"لا يحق للجبري الشكوى ما دام حيا".. محامي ابن سلمان يثير سخرية واسعة

12

طباعة

مشاركة

سخر ناشطون على موقع تويتر، من دفاعات محامي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي قدموها للرد على مذكرة استدعائه للمثول أمام محكمة في واشنطن.

وجاءت المذكرة على خلفية الدعوى القضائية التي أقامها سعد الجبري الضابط السابق في المخابرات السعودية المقرب من ولي العهد السابق محمد بن نايف والمقيم في كندا منذ 3 سنوات.

وكان "الجبري" قد رفع دعوى قضائية ضد "ابن سلمان" في 22 سبتمبر/أيلول 2020، اتهمه فيها بإرسال فرقة اغتيال من المملكة مكونة من 50 شخضا إلى كندا للقضاء عليه في أكتوبر/تشرين الثاني 2018 في أعقاب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول على يد عملاء سعوديين.

تلك القضية أثارت الرأي العام العالمي، وأغلقها القضاء السعودي مؤخرا بأحكام وصفها مراقبون بالمخففة للتستر على الفاعلين الأصليين وتبرئة ساحتهم، ودفعتهم للتشكيك في المؤسسات الرسمية وجهات التحقيق كالنيابة العامة والقضاء السعودي. 

وحسبما نشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي، اليوم الأربعاء، فإنه خلال الرد على مذكرة الاستدعاء، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، نفى محامو ولي العهد السعودي إرساله فريق اغتيال لتصفية "الجبري" بل اتهموه بسرقة مليارات الدولارات وتهريبها خارج المملكة.

وقال مايكل كيلوغ، محامي ولي العهد: إن رواية الجبري "مغرقة في الدراما، وتضمنت مقدمة أظهرت ابن سلمان كأحد أشرار (روايات الكاتب وليام) شكسبير".

وادعى كيلوغ أن الشكوى فاشلة كدعوى قانونية وأن "الجبري" ليس من حقه الادعاء بأنه كان ضحية مخطط للقتل خارج نطاق القضاء لأنه ما زال حيا، حسب قولهم، متعجبين من عدم لجوء الجبري للقضاء السعودي أو الكندي.

ولفت إلى أنه لم يستنفد سبله القضائية في البلدين، ليلجأ للقضاء الأميركي، زاعمين أن القضاء السعودي يقر بسبل الانتصاف من القتل حال وقوعه خارج نطاق القضاء، ويمكن الحصول على تعويض، كما يمكنه رفع دعاوى إدارية إلى هيئة حقوق الإنسان في السعودية أو الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان.

وقال: إن "الجبري" يمكنه الوصول إلى نظام قانوني عادل ومحايد في السعودية، لافتين إلى أنه مطلوب في تحقيق فساد واتهموه بسرقة 11 مليار دولار، وتهريبها خارج المملكة، بمساعدة أبنائه، عبر حسابات بنكية خارجية.

هذه الدفاعات أثارت موجة من السخرية والتهكم بين الناشطين، وتداولوها عبر مشاركتهم في وسم #سعد_الجبري، مذكرين باغتيال خاشقجي وفساد القضاء السعودي ومقتل قامات علمية سعودية بارزة داخل السجون لمجرد معارضتها سياسات السلطة.

سخرية وتهكم 

الناشطون نقلوا عن محامي ابن سلمان قوله: إنه "ليس من حق سعد الجبري ادعاء أنه كان ضحية مخطط للقتل خارج نطاق القضاء لأنه "ما زال حيا"، مؤكدين أن إدانة "ابن سلمان" واقعة بالفعل. 

وسخرت الكاتبة نورة الحربي قائلة: "لازم يقدم الدعوة من قبره بعد نجاح عملية الاغتيال".

وأشار المحامي والناشط الحقوقي إسحاق الجيزاني إلى أن من بين ادعاءات سعد الجبري ضد محمد بن سلمان، ابتزازه واستدراجه للسعودية بخطف واحتجاز أبنائه كرهائن، قائلا: إن هذه التهمة لا يمكن دحضها لأنها ثبتت بالفعل باختفاء اثنين من أبنائه.

وكان خالد الجبري أكبر أبنائه، قد كشف لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن شقيقيه "عمر (21 عاما) وسارة (20 عاما) اختطفا وقت الفجر يوم 16 مارس/آذار (2020) حيث قام نحو 50 من عناصر أمن الدولة الذين وصلوا في 20 سيارة باختطافهما من سريريهما".

وندد ناشطون بحديث محامي "ابن سلمان" عن إمكانية لجوء الجبري للقضاء السعودي الذي يواجه إدانات دولية وحقوقية بالتسيس، واتباع هوى السلطة الحاكمة.

وسخر القائمون على حساب نحو الحرية، من مطالبة محامي "ابن سلمان" لـ"الجبري" بملاحقة "ولي العهد" عبر المؤسسات السعودية، مشيرين إلى أن الأخيرة كانت سببا في قتل العديد من النخب السعودية أبرزهم صالح الشيحي وعبد الله الحامد وجمال خاشقجي.

فساد ابن سلمان

وندد ناشطون باتهامات محامي "ابن سلمان" للجبري بالفساد، معددين فساد ولي العهد وإهداره لأموال المملكة على ملذاته، وتبديده لثرواتها، وفق تعبيرهم.

وقال الباحث المتخصص في شؤون الخليج فهد الغفيلي: إن "محمد بن سلمان يتهم الجبري بالفساد وهو أكبر فاسد في تاريخ البلاد!".

أما الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب فأوضح أن "ابن سلمان" آخر من يتكلم عن الفساد والسرقات، وهو الذي اشترى يختا بنحو 2 مليار ريال، ولوحة بأكثر من مليار ونصف المليار ريال، وقصرا بأكثر من مليار ريال !!.

يشار إلى أن صحيفة "ذا ستاندرد" الكندية قالت: إن فرقة الاغتيال التي أرسلها "ابن سلمان" تعقبت الجبري إلى كندا بعد زرع برنامج تجسس في هاتفه، وحملت معها "حقيبتين من أدوات الطب الشرعي".

هذا بالإضافة إلى "عنصر متخصص في تنظيف مسرح الجريمة، ومدرب في قسم الأدلة الجنائية تماما مثل أخصائي الطب الشرعي الذي كان مسؤولا عن تقطيع جثة خاشقجي بمنشار عظام".

وعلقت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بالقول: إنه في حال ثبوت مزاعم دعوى الجبري، فإنها تعزز الاستنتاج بأن السعودية يقودها ولي عهد يترأس فرق موت، ويستمر بالتنصل من مسؤوليته عن جريمة القتل.