأجور والمعاشات التقاعدية، ووضع حد للتدخل في سوريا وأوكرانيا، وإقامة سيطرة أكبر على السفر من دول آسيا الوسطى".

المعارضة نوعان 

بحسب الموقع الإيطالي، يمكن تقسيم المعارضة السياسية في روسيا إلى فئتين رئيسيتين: المعارضة داخل النظام والمعارضة خارجه.

وتشمل الأولى جميع الأحزاب التي يوجد ممثلوها داخل المؤسسات، مثل الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية، أو المعترف بهم ببساطة من قبل اللجنة الانتخابية، على سبيل المثال "يابلوكو". 

فيما تضم الثانية، جماعات كثيرة تعارض "بوتين" دون أن تكون حاضرة في مجلس "الدوما" (البرلمان)، بشكل أساسي من خلال الاحتجاجات والمظاهرات.

وأوضح الموقع، أنه بالنسبة للأولى، في عام 2016، سجلت مفوضية الانتخابات 67 حزبا، منها 6 فقط ممثلة بالبرلمان، في مقدمتها حزب الرئيس "روسيا الموحدة" بحصوله على 343 مقعدا من أصل 450.

ويحتل المركز الثاني "الحزب الشيوعي" بـ 42 مقعدا، يليه "الحزب الليبرالي الديمقراطي" بـ 39 مقعدا، و "روسيا العادلة" بـ7 مقاعد، وأخيرا، بمقعد واحد فقط "رودينا"، وهو حزب محافظ. فضلا عن عدد من الأحزاب التي لم تفز حتى الآن بأي مقعد، من بينها "يابلوكو".

ويلاحظ الموقع، أن كل هذه الأحزاب تعتبر معارضة زائفة أو أحزابا موالية للنظام، وتتميز بعدم وجود زعيم قادر على معارضة "بوتين".

في المقابل، تكتسي مجموعة الأحزاب التي تم تعريفها على أنها "معارضة غير نظامية" والتي ينتمي إليها نافالني، أهمية أكبر ويعتبر الأخير المرشح الوحيد الذي يمكنه معارضة بوتين.

سم "نوفيشوك"

وأشار الموقع، إلى أن المعارض الروسي، كان قد فقد وعيه أثناء رحلة طيران بين سيبيريا وموسكو في أغسطس/آب الماضي، بينما كان برفقة زوجته التي ناشدت  المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان السماح له بالعلاج في ألمانيا التي أبدت استعدادها لذلك.

ويشك الكثيرون في تعرضه لعملية تسمم باستخدام سم أعصاب يسمى "نوفيشوك". 

وبعد أن اتُّهم بوقوفه وراء الهجوم، نفى "بوتين" خلال المؤتمر الصحفي السنوي المنعقد منذ أيام، أي تورط في القضية مصرحا: "ما الحاجة إلى تسميمه؟". 

وفي 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اتهمت وزارة الخارجية الأميركية، جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) بتسميم "نافالني".

وأوضحت الوزارة في بيان، أن واشنطن تعتقد بأن عملاء في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي استخدموا سما يسمى "نوفيتشوك" لتسميم "نافالني".

وأضافت: أن روسيا "طرحت العديد من نظريات المؤامرة المتناقضة في محاولة لإقناع العالم بأن ليس لديها أصابع في هذا الحادث".

وفي ذات الصدد، ذكر الموقع الإيطالي، أن "نافالني" تعرض في السابق لاعتداءات ومحاولات اغتيال أخرى، في عام 2016، وأيضا في 2017. وأخيرا، محاولة أخرى خلال العام الماضي، في اليوم التالي لمشاركته في مظاهرة احتجاجية بموسكو. 

سبر الآراء

وأورد الموقع، أن مركز "ليفادا"، وهو معهد روسي غير حكومي متخصص في استطلاعات الرأي والإحصائيات، نشر عام 2020. استطلاع رأي حول درجة التأييد الذي يحظى به "نافالني" في البلاد.

وتبين من هذا الاستطلاع الذي تم إجراؤه نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أن 50 بالمائة من الأشخاص الذين تم استجوابهم، لا يؤيدون نشاط المعارض الروسي، في حين 20 بالمائة فقط يدعمونه. 

وأكد الموقع، أن المعهد نشر بيانات أخرى تتعلق بارتفاع نسبة شهرة المعارض الروسي وبلوغها 59 بالمائة بعد أن كانت 18 بالمائة في مايو/آيار 2013، رغم أن معدل الرفض أعلى من معدل التأييد. 

وفي استطلاع آخر حول أسباب ثقة الروس في بوتين، أجاب حوالي 23 بالمائة من المستطلعين، أن هناك اقتناعا بقدرة "بوتين" على حل مشاكل البلاد، ويأمل 26 بالمائة ذلك، بينما يعتقد 43 بالمائة أن السبب هو عدم وجود بديل لبوتين في الوقت الحالي.

وتعد نسبة التأييد التي يحظى بها الرئيس الروسي الأكثر إثارة للاهتمام، وذلك بعد أن ناهزت 68 في المائة، وهي مطابقة للبيانات التي يصدرها "مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام" بنسبة 63.5 بالمئة.

وخلص الموقع، إلى التأكيد أن "نافالني بلا شك أحد أهم الشخصيات السياسية في البلاد، وزعيم المعارضة غير النظامية، ورغم هذه المكانة، قليل من الروس يؤيد نشاطه، وعلى الطرف المقابل، لا يرى نصف السكان تقريبا بديلا لبوتين، كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي المذكورة أعلاه".