"يتجرع سمومه".. ناشطون يعلقون على احتجاجات الفرنسيين ضد ماكرون

القاهرة- الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

"انقلب السحر على الساحر.. ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله..".. عبارات استخدمها ناشطون على تويتر، للتعبير عن ارتياحهم لما تعرض له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من رفض شعبي داخلي وتنديد بسياساته.

آلاف المتظاهرين الفرنسيين خرجوا في عدة مدن احتجاجا على وحشية الشرطة ورفضا لقانون "الأمن الشامل" الذي تعده حكومة ماكرون لتجريم نشر الصور التي تكشف انتهاكات عناصر الشرطة والدرك، ويعتبره الفرنسيون مقيدا للحقوق والحريات ومقننا لعنف الشرطة.

الشرطة الفرنسية واجهت الاحتجاجات بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، في حين رشق محتجون ملثمون رجال الشرطة بالحجارة والألعاب النارية وأقاموا حواجز على الطرق، فيما أعلن وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، إصابة 37 شرطيا في الاشتباكات. 

الرئيس الفرنسي ظل طوال الشهر الماضي، يردد عبارة "حرية التعبير" للدفاع عن إساءة بلاده للنبي محمد ﷺ ونشر الرسوم المسيئة له، والادعاء بأن "الإسلام يعيش أزمة"، ليتمخض دفاعه منجبا قانونا مناهضا للحريات في بلاده يواجه رفضا شعبيا واجهه بالعنف الشرطي لفرضه. 

الناشطون نددوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #فرنسا_تحترق، #فرنسا، #ماكرون، وغيرها، بمواجهة حكومة ماكرون للاحتجاجات الشعبية بعنف، متداولين صورا للمواجهات العنيفة التي وقعت بين المتظاهرين والشرطة.

وشاركوا صورا للمصور السوري أمير الحلبي المتعاون مع وكالة "فرانس برس"، أصيب خلال تغطية للتظاهرات في ساحة "الباستيل" في باريس، بصفته صحافيا مستقلا، مشيرين أن الحلبي فاز بجوائر دولية عدة على صور التقطها أثناء تغطياته للمعارك في حلب.

وانتقد ناشطون سياسة ماكرون الخارجية والداخلية، التي أدت إلى فوضى عارمة عمت المدن الكبرى، واتهموه بقيادة البلاد إلى الدمار والتخلف، ورأى آخرون أن ماكرون يتجرع سموم أعمالة الخبيثة، ضد المقدسات الإسلامية والإساءة للنبي ﷺ.

وبحسب مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية أدخلت الحكومة الفرنسية مؤخرا تشريعات جديدة، تهدد الحريات ذاتها التي تتعهد بالدفاع عنها، وتهدف إلى جعل الفرنسيين أقل أمنا، من خلال تقييد الحقوق الديمقراطية.

مشروع القانون الذي فجّر احتجاجات السبت، يحاسب على "النيات"، ويفرض عقوبة السجن سنة وغرامة قدرها 45 ألف يورو لمن يبث صورا لعناصر الشرطة والدرك أو أي علامة تعريفية أثناء أداء وظيفته من أجل "إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي به".

اختفاء الحريات

وبرز تنديد الناشطين باختفاء الحريات في بلد الحريات، مشيرين إلى أن القانون الذي قدمه حزب "الجمهورية إلى الأمام"، الذي أسسه ماكرون، وتسعى فرنسا لإقرار المسمار الأخير في نعش الحريات.

منظمة العفو الدولية، حذرت من أن "إقرار القانون يعني أن الحكومة الفرنسية ستنتهك ميثاق الأمم المتحدة الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966، الذي يحمي حرية التعبير".

ووصفت سجل فرنسا في حرية التعبير بأنه "قاتم"، مؤكدة أن الحكومة الفرنسية ليست نصيرة حرية التعبير كما تزعم.

من جهته، تساءل الإعلامي والكاتب في جريدة الشرق القطرية، جاسم سلمان: "أين حرية التعبير يا ماكرون ويا فرنسا تعاقبون بقانون الأمن الشامل من ينشر صور الأمن، فكيف هو الحال بمس مقدسات الآخرين وعدم احترام مشاعرنا؟".

 من جانبه، أكد حساب باسم "دكتور سلامة حسين" أن "قانون الأمن الشامل المسمار الأخير في نعش حرية التعبير في فرنسا".

ورأى المغرد السعودي، فهد صالح السلطان أن "القانون كان مقصودا به تمكين البوليس من إخفاء انتهاك حريات المسلمين وحظر تصوير معاملته لهم".

فيما أكدت المغردة ماجد الزبدة أن "حكومة فرنسا التي انقلبت على قيم العدل والحرية والمساواة لم تكتف بعنصريتها ضد المسلمين بل تقوم بتشريع قانون ينتهك الحريات ويقنن اعتداءات الشرطة على المواطنين ويجرم توثيق الاعتداءات بالسجن سنة والغرامة في حال تم بث صور الاعتداءات عبر مواقع التواصل".

 ثمن الإساءة

واعتبر ناشطون تصاعد الأحداث في فرنسا بداية النهاية لماكرون واعتبروه "انتقاما إلهيا" على ‏إساءته للنبي، واستخدموا تعبير "فرنسا المأزومة" للإشارة إلى ما تتعرض له فرنسا من أزمات ‏مؤخرا تصاعدت حدتها مع إعادة الرسوم للنبي، وصولا إلى ما تشهده من أحداث عنف.‏

ورأى أستاذ العلوم السياسية بالكويت، عبد الله الشايجي أن "ما يحدث في فرنسا هو حوبة (ذنب) تهجم ماكرون على الإسلام وقمع وشيطنة المسلمين!".

بدوره، قال الدكتور المصري جمال مهدلي: "اقتربت نهاية جرو آل روتشيلد الصليبي الصهيوني ماكرون، فرنسا تحترق احتجاجا على قانون الأمن الشامل، هذا من انتقام الله لعرض نبيه صلى الله عليه وسلم!".

 تحية للفرنسيين

وأثنى ناشطون على تمسك الفرنسيين بحقوقهم ودفاعهم عن حرياتهم، وهاجموا ماكرون واتهموه بالغباء السياسي.

وقال المحامي المصري محمود رفعت: إن "المواطن الفرنسي لديه تعليم وصحة وفرص عمل وحياة لا يملكها أحد بالبلاد الأخرى، رغم ذلك لم يقل تكفنا نعمة الأمن والأمان، بل يتمسك بحقوقه"، مشيرا إلى أنها "مسألة وعي وكرامة".

 وأشارت المحامية السودانية انتصار صديق إلى أن "نار النفوس الحرة تأبى القيد ولو كان من الحرير الديمقراطية ممارسة يومية".

ودعا عضو رابطة علماء الأردن، أسامة أبو بكر، قائلا: "اللهم زد فرنسا خرابا واضطرابا وحرائق، اللهم أحرق ماكرون ومنظومته ومن على شاكلته من سائر الأوروبيين وغيرهم، اللهم انصر دينك وجندك وعبادك"، مستشهدا بقول الله تعالى "{إن الذين يحادون الله ورسوله كُبِتوا كما كبت الذين من قبلهم. وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين}".

 كما دعا رئيس حزب الأمة الكويتي، حاكم المطيري قائلا: "اللهم أنج المؤمنين المستضعفين في فرنسا اللهم كن لهم وليا ونصيرا،  اللهم كما آذى ماكرون نبيك ﷺ وطغى في الأرض وبغى على عبادك ظلما وعدونا اللهم فاشدد وطأتك عليه وعلى نظامه الفاشستي النازي".  من جانبها، أكدت الدكتورة الأردنية فاطمة الوحش أن "ماكرون بقوانينه العبثية كمن يقبض على الماء، سياسة متهورة،، قوانين فظة.. منهج متهاو.. قرارات حمقى.." متهكمة بالقول: "يجب أن يخضع لقانون بياجيه في الذكاء وقياس العمر العقلي إلى العمر الزمني".