الإندبندنت تنتقد سياسة إيران "الثنائية" في أفغانستان.. ما القصة؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية -النسخة الفارسية-، الضوء على سياسات إيران تجاه أفغانستان عموما، وحركة طالبان بشكل خاص.

وتدور منذ أيام مناقشات على شبكات التواصل الاجتماعي تتعلق بالأفغان حول العالم تقريبا، خاصة فيما يخص حوار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "الأخير" مع طلوع نيوز، المنشور في 22 ديسمبر/كانون الأول 2020.

موقف إيران 

ذكر الخبير الأفغاني "فريدون أجند" في مقال بالصحيفة أنه "يعتبر البعض هذا اللقاء توضيحا لسياسة إيران الخارجية تجاه أفغانستان، ويصدق البعض الآخر، أن "ظريف" أخفى حقائق كثيرة طوال اللقاء".

وما جرى إدراكه من كلام "ظريف" العام: أن حكومة جمهورية إيران الإسلامية تعتبر أفغانستان دولة مستقلة، ديمقراطية، صديقة حيث تربط بينهما قيم الجوار والاتفاقيات الدولية.

 ولكن الحقيقة، أن طهران تنظر إلى أفغانستان وفقا لمصالحها القومية على الدوام، وليس على الأصول المقبولة دوليا وقيم الجوار، وفق الصحيفة.

وترى أن أهم موضوع في هذا الحوار، هو موقف طهران من طالبان، حيث سعى "ظريف" للنظر إلى هذه القضية من طرف واحد، وهو أن علاقتهم مع الحركة تأتي بسبب القلق من وجود هذه الجماعة على حدود إيران ودفاعها عن شعبها.

كما قال "ظريف" عن علاقتهم بالدعم العسكري لطالبان: "لم نسلم آلات الحرب إليهم على الإطلاق، وكذلك لم نعالج جروحهم" لكن الحقيقة، أن إيران تتبع سياسة النفاق في هذا الشأن، كما أن لها توجهين، بحسب الكاتب.

دعم طالبان 

تابع فريدون: "استقبلت الجمهورية الإسلامية جماعة طالبان بعد بضع ساعات فقط من سقوطها، هرب بعض من زعماء الحركة الموجودين في غرب أفغانستان نحو طهران، بعد أن فقدوا إمكانية الذهاب إلى باكستان".

وهذا في وقت، كان يتوقع فيه أن تسلم الحكومة الإيرانية جميع قادة طالبان إلى أفغانستان، بسبب الانعكاس الفكري بين الحركة وطهران، ولكن لم يحدث ذلك بأي شكل كان.

 لدرجة أن القاعدة التي كانت قد وضعتها إيران تحت تصرف المجاهدين في غرب أفغانستان، كانت كذلك في متناول يد طالبان، ومن ثم زاد دعم طهران للحركة.

إذ حصلت طالبان على أخطر الألغام المضادة للدبابات من إيران، كما يوجد عدد من مستشاري الجيش بصورة حية في القواعد الخاصة بها.

 كان النموذج الواضح، هو وجود هؤلاء المستشارين بجانب "غلام يحيى أكبري" أحد قادة طالبان في هراة، وفق الكاتب. لكن تفرقت قوات أكبري بمجرد مقتله.

وأردف: "فتحت إيران حدودها عند منطقة إسلام قلعة للأفغان من أجل إنقاذ هؤلاء المستشارين".

وتابع: أن "آلافا من الأفغان الباحثين عن عمل دخلوا الأراضي الإيرانية بدون أي تأشيرة، وكذلك نجا هؤلاء المستشارون بأنفسهم إلى إيران، كانت هذه الخطة ليومين أو ثلاثة أيام فقط، والقليل من الأشخاص يعلمون لماذا فتحت طهران حدودها لهذه المدة القصيرة بهذا القدر من الكرم".

وواصل الكاتب: "قامت قوات الجيش بتعليم أخطر جزء من جماعة طالبان، والذي كان يعد الخط الأحمر، وكذلك لدى طالبان مكتب في مشهد وزاهدان حتى الآن ويتجولون من وإلى إيران على راحتهم".

خروج أميركا

ويقول الكاتب: "يبدو أن وزير الخارجية الإيراني يجهل جزءا من هذه الحقائق، أو أنه يعرف ولا يجب أن يصرح، لكن حواره الأخير أظهر السياسة الثنائية لحكومة إيران تجاه أفغانستان مرة أخرى".

فعلى الرغم من تشدد إيران تجاه طالبان إلى حد بعيد بعد اتفاقية السلام بينها وبين أميركا، فإن علاقة الجيش مع الحركة في توسع حتى الآن.

وأردف: "وعلى الرغم من تصريح "ظريف" خلال حواره بشكل واضح أن طالبان لا تزال جماعة إرهابية بالنسبة لهم، إلا أن طهران تريد حصول الحركة على السلطة في أفغانستان".

ولكن سعى "ظريف" خلال هذا اللقاء إلى خداع الأفغان، وصور أن حكومته تحمي الشعب، أو أنه لا يعلم بما يحدث خلف الستار بين الجيش وطالبان.

ويبدو أن قلق "ظريف" في تصريحات، تمثل بخروج أميركا من أفغانستان، لأنه من الممكن أن تتحول هذه الدولة إلى مجال هجوم الجماعات المتطرفة مرة أخرى، وهو الشيء الذي يشكل خطرا بالنسبة للجمهورية الإسلامية، حسبما يقول الكاتب.

لنفس السبب يبدو أن قصد "ظريف" من خروج أميركا من أفغانستان بشكل مسؤول، هو إبقاء جزء من قواها لمواجهة الجماعات المتطرفة كتنظيم الدولة.