ما حقيقة دعم مدير منظمة الصحة العالمية "جبهة تحرير تيغراي" بإثيوبيا؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة فرنسية، الضوء على اتهام الجيش الإثيوبي، مدير منظمة الصحة العالمية، الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ذا الأصل التيغاري، بالسعي للحصول على دعم وسلاح لهذه المنطقة المنشقة.

نفى غيبريسوس هذه الاتهامات التي وجهت إليه في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، وأكدت الأمم المتحدة بدورها، دعمها الكامل لمدير المنظمة، وفق صحيفة لوبوان الفرنسية.

وأشارت لوبوان إلى تصريح لرئيس أركان الجيش الفيدرالي الإثيوبي الجنرال برهانو جولا قال فيه: إن غيبريسوس "عمل في دول الجوار لإدانة الحرب" التي تشنها الحكومة الفيدرالية الإثيوبية على السلطات الإقليمية في تيغراي (الشمالية) منذ 4 نوفمبر/تشرين الثاني، وأنه "يحاول الحصول على السلاح".

وأضاف في ذات السياق: أن مدير منظمة الصحة العالمية "لم يهمل أي سبيل لمساعدة جبهة تحرير شعب تيغراي"، وهو الحزب الذي يدير إقليم تيغراي والذي طعن في سلطة الحكومة الفيدرالية لعدة أشهر.

اتهامات بالانحياز

تقول الصحيفة: إن رئيس المنظمة الذي اتهمه الجنرال برهانو بدعم إقليم تيغراي، كان وزيرا للصحة 2005-2012 في حكومة ميليس زيناوي، الرئيس التاريخي لجبهة تحرير شعب تيغراي، وأنه "الرجل الذي ينتمي لتلك الجماعة" التيغارية، التي كانت آنذاك حزبا قويا وصاحب كل أدوات السلطة في أديس أبابا. 

وأعرب المتحدث باسم خلية الأزمة الحكومية لتيغراي، رضوان حسين، بشكل منفصل عن "استياء" السلطات في أديس أبابا تجاه تيدروس.

وقال: إن "الحكومة تدرك أنها كانت مضطربة للغاية، اتصلت بالقادة والمؤسسات لمطالبتهم بإجبار تيغراي، على التفاوض".

وأضاف: أن "الحكومة تتوقع منه (تيدروس) مخاطبتها ليطلب منها ما يمكنها فعله لمساعدته".

وتذكر الصحيفة  أن تيدروس رد على الاتهامات في تغريدة كتب فيها "تشير بعض التقارير إلى أنني منحاز إلى جانب في هذا الوضع. هذا ليس صحيحا وأريد أن أقول إنني في جانب واحد فقط هو السلام".

وفي نيويورك، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك دعم الأمين العام أنطونيو غوتيريش الكامل لمسؤول منظمة الصحة العالمية قائلا: إنه "يُكن أقصى درجات الاحترام للدكتور تيدروس الذي يعد موظفا مدنيا دوليا مثاليا".

وتابع المتحدث باسم الأمم المتحدة: "رأينا جميعا العمل الذي يقوم به كرئيس لمنظمة الصحة العالمية وأنه يركز دائما أولا وقبل كل شيء على الحاجة الملحة لتعزيز الصحة العامة".

وتيدروس، صاحب 55 عاما، هو عالم متخصص في علم المناعة والأمراض المعدية، وأول إفريقي يقود منظمة الصحة العالمية، وهو المنصب الذي شغله منذ عام 2017.

قبل توليه رئاسة منظمة الصحة العالمية، كان أيضا من 2012 إلى 2016 وزيرا للخارجية في حكومة هايلي مريم ديسالين، الذي اختاره ميليس، خليفة له بعد وفاته المفاجئة في عام 2012.

تحدي السلطات

تتحدث لوبوان عن آبي أحمد رئيس الوزراء  منذ عام 2018 والحائز على جائزة نوبل للسلام في العام التالي، والذي أعلن في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عملية عسكرية في تيغراي ضد قوات جبهة تحرير شعب تيغراي، والتي اتهمها بالسعي لزعزعة استقرار الحكومة الفيدرالية ومهاجمتها قاعدتين عسكريتين إثيوبيتين في المنطقة، وهو ما نفته السلطات الإقليمية. 

وذكرت أنه لا يوجد تقييم دقيق للهجوم العسكري، الذي دخل أسبوعه الثالث وشمل بشكل خاص عمليات قصف جوي، وأن المنطقة شبه معزولة عن العالم.

لكن القتال أودى بحياة عدة مئات، ووفقا لرئيس مفوضية اللاجئين السودانية، أجبر 36 ألف إثيوبي على الأقل على الفرار إلى السودان المجاور، في وقت ادعى آبي أحمد مؤخرا أن الهجوم العسكري يدخل مرحلته الأخيرة.

وقال رضوان حسين، المتحدث باسم خلية الأزمة الحكومية لتيغراي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني: إن الجيش الفيدرالي "يقترب من ميكيلي"، عاصمة إقليم تيغراي، وسيطر على بلدة شاير في الشمال حيث اندلعت معارك عنيفة في الأيام الأخيرة، وكذلك بلدات أخرى في جنوب المنطقة.

تقول الصحيفة: إنه من المستحيل التحقق من هذه التأكيدات من مصدر مستقل.

وبينت أنه بعد سيطرتها لمدة 15 عاما على الكفاح المسلح ضد النظام العسكري الماركسي للحكومة المؤقتة لإثيوبيا الاشتراكية، التي أطيح بها عام 1991، سيطرت جبهة تحرير شعب تيغراي بقبضة حديدية لما يقرب من ثلاثة عقود على الجهاز السياسي والأمني ​​للبلاد، حتى تولى آبي أحمد زمام الأمور على خلفية احتجاج شعبي غير مسبوق على السلطة.

وبعد عزلهم تدريجيا من المناصب الرئيسية واستهدافهم بالإجراءات القانونية، لجأ مسؤولو الجبهة إلى معقلهم في تيغراي، حيث تحدوا سلطة الحكومة الفيدرالية في الأشهر الأخيرة.

في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، زعمت الحكومة الإثيوبية أن لديها "أدلة موثوقة" على أن عملاء جبهة تحرير شعب تيغري عملوا في المنظمات المحلية والدولية، بما في ذلك إرسال قائمة إلى برنامج الأغذية العالمي.

وفي اليوم نفسه، أكد مسؤول بالاتحاد الإفريقي، أن المنظمة ومقرها أديس أبابا، انفصلت عن مديرها الأمني ​​ذي الأصول التيغارية، بعد تقرير من الحكومة الإثيوبية يشكك في "صدقه".

منذ بدء الهجوم، تم القبض على مئات الأشخاص للاشتباه في التآمر مع جبهة تحرير شعب تيغراي، ومنع 34 من رجال الأعمال من الوصول إلى حساباتهم المصرفية بسبب صلات مزعومة بحزب تيغراي.

تقول الصحيفة: إن الشرطة الاتحادية، أعلنت في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، أنها أصدرت 76 مذكرة توقيف بحق ضباط بالجيش، بعضهم متقاعد، بتهمة "الخيانة" لصالح جبهة تحرير شعب تيغراي.

وفي آخر تطور، قال التلفزيون الإثيوبي في 21 نوفمبر/تشرين الثاني: إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على مدن شيري وإكسوم وعدوة في إقليم تيغراي، بينما أطلق مسلحون من تيغراي صواريخ على مطار في إقليم مجاور.

وأفادت مصادر بأن جبهة تحرير شعب تيغراي خسرت حتى الآن نحو 70% من مساحة الإقليم، ولم يبق لها من المدن الكبرى سوى "ميكيلي".