صحيفة إسبانية: هذه مخاطر عزل مسلمي الروهينغا في جزيرة نائية

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

شهدت الأيام الأخيرة عملية نقل حوالي 100 ألف لاجئ من مسلمي الروهينغا -في بنغلاديش- إلى جزيرة نائية محفوفة بالمخاطر، مما أثار انتقادات بشأن التعامل اللاإنساني مع "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".​​​​​​

وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2020، بدأت بنغلاديش في نقل مسلمي الروهينغا الفارين إليها من ميانمار -نتيجة تعرضهم للعنف والاضطهاد- إلى جزيرة "باسان شار" (العائمة) قبالة ساحل خليج البنغال.

وقالت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية: إن "جزيرة الروهينغا في واقع الأمر لا تعد جزيرة الفردوس، كما وعدت حكومة دكا، ولكن ربما لا تكون أيضا الجحيم غير الصالح للسكن مثلما اعتبرته بعض المنظمات غير الحكومية التي تعارض عملية الانتقال".

واستدركت قائلة: "لكن، تعد هذه الجزيرة رقعة من بنغلاديش المعرضة للأعاصير والفيضانات، مثل غيرها من المناطق في هذا البلد". 

مصيدة الفئران

وشبهت الصحيفة الإسبانية، جزيرة "باسان شار" بـ"مصيدة الفئران"، التي ستعيق عملية اندماج الأقلية المسلمة، الروهينغا، في بنغلاديش، لكنها ستساهم في جعل خيارات إعادة التوطين أو الاستقبال من قبل بلد ثالث، مفتوحة. 

وأشارت إلى أنه "خلال الأيام الأخيرة غادرت حوالي 20 حافلة إحدى أكثر مخيمات اللاجئين جنوبي بنغلاديش؛ للتخفيف من حدة الازدحام فيه".

وتابعت: "كما تواصلت عملية الترحيل متجهة نحو ميناء شيتاغونغ. فيما حملت سفينة تابعة للبحرية أول ألف شخص لمدة طويلة في جزيرة الروهينغا".

واعتبرت الصحيفة أن "دراما الروهينغا المطرودين أو أبنائهم -التي تقع على عاتق البورميين والبنغاليين- تتخذ بُعدا جديدا".

وذكرت أن "الجزيرة العائمة -باسان شار باللغة البنغالية- مؤهلة لاستقبال أكثر من 100 ألف ضيف، كأول دفعة من مخيمات أوخيا وتكناف وكوتوبالانغ". 

وأشارت الصحيفة إلى أنه "ستظهر مدينة غريبة على جزيرة لم تكن قد ظهرت قبل 15 عاما، والتي بالكاد ترتفع فوق مستوى سطح البحر". 

ولتهيئة جزيرة "باسان شار" الطينية، التي يعود أصلها إلى رواسب نهر "الغانج وبراهمابوترا" أنفقت حكومة بنغلاديش حوالي 300 مليون يورو.

وبهذا الشكل أصبحت الظروف المعيشية فيها -الألواح الشمسية والحمامات والمطابخ- أفضل بكثير من تلك الموجودة في المخيمات، لكن الشكوك مستمرة بشأن مقاومتها للكوارث الطبيعية، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن السلطات البنغالية قولها: إن "المساكن مبنية على ركائز متينة، على بعد متر واحد من الأرض، ويوجد في وسط كل خلية مبنى من الخرسانة والفولاذ مكون من أربعة طوابق، قادر على إيواء ألف شخص في حالة حدوث عاصفة".

سجن مفتوح

لفتت "لافانغوارديا" إلى أن "عددا من المنظمات غير الحكومية زاروا بالفعل موقع الروهينغا الجديد، بالإضافة إلى حوالي 40 ممثلا للأقلية المسلمة، وقد منح ممثلو الروهينغا الثقة لهذا المخطط الجديد، رغم الأسئلة الكثيرة التي لا تزال دون إجابات لديهم". 

وقالت: إن "الأمم المتحدة من جانبها وقفت مكتوفة الأيدي، واكتفت بالإصرار على أن يكون المهاجرون المرشحون لهذه الخطوة على اطلاع جيد بالظروف المعيشية في الجزيرة".

أما السلطات في داكا.. فتزعم أن جميع الروهينغا الذين سينتقلون إلى الجزيرة اتخذوا القرار عن طواعية، رغم أن المنظمات غير الحكومية تشير إلى وجود بعض الضغوطات.

وفي هذا الصدد، ينفي ذلك وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبد المؤمن، قائلا: إن جزيرة الروهينغا تقع على بعد 4 أميال بحرية من سوندويب، وهي جزيرة يتشاركون معها نفس الثقافة. 

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: "عموما، يحذر منتقدو الجزيرة من احتمال أن تكون سجنا في الهواء الطلق إذا كانت المخارج مقيدة".

ووفقا لإحصاءات أممية: فر أكثر من 900 ألف لاجئ من الروهينغا -معظمهم نساء وأطفال- إلى بنغلاديش، بعد أن شنت قوات ميانمار حملة قمع وحشية ضد الأقلية المسلمة في إقليم أراكان (غربا)، في أغسطس/آب 2017.

وتعتبر حكومة ميانمار الروهينغا "مهاجرين غير نظاميين" جاؤوا من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة: "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".