بعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركية.. هذه ردة فعل الاقتصاد الإيراني

12

طباعة

مشاركة

ألقت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بظلالها على الاقتصاد الإيراني الذي عانى الكثير لسنوات عديدة بسبب العقوبات الاقتصادية المتعددة، وسياسة الضغط لأقصى حد التي اتبعها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

ونشرت وكالة أنباء يورو نيوز- النسخة الفارسية مقالا حول تأثير نتيجة الانتخابات التي انتهت بإعلان وسائل الإعلام الأميركية فوز جو بايدن، متناولة الحديث عن رغبة الأخير في العودة إلى الاتفاق النووي بشروط.

انخفاض المعدل

أوصل البنك المركزي الإيراني المعدل الرسمي لعرض الدولار الأميركي إلى المستوى الأكثر انخفاضا خلال 69 يومًا مضت لدرجة وصول قيمة بيعه في سوق طهران الحر إلى أقل من خمسة وعشرين تومانا.

تزامن ذلك مع تشكل وجهات نظر العامة فيما يخص تأثير نتيجة الانتخابات الأميركية على تغيير سياسة الضغط لأقصى حد للحكومة المقبلة للولايات المتحدة في مواجهة الاقتصاد الإيراني.

وأضافت الوكالة: "في الوقت الذي زاد فيه المعدل الرسمي لعرض الدولار إلى  28930 تومانا بعد الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأميركية بيوم واحد وإعلان تفوق دونالد ترامب، انخفض المعدل يوم الأحد (8 نوفمبر/تشرين الثاني) إلى 22890 تومانا من قبل البنك المركزي الإيراني، بعد إعلان فوز جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي".

وتابعت يورو نيوز: "بالتزامن مع انخفاض معدل بيع الدولار في سوق طهران الحر ظهر الأحد إلى 24400 تومان؛ كانت القيمة الحرة لبيع الدولار أثناء المعاملات السابقة للثاني من سبتمبر/أيلول 2020 أعلى من هذا المستوى".

إذ وصل معدل بيع كل يورو في سوق طهران الحر إلى أقل من 30000 تومان حيث أعلن البنك المركزي الإيراني أن 2500 تومان أعلى من معدل 27000 تومان. 

بلا شك، رفع البنك المركزي الإيراني المعدل الرسمي لعرض الدولار 610 تومان وكذلك معدل عرض اليورو 750 تومانا وذلك خلال التبادلات بعد ظهر وعصر يوم الأحد (8 نوفمبر/تشرين الثاني)، وبعد هذه الخطوة عبر المعدل الحر للدولار حد الـ25 ألف تومان مرة أخرى، وارتفع كذلك سعر بيع كل يورو إلى 30 ألف تومان".

وذكرت الوكالة: "يعتبر الناشطون في سوق العملة الأجنبية بإيران أن توقع العامة فيما يتعلق بتقليل ضغط العقوبات الاقتصادية الأميركية على طهران هو السبب الرئيسي في هبوط معدل العملة الأجنبية خلال اليومين الماضيين".

كما نشر علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية مذكرة بعنوان "ساكن البيت الأبيض في يناير" ادعى من خلالها أن "سياسة الضغط لأقصى حد قد بلغت نهاية الطريق"، وذلك بالتزامن مع إعلان فوز جو بايدن.

الاتفاق النووي والأسواق

تأمل حكومة حسن روحاني في أن يؤدي تولي بايدن للرئاسة إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات المفروضة على إيران. 

ووعد بايدن بعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي أثناء حملته الانتخابية، لكنه أعلن عن وجوب توقف الأنشطة الصاروخية والتغلغل في المنطقة من قبل إيران كشرط للإقدام على هذه الخطوة؛ وهي نفس الشروط التي أكدت عليها الحكومة الأميركية الحالية مرارا وتكرارا.

بدوره، قال علي خامنئي، المرشد الإيراني الأعلى، بالتزامن مع انعقاد الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة: "لن يؤثر أي رئيس أميركي مهما كان على سياستنا، ورحيل وقدوم الأشخاص لن يؤثر عليها".

وبحسب يورو نيوز، يعتقد بعض المحللين أن الحكومة الإيرانية تسعى مع ذلك إلى خلق جو نفسي إيجابي في ظل الانتخابات الأميركية، حيث ينتظر الشعب انخفاض التضخم في الشهور الباقية من عمر الحكومة، ويقومون بتهيئة الظروف بالنسبة لعرض العملة الأجنبية من قبل الشعب.

وتوضح الوكالة أنه "على الرغم من عطلة الأسواق العالمية، فإن انخفاض سعر الدولار في السوق الإيراني تسبب في تراجع سعر جنيه الذهب إلى 12 مليون و500 ألف تومان في معاملات سوق طهران يوم الأحد، كما انخفض معدل جرام الذهب عيار 18 إلى مليون و142 ألف تومان".

وارتفعت قيمة أوقية الذهب إلى 1949 دولارا و80 سنتا حتى قبل عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق العالمية متأثرة بانخفاض معدل سعر الدولار في مقابل العملات الأجنبية ذات القيمة العالية.

بدوره، كتب الدكتور والكاتب الصحفي عماد آبشناس مقالا في وكالة أنباء سبوتنيك الروسية - النسخة الفارسية بعنوان "ردود الأفعال الجافة للأسواق الإيرانية على انتخاب جو بايدن". 

وذكر أنه كتب مقالا منذ ما يقل عن شهر مؤكدا فيه أنه توقع تغير الشروط التي تعمل على الانخفاض الشديد لأسعار العملات الأجنبية في الأسواق.

وتابع: "ليس من المنطقي ارتفاع قيمة العملات الأجنبية، الذهب وحتى البورصة، وكذلك انخفاضها بهذا الشكل السريع بالنسبة لكافة المعايير الاقتصادية".

وتناول الحديث عن العقوبات الاقتصادية في عهد دونالد ترامب، واصفا إياها بالمتكررة، وليس من المعلوم حتى الآن ماذا سيفعل بايدن بهذا الشأن. 

وأردف: "إن الدولار تخطى عتبة 30 ألف تومان من قبل، ولكنه عاد مرة أخرى إلى 22 ألف تومان"، ثم اختتم حديثه مؤكدا على وجوب ظهور فضاء جديد لارتفاع الأسعار مرة أخرى لكي يحدث توازن بين القيم الجديدة.