ردا على "كذب السيسي".. ناشطون يرصدون أسماء المعتقلين السياسيين بمصر

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب إصرار النظام المصري على إنكار وجود معتقلين سياسيين في السجون، وتحذيرات من تزايد حالات الإصابة "بفيروس كورونا"، صعّد ناشطون عبر  "تويتر" من الحملة المطالِبة بإطلاق سراح المعتقلين.

وواجهوا عبر مشاركتهم في وسم #خرجوهم_عايشين، رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، الذي نفى في حديثه مؤخرا مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أثناء زيارته لباريس، وجود 60 ألف معتقل رُئي بسجونه، وعددوا بعض الحالات المعتقلة من الجنسين دون سند قانوني.

إهمال طبي

وأشار الناشطون إلى أن أغلبهم يعانون من تدهور في حالتهم الصحية بسبب الإهمال الطبي في المعتقلات، وتعنت إدارة السجون في تقديم الرعاية الطبية لهم، مؤكدين أن حقوق المعتقلين "منتهكة"، وما يحدث معهم "جريمة قتل عمد" من قبل النظام المصري لهم. 

السيسي ادعى أن مصر بها أكثر من 55 ألف منظمة أهلية، يعمل بعضها على دعم النظام لحماية حقوق الإنسان، والحقيقة أن "كوميتي فور جستس" وهي منظمة مجتمع مدني مصرية، وثقت 1058 حالة وفاة في مقار الاحتجاز المختلفة، من سجون وأقسام الشرطة.

وأوضحت في تقريرها الصادر الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أنها رصدت هذه الحالات خلال الفترة من يونيو/حزيران 2013 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2020، مؤكدة عودة عدد الوفيات داخل مقار الاحتجاز للارتفاع عام 2020، 100 وفاة، مقارنة بانخفاضها النسبي في 2019.

وبينت أن أسباب الوفاة ترجع إلى الحرمان من الرعاية الصحية منذ استحواذ السلطة العسكرية على مقدّرات الحكم في 2013، بينما تذبذب عدد الوفيات بسبب التعذيب، لافتة إلى وقوع 85 حالة وفاة على يد سلطات الاحتجاز في 2013، 49 حالة بسبب التعذيب الوحشي، و31 بسبب الحرمان من الرعاية الصحية.  

وعلى المستوى الدولي، فقد أصدر مجلس جنيف للحقوق والحريات، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تقريرا بعنوان "سجون مصر.. قبور موت وتصفيات بلا مساءلة"، أفاد خلاله بأن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاع حالات الوفاة في أوساط السجناء.

وأرجع ذلك إلى الإهمال الطبي وغياب الرعاية، والتعذيب والتصفيات الصامتة، وسوء ظروف الاحتجاز، إلى جانب حالات الانتحار وتفشي جائحة الكورونا مؤخرا، موضحا أن مصر شهدت مؤخرا زيادة هائلة في أعداد المعتقلين بدرجة لم تشهدها في تاريخها.

وأشار "مجلس جنيف" إلى أن هناك 16 ألف شخص اعتقلوا في الأشهر التسعة التي تبعت الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا "محمد مرسي" في يوليو/تموز 2013، لافتا إلى تقدير جهات مستقلة لأعداد السجناء في مصر مع نهاية 2020 بأكثر من 120 ألف سجين، بينهم 60 ألف معتقل سياسي على الأقل.

أسماء المعتقلين

الناشطون رصدوا عددا من الحالات التي تعاني داخل سجون النظام المصري، سواء من الإهمال الطبي أو تعرضوا للتعذيب.

وأوضحوا أن سجن "القناطر" (شمالي القاهرة) به أكثر من معتقلة تدهورت حالتها الصحية، والأهالي غير مسموح لهم بمعرفة حالة بناتهم أو أمهاتهم داخل السجن، وفي حال طلب استكمال علاجهم خارج السجن على نفقتهم الخاصة، الجواب يكون الرفض. 

ولفت الناشطون إلى أن المعتقلات يتعرضن للاحتجاز التعسفي والسجن والإهانة والتحرش داخل المعتقلات، بالإضافة إلى الحرمان من الزيارة، ومنع دخول الطعام أو الأدوية.

وأشار الصحفي "مسعد البربري"، إلى حالة السياسي المعروف حازم حسني، البالغ من العمر سبعين عاما، موضحا أنه "تم تدويره في قضية جديدة بعد إخلاء سبيله وتعريض حياته للخطر، ولم تتم مراعاة وضعه العلمي ولا السياسي ولا الصحي!!".

 وتحدث المواطن صلاح جلال عن حالة المعتقل أحمد نصر عبيد، موضحا أنه تم اعتقاله بتاريخ 5 يونيو/حزيران 2015، ليظهر بعدها بعدة أيام مصابا بحروق في الوجه والجسد تجاوزت 70٪، وبتر في يده وقدمه اليمنى ولا زال يتعرض لإهمال طبي لأكثر من خمس سنوات.

وأضاف: "لك أن تتخيل كيف يقضي "أحمد" سنوات أسره بهذه الحالة التي تزداد سوءا يوما بعد يوم!".

 ونشر أحد المغردين صورة لعائشة الشاطر، مشيرا إلى أنها معتقلة منذ أكثر من عامين، وتدهورت حالتها الصحية بشكل مخيف، وتم نقلها منذ أكثر من عام لمستشفى السجن، وتتنقل لحضور الجلسات بسيارة الإسعاف..!!.  وأكد المغرد السيد عبد الجليل، أن "مصر شهدت 7 سنوات من الإهمال الطبي المتعمد والممنهج لأكثر من 70 ألف نفس من أزكى النفوس وأرقاها خلقا، وأذكى العقول وأسماها علما".

السيسي قاتل

وصبّ ناشطون غضبهم على السيسي وأعوانه، وعددوا جرائمه، واتهموا بإبادة المعتقلين الذي يمثلون "ثروة البشرية".

ووصف المهندس "علاء الإبياري"، النظام المصري بأنه "نظام فاسد وعميل يدمر كل مقدرات الوطن وعلى رأس هذه الموارد المعتقلين"، لافتا إلى أن بينهم أعدادا كبيرة من أعضاء هيئة التدريس والعلماء ونخبة الوطن. 

 ونشر المغرد "أحمد الترابين" صورة ساخرة للسيسي معقبا عليها بالقول: إن "سيرته الذاتية قاتل لا يصلح غير شويش، وليس رئيس الجمهورية، وفاشل بكل المقاييس، ومطلوب لدى القضاء الإيطالي بتهمة التعذيب حتى الموت".

ولفت إلى أن "السيسي منقلب على إرادة الشعب بالدبابة وقوة السلاح، وأكبر مقترض في تاريخ مصر للبنوك الدولية، ودمر الاقتصاد، وأغلق المصانع والشركات".

 وعلى ذكر أن السيسي مطالب للعدالة الإيطالية، فقد تحدث الناشطون عن غياب دور المجتمع الدولي ونفاقه للسيسي وتجاهله لجرائمه بالداخل.

وأشار المغرد "عبد العزيز أباظة" إلى قتل ‏الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني" الذي عثر على جثته مشوها في منطقة صحراوية بمدينة "6 ‏أكتوبر" عام 2016، وتوجه إيطاليا اتهامات لضباط بجهاز الأمن المصري بخطفه وتعذيبه حتى ‏الوفاة.‏‎ ‎

وقال "عبد العزيز": "ريجينى انفرم فرما في أمن الدولة، وأمه قالت: إنهم عذبوه وقتلوه كأنه ‏مصري، فماذا عن حال المعتقلين المصريين وما يتعرضون له؟"، مؤكدا أن المجتمع الدولي لا يتحرك إلا في حال إهانة أحد مواطنيه فقط". ‎ ‎

 ‎وأكد المغرد "حسام سابق" أن "كل ما تشدق به الغرب من قيم وأخلاق زائف لا يتطبق إلا على شعوبهم"، معتبرا أن "أصدق مثال ما يحدث في معتقلات مصر من قتل بطيء ومتعمد ولا أحد يحرك ساكنا من هذا المجتمع من أجل مصالح ضيقة".

واستنكر منح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" السيسي وسام الشرف الفرنسي، متسائلا: "هل رأيتم عبثا أكثر من ذلك؟".  

حق المعتقلين

ودافع ناشطون عن المعتقلين في سجون السيسي، مجمعين على أنهم ليسوا إرهابيين، ولا مجرمين، ولا مُذنبين، وكل ما فعلوه أن طالبوا بحقوقهم فتعقبوهم وترصدوا لهم.

وتساءلوا عن أي إنسانية تقبل وترضى بقتل 1061 حالة عمدا في سجون الإنقلاب بمصر، مؤكدين أن لكل إنسان الحق فى الحياة خارج السجون وداخلها، ولديهم حق التداوي والمأكل والمشرب والزيارات والتريض والنوم.