ناشطون: ما علاقة زيارة حفتر للسعودية بهجومه على طرابلس؟

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ربط ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بين تجرؤ اللواء المتقاعد خليفة حفتر على تحريك قواته نحو العاصمة السياسية طرابلس، معلنا إطلاق ما أسماه "عملية تحرير طرابلس"، وبين زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية ولقائه بالملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان.

ورأى الناشطون الذين غردوا عبر وسوم عدة، (هاشتاجات)، بينها: #عملية_وادي_الدوم2، أن لتعجيل حفتر التحرك تجاه طرابلس علاقة بتحقيق الثورة الجزائرية لأهدافها وإجبار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على الاستقالة من منصبه، الأمر الذي فتح بابا للأمل على انطلاق ثورات عربية جديدة.

واستنكر الناشطون "دعم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وولي عهد السعودية لحفتر، المحسوب على فلول القذافي مالياً، بينما يدعمه رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي عسكريا ولوجستيا".

واعتبر المغردون أن ما يحدث، هو "استمرار للعبث بدول المنطقة لصالح أجندة خارجية،" مشيرين إلى "أنهم يغدقون عليه الأموال والطائرات والمعدات العسكرية كلما فشل أو اقترب رحيله لضمان بقائه وبقاء ليبيا حيث هي من اضطراب ومواجهات وفوضى مستمرة".

وادي الدوم

شبه مغردون عبر هاشتاج #عملية_وادي_الدوم2، بين هجوم حفتر على طرابلس و"عملية وادي الدوم" الليبية، التي عاش فيها الجيش الليبي خسارة كبيرة في مواجهة القوات التشادية، إذ وقع سقط مئات القتلى والأسرى من بينهم العقيد حينها خليفة حفتر.

ورأى الناشطون أن اللواء المتقاعد أراد أن يعيد الكرة ويقع تحت الأسر، بعد مرور أيام على الذكرى الثلاثين للعملية. وهزأ حساب باسم "بصمة مدينة" بهزيمة حفتر، مذكرا إياه بما حصل في عملية "وادي الدوم". 

 

 

وتحت نفس الوسم غرد حساب باسم "نوري علي" مستشهدا بأبيات للفنان السعودي مشعل المطيري يقول فيها، "لحفترَ حفرةٌ إني أراها.. سيصرعهُ الأشاوسُ في ثراها..ستبقى ثورةُ الأحرارِ ناراً.. يُمزقُ كلَّ من خانوا لظاها".
 

دور الحلفاء

قالت الكاتبة إحسان الفقيه، "هذا حليفكم الانقلابي حفتر الذي دعمتموه بأموالكم وأسلحتكم واستقبلتموه في عواصمكم، يُشعل فوضى الدماء في ليبيا تحت مسمى تحرير طرابلس.. العار سيلاحقكم يا من تدعمون القتلة وتُنكّلون بخلق الله لإرضاء الغرب ولحماية عروشكم الآيلة لألف سقوط بقوة الله القادر على إسقاطكم".

 

وشدد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، على أن حفتر الذي وصفه بـ"القذافي الصغير" يتحدث منذ سنوات عن حسم عسكري قريب، قائلاً: "أيا يكن، فالأمر لا يتعلق بذكائه ولا بشرعيته، بقدر ما يتعلق بميزان قوىً إقليمي ودولي يدعمه. يتجاهل هذا أنه أي حسم لن يعني أن ليبيا ستكون له، فالزمن الحالي يختلف عن زمن سيده القتيل. من قال إن الطغاة يتعظون؟!!".

 

وأكد الإعلامي أحمد منصور، أن كل الجرائم التى يرتكبها خليفة حفتر تجري برعاية غربية وشرقية والضحية ليبيا وشعبها والآن قرر الزحف على طرابلس لتدمير ما بقى منها، قائلا: "هذا الرجل ورث من القذافي جنونه ونزقه وكراهيته لليبيا وشعبها لكن رجال طرابلس ومصراته الذين قضوا على القذافي خرجوا لمواجهة حفتر دفاعا عن أرضهم وعرضهم".

ونشر صورا لحفتر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبن زايد وبن سلمان، قائلاً: "هذه الصور الحميمية مع مجرم الحرب خليفة حفتر تظهر من يقف وراءه ومن يدعم جرائمه بحق الشعب الليبي دون مزيد من الشرح والتعليق".

 

 

 

وأوضح دكتور القانون الدولي، محمود رفعت، أن "الملك سلمان بن عبدالعزيز حين استقبل حفتر، أعطاه 500 مليون دولار، وهذا المبلغ تم به شراء ذمم بسيناريو تكرر من قبل في اليمن ومصر (داخل الجيش المصري)"، قائلاً: "يا من بعتم طرابلس، ضيعتم بلاد عمر المختار أضاعكم الله. وستبقون بالتيه وذريتكم فلم يتعظ أحد من مصير عبد السلام جلود الذي يهذي بشوارع باريس بما كسب".

وأشار في سلسلة تغريدات له عبر حسابه على تويتر، إلى أن "الإمارات دفعت رشوة لمبعوث الأمم المتحدة إلى طرابلس في 2014 لحرق ليبيا بحرق العملية السياسية وإفشال قيام حكومة وحدة وطنية للبلاد كان قد اتفق عليها الجميع وذلك لتمكين حفتر، لافتا إلى أن حفتر غير معترف به دوليا بل تلاحق الجنائية الدولية مليشياته لجرامها الشنعاء".

وأضاف رفعت، "لم يسمع أحد عن حفتر الأسير بحرب التشاد، حتى أتت به دوائر توني بلير فدعمته الإمارات بمليارات وجعلت السيسي ينشئ له قاعدة محمد نجيب على الحدود المصرية الليبية لتزويده بالسلاح والمقاتلين من جيش مصر لحظر مجلس الأمن تسليح ليبيا، كما جلبت له مرتزقة أفارقة كما في اليمن".

واعتبر دكتور القانون أن "تحرُك حفتر في هذا التوقيت نحو طرابلس أتى بأوامر الإمارات لتخفيف ضغط الشارع على جنرالات الجزائر، حيث تستخدم فرنسا أبو ظبي للتعامل معهم كي لا تظهر لخشية إدارة ماكرون عواقب الظهور، معلنا إشراك السيسي للجيش المصري مع مليشيات حفتر بطلب من الإمارات".

وأشار إلى إعلان مجلس الأمن أنه سيعقد جلسة طارئة بشأن طرابلس في الساعات المقبلة، قائلاً: "المجلس أمامه جرائم حفتر مقدمة من الجنائية الدولية ومعها مذكرات اعتقال بحق قادة مليشياته وأمامه رشوة الإمارات لمبعوث الأمم المتحدة لحرق ليبيا وأكاذيب غسان سلامة الذي يدعم جرائم حفتر.. على الليبيين التحرك الآن".

  

 

وأشارت الكاتبة الصحفية عزة الجرف إلى زيارة حفتر للسعودية، قائلة إنه "ذهب ليتسلم الأوامر والأرز وعاد ليشعل حربا في ليبيا"، ووصفته بـ"الخائن الفاشل للنخاع".

 

 

ونقل حساب "بن قفيط" الذي يعرف نفسه بأنه ناقد لسياسات الاستبداد، عن مفتي ليبيا قوله إن خليفة حفتر سيغزو جنوب ليبيا بمرتزقة أفارقة، ومال فاسد مصدره السعودية والإمارات، مستطردا: "لمن يسأل أين تذهب ثروات البلاد؟ تذهب لدعم الفجرة وزراعة الفتن في بلاد المسلمين !!".

 

 

ونشر أيضا صاحب حساب "مفتاح" مقطعا آخر لصادق الغرياني مفتي ليبيا، يقول فيه إن "الإمارات والسعودية سلطت جماعة حفتر علينا والسعودية التي تدعي أنها دولة التوحيد ودولة السلفية بعثت لنا مليشيات تقاتل مع حفتر وتعتبره ولي أمر".

 

 

وقال حساب باسم مستشار الأمير محمد بن نايف، "لم يمضِ أكثر من أسبوع على استقبال الملك سلمان لرجل الإمارات في ليبيا خليفة حفتر؛ حتى تحرك حفتر بجيشه لمهاجمة العاصمة طرابلس". هذا العبث الذي تقوده الإمارات ومن ورائها السعودية سيفضي في النهاية إلى انفلات الأوضاع في المنطقة العربية وخروجها عن السيطرة، والأمر لا بد أن يرتد عكسيا".

 

 

وأوضح أن "الملك سلمان قدم لحفتر في زيارته الأخيرة  للمملكة 500 مليون دولار، كانت كفيلة بتمويل الحملة الحالية التي يقودها حفتر ضد العاصمة الليبية طرابلس، أُنفق جزء من هذه الأموال مقابل شراء ذمم عدد من السياسيين والضباط داخل طرابلس".

 

 

دور السيسي

وتبرأ الناشط الحقوقي المصري، هيثم أبو خليل، من أي طيار مصري يشارك مليشيات حفتر ضد الشعب الليبي؛ قائلاً: "ليس منا وإنما من المرتزقة الذين يقتلون بالأجر جيرانهم وطائرات الرافال التي أغرق ثمنها الباهظ المصريين في الديون لم يتم شرائها لكي يتم بها قصف وقتل أهلنا وإخواننا الليبيين" مستطرداً: "يا جيش مصر...؟ أين بوصلتكم؟ أين عقيدتكم؟".

وتسائل: "هل هي مصادفة؟ أن تتحرك مليشيات حفتر الآن بعدما أجبر ثوار الجزائر بوتفليقة علي التنحي؟! ربما ثمة علاقة... آل زايد وآل سعود يريدون صناعة أي نجاح لتصدير الإحباط بعد ما حدث في الجزائر..! الأمل عدو للأنظمة الديكتاتورية والمستبدة..".

 

 

وتمنى مدير مركز الشؤون الفلسطينية، الدكتور إبراهيم حمامي، من الله أن يحفظ طرابلس وأهلها من حفتر ومشغليه في القاهرة والرياض وأبو ظبي... و"أن يكون تدميرهم في تدبيرهم"، لافتا إلى إعلان حفتر بدء الهجوم على العاصمة الليبية طرابلس مستعينا بمرتزقة روس وأفارقة.

 

 

ترتيبات إماراتية

وقال رئيس اتحاد طلاب مصر سابقا وعضو الجبهة الوطنية، أحمد البقري، إن "الانقلابي حفتر أعلن هجومه على العاصمة طربلس في بيان حصري بثته قناة سكاي نيوز الناطقة باسم الإمارات، ثم سارعت إمارة أبوظبي المارقة في بيان خماسي مشترك مع عدد من الدول الأوروبية رفضها لعملية حفتر العسكرية! اللهم عليك ب آل سعود، و آل زايد، والسيسي ونجي بلادنا من شرهم..".

  

 

وقال الإعلامي القطري، جابر الحرمي، "لم يمض أسبوع على استقبال ملك السعودية وولي عهده لحفتر المنشق عن حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة السراج إلا ورأينا ليبيا اشتعلت بنيران حفتر الذي يتلقى دعما من أبوظبي والتي أمرت الرياض باستقباله لإلصاق التهمة بها أنها تقف خلف التصعيد الأخير فيما أبو ظبي مهندسة ذلك ..".

 

 

ثورة الجزائر

وأكد الكاتب والباحث السوري، خليل المقداد، أن "ثورة شعب الجزائر وثباتها دفعت قوى الظلام لاستعجال حسم بعض الملفات العالقة تحسبا لتردي الأوضاع وخروجها عن السيطرة، هجوم قوات حفتر باتجاه العاصمة الليبية طرابلس بدعم فرنسي روسي مصري إماراتي يصب في هذا الإطار".

 

 

ولفت السياسي المصري، أسامة رشدي، إلى أن "حفتر ومن خلفه أدركوا أن التغيير في الجزائر لن يكون في صالحهم فبادروا بمغامراتهم بالهجوم مستهدفين العاصمة طرابلس مستغلين انشغال الجزائر بأزمتها السياسية التي لا تزال تتفاعل محاولين فرض أمر واقع يجب ألا تسمح الجزائر لهذا المتمرد الأرعن ومن يقفون خلفه بالفوز في مغامرتهم ليبيا".

 

 

ونشر الكاتب الصحفي وائل قنديل تغريدة أوضح فيها أن طول الحدود المشتركة بين ليبيا والجزائر يبلغ 982 كيلومتر، مشيراً إلى أن حفتر يتجه غربًا.

 

 

وأشارت الإعلامية خديجة بن قنة إلى أنه "تزامنا مع حراك الداخل.. تحديات أمنية إقليمية تنتظر رئيس الأركان أحمد قايد صالح، منها تطورات ليبيا المتلاحقة وتقدم قوات حفتر المدعوم من الإمارات ومصر والسعودية نحو العاصمة طرابلس يضيف عبئاً على الجزائر فوق أعبائها الأمنية على حدودها مع شمال مالي، وملف القاعدة في المغرب الإسلامي".

 

 

وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي في قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر، ماجد محمد الأنصاري، أن تحرك حفتر: بعد زيارته السعودية قبل مؤتمر الحوار بعد نجاح حراك الجزائر هي نافذة الفرصة الأخيرة أمامه حيث يتوفر الدعم اللا محدود ويستبق أي اتفاق داخلي محتمل وأي حراك شعبي ضده.