لماذا توجهت بكين نحو مناجم "قم" بإيران؟.. صحيفة بريطانية تجيب

12

طباعة

مشاركة

اتجهت بوصلة اهتمامات الصين نحو مدينة "قم" الإيرانية، لما تملكه من ثروات معدنية مهمة ومغرية، في استثمار متوسط المدى، وسط تأكيدات بأن بكين تهدف لـ"منافسة أميركا والانتصار عليها" في المستقبل.

وسلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية بنسختها الفارسية، الضوء على الثروة المعدنية في "قم"، كما تناولت أسباب توجه الصين نحو هذه المدينة تحديدا، بطريقة قانونية.

الاستثمار في قم

وذكرت الصحيفة في مقال، أن "عضو اللجنة الرئيسية لمجلس الشورى الإسلامي، أحمد أميرآبادي فراهاني، أعرب عن ميل المستثمرين الصينيين للاستثمار في قم، باعتبارها من المناطق المهمة للغاية التي تحتوي على مناجم".

وأوضحت أن "فراهاني أشار للمعاهدة الإستراتيجية لـ25 عاما بين الصين وإيران، (أعلن عنها مؤخرا دون معرفة بنودها)، ووفقا للأبحاث أعرب السفير الصيني عن رغبته الشديدة في زيارة محافظة قم".

وقال فراهاني: إن "النواب لا زالوا في حالة التباحث والتفاوض حول (معاهدة الـ25 عاما)، وكذلك أواصر الصداقة بين البلدين، كما يجب تشكيل لجنة متخصصة من أجل البحث حول هذه المعاهدة من قبل رئيس البرلمان علي لاريجاني.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلنت الحكومة الصينية أنها ستوقف استخراج معدن الذهب والحديد الثقيل في محمية طبيعية تعرف بـ"آلتون" للحفاظ على محيط الحياة في هذه المنطقة.

لكن اتضح خلال مارس/آذار 2020 أن الحكومة الصينية تقبل على شراء المحميات الطبيعية للذهب في أنحاء العالم من أجل مستقبل اقتصادها، وفق "إندبندنت".

ثروة قم

أوضحت الصحيفة أن "قم تعتبر من أغنى المحافظات في إيران التي تحتوي على معادن بامتلاكها 2 بالمائة من احتياطي المعادن في الدولة بأكملها، كما يوجد في مناجمها 25 نوعا من المواد المعدنية القابلة للاستخراج".

وأضافت: أن "بعض هذه المواد المعدنية كالليثيوم، الذهب، والمنغنيز، تعد من العناصر الإستراتيجية والمعدنية بالغة الأهمية، ومن إحدى أهم المخزون الاحتياطي في هذه المدينة معادن الأحجار النفيسة كالعقيق، حيث تحتل قم في المرتبة الثانية بعد محافظة خراسان الجنوبية في امتلاك مخزون احتياطي من العقيق".

وذكرت الصحيفة أن "من أهم المخزون الاحتياطي المعروف في قم، المعادن الفلزية التي تشتمل على: النحاس، الرصاص، الخارصين، و المنغنيز، والمعادن غير الفلزية كالكاولين (أحد أنواع الصخور الدقيقة الناعمة وأحد المعادن الطينية، أبيض اللون، ويعد من أشد أنواع الطين المقاوم للحرارة)".

وأيضا الباريت (معدن مركب من كبريتات الباريوم، متعدد الألوان)، الملح، وسلفات الصوديوم (منظف أنيوني ومؤثر سطحي يوجد في العديد من منتجات العناية الشخصية كالصابون، الشامبو، ، وغيرها، فهذه المادة هي عنصر صنع رغوة غير عالي التكلفة وعالي الأداء).

كذلك تتوفر "قم" على المعادن الأساسية لمواد البناء من بينها، أحجار الزينة، المرمر، الجرانيت، الأحجار الثقيلة، الحجر الجيري، وحجر الطباشير، وفق "إندبندنت".

وعلى طول 500 كيلومتر مربع توجد مناجم في "قم"، وتحتوي على 20 نوعا من المواد المعدنية القيمة، التي تؤمن ما تحتاجه مصانع الدولة ودول غرب آسيا من تغذية بشكل خاص، بحسب "إندبندنت".

تنشيط التعدين

ونقلت الصحيفة البريطانية عن رئيس قسم الصناعة والتعدين والتجارة في قم، محمود سيجاني، قوله: إن "منجم المنغنيز في جنوب غرب قم يتمتع لوحده بـ5 ملايين طن من الاحتياطي النهائي".  

وأوضح سيجاني أنه "يتم استخراج 100 ألف طن من المنغنيز من هذا المنجم بشكل متوسط سنويا، والذي يوفر تغذية 70 بالمائة من صناعة الفولاذ في إيران".

وأشار إلى أنه "تم تنشيط 98 منجما باستثمار يفوق الألف و65 مليار ريال إيراني (نحو مليار و547 مليون دولار) وتم توظيف 1294 شخصا في المدينة، خلال يونيو/حزيران 2020".

ولفت إلى أنه "تم الترخيص لاستغلال 182 منجما في قم، بهدف إعدادها لتقديم المساعدة إلى العاطلين عن العمل في إيران، لأن المدينة ضمن المناطق التي تحوي مساحة كبيرة في مجال التعدين، والتي تجعل قابلية دخل قم مرتفعا".

سيطرة قانونية

قالت "إندبندنت": إنه "مع الأخذ في الاعتبار رغبة الحكومة الصينية في احتياطي قم، فمن المحتمل السيطرة عليها أو على بعض منها بموجب معاهدة الخمسة وعشرين عاما، لأن الصين تسيطر على إحدى الأسواق الأساسية للأحجار النفيسة في العالم إلى جانب ماليزيا".

ولفتت إلى أن "الحكومة الصينية بدأت منذ نحو 3 سنوات في عرض شراء محميات طبيعية أكثر على العديد من الدول؛ كي تحافظ على محيط الحياة من خلال ذلك، وتوفر المناجم الطبيعية للأجيال القادمة".

وخلصت "إندبندنت" في مقالها إلى "رغبة الصين في السيطرة على الاقتصاد العالمي في مجالات عدة، كما ترغب بمنافسة الولايات المتحدة الأميركية والانتصار عليها، بحسب ما تتناوله العديد من وكالات الأنباء".