مباحثات المصالحة الخليجية.. كيف أثبتت تصدع رباعي حصار قطر؟

الكويت - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بيان كويتي عن مباحثات "مثمرة" طوال الفترة الماضية لحل الأزمة الخليجية المستمرة منذ 2017، أعقبها بيانان منفصلان لوزيري خارجية السعودية وقطر رحبا بجهود الكويت، وتبعتها ترحيبات دولية وإقليمة عدة من سلطنة عمان والأردن وتركيا وإيران.

وبالتوازي، أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن أملها في حل قريب للأزمة، فيما أثنت الأمم المتحدة على الجهود الكويتية لبناء جسور التفاهم في المنطقة والعالم، ومدحت جامعة الدول العربية مساعي الكويت لرأب الصدع العربي وحل الخلافات بين الأشقاء العرب.

وبدوره، بعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح برسالتين إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، لشكرهما على جهودهما في إنجاح مساعي احتواء الأزمة، وإنهائها باتفاق نهائي "يضمن التضامن والتماسك في وحدة موقفنا".

هذه المستجدات في ملف المصالحة الخليجية، لاقت ارتياحا بين الناشطين على تويتر، ودفعتهم للتأكيد على أن الخطوات تبرز نجاح السياسة الخارجية الكويتية ودبلوماسية احتواء الأزمات بين الأشقاء.

وأثنوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم #بيان_الكويت #المصالحة_الخليجية، #دول_الحصار، على بيان الكويت، واعتبروه ترجمة للخطى المتزنة لسياسة ناعمة تقودها الدولة الخليجية بشكل ثابت ورزين وعميق.

ارتياح وترحيب

وأشار ناشطون إلى أن وساطة الكويت لإنهاء الأزمة الخليجية التي خلخلت المنظومة الخليجية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، بدأها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد منذ ساعاتها الأولى، وزرعها، ويواصل الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد جني ثمارها.

وسخروا من استبعاد ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي من مباحثات حل الأزمة مع قطر، التي أعلنوا مقاطعتها في منذ 5 يونيو/ حزيران 2017، وفرضوا بموجبها حصارا بريا وجويا وبحريا عليها بتهمة دعم الإرهاب، وهي التهمة التي تنفيها الدوحة.

قطر التي تكالب عليها جيرانها بالحصار والمقاطعة والعداء الصريح، أعربت رغم ذلك عن ترحيبها بإعلان الكويت إجراء مفاوضات مثمرة ضمن جهود إنهاء الأزمة، ورحب الناشطون بموقفها واعتبروه موقفا متزنا يستهدف مصلحة الشعوب.

وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، قال: إن بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية، نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأميركية المبذولة في هذا الصدد ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة.

وأكد المغرد عبد الله بن ناصر أن مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة أولوية لدى دولة قطر، مشيرا إلى أنها على هذا الأساس رحبت بمبادرة الكويت مشكورة.

وأضاف: "لنجاح أي حوار يجب أن يسبقه رفع الحصار وبلا شروط مع احترام سيادة الدول، إذا كانت دول الحصار حريصة على أمن ومصلحة شعوب المنطقة ستنتهي الأزمة_الخليجية المفتعلة".

رمانة الميزان

حين توفي أمير الكويت السابق الشيخ صباح الأحمد في سبتمبر/أيلول، الماضي، عقب فترة حكم تجاوزت 14 عاما بدأها في يناير/كانون الثاني 2006، أبرزت التقارير قيادته لوساطة الخير التي تبناها طول فترة حكمه التي أدارها بدبلوماسية متزنة ومساعي لرأب الصدع.

وحمل على عاتقه مبادرة حل الأزمة الخليجية، منذ بدايتها، وقام بزيارة للدوحة في 8 يونيو/حزيران 2017، للعمل على عودة العلاقات إلى طبيعتها ووحدة صف دول مجلس التعاون الخليجي، وتبعها بمبادرات عدة، إلا أنها لم تنجح في الحل.

وفي ظل بوادر انتهاء الأزمة الخليجية، أبرز وزراء وناشطون دور الشيخ صباح الأحمد، والنهج الدبلوماسي الذي رسمه للكويت.

وذكّر أنس خالد الصالح وزير الداخلية وشؤون مجلس الوزراء الكويتي، بالدور القيادي للأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد في المصالحة الخليجية وإيمانه بضرورتها للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وحرصه على تنقية الأجواء وإزالة الخلافات بين الأشقاء في دول مجلس التعاون حكاما وشعوبا.

وأكدت عضو مجلس الأمناء بكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا ندى المطاوع، أن صدى #بيان_الكويت وجهودها في رأب الصدع الخليجي أصبح مدويا عالميا من شراكة الولايات المتحدة إلى إشادة الأمم المتحدة وقادة الدول.

وقال الخبير في العمل الإنساني نبيل جمعة: "لا يختلف عاقلان أن بيان الخارجية الكويتية حول مستجدات #المصالحة_الخليجية يعزز القناعة بأن الكويت كانت وما زالت (رمانة الميزان وصمام الأمان) للخليج العربي، ومن نافلة القول أن نستذكر بالخير قائد هذه الجهود المباركة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله".

تخوفات شعبية

وأثنى ناشطون على بيان الكويت، وطرحوا عدة تساؤلات عن مستقبل المصالحة وطالبوا بمزيد من التفاصيل، محذرين من عواقب الانقسام على الشعوب بعد الشرخ الذي سببته على مدار الثلاث سنوات.

وبحسب المعهد المصري للدراسات، فإن أزمة الحصار خلقت بالفعل رواسب وتداعيات سلبية وحالة من عدم الثقة البينية، ستستمر حتى مع حل الأزمة، وهو ما يقلل من فرص وصول العلاقات الخليجية - الخليجية للحالة التي كانت عليها سواء قبل 2011، أو قبل 2017.

وتساءل أستاذ العلوم السياسية بالكويت عبد الله الشايجي: "هل هي مصالحة وحل شامل للأزمة الخليجية أم حلحلة مرحلية لبناء الثقة يعقبها حل شامل على طاولة الوسيط #الكويت بمشاركة ومصادقة جميع أطراف الأزمة وحضور وضمانات كويتية-أميركية لاتفاق نهائي يرسم خارطة طريق تمنع تكرار أزمة مستقبلية؟".

ورأى الكاتب والصحفي والمؤلف عبد الله العمادي، أن بيان خارجية #الكويت المقتضب حول #المصالحة_الخليجية ضربة معلم -كما تقول العامة- كيلا ينسب أحد الفضل لنفسه في الذي يجري الآن بالخليج، إنما للكويت فقط بعد الله.

وتوقع ألا يمر شعبيا كما مر رسميا، فالشرخ النفسي الذي أحدثه الحصار ليس سهلا تجبيره، وفق قوله.

تصدع حلف الحصار

على مدار عمر الأزمة الخليجية، وتعدد مسارات التفاوض التي شاركت فيها أميركا والكويت وسلطنة عمان، عمدت أبوظبي إلى عرقلة كل المساعي للوصول إلى اتفاق ينهيها، بحسب ما أكدته صحيفة "فوكس نيوز" الأميركية مطلع يوليو/ تموز 2020.

وأشارت إلى أن الإمارات حثت الرياض على الانسحاب في اللحظات الأخيرة من الاتفاق الذي كان يقضي بأن تفتح دول الحصار أجواءها أمام الخطوط الجوية القطرية.

واليوم برز حديث الناشطين عن انتهاء الأزمة الخليجية باتفاق ثنائي بين قطر والسعودية يستبعد باقي دول الحصار، وهو ما أكده الإعلام الأميركي، إذ أفادت صحيفة بلومبيرغ أن الاتفاق لا يشمل الدول العربية الثلاث التي قطعت أيضا العلاقات الدبلوماسية والتجارية (الإمارات والبحرين ومصر).

وألمح الباحث في السياسة النقدية وعلم الاقتصاد السياسي الدكتور خالد الخاطر، إلى أن الاتفاق بين قطر والسعودية بداية في تصدع حلف الحصار.

وأشار الناشط الإماراتي المعارض حمد الشامسي، إلى شكر أمير الكويت، لأمير قطر والعاهل السعودي والرئيس الأميركي على جهودهم لإتمام #المصالحة_الخليجية متجاهلا الإمارات والبحرين ومصر.

وقال جاسم راشد الشامسي وهو وكيل وزارة مساعد سابق بالإمارات: "إذا تمت المصالحة #السعودية #القطرية دون #الإمارات هذا يعني أن هناك علاقات متوترة بين #أبوظبي و #الرياض وهذا الذي شجع #شياطين_الإمارات بتسريع اتفاقيات الخيانة مع الصهاينة".

يشار إلى أن دول الحصار كانت قد أرسلت بعد أيام من بداية الأزمة الخليجية، للدوحة قائمة بـ13 مطلبا كشرط لإعادة العلاقات معها، تشمل إغلاق قناة الجزيرة وخفض مستوى العلاقات مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر، ومطالب أخرى، بات الحديث عنها منتهيا.