Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

موقع إيراني: زمن “الحميمية” بين السعودية وأميركا سينتهي في عهد بايدن

منذ 2020/12/20 08:12:00 | ترجمات الفارسیة
هناك اختلافات بين الوعود المعطاة أثناء الجولات الانتخابية وبين الحقائق في مجال السياسة الدولية
حجم الخط

سلط موقع إيراني الضوء على مستقبل العلاقات السعودية الأميركية في ظل إدارة "جو بايدن" الجديدة، متسائلا عن التغيرات التي قد تطرأ على الحميمية التي كانت تتسم بها فترة "دونالد ترامب" مع الرياض.

وتطرق موقع "دبلوماسي إيراني" إلى التأثيرات التي ستحدث في المنطقة جراء تبعات هذه التغيرات، وكيف ستتأثر إيران.

وقال "سيد حامد حسيني" وهو طالب دكتوراه في تخصص العلاقات الدولية: "خلال الأيام السابقة وجدنا دولة بحجم السعودية، وولي عهدها الشاب محمد بن سلمان تتعقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بنظرة مضطربة، ولم تتوقع نهايتها بهذا الشكل".

 على الرغم من معرفة الرياض جيدا أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، من الممكن أن تتأثر قليلا بالتنافس الكائن بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يبدو أن انتصار "جو بايدن" اللافت للنظر، يعني انتهاء عهد الحصانة لأقصى حد الذي منحته حكومة ترامب للسعوديين.

ويضيف حسيني: أن "وجود السوابق المتعلقة بحقوق الإنسان، وبالأخص في ملف قتل الصحفي المعروف "جمال خاشقجي"، وسلوكها في حرب اليمن، ومساعيها الخطيرة من أجل زيادة نفوذها في المنطقة، تعمل كل هذه الأمور على زيادة احتمال التوتر، وبخاصة مع حكومة بايدن التي لا تسعى كثيرا إلى الاستثمار الزائد في الشرق الأوسط".

ويتابع الكاتب: "لدى ولي العهد السعودي أسباب للقلق، حيث إنه أقنع دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر مستشاره في شؤون الشرق الأوسط، والذي يؤيد السعوديين بأن الرياض تميل إلى شراء السلاح الأميركي بمليارات الدولارات".

ووفقا لتقرير معهد دراسات السلام الدولية في "ستكهولم" فإن ربع مبيعات الأسلحة الأميركية كانت للسعودية في خمسة أعوام بين 2014 إلى 2019.

وفي الوقت الذي بلغ فيه هذا الرقم حوالي 7 بالمئة في الأعوام بين 2010 و2014، فإنه ألقى الضوء على وجود تعارض في المصالح الحقيقية مع سياسات إيران، وأن السعودية في النهاية ليس لديها أي رغبة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

من الناحية الإستراتيجية، كان يعني هذا المنوال، التعاون الصميم فيما يخص إيران عن طريق تطبيق عقوبات الحد الأقصى، وتغيير مواقف المنطقة، عن طريق تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين، وكذلك دعم الولايات المتحدة لسلطة محمد بن سلمان.

وقال الكاتب: "لقد أصبح ولي العهد أكثر شجاعة بدعم ترامب الذي لا غبار عليه، واتخذ موقفا أكثر عنادا تجاه طهران، التي تعتبرها الرياض تهديدا حقيقيا لها منذ موقفها غير الرسمي باعتبارها قائدة للعالم الإسلامي منذ الثورة الإسلامية عام 1979",. 

ماذا يريد بايدن؟

والسؤال الواضح: هل تستطيع حكومة بايدن أن تنهي الدعم الذي تمتعت به الرياض بدون قيود أو شروط خلال السنوات الماضية؟

بحسب الكاتب، فإن "جو بايدن" يريد إنهاء الحرب المشينة المفجعة في اليمن، ومن ثم يقيّم علاقات الولايات المتحدة مع الرياض. 

وأوضح بايدن موقفه تجاه السعودية، وحربها في اليمن منذ الوهلة الأولى، حيث قال: "إن حكومة المملكة لا تفي بوعودها، وتقتل الأطفال والأبرياء هناك، كما أقالت الرياض إحدى الحكومات اليمنية".

وكذلك صرح بايدن في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنه عند بلوغه السلطة، سيعيد تقييم العلاقات مع ملك السعودية مرة أخرى، وأنه سينهي دعم الولايات المتحدة لحرب اليمن، "وسنتأكد أن أميركا لن تتنازل عن مبادئها في سبيل بيع الأسلحة أو شراء البترول".

ويتابع الكاتب أن "بايدن" ذكر في مجلس العلاقات الخارجية العام 2019، أن أولويات بلاده فيما يخص الشرق الأوسط، يجب تحديدها في واشنطن وليس في الرياض. 

وليس واضحا احتمالية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي حتى الآن من عدمه، وهو أمر يسبب القلق للسعودية. 

على مستوى الإستراتيجية الكبرى، مع الأخذ في الاعتبار أن "بايدن" يميل إلى عدم التدخل في تحديات الشرق الأوسط، من الممكن ألا يكون مستعدا لإنجاز استثمارات كبيرة لمصالح الرياض في المنطقة.

ويشير الكاتب إلى عدم وضوح إمكانية تأثير هذا الأمر على مفاهيم الرياض. بلا شك أن هذه الجولة من الممكن أن تفسح المجال أمام السعودية في توسيع العلاقات مع المنافس الحقيقي للولايات المتحدة، جمهورية الصين الشعبية، وخاصة في مسألة التطور في المجال النووي. 

ويتوقع أن المملكة العربية السعودية في عهد "بايدن" لن تكون حليفة واشنطن كما كانت في عهد ترامب.

ويضيف حسيني: "بهذا الوضع، على الأغلب هناك اختلافات بين الوعود المعطاة أثناء الجولات الانتخابية، وبين الحقائق في مجال السياسة الدولية؛ الولايات المتحدة كانت دائما الدولة التي تسعى إلى صداقة المملكة العربية السعودية على مر التاريخ".

ويختتم الكاتب بالقول: إن "مستوى العلاقات لن يواجه الانهيار؛ بايدن سيتخذ إجراءات موزونة على الرغم من كونها مخالفة لتوجه ترامب"، مستدلا على ذلك بأن مستشاري "بايدن" حافظوا على تعهداتهم بالمساعدة في حماية السعودية ضد الأعداء بالمنطقة، لذا فإن الاعتقاد في هذا الشأن هو أن يكون تركيز الإدارة الأميركية الجديدة على نوع السلاح (المباع للسعودية)، من ناحية طبيعته الدفاعية أو الهجومية.


تحميل

المصادر:

1

عربستان دیگر عزیز امریکا نخواهد بود

كلمات مفتاحية :

السعودية الملك سلمان الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن دونالد ترامب عهد بايدن محمد بن سلمان