اغتيال ناشط عراقي جديد قرب نقطة تفتيش ببغداد.. هؤلاء المتهمون

بغداد - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عاد الحديث عن مليشيات إيران في العراق إلى الواجهة مع استمرار حملات تصفية الناشطين والفاعلين بثورة أكتوبر/تشرين الأول 2019 المطالبة بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة، واحدا تلو الآخر.

آخر هؤلاء كان الناشط البارز في الثورة صلاح العراقي، المناهض لإيران والحكومة العراقية، والذي جرى تصفيته مساء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، بـ5 طلقات نارية في صدره، أطلقها عليه مسلحون ملثمون، استخدموا سلاحا كاتما للصوت، في حي الجديدة شرق بغداد.

وأفادت جهات إعلامية، بأن "العراقي" تم اغتياله على مقربة من نقطة تفتيش تابعة للقوات الأمنية.

ويبدو أن مسلسل الاغتيالات ما زال مستمرا، في ظل صمت المؤسسات الرسمية والدينية بالبلاد عن تلك الممارسات الإجرامية للفصائل الإيرانية المسلحة التي يوجه لها الناشطون أصابع الاتهام، فيما تتجنب الحكومة توجيه إدانات رسمية لها وتفتح تحقيقات صورية.

وطالب ناشطون عبر وسمي #صلاح_العراقي، #الشهيد_صلاح_العراقي، بالكشف عن هوية المنفذين للاغتيالات، محملين حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المسؤولية، والذي اتهموه بالتواطؤ مع إيران وتنفيذ أجندتها بالداخل العراقي.

كما أن كل التحركات العلنية التي يبرزها رئيس الاستخبارات العراقية مصطفى الكاظمي منذ تنصيبه لرئاسة الحكومة في مايو/أيار 2020، لإظهار مناهضته لإيران ومليشياتها والتأكيد على سيادة العراق، لا تلقى ترحيبا لدي الناشطين ويعتبرونها "شو إعلامي".

مسؤولية الحكومة

لذلك، انتقد ناشطون الكاظمي عقب اغتيال "العراقي"، واعتبروه امتدادا لحكومة عادل عبد المهدي، الصورية الشكلية، مؤكدين أنها لا سلطة ولا قرار لها والحل والسلطة بيد إيران ومليشياتها.

وأشاروا إلى أن الأيام أثبتت أن دور الكاظمي ضمن الخطة كان مقتصرا على امتصاص غضب الشارع العراقي، وتهدئة التظاهرات، لتبدأ بعدها مرحلة التصفية النهائية لكل فعال فيها.

وحمل المدير التنفيذي لمركز جنيف الدولي للعدالة ناجي حرج، رئيس الوزراء العراقي مسؤولية اغتيال صلاح العراقي، محذرا من أنه "لم يكن الشهيد الأول ولن يكن الأخير، طالما بقي #نظام_المحاصصة_الطائفية جاثما على صدور العراقيين".

وأكد الصحفي والكاتب إياد الدليمي أن حكومة الكاظمي متورطة باغتيال صلاح العراقي ومن سبقه، قائلا: إن كل من يعتقد أن رحم العملية الساسية عقب الغزو طاهر ويمكن أن ينجب شريفا فهو واهم.

وقال الصحفي العراقي عثمان المختار: "تتحمل حكومة لجان التحقيق الوهمية لصاحبها مصطفى الكاظمي مسؤولية دماء الشباب التي تذهب غيلة بين يوم وآخر". 

وأكد المحامي أحمد إبراهيم الياسري، أن مصطفى الكاظمي أفضل من خدم المليشيات بعد 2003، ووصفه بالإنسان الخبيث إلى درجة أنه "يدس السم بالعسل"، وفق تعبيره.

تواطؤ الأمن

وبات الحديث عن تواطؤ قيادات الأمن العراقية مع المليشيات التي تقتل وتخطف الناشطين العراقيين، مترافقا مع كل عملية اغتيال.

وهو ما تكرر أيضا وبرز بقوة مع اغتيال صلاح العراقي، إذ ندد الناشطون بفشل الأمن وغياب رجال الدولة وانتشار المليشيات، واتهموهم بالتورط في الاغتيال.

وقال مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات شاهو القرة داغي: إن مليشيات الإجرام وعصابات الأحزاب مستمرة في قتل الأحرار بتواطؤ القوات الأمنية والأجهزة التي تخشى المليشيات، وفق قوله. 

وتعجب الصحفي العراقي سيف صلاح الهيتي من اغتيال "العراقي" على مقربة من إحدى نقاط التفتيش بمنطقة بغداد الجديدة!.

وندد الصحفي والناشط في الدفاع عن المضطهدين في العراق عمر الجمال، بأن دورية للشرطة لم تحرك ساكنا تجاه قتلة صلاح العراقي وهي تراهم بعينها يطلقون النار على الناشط بالقرب منها.

وتهكم الإعلامي الدكتور زيد عبد الوهاب الأعظمي قائلا: "يريد وطنا فأعطوه 5 رصاصات".

وبدوره، اعتبر مدير إذاعة صوت بيروت الدولية في فرنسا أحمد مازن، أن صلاح العراقي ضحية جديدة لعصابات طهران الإرهابية، قائلا: "كل يوم نسمع خبر موت أحد الناشطين دون أي ردع من الأمن العراقي، والسؤال هنا هل وصلت مليشيات إيران في العراق لما وصل إليه حزب الله في لبنان من تحكم بالدولة!".

اتهامات للصدر

وتداول ناشطون مقاطع فيديو لصلاح العراقي وهو يحث العراقيين على النزول للساحات ويتعهد بالصمود حتى النصر أو الشهادة، وأخرى له وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة مرددا عبارة: "لبيك ياعراق لبيك ياشهيد".

واتهم ناشطون زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورجاله، بتنفيذ الاغتيالات بحق الناشطين، إذ سبق أن هددهم بتصفية ساحات التظاهر المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، وإخضاع الجميع، كما هددهم بالقتل على طريقته الخاصة.

وقال الصحفي المستقل وقاص القاضي: إن مقتدى الصدر بعد أيام من مساومته للمتظاهرين ما بين نصرته انتخابيا أو استخدام العنف ضدهم، أصبح قتل الناشطين علنا وقرب مفارز القوات الأمنية وعلى يد مهاجمين وصلوا من الوقاحة درجة أنهم ما عادوا يرتدون حتى اللثام كما جرى مع الشهيد صلاح العراقي.

فيما خاطبت الباحثة في الشأن السياسي والأمني بالعراق زهراء الحسن، مصطفى الكاظمي قائلة: "عندما يتم اغتيال شخص في دولتك يا حضرت الرئيس وأنت لم تستنكر أو تدين هذا الفعل الجبان والوسخ لمليشيات مقتدى الصدر فهذا يعني أنك شريك بكل قطرة دم تُسفك"، وفق قولها.