اغتيال ناشط عراقي جديد قرب نقطة تفتيش ببغداد.. هؤلاء المتهمون
عاد الحديث عن مليشيات إيران في العراق إلى الواجهة مع استمرار حملات تصفية الناشطين والفاعلين بثورة أكتوبر/تشرين الأول 2019 المطالبة بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة، واحدا تلو الآخر.
آخر هؤلاء كان الناشط البارز في الثورة صلاح العراقي، المناهض لإيران والحكومة العراقية، والذي جرى تصفيته مساء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، بـ5 طلقات نارية في صدره، أطلقها عليه مسلحون ملثمون، استخدموا سلاحا كاتما للصوت، في حي الجديدة شرق بغداد.
وأفادت جهات إعلامية، بأن "العراقي" تم اغتياله على مقربة من نقطة تفتيش تابعة للقوات الأمنية.
ويبدو أن مسلسل الاغتيالات ما زال مستمرا، في ظل صمت المؤسسات الرسمية والدينية بالبلاد عن تلك الممارسات الإجرامية للفصائل الإيرانية المسلحة التي يوجه لها الناشطون أصابع الاتهام، فيما تتجنب الحكومة توجيه إدانات رسمية لها وتفتح تحقيقات صورية.
وطالب ناشطون عبر وسمي #صلاح_العراقي، #الشهيد_صلاح_العراقي، بالكشف عن هوية المنفذين للاغتيالات، محملين حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المسؤولية، والذي اتهموه بالتواطؤ مع إيران وتنفيذ أجندتها بالداخل العراقي.
كما أن كل التحركات العلنية التي يبرزها رئيس الاستخبارات العراقية مصطفى الكاظمي منذ تنصيبه لرئاسة الحكومة في مايو/أيار 2020، لإظهار مناهضته لإيران ومليشياتها والتأكيد على سيادة العراق، لا تلقى ترحيبا لدي الناشطين ويعتبرونها "شو إعلامي".
مسؤولية الحكومة
لذلك، انتقد ناشطون الكاظمي عقب اغتيال "العراقي"، واعتبروه امتدادا لحكومة عادل عبد المهدي، الصورية الشكلية، مؤكدين أنها لا سلطة ولا قرار لها والحل والسلطة بيد إيران ومليشياتها.
وأشاروا إلى أن الأيام أثبتت أن دور الكاظمي ضمن الخطة كان مقتصرا على امتصاص غضب الشارع العراقي، وتهدئة التظاهرات، لتبدأ بعدها مرحلة التصفية النهائية لكل فعال فيها.
وحمل المدير التنفيذي لمركز جنيف الدولي للعدالة ناجي حرج، رئيس الوزراء العراقي مسؤولية اغتيال صلاح العراقي، محذرا من أنه "لم يكن الشهيد الأول ولن يكن الأخير، طالما بقي #نظام_المحاصصة_الطائفية جاثما على صدور العراقيين".
#صلاح_العراقي لم يكن الشهيد الأول ولن يكن الأخير، طالما بقي #نظام_المحاصصة_الطائفية جاثما على صدور العراقيين سيفقد #العراق يوميا من شبابه. تلاحم كل الشعب مع ثورة الشباب هو الحل. بغير ذلك فأن #ميليشيات #إيران ستسلب حق الجميع في الحياة الكريمة. مسؤولية
— Naji Haraj (@NajiHaraj) December 15, 2020
إغتيال صلاح يتحملها #الكاظمي pic.twitter.com/V8062gRj5l
وأكد الصحفي والكاتب إياد الدليمي أن حكومة الكاظمي متورطة باغتيال صلاح العراقي ومن سبقه، قائلا: إن كل من يعتقد أن رحم العملية الساسية عقب الغزو طاهر ويمكن أن ينجب شريفا فهو واهم.
#صلاح_العراقي شاب اخر يدفع حياته ثمناً للحرية، حكومة الكاظمي متورطة باغتياله واغتيال من سبقه، كل من يعتقد أن رحم العملية الساسية عقب الغزو طاهر ويمكن أن ينجب شريفاً فهو واهم، هذا رحم عفن ولا يخرج منه الا كل خبيث وفاسد وقاتل وطائفي #العراق pic.twitter.com/14EyxQhp6w
— اياد الدليمي (@iyad732) December 15, 2020
وقال الصحفي العراقي عثمان المختار: "تتحمل حكومة لجان التحقيق الوهمية لصاحبها مصطفى الكاظمي مسؤولية دماء الشباب التي تذهب غيلة بين يوم وآخر".
تتحمل حكومة لجان التحقيق الوهمية لصاحبها مصطفى الكاظمي مسؤولية دماء الشباب التي تذهب غيلة بين يوم وآخر على يد مليشيات اسماعيل قاآني
— عثمان المختار (@othmanmhmmadr) December 15, 2020
نقطة راس سطر
#الشهيد_صلاح_العراقي
وأكد المحامي أحمد إبراهيم الياسري، أن مصطفى الكاظمي أفضل من خدم المليشيات بعد 2003، ووصفه بالإنسان الخبيث إلى درجة أنه "يدس السم بالعسل"، وفق تعبيره.
مصطفى الكاظمي افضل من خدم المليشيات بعد 2003 ، انسان خبيث الى درجة ويدس السم بالعسل ابو نص لسان#صلاح_العراقي
— ألمحامي أحمد أبراهيم ألياسري (@Law50500) December 16, 2020
تواطؤ الأمن
وبات الحديث عن تواطؤ قيادات الأمن العراقية مع المليشيات التي تقتل وتخطف الناشطين العراقيين، مترافقا مع كل عملية اغتيال.
وهو ما تكرر أيضا وبرز بقوة مع اغتيال صلاح العراقي، إذ ندد الناشطون بفشل الأمن وغياب رجال الدولة وانتشار المليشيات، واتهموهم بالتورط في الاغتيال.
وقال مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات شاهو القرة داغي: إن مليشيات الإجرام وعصابات الأحزاب مستمرة في قتل الأحرار بتواطؤ القوات الأمنية والأجهزة التي تخشى المليشيات، وفق قوله.
ميليشيات الاجرام وعصابات الاحزاب مستمرة في قتل الاحرار بتواطؤ القوات الامنية والاجهزة التي تخشى الميليشيات .
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) December 15, 2020
وقادة الاحزاب يروجون للانتخابات القادمة ؟ انتخابات في ظل الميليشيات والسلاح والفساد !#صلاح_العراقي pic.twitter.com/tB2vtkVEar
وتعجب الصحفي العراقي سيف صلاح الهيتي من اغتيال "العراقي" على مقربة من إحدى نقاط التفتيش بمنطقة بغداد الجديدة!.
اغتيال الناشط المدني صلاح العراقي على مقربة من إحدى نقاط التفتيش بمنطقة بغداد الجديدة! pic.twitter.com/31BB9uLBJZ
— سيف صلاح الهيتي (@saifsalahalhety) December 15, 2020
وندد الصحفي والناشط في الدفاع عن المضطهدين في العراق عمر الجمال، بأن دورية للشرطة لم تحرك ساكنا تجاه قتلة صلاح العراقي وهي تراهم بعينها يطلقون النار على الناشط بالقرب منها.
دورية للشرطة لم تحرك ساكن تجاه قتلة #صلاح_العراقي وهي ترى بعينها الكلاب تطلق النار على الناشط بالقرب منها.
— ⭕️ عمر الجمّال ���� (@omaraljmmal) December 15, 2020
وتهكم الإعلامي الدكتور زيد عبد الوهاب الأعظمي قائلا: "يريد وطنا فأعطوه 5 رصاصات".
يريد وطن فأعطوه ٥ رصاصات ...#الشهيد_صلاح_العراقي
— د. زيد عبد الوهاب الاعظمي (@zaidabdulwahab) December 15, 2020
وبدوره، اعتبر مدير إذاعة صوت بيروت الدولية في فرنسا أحمد مازن، أن صلاح العراقي ضحية جديدة لعصابات طهران الإرهابية، قائلا: "كل يوم نسمع خبر موت أحد الناشطين دون أي ردع من الأمن العراقي، والسؤال هنا هل وصلت مليشيات إيران في العراق لما وصل إليه حزب الله في لبنان من تحكم بالدولة!".
الناشط #صلاح_العراقي ضحية جديدة لعصابات إيران الإرهابية في العراق، حيث تم قتله بخمس رصاصات من مجهولين
— Ahmad Mazen (@AhmadMazen93) December 16, 2020
كل يوم نسمع خبر موت أحد الناشطين دون أي ردع من الأمن العراقي، والسؤال هنا هل وصلت ميليشيات إيران في #العراق لما وصل إليه حزب الله في #لبنان من تحكم بالدولة!#السعودية#أحمد_مازن pic.twitter.com/OLSEAs8HwO
اتهامات للصدر
وتداول ناشطون مقاطع فيديو لصلاح العراقي وهو يحث العراقيين على النزول للساحات ويتعهد بالصمود حتى النصر أو الشهادة، وأخرى له وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة مرددا عبارة: "لبيك ياعراق لبيك ياشهيد".
ألشهيد المغدورعلى يد ميليشيات أيران #صلاح_العراقي اثناء احتجاجات تشرين يخاطب الشعب العراقي "أذا ضليتو نايمين, حالكم حالنا ,بس أحنا راح نموت بكرامة وأنتوا راح تعيشون بذلة"
— Rayam Ridha (@RayamRidha) December 15, 2020
ألرحمة الخلود لشهداء الحرية والخزي والعار للقتلة
يوماً ما...كلنا سنقتل على الطريقة الميليشياوية الايراني pic.twitter.com/iTs4jkDuVc
واتهم ناشطون زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورجاله، بتنفيذ الاغتيالات بحق الناشطين، إذ سبق أن هددهم بتصفية ساحات التظاهر المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، وإخضاع الجميع، كما هددهم بالقتل على طريقته الخاصة.
وقال الصحفي المستقل وقاص القاضي: إن مقتدى الصدر بعد أيام من مساومته للمتظاهرين ما بين نصرته انتخابيا أو استخدام العنف ضدهم، أصبح قتل الناشطين علنا وقرب مفارز القوات الأمنية وعلى يد مهاجمين وصلوا من الوقاحة درجة أنهم ما عادوا يرتدون حتى اللثام كما جرى مع الشهيد صلاح العراقي.
بعد أيام من مساومة مقتدى الصدر للمتظاهرين ما بين نصرته انتخابيًا أو استخدام العنف ضدهم..
— waqas.alkadi وقاص القاضي (@waqas_alkadi) December 15, 2020
أصبح قتل الناشطين علنًا وقرب مفارز القوات الأمنية وعلى يد مهاجمين وصلوا من الوقاحة درجة أنهم ما عادوا يرتدون حتى اللثام كما جرى مع الشهيد صلاح العراقي..#صلاح_العراقي pic.twitter.com/WXeslIjFcK
فيما خاطبت الباحثة في الشأن السياسي والأمني بالعراق زهراء الحسن، مصطفى الكاظمي قائلة: "عندما يتم اغتيال شخص في دولتك يا حضرت الرئيس وأنت لم تستنكر أو تدين هذا الفعل الجبان والوسخ لمليشيات مقتدى الصدر فهذا يعني أنك شريك بكل قطرة دم تُسفك"، وفق قولها.
عندما يتم إغتيال شخص في دولتك يااااا حضرت الرئيس @MAKadhimi وأنت لم تستنكر او تدين هذا الفعل الجبان والوسخ لـ ميليشيات مقتدى الصدر فهذا يعني إنك شريك بكل قطرة دم تُسفك #صلاح_العراقي التحق بركب الشهداء
— ✪زهراء الحسن / Zahraa Alhasan (@zahraa_alhasan1) December 15, 2020
إنهم السابقون... ونحن الـ لاحقون ��