رغم عقبة روسيا.. صحيفة إيطالية: مولدوفا قد تنضم إلى الاتحاد الأوروبي

12

طباعة

مشاركة

توقعت صحيفة إيطالية أن يسهم إيجابا فوز "مايا ساندو" برئاسة مولدوفا في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في عملية اندماج كيشيناو مع الاتحاد الأوروبي.

لكن الصحيفة تؤكد أنه يجب الأخذ في الاعتبار دائما أن تيارا قويا مؤيدا لروسيا لا يزال مؤثرا في البلاد، رغم الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي منذ 1991.

علاقات سابقة

وذكرت صحيفة ''إيل كافي جيوبوليتيكو"، أن مولدوفا  فتحت قنوات الاتصال بالاتحاد الأوروبي عام 2014؛ بهدف زيادة الاندماج والتعاون.

ومثلت اتفاقية الشراكة الموقعة في 2014، التي دخلت حيز التنفيذ في 2016 والمؤسِّسة لمنطقة "تجارة حرة"، أهم الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين.

وفي عام 2018، أُعيد التأكيد على الالتزامات المتبادلة لتعزيز الاندماج الاقتصادي والسياسي، إلا أنه لا تزال هناك عقبات أمام عملية الاندماج الأوروبي الشامل. 

وفي هذا الصدد، أشارت ''إيل كافي جيوبوليتيكو'' إلى أن "الفضائح المختلفة المتعلقة بالاختلاس المصرفي والفساد أدّت في الماضي إلى تعليق المساعدات الأوروبية". 

وأضافت: أن "قضية أخرى تعوِّق العلاقات مع أوروبا ظلت عالقة دون حلول، وتتعلق بمنطقة "ترانسنيستريا الانفصالية" التي تعتبرها مولدوفا منطقة ذات وضع خاص، مستقلة وتتمتع بالحكم الذاتي فقط بحكم الأمر الواقع، حيث لا تحظى باعتراف الجهات الفاعلة الدولية". 

وعلى هذا الأساس، استفادت المنطقة بشكل كبير من الإعانات المقدمة من الاتحاد الروسي، ولم يحدث سوى مؤخرا تقارب مع مولدوفا وانفتاح على مستقبل ديمقراطي مؤيد للعلاقات مع أوروبا.

مشاكل داخلية

يعود استقلال مولدوفا عن الاتحاد السوفيتي إلى عام 1991، وفي السنوات التالية، بدأت الدولة في تقييم فكرة التقرب إلى الغرب، لا فقط  بالسعي إلى إقامة علاقات مع الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والأمم المتحدة. 

وداخليا، تتسم مولدوفا بتنوع عرقي شديد، وتضم مواطنين من أصول مختلفة، رومانية وروسية وكذلك أوكرانية، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى مجتمع مجزأ.

من الناحية الاقتصادية، تأثرت البلاد  بتفشي جائحة كورونا، ومنذ الصيف الماضي، تسبب عاملان أساسيان في صعوبات كبيرة للاقتصاد: الأزمة الصحية والجفاف.

وقد دفعت هذه الأزمات الحكومة المولدوفية، في أغسطس/آب 2020، إلى طلب قرض من البنك الدولي في محاولة لمجابهة معضلة الفقر المنتشر  في البلاد. 

وقالت الصحيفة الإيطالية: إن ''مولدافا تُعرف بكونها بلاد فقيرة للغاية حتى قبل انتشار الوباء، وعام 2019 بلغ متوسط صافي ​​الدخل الشهري لكل عامل نحو250 يورو".

وأضافت: "كما تميزت بارتفاع معدلات الفساد، وتحديدا، خلال الولاية الرئاسية الأولى "لإيغور دودون"، شهدت الجمهورية فضائح كبيرة آنذاك ووجهت اتهامات للرئيس بالفساد والاختلاس المصرفي''.

بين نارين

أجريت الانتخابات الرئاسية في مولدوفا أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتكتسي نتائجها أهمية أيضا على المستوى الدولي، لأنها قد تشير إلى خروج البلاد عن التقاليد الموالية لروسيا نحو توافق أكبر مع الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة الإيطالية.

يسلط هذا الاستقطاب المتكرر في البلاد الضوء على الانقسام في القيم والمواقف السياسية ويعكس التذبذب الأبدي بين التيارات المؤيدة لروسيا والمؤيدة لأوروبا. 

واعتبرت الصحيفة الإيطالية أن "هذا التردد عنصر أساسي للبلد، تتميز به أيضا منطقة البلقان، لذلك، يؤشر الموقع الجغرافي لمولدوفا على المجال (المتنازع عليه) بين المنطقة الجيوسياسية الأوروبية في مواجهة المنطقة الروسية". 

وترى الصحيفة أنه "بفوز مايا ساندو، سيكون من الطبيعي التأكيد على سيطرة الموقف المؤيد لأوروبا".

واستدركت قائلة: إن "هذا لن يكون واضحا، لا سيما وأن حوالي 34 بالمئة من مجموع الناخبين عبروا مرة أخرى عن تفضيلهم للزعيم الاشتراكي، مما يؤكد أنه لا يزال هناك تقليد قوي يربط البلاد بالأيديولوجية الموالية لروسيا".

وفي تساؤلها عن الاعتبارات التي يوليها الاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي لمولدوفا، أكدت الصحيفة الإيطالية أن "المصالح متناقضة بالنسبة للاتحاد الأوروبي".

وأوضحت: "فمن ناحية، يدفعه (الاتحاد الأوروبي) الرغبة في الاستمرار في تأكيد نفوذه على دول الكتلة الشيوعية السابقة إلى مواصلة الحوار مع الدولة، ومن ناحية أخرى، لا تزال هناك مشاكل عالقة (لم توضحها) يتعين حلها لأنها تعيق هذه العملية". 

من جانبها، تثبت روسيا أنها أقل نفوذا على الجمهوريات السوفيتية السابقة وتنظر إلى مولدوفا كدولة فقيرة الموارد، لا تثير اهتمامها حاليا إلا من الناحية الإستراتيجية. 

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: إن "مولدوفا لا تمثل أولوية بالنسبة لروسيا في الوقت الحالي لتطلعها الكبير للغاية نحو الشرق وإفريقيا".