"هضم حقوقنا وقمع أصواتنا".. لماذا يعادي الكاظمي حملة الشهادات العليا؟
استنكر ناشطون على تويتر، اعتداء القوات العراقية، بالعصي الكهربائية والهراوات، على حملة الشهادات العليا والمهندسين المتظاهرين وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بتعيينهم وضمان حقوقهم، مما أسفر عن سقوط مصابين.
وحمل ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مسؤولية ما حدث، وذكروه بتصريحاته التي أكد فيها أن حق التظاهر السلمي مكفول دستوريا للجميع، وأن دور القوات الأمنية حماية التظاهرات.
ونددوا بتنصل الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من تعهداتها بتلبية مطالب المتظاهرين من حملة الشهادات العليا وتخصيص درجات وظيفية لهم وتشريع وتفعيل قوانين تضمن حقوقهم في القطاع الخاص، وتعهدوا بمواصلة حراكهم حتى تتم الإطاحة بحكومة الكاظمي.
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أصحاب الشهادات العليا للاعتداء، منذ تولي الكاظمي رئاسة الوزراء في 7 مايو/أيار 2020، إذ سبق أن قامت قوة تابعة إلى قيادة عمليات بغداد، بالاعتداء عليهم أثناء اعتصامهم أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ودعت حينها لجنة التعليم العالي والبحث العلمي النيابية، الكاظمي لفتح تحقيق عاجل حول الاعتداءات، وتعهدت بالعمل على تضمين الموازنة الاتحادية، التخصيصات المالية الكافية لتعيين أكبر عدد من حملة الشهادات العليا وفي مختلف الوزارات، إلا أن ما يبدو أن كلا الأمرين لم يتحقق.
وسبق أن أعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي عادل الركابي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن العراق به أكثر من 10 آلاف عاطل عن العمل يحملون شهادات عليا، معترفا بأن حكومته تواجه أعدادا كبيرة للعاطلين عن العمل؛ بسبب سياسة التوظيف غير الممنهجة.
انتهاكات الأمن
ليس أصحاب الشهادات العليا فقط هم من يتعرضون لانتهاكات من قبل الحكومة العراقية، فهي تتخذ القمع منهجا وتتنكر لوعودها بحماية المتظاهرين وعدم استخدام القوة ضدهم، وقد فضت الشهر الماضي اعتصامات في عدة مدن بالقوة وأسفرت عن قتل وإصابة واعتقال العشرات.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي (حقوقي، مقره جنيف)، فإن المنظومة الأمنية لدى الحكومة العراقية غير منضبطة، وعمليات القمع لم تتوقف، وتصاعدت حدتها مع عودة التجمعات إلى ساحات الاحتجاج.
وذكرت أن القوات الأمنية العراقية لا زالت لم تحسن سلوكها في التعامل مع التظاهرات الشعبية، وما زالت تلجأ إلى العنف المفرط لفض المظاهرات وإجهاض أي حراك شعبي دون الالتفات إلى حجم الانتهاكات المروعة التي ترافق عمليات قمع وتفريق الاحتجاجات.
وتداول ناشطون صورا لحملة الشهادات العليا المصابين والدماء تسيل على وجوههم وملقون على الأرض، مشيرين إلى وقوع عشرات الإصابات في صفوفهم بعد تعرضهم للضرب والقمع بأمر من الكاظمي.
وشنوا هجوما حادا على الكاظمي، مؤكدين أن عمليات القمع الممنهج التي يتعرض لها العراقيون أماطت اللثام عن وجهه الحقيقي.
وعقب الإعلامي زيد عبد الوهاب الأعظمي، على مقطع فيديو يظهر فيه أحد أفراد الأمن وهو يعتدي على متظاهر يقوم بتصويره بالعصا، قائلا: "كمية الحقد الموجودة في هذه الثواني لو وزعت على أهل العراق لكفتهم".
كمية الحقد الموجودة في هذه الثواني لو وزعت على أهل العراق لكفتهم. pic.twitter.com/hobHT9deoi
— د. زيد عبد الوهاب الاعظمي (@zaidabdulwahab) November 16, 2020
ونشر حساب باسم "د. أنوار الطائي" صورة لأحد المتظاهرين والدماء تسيل على وجهه، معقبا بالقول: "هكذا يعامل علماء العراق".
#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات هكذا يعامل علماء العراق���� pic.twitter.com/ZMLiwkUPGa
— د.انوار الطائي (@8tMpGcrbHPWzDGC) November 16, 2020
وسألت سارة المحمدي، مواطنة حاصلة على ماجستير في طرق التدريس، رئيس الوزراء، قائلة: "هل هذا هو وعدك لنا بالتعيين يا كاظمي !!!، هل ضرب الكفاءات من قبل القوات الحكومية بأمر منك، هو التغيير الذي كنت تنادي به والإصلاح الذي ترغب بتحقيقه والحق الذي ترده لأصحابه؟".
#الكاظمي_يأمر_بقمع_الكفاءات
— Sara Almihimdy (@Sara_Almihimdy) November 16, 2020
هل هذا هو وعدك لنا بالتعيين يالكاظمي !!!
هل ظرب الكفاءات من قبل القوات الحكوميه بأمر منك هو التغيير الذي كنت تنادي به والاصلاح الذي ترغب بتحقيقه والحق الذي ترده لاصحابه pic.twitter.com/PpHReFLMvQ
سياسة المهدي
دفعت التظاهرات العراقية والمطالبات المتكررة على مدار العام الماضي بتعيين أصحاب الشهادات العليا، ومكافحة الفساد والحد من البطالة وتوفير الخدمات الأساسية بإصلاح الوضع السياسي واحترام حقوق المواطنيين المدنيين، حكومة عادل عبد المهدي لتقديم استقالتها في ديسمبر/كانون الأول 2019.
بدورهم، ذكّر ناشطون الكاظمي بأن ثورة أصحاب الشهادات العليا كانت أحد أبرز الأسباب التي تسببت في إسقاط الحكومة العراقية السابقة، وطالبوه بأن يضع أمام عينه ما جرى لحكومة المهدي وكيف كان مصيرها، بعد أن اتبع نهج القمع والانتهاكات للمتظاهرين، متعهدين بالصمود ومواصلة حراكهم للدفاع عن حقهم في التعيين وإسقاط حكومة الكاظمي.
ورأت دكتورة التاريخ الحديث بجامعة ديالى، سلافة عابد، أن "التهميش المقصود وسياسة التهريب والقمع ولجم الأفواه في العراق باتت سنة يتخذها كل من يصل إلى السلطة".
بات التهميش المقصود وسياسة التهريب والقمع ولجم الافواه في العراق سنة يتخذها كل من يصل إلى السلطة ...#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات pic.twitter.com/8cqawQZAmU
— سلافه عابد (@MmkEMXXl7et5fCS) November 16, 2020
من جانبه، قال صالح الحديدي، مواطن حاصل على ماجستير تربية بدنية وعلوم الرياضة: "يبدو أن الكاظمي نسي أن حملة الشهادات العليا كانوا الشرارة الأولى للثورة التي أطاحت بعادل عبد المهدي واليوم يتم الاعتداء على حملة الشهادات العليا بهذا الشكل مع كل الأسف".
يبدو أن الكاظمي نسى أن حملة الشهادات العليا كانوا الشرارة الأولى للثورة التي أطاحت بعادل عبد المهدي واليوم يتم الاعتداء على حملة الشهادات العليا بهذا الشكل مع كل الاسف .#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات
— salih Alhadede (@SalihAlhadede) November 16, 2020
وتعهد عضو تجمع وطن لحملة الشهادات العليا، عمر كارم، بـ"عدم الصمت على الاعتداء عليهم من قبل ثلة الكاظمي الفاسد"، متوعدا بـ"وقفات مغايرة قريبا سنطيح بالكاظمي وكل الفاسدين".
لن نسكت على الأعتداء علينا من قبل ثلة الكاظمي الفاسد ستكون لنا وقفات مغايرة قريباً سنطيح بالكاظمي وكل الفاسدين#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات pic.twitter.com/VkgtfyU3t3
— Omar Kareem (@Omaralr74815427) November 16, 2020
من جانبها، أكدت صفاء الزيني، حاصلة على ماجستير شريعة وعلوم إسلامية، أن قمع قوات الكاظمي لهم خلق لديهم رد فعل قاطع لأي تسامح، قائلة: "لن نتراجع الآن فالقضية أصبحت قضية كرامة وهنا خطوط حمراء لن نتجاوزها".
#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات لأنه يعلم جيدا أن بناء الدولة مرهون بانصافهم، وهذا لا يروق للفاسدين أمثاله
— safaa.y.zainy (@zainy_y) November 17, 2020
قمعكم خلق لدينا رد فعل قاطع لاي تسامح ...لن نتراجع الان فالقضية اصبحت قضية كرامة و هنا خطوط حمراء لن نتجاوزها ✋✋✋#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات
أسباب القمع
رأى ناشطون أن من أسباب قمع النظام العراقي لحملة الشهادات هو يقينهم بأن أصحاب الكفاءات إذا وضعوا في مواقعهم الصحيحة فلن يبقى لأفراد النظام مكان ولا وزن، مؤكدين أن ما حدث هو مؤشر على سقوط البلاد وضياعها، ويحمل رسائل قمع وتحذير لباقي الشعب.
دعاء الزبيدي، حاصلة على ماجستير في العلوم الاقتصادية، قالت: "عندما يهان أهل العلم والمعرفة ويتولى المناصب في بلدك الفاسدون والأراذل والمنافقون، وعندما يحكم الجاهل العالم، وعندما يحكم الفاسد والرذيل، الأشراف والأخيار.. يبـدأ البلد بالضياع".
#عندما يهان أهل العلم والمعرفة ويتولى المناصب في بلدك الفاسدين والاراذل والمنافقين...#عندما يحكم الجاهل العالم , وعندما يحكم الفاسد والرذيل الأشراف والأخيار .....#يبـدأ البلد بالضياع.
— DOUAA AL-Zubaidi (@rLNWrEQ0tArzbXV) November 17, 2020
#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات
فيما رأى حيدر الحسيني الحاصل على دبلوم عال بالطب الباطني والوقائي البيطري، أن قمع الكفاءات والمهندسين رسالة من الحكومة للشعب ألا يطالب بحقوقه وعلى الشعب أن يقبل بالأمر الواقع، قائلا: "هيهات يا سفلة".
قمع الكفاءات والمهندسين رسالة من الحكومة للشعب ان لا تطالب بحقوقك وعلى الشعب ان يقبل بالأمر الواقع هيهات ياسفلة #الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات
— hayder hussein (@hayder7928) November 17, 2020
فيما قالت رشا رحيم، حاصلة على ماجستير تقنيات الإنتاج النباتي: إن "الكاظمي يأمر بقمع الكفاءات لأنه يعلم جيدا أن بناء الدولة مرهون بإنصافهم، وهذا لا يروق للفاسدين أمثاله".
#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات لأنه يعلم جيدا أن بناء الدولة مرهون بانصافهم، وهذا لا يروق للفاسدين أمثاله
— Rasha Raheem (@alasmar55242622) November 16, 2020
واعتبر حساب باسم "حورا عزاوي" أن "الاعتداءات المتكررة على حملة الشهادات العليا دليل على الاستهداف الممنهج لهذه الطاقات والاعتداء على علماء البلد".
الاعتداءات المتكررة على حملة الشهادات العليا هو دليل على الاستهداف الممنهج لهذه الطاقات
— Hawraa azawwi (@Hawraa12312) November 16, 2020
كلا للاعتداء على علماء البلد#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات pic.twitter.com/WQNgCsYm22
صمت الإعلام
واستنكر ناشطون تجاهل الإعلام وصمت الحقوقيين عن ما تعرض لها حملة الشهادات، وخاطبوا المنظمات الحقوقية لمساعدتهم في إيصال أصواتهم، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن قمع المتظاهرين.
وقال حساب باسم "محمد عبد الكريم": إن "صمت الجميع دلالة على حجم الماكينة الإعلامية التي أسقطت حكومة عبد المهدي"، مشيرا إلى أن "الكاظمي وحكومته المخجلة أدخلت البلد في أزمة وقيدت نفسها مع الطبقة السياسية الفاسدة".
صمت الجميع دلالة على حجم الماكنة الاعلامية التي اسقطت حكومة عبد المهدي
— ���� Mohammad abd alkareem (@Mohamme41084947) November 17, 2020
الكاظمي وحكومة النواشيط المخجلة والتي أدخلت البلد في ازمة وقيدت نفسها مع الطبقة السياسية الفاسدة#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات pic.twitter.com/MybAsmb2be
من جانبه، أكد مواطن يسمى "علي الشهيد" أن "قمع أصحاب الشهادات والمهندسين المطالبين بحقهم، أكبر جريمة وفعل جبان"، مخاطبا رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لمحاسبة المسؤول عنه.
قمع اصحاب الشهادات والمهندسين المطالبين بحقهم ... اكبر جريمة ويجب ان يحاسب المسؤول عن هذا الفعل الجبان ....@AlHaLboosii@MAKadhimi@salih_m_iraqi#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات
— Alialshahd (@Alialshahd) November 16, 2020
وقالت الأكاديمية السياسية ضحى مهند: إن "حملة الشهادات العليا يستغيثون بمنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لإنقاذهم من التهميش والإقصاء والظلم والإهانة".
#الكاظمي_يامر_بقمع_الكفاءات
— Duha Mohanad (@Duha_Mohanad1) November 16, 2020
حملة الشهادات العليا في تجمع وطن يستغيثون بمنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لأنقاذهم من التهميش والإقصاء والظلم والإهانة...@MAKadhimi @AlHaLboosii @HRCSaudi @UNarabic @UNICCairo @alsharqiyatv @DijlahTv pic.twitter.com/rVOsVeI6Eu