معهد أميركي: هذه وصفة "رأب الصدع" بين بايدن وأردوغان

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

يدعو خبراء وباحثون، إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى ضرورة التقارب مع تركيا، وإزالة الخلافات القائمة بين البلدين حيال عدد من الملفات، من أجل علاقات ثنائية أفضل. 

وفي تقرير نشره موقع معهد "بروكنجز" الأميركي، أكد على أن "الإدارة الأميركية الجديدة تعمل على رأب الصدع مع تركيا نظرا لأهمية هذا البلد بالنسبة لأمن واشنطن ومصالحها".

وأشار التقرير، الذي كتبه الباحثان "مايكل أوهانلون" و"عمر تاسبينار" إلى أن "تركيا حليف مهم جيوستراتيجي في الناتو، وقد تدهورت شراكته مع واشنطن تدريجيا في السنوات القليلة الماضية"،

وأكد أنه "من الصعب التفكير في قضية أمنية أكثر أهمية تواجه الفريق الرئاسي القادم (إدارة بايدن)، دون اتباع سياسة تجاه التهديدات الكبيرة من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران".

لاعب حاسم

وشدد تقرير  "بروكنجز" على أن "تركيا يمكن أن تكون لاعبا حاسما في مساعدة الولايات المتحدة على التعامل مع هذه التهديدات، لأن أهمية هذا البلد الإسلامي المحوري بين أوروبا والشرق الأوسط أكبر بكثير مما يُتصور عادة".

واعتبر أن "تفكير الإدارة الأميركية القادمة في معاقبة تركيا على عدد من التجاوزات، وفق المنظور الأميركي، على غرار التعامل العسكري التركي الصارم ضد الأكراد السوريين (بي يي دي) - حلفاء الولايات المتحدة المهمين في هزيمة تنظيم داعش-، سيكون خطأ كبيرا".

وأكد التقرير أنه "رغم كل التحفظات التي تحملها الولايات المتحدة حول سياسات أردوغان، فإن هذا الرجل يقود دولة مهمة، ولا يزال الشخص الوحيد الذي يمكن لواشنطن أن تحاول التعامل معه حتى لو كانت هناك خلافات كبيرة بين البلدين". 

وتابع: "رغم كل أخطائه (أردوغان) فيما يتعلق بالصراع السوري على مر السنين، فهي ليست أسوأ من إخفاقاتنا وأخطائنا في الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين".

وأكد التقرير أن "تركيا تتحمل وطأة الصراع السوري، مثلها مثل أي دولة مجاورة أخرى، حيث تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ من المحتمل أن يغمروا أوروبا الغربية".

قلق أميركي

وقال تقرير "بروكنجز": إن "صداقة أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هي مصدر قلق كبير لواشنطن، إلا أن البديل عن الحرب الروسية التركية التي ستجر الولايات المتحدة، كحليف في الناتو، إلى صراع مع موسكو سيكون أسوأ بكثير".

وأوضح أن "روسيا وتركيا ليسا شريكين طبيعيين، بل على العكس هما على طرفي نقيض في النزاعات في كل من سوريا وليبيا والقوقاز". 

وذكر التقرير أنه "في عام 2015 ، أسقطت تركيا طائرة روسية على حدودها مع سوريا - وهي المرة الأولى التي تسقط فيها دولة في الناتو طائرة روسية منذ نصف قرن". 

ولوضع الأمور على مسار أفضل وأقل خطورة، ينصح كاتبا التقرير بـ"إحراز تقدم في معالجة تدهور العلاقات الأميركية مع تركيا".

واعتبرا أن "بقاء العوائق التي تحول دون تحسين العلاقات الثنائية ستكون لها عواقب وخيمة محتملة على رفاهية أميركا وحلفائها إذا لم يتم التعامل معها ببراعة".

وقال أوهانلون وتاسبينار: "بدلا من مواجهة أنقرة بالدبلوماسية القسرية، يجب على إدارة بايدن أن تقترح على تركيا إعادة ضبط مشروطة للعلاقات بين البلدين".

ولفت التقرير إلى أن "أبرز مشكلة بين البلدين تتعلق بنظام الدفاع الجوي S-400 الذي اشترته تركيا من روسيا، أما المشكلة الثانية الأقل إلحاحا ولكنها مهمة للغاية فهي سوريا".

وأوضح أن "صفقة S-400 تشمل مشاركة روسيا في عملياتها، مما يعني أن موسكو يمكن أن تحصل على معلومات استخباراتية حول أي طائرة تحلق في المجال الجوي التركي، خاصة F-35 الأميركية التي كانت أنقرة قريبة من شرائها وساعدت في بنائها كشريك في المشروع".

وأكد التقرير أنه "بدون حل لهذه المسألة (بإلغاء الصفقة الروسية)، سيظل دور تركيا في برنامج F-35 معلقا، ولن تتمكن من الحصول على هذه المقاتلة". 

يأتي ذلك في الوقت الذي يبدو فيه أن الكونجرس الأميركي على استعداد لتمرير عقوبات عسكرية ومالية صارمة كعقوبة إضافية ضد أنقرة بسبب صفقة "إس-400"، وفق التقرير.

ضبط العلاقات

وأشار المعهد الأميركي إلى أنه "فيما اختبرت تركيا مؤخرا منظومة S-400 لكنها لم تقم بتنشيطها بالكامل، فإن جدية ورغبة أردوغان في تحسين العلاقات مع واشنطن، تتطلب التزاما تركيا بعدم تفعيل أنظمة الرادار الروسية، وإعلان أنقرة استعدادها لشراء نظام متوافق مع حلف الناتو".

في المقابل، دعا المعهد "إدارة بايدن للإعلان عن إعادة دمج تركيا في برنامج الطائرات F-35 والنظر في تقديم حوافز مالية وتقنية محتملة لها لشراء أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت".

وأضاف: "كما يجب أن تشمل عملية إعادة ضبط العلاقات بين أنقرة وواشنطن، التوافق بين البلدين في الملف السوري، وفيما تشير مجريات الأحداث إلى أن الحرب على وشك الانتهاء إلا أن وضع ما بعد الحرب بعيد كل البعد عن التسوية". 

وأشار التقرير إلى أن "ما زاد الطين بلة، أن فئة الأكراد السوريين الذين تدعمهم واشنطن هم جزء من جماعة متمردة كردية، حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، المصنف رسميا كمنظمة إرهابية بموجب القانون الأميركي، وبالتالي، فإن إعادة ضبط العلاقات التركية الأميركية في سوريا سيتطلب تحركا دبلوماسيا كبيرا".

ورأى أن "إدارة بايدن يجب ألا تترك سوريا وتتخلى عن الأكراد كما كان يتصور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل يجب أن تجد الولايات المتحدة طرقا أكثر إقناعا لتثبت لتركيا أن التعاون العسكري بين واشنطن والأكراد يدور حول محاربة داعش، وليس السعي لتحقيق الاستقلال الكردي". 

وتابع: "فيما وراء الكواليس، يجب على إدارة بايدن أن تعمل أيضا من أجل حل سلمي للمشكلة الكردية في تركيا من خلال الضغط على حزب العمال الكردستاني لنزع سلاحه"، وفق التقرير.

وخلص التقرير إلى أن "التحرك وفق هذه الخطوات، يمكن للولايات المتحدة الدخول في فترة من دبلوماسية المعاملات الناجحة وصنع سياسة الأمن القومي مع أنقرة، رغم أنه لن تكون هناك علاقة وثيقة ما دام أردوغان في السلطة، لكن لا يجب أن يكون أي شيء قريبا من علاقة عدائية بين البلدين".