صحيفة تركية: العالم يسعى للقضاء على العنف وبعض أحزابنا يدعم الإرهابيين

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أثنت صحيفة تركية على إجراءات الحكومة في معالجة أزمة تفشي "فيروس كورونا"، في وقت انتقدت فيه أطرافا في المعارضة الذين "لم يتجاوزوا الخطاب الشعبوي" بشأن ذلك.

وقالت "صحيفة صباح" في مقال للكاتب محمود أوور: "حتى الآن، لم نر تحليلا لأحد بارز في المعارضة، يعالج التهديد الوبائي الذي نمر به، والحصار الاقتصادي والسياسي، ويلفت الانتباه إلى المتغيرات العالمية والإقليمية".

وقائع في البرلمان

واستدرك قائلا: "لكن المقاربة الأكثر تميزا وصدمة جاءت من الحكومة، حيث ألقى وزير الداخلية سليمان صويلو خطابا (منتصف ديسمبر/كانون الأول 2020) حارا يعكس العلاقة بين السياسة والعنف، جاءت بمثابة صفعة على الوجه، ما جعل من المستحيل تجاهله".

وألقى “سليمان صويلو”, خطابه في مجلس البرلمان لمناقشة ميزانية وزارته لعام 2021. وخلال الخطاب بدأ بشرح ما تم إنفاقه من قبل وزارة الداخلية وما سيتم إنفاقه ضمن المشاريع القادمة.

وبعد انتهائه من التطرق لعدة مشاريع توجه لنواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بقوله: “الأموال لا تذهب لحزب العمال الكردستاني الإرهابي, الأموال تذهب إلى الشعب”، ما أثار عاصفة من الجدل والمشادّات.

وتابع الكاتب: "وصلت الوقائع التي رواها من المنصة البرلمانية على الفور إلى الملايين، وجعلت المجتمع يأخذ نفسا عميقا، بينما دفع ذلك أنصار حزب الشعوب الديمقراطي وبعض الجهات السياسية المعارضة إلى الجنون، مع أن وزير الداخلية صويلو كان يتحدث فقط عن حزب العمال الكردستاني وأنصاره".

وقال صويلو: "لو كان لديكم القليل من الكرامة، لكنتم قدمتم التعازي لهؤلاء المدنيين، إنهم أطفالنا الذين اختطفتهم منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية من أمهاتهم وجعلوهم يحملون السلاح".

وأوضح الكاتب: "السؤال هنا: لماذا يحتج نواب في البرلمان على وزير الداخلية لبلد يصف وحشية منظمة إرهابية ضد المدنيين؟ ألا يوجد أمر خاطئ في هذا؟ بالطبع هناك أمر خاطئ".

وبين الكاتب "أورهان مير أوغلو" هذه الحقيقة بشكل ساخر ومثير للاهتمام قائلا: "وزير الداخلية صويلو يتحدث في البرلمان، المحتوى الرئيسي لخطابه هو الجرائم التي ارتكبها حزب العمال الكردستاني، وإساءة استخدامه للسياسات المدنية والديمقراطية، وانتهاكات الحقوق والحياة التي تسبب فيها".

 خلال هذا يقوم حزب الشعوب الديمقراطي بالاحتجاج، ورفع اللافتات، وضرب الطاولة. إن هذا المشهد لا يكشف عن تطور الديمقراطية فحسب، بل يكشف حقيقة أنه يمكن إظهار التسامح مع عنف حزب العمال الكردستاني وإرهابه تحت سقف البرلمان، وحتى بعد العديد من التجارب المؤلمة، وفق قوله.

ولفت بشكل ساخر أن "الجرائم الجماعية" التي يرتكبها حزب العمال الكردستاني يمكن احتواؤها من خلال "التفاهم وإظهار الرغبة والإرادة الجماعية. أين توجد مثل هذه "الحرية".

ويرى "أوور" أنه لم تكن الفظائع التي ارتكبها حزب العمال الكردستاني التي ذكرها وزير الداخلية "صويلو" من المنصة هي من أخرجت حزب الشعوب الديمقراطي عن طوره في البرلمان. 

وأرجع ذلك إلى أنه "من المعروف أن حزب العمال الكردستاني لا يخجل من الفظائع التي يرتكبها ويتفاخر بها، بل إن ما أثار غضب أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي هو تعرض وجود الحزب الأول للخطر".

ويقول الكاتب آسفا: "يسعى السياسيون المدنيون في العالم للقضاء على العنف والإرهاب دائما، وعلى العكس من ذلك، لدينا سياسيون يستعينون بالعنف ويحفزونه، مثل السياسيين الذين وجهوا دعوة للانقلابيين في الماضي". 

جرعة حساسية

من ناحية أخرى أشارت "هلال كابلان" في مقال لها نشرته ذات الصحيفة أن الدول الأوروبية ماهرة في تصدير الإرهاب ودعمه إلى دول خارج القارة الموجودة فيها. 

لذلك، لا توجد أمثلة كثيرة في أوروبا في السنوات الأخيرة يمكننا مقارنتها بحزب الشعوب الديمقراطي بما يتعلق بارتباط الأحزاب بالمنظمات الإرهابية. 

ومع ذلك، يمكن أن يكون أقرب مثال على ذلك هو "حزب باتاسونا" المرتبط بمنظمة وطن الباسك والحرية الإرهابية والمعروفة اختصارا باسم "إيتا" في إسبانيا، وفق الكاتبة.

وأوضحت ذلك بالقول: "كان حزب باتاسونا قد حصل على 15-18٪ من الأصوات في إقليم الباسك. وعلى الرغم من أن مسؤولي الحزب كانوا ينفون مزاعم الانتماء لمنظمة إيتا، إلا أن العديد من الكلمات المحددة في بيانات وتصريحات ممثلي الحزب كانت تكشف عن اتصالاتهم وعلاقاتهم الطبيعية مع المنظمة".

وأضافت: "في البداية تم إغلاق صحيفة إيجين التابعة لمنظمة إيتا بأمر من قاضي المحكمة العليا الإسبانية بلتاسار غارزون. وفي وقت لاحق، جرى رفع قضية ضد حزب باتاسونا تتكون من 23 اتهاما، من بينها اتهامه بالإرهاب".

نتيجة لذلك، تم توقيف "حزب باتاسونا" لأول مرة لمدة ثلاث سنوات في عام 2002، وحظره ومنعه في عام 2008، ولم يتمكن من دخول الانتخابات في 2009.

وكان من بين دواعي إغلاق حزب باتاسونا أسباب، مثل عدم إدانته للأعمال الإرهابية، واستخدام الشعارات والملصقات الإرهابية، وتحريض الناس على الثورة ضد الدولة. 

ومن المهم هنا أن نذكر أيضا أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان رفضت "بالإجماع" اعتراض باتاسونا، وأقرت أنه يعتبر جزءا من منظمة "إيتا" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بحسب الكاتبة التركية.

وأردفت: أما في بلدنا، فإن نواب حزب الشعوب الديمقراطي يقولون "كلنا كمال بير" أو "زعيمنا أوجلان" بشكل صريح، ولا ينكرون علاقاتهما مع حزب العمال الكردستاني حتى. دعوكم من الملصقات والشعارات، إنهم يذهبون لعزاء الإرهابيين ودعم الدعاية الإرهابية علانية.

ونوهت أنه في الآونة الأخيرة، شوهد أحد أعضاء البرلمان من حزب الشعوب الديمقراطي، وهو يسرق هاتف أحد المشتبه بهم من حزب العمال الكردستاني من الشرطة. 

وبعبارة أخرى، شوهد وهو يحاول إخفاء الأدلة، كما تم القبض على نائب آخر لحزب الشعوب الديمقراطي في سيارته وهي محملة بالأسلحة. 

وتابعت قائلة: "يمكنني زيادة عدد الأمثلة، لكن ما أرغب في أن أقوله وباختصار، يكفي فقط أن نصبح ديمقراطيين مثل إسبانيا وحساسين مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان".