"إندبندنت": هذه أبرز الانتهاكات بحق المُخفين قسرا في السعودية

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "اندبندنت" البريطانية عن انتشار ظاهرة الإخفاء القسري بحق المعارضين السياسيين في السعودية، معتبرة أن اختفاء المواطن السعودي عبدالرحمن السدحان مثال بارز على الظاهرة.

وقالت المواطنة الأمريكية-السعودية المقيمة بالولايات المتحدة أريج السدحان، بحسب تقرير الصحيفة، إن شقيقها عبدالرحمن، الذي يعمل في المجال الإنساني، تعرض للاختفاء القسري منذ عام، لافتة إلى أنها سمعت تقارير عن تعرضه للتعذيب الشديد من قبل السلطات السعودية.

أخبار مشفرة عن حالته

ولفتت "اندبندنت" إلى أن أريج أكدت أن عائلتها لم تسمع شيئا عن أخيها منذ احتجازه في مكاتب الهلال الأحمر بالعاصمة السعودية الرياض في 12 مارس/ آذار 2018.

ونقلت الصحيفة البريطانية عنها قولها إن عبدالرحمن السدحان، وهو خريج جامعة نوتردام في كاليفورنيا ويبلغ من العمر 35 عاما، تم اعتقاله دون أمر توقيف ولا أي سبب للاعتقال.

وأشارت السدحان إلى أنه لم يتم السماح لشقيقها بمقابلة محاميه، موضحة أن جميع الطلبات بزيارته رُفِضت، منوهة بأن العائلة لا تعرف حتى الآن سبب سجنه أو إذا كانت قد وُجهت له تهم أم لا.

وقالت لـ"اندبندنت": تم نقله إلى مكان مجهول وتم إبلاغنا أنه تم اعتقاله، وأتصور أنه في الحبس الانفرادي حيث  لم يسمحوا له بالاتصال بنا.

وأضافت، "لم نسمع عن عبدالرحمن شيئا إلا من معتقلين آخرين يقولون إنه تعرض للتعذيب الشديد، كما سمعنا من عائلات المعتقلين الآخرين الذين رأوه في السجن أنه قد يموت من التعذيب".

وتابعت أريج، "لا يمكن للمحتجزين الآخرين التحدث كثيرا لأنهم يخضعون للمراقبة لكنهم كانوا يرسلون رسالة تحذير مفادها: هذا الرجل يحتاج إلى مساعدة وفي خطر". وأردفت، "الجميع يخشون التحدث عن ما شاهدوه في السعودية، لأن المصير قد يكون السجن".

وبحسب الصحيفة البريطانية، "بعد أن تزايد قلق أريج بشأن مكان وجود شقيقها، اتصل شخص مجهول الهوية بالعائلة لإبلاغهم بأن المسؤولين اعتقلوا السدحان في مكاتب الهلال الأحمر بالرياض".

وأشارت أريج إلى أن جيران شقيقها أبلغوا الأسرة بأنهم رأوا رجالا يرتدون زي الشرطة يدخلون منزله بالقوة ويستولون على جهاز كمبيوتر محمول وهاتف وممتلكات شخصية أخرى وسيارته بعد يوم من احتجازه في مكان عمله.

ولفتت السدحان إلى أن عائلتها حاولت بكل وسيلة ممكنة التواصل مع المسؤولين السعوديين بشأن أخيها، لكنهم لم يسمعوا شيئا منهم، مضيفة أن العائلة كانت قررت عدم التحدث إلى الصحافة لمدة عام.

طلب تدخل أمريكي

ومضت الصحيفة البريطانية تقول "لقد قررت السدحان الآن الإعلان عن قضيته، داعية الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ إجراء بشأن وضع شقيقها". وأوضحت المتحدثة، "كنا نظن أننا دبلوماسيون وحاولنا الوصول إليه من خلال الطرق الرسمية".

وعبّرت شقيقة المعتقل عن معاناة الأسرة بعد اختفاء شقيقها، قائلة "لقد كان العام الماضي رهيبا حقا، لقد افتقدته بشكل رهيب، أصلّي من أجل أن يبقى قوياً. إنه دائمًا في أفكاري وصلواتي، وأتمنى أن يتم إطلاق سراحه ويعود آمنًا سليما أفكر في الأمر ليل نهار، هو في ذهني باستمرار".

ومضت تقول "الانتظار يجعلك تفكر في الأسوأ، خاصةً بعد القصص المخيفة عن الناشطات اللائي يتعرضن للتعذيب ثم القتل الرهيب لخاشقجي، ما الذي يحاولون إخفاءه؟ إذا لم يكن لديهم ما يخفونه فسوف يسمحون لنا بالتواصل معه".

وتابعت، "لم يكن لدي أي خيار سوى التحدث، ولم يعد بإمكاني الصمود، أعرف أن التحدث علنًا أمر خطير ولكن الصمت أكثر خطورة. واعتبرت المتحدثة أن الإخفاء القسري يجعل الشخص يتلاشى "بالقوة" عن طريق حبسه وعدم السماح له بالتواصل مع العالم.

وبحسب "اندبندنت"، تلقت عائلة السدحان في نهاية المطاف تأكيدا من السلطات بأن عبدالرحمن قد احتجز بعد شهر من اعتقاله.

وقالت أريج السدحان إن آخر المعلومات التي تلقوها كانت في نوفمبر/ تشرين الثاني عندما أخبرتهم الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان شبه المستقلة بأنه قد نُقل إلى سجن مختلف.

وأضافت الصحيفة أن المتحدثة غير متأكدة من أسباب اعتقال شقيقها، إلا أنها ترجح أن يكون الاعتقال مرتبطا بعمله مع الناس وانتقاده لانتهاكات حقوق الإنسان.

في السؤال جريمة!

وأشارت أريج إلى أنها تلقت تهديدات بعد نشر تغريدة تساءلت فيها عن مكان أخيها،  مضيفة أنها ستبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة بالتهديدات وسوء المعاملة التي تعرضت لها على تويتر.

وتابعت "لا توجد جريمة في السؤال عن مكان وجوده، لكني تعرضت لتهديدات بإلقائي في المجاري. التهديدات تجعلني خائفة حقاً. هذه أمور لا ينبغي أن تؤخذ باستخفاف. إنه ليس مجرد تهديد عبر الإنترنت، بل يمكن أن يتحول إلى شيء خطير".

وأوضحت أريج أنها لم تعد إلى السعودية منذ 10 سنوات، لافتة إلى أنها خائفة للغاية من العودة إليها في الوقت الحالي، وقالت إن "الأوضاع  بها خطيرة للغاية".

وقال مدير المجموعة السعودية لحقوق الإنسان ALQST ومقرها لندن، يحيى عسيري، إن قضية السدحان هي واحدة من الحالات الخمس التي وثقتها المجموعة على مدار السنوات الثلاث الماضية للاختفاء القسري، مشيرا إلى أن الحالات الخمس تشمل واعظ وحاج سوري وصحفيين.

وقال عسيري، "اعتدنا على الحصول على المعلومات من خلال المحافظين أو الضباط في السجن، لكن في الحالات الراهنة لا يمكننا الحصول على أي معلومات".

وتابع "نتوقع أنهم إما قتلوهم أو أخفوهم في مكان بعيد في السعودية، لا نعتقد أنهم في السجن العادي. بعد مقتل جمال خاشقجي وتعذيب الناشطات، يجب زيادة الضغط على الحكومة السعودية من أجل احترام حقوق الإنسان والإفراج عن الأشخاص الذين يتعرضون للاختفاء القسري".

وواجهت السعودية تدقيقًا وانتقادات مكثفة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان في أعقاب اعتقالها لنشطاء حقوق المرأة وأيضًا لدورها في الحرب المستمرة في اليمن ومقتل خاشقجي، في قنصلية المملكة بإسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

انتهاكات أخرى

واعتقلت 11 ناشطة في مجال حقوق المرأة في مايو/ أيار 2018 في السعودية كجزء من حملة قمع، وكانت هناك مزاعم بأنهن تعرضن للتعذيب، وهي مزاعم نفتها السلطات، بحسب الصحيفة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، أفادت عدة منظمات لحقوق الإنسان ومنافذ إخبارية أن السلطات السعودية قد أطلقت سراح 3 من الناشطات اللائي تم سجنهن في العام الماضي بعد حملتهن لرفع حظر القيادة وإنهاء قوانين الوصاية.

ولا تزال ظروف الإفراج عن هؤلاء النساء غير معروفة، وتشير التقارير الأولية إلى أنها مؤقتة حيث محاكماتهن أمام المحكمة الجنائية سارية.

كما تم استجواب العشرات من الأكاديميين والمدونين ورجال الدين ورجال الأعمال، مع تقدير ALQST أنه تم احتجاز ما لا يقل عن 150 شخصًا على مدار السنوات الثلاث الماضية.

وكانت صحيفة "جارديان" البريطانية كشفت الأحد الماضي عن تقارير طبية مسربة حول الأوضاع الصحية لنحو 60 معتقلاً سياسياً في السجون السعودية، بينهم عدد من النساء.

وأكدت الصحيفة أن التقارير الطبية المسربة أوضحت إصابة عدد من المعتقلين في السعودية بكدمات وحروق، فضلاً عن معاناتهم من سوء التغذية والجروح.

وقالت الصحيفة إن التقارير تقدم أول دليل موثق بأن المعتقلين يتعرضون لسوء المعاملة الجسدية الشديدة، على الرغم من نفي الرياض تعرض المعتقلين والمعتقلات للتعذيب.