إعلام عبري: هكذا تدفع السعودية والإمارات لتطبيع باكستان مع إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة عبرية أن غضبا شعبيا كبيرا اجتاح باكستان خلال الأيام الأخيرة، عقب أنباء عن زيارة مستشار كبير لرئيس وزراء البلاد إلى إسرائيل، وسط تكنهات عن قرب تطبيع العلاقات بين البلدين.

وكشفت صحيفة "Times of Israël" أن مستشار رئيس وزراء باكستان عمران خان زار إسرائيل، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وناقش التحرك نحو علاقات أفضل بين البلدين، اللذين لا تربطهما علاقات رسمية، حسبما ادعى باكستانيان بارزان في الأيام الأخيرة.

رد عنيف

وأدت هذه الادعاءات الصادرة عن نور ضاهري، وهو محلل باكستاني في مجال مكافحة الإرهاب يكتب لصحيفة محلية، إلى رد فعل عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى جدل واتهامات بين الحزب الحاكم والحزب  السابق الذي كان يحكم البلاد.

ويأتي ذلك بعد أيام من تأكيد صحيفة "Israel Hayom" العبرية أن مستشارا كبيرا من دولة ذات غالبية مسلمة (لم تذكر اسمها) زار إسرائيل أواخر نوفمبر الماضي، لإجراء محادثات.

لكن ضاهري، المدير التنفيذي لمركز أبحاث  الإسلامي لمكافحة الإرهاب ومقره المملكة المتحدة، قام بتفصيل الزيارة المزعومة في سلسلة من التدوينات على تويتر في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال ضاهري: إن "مساعدا وثيقا لخان (لم يذكر اسمه)، لديه أيضا علاقات جيدة مع إدارة ترامب، تم إرساله من إسلام آباد إلى تل أبيب عبر لندن في 20 نوفمبر، ومن المفترض أنه التقى بالعديد من مسؤولي وزارة الخارجية ونقل رغبة خان في توثيق العلاقات بين البلدين". 

وأفاد بأن "إسلام آباد تريد دعم إسرائيل في مختلف المحافل الدولية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع الدول العربية ومكانتها الدولية العامة، لكن مساعد خان شدد على أن أي دفء في العلاقات يجب أن يكون لينا وبطيئا بسبب المعارضة المتوقعة داخل باكستان".

وأضاف ضاهري: أن "هذه المبادرات لقيت ترحيبا حارا من قبل الإسرائيليين الذين أكدوا للمساعد الباكستاني أنهم سيبذلون جهودا نيابة عن باكستان".

بدورها، دعمت شاما جونيجو، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ليستر البريطانية، وكاتبة عمود في الصحيفة الباكستانية الشعبية "ديلي خابرين"، رواية ظاهري.

ضربة قاسية

وفي وقت لاحق، قال ضاهري لقناة "i24 News" الإسرائيلية: إن "باكستان أصبحت مؤخرا معزولة بشكل متزايد حيث توترت علاقتها مع السعودية والإمارات بسبب علاقاتها الوثيقة مع تركيا".

وأوضح أن ذلك "دفع الرياض وأبوظبي إلى زيادة الضغط على إسلام آباد من خلال مطالبها بتسوية الديون وفرض قيود على شحنات النفط". 

وأشار إلى أن "الإمارات حظرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إصدار تأشيرات العمل للباكستانيين، في ضربة قاسية لإسلام آباد، وكان ملايين الباكستانيين في الإمارات يرسلون في السنوات الأخيرة، مليارات الدولارات سنويا لعائلاتهم".

وشدد ضاهري على أن "باكستان الآن في وضع حرج للغاية سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا".

لكن مصادر عسكرية باكستانية، نفت بشكل قاطع هذه الرواية وأي اتصالات من هذا القبيل، فيما غردت جونيجو قائلة: "الضاهري محق تماما، لقد أكدت مصادري أيضا أن المستشار سافر إلى إسرائيل في 20 نوفمبر ".

كما ادعى الضاهري أن مسؤولين باكستانيين سافروا سرا إلى إسرائيل عدة مرات في الماضي، تحت إدارة رئيس الوزراء السابق نواز شريف.

وكانت مريم نواز شريف، ابنة شريف، وهي ناشطة سياسية، قد نشرت مقابلة ضاهري مع "i24 News" على حسابها على "تويتر" لفترة وجيزة قبل حذف التغريدة.

ووفقا لـ "i24 News"، أدت عملية التطبيع المفترضة إلى غضب الباكستانيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وغرد حزب PTI"" الحاكم بزعامة خان: "مريم نواز كشفت للتو والدها نواز شريف، حيث قامت بنشر مقابلة ضاهري الذي قال إن شريف أرسل وفدين إلى إسرائيل لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية قبل أن تحذفها".

ولم يذكر الحزب أن ضاهري قال أيضا: إن خان فعل الشيء نفسه.

تأكيدات ونفي

وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب خلال الأشهر الأخيرة، فيما أشار مسؤولون إلى أن تحركات مماثلة مع دول إسلامية أخرى "أمر وارد".

وأشار تقرير الصحيفة العبرية إلى أنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تثار فيها تكهنات حول اجتماعات إسرائيلية باكستانية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، نفت باكستان تقارير عن هبوط طائرة إسرائيلية في مطار إسلام آباد الدولي.

وغرد الصحفي الإسرائيلي آفي شارف، الخميس بأن طائرة رجال أعمال إسرائيلية خاصة طارت إلى إسلام آباد من تل أبيب وبقيت في العاصمة الباكستانية قرابة 10 ساعات.

لكن عددا من الوزراء الباكستانيين وهيئة الطيران المدني نفت ما جاء في تغريدة "شارف".

ورغم أن باكستان أشارت سابقا إلى أنها ستكون مستعدة لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتها مع إسرائيل بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، إلا أن العلاقات بين البلدين تبدو معقدة.

وكانت هناك تقارير عن اتصالات سرية بين مسؤولين إسرائيليين وباكستانيين، بما في ذلك وثيقة في "ويكيليكس" أشارت إلى أن مسؤولا رفيع المستوى في الجيش الباكستاني التقى بشكل مباشر مع مسؤولين في "الموساد".

وختمت الصحيفة العبرية مقالها بالقول: "لكن علنا، لا توجد علاقة بين الدولتين، حيث ورد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ألغى حجز عشاء عام 2016 في مطعم بنيويورك، لتجنب تناول الطعام في نفس الوقت مع نواز شريف".