صحيفة تركية: من "باع القضية" في حزب الشعب الجمهوري؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "صباح" التركية مقالا للكاتب محمود أوور، تحدث فيه عن الاتهامات "بغير دليل" التي يطلقها زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، حيث وجه هذه المرة اتهامات استهدفت عدة أشخاص وليس شخصا واحدا فقط.

ونقل الكاتب عن كليتشدار أوغلو قوله: "هناك من يقوم من الذين شاركوا في التحالف (الأمة) في الماضي - يمكن أن يكون من حزب الشعب الجمهوري أو من حزب آخر - بتمويل أشخاص معينين داخل التحالف في محاولة لإنشاء حزب جديد مع من يعملون معهم".

كما قال في برنامج لقناة "قرار" قبل ثلاثة أيام: "هناك جهود من القصر تمول بعض الأشخاص لإنشاء حزب جديد بهدف حل تحالف الأمة. أعلم أنهم يقدمون عروضا لأشخاص معينين".

اتهامات مجردة

وأوضح الكاتب: بما أن كليتشدار أوغلو أجاب على سؤال: "هل تقصد محرم إنجه؟" بـ"ليس هو فقط"، كان يتبادر السؤال الثاني على الأذهان؛ إذن "هل تتحدث عن مصطفى ساريجول؟”. لكن ولأنه لا يسعى للوصول إلى الحقيقة، يواصل كليتشدار أوغلو إلقاء التهم المجردة بدلا من إعطاء إجابة واضحة. حسنا، لكن على من يلقي اللوم؟

وأضاف: على الرغم من الانقسامات والاختلافات العميقة الموجودة بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطي، لم يحاول أي أحد تأسيس حزب. لكن هناك من يحاول ذلك في حزب الشعب الجمهوري. وهكذا يبدو أن اللوم والاتهامات في الواقع موجه إليهم.

وأشار الكاتب إلى أن "أوزتورك يلماز، الذي تم طرده من حزب الشعب الجمهوري، أسس حزبا. كما بدأ محرم إنجه (حركة الوطن) ومن المرجح أنه سيؤسس حزبه الخاص. فيما ضغط مصطفى ساريغول على زر البداية، وسيقوم بتأسيس حزب (التغيير التركي) في القريب. أما يلماز أتيش الذي يرأس البايكاليين (نسبة إلى دينيز بايكال رئيس حزب الشعب الجمهوري سابقا) والوطنيين فإنه يتابع جهوده لإنشاء حزب. ولكن وبسبب المناقشات حول من سيكون قائد الحزب فإنه لا يستطيع التقدم خطوة إلى الامام".

وأردف: من المعروف أن كل هذه الأسماء خرجت أو طردت من الحزب بسبب الاختلاف السياسي الموجود داخل حزب الشعب الجمهوري، وبالتالي فهم يحاولون تأسيس حزب جديد ومنفصل. السؤال الذي يطرح نفسه: إذن، من أخذ الأموال وباع قضيته؟

سياسة عقيمة

ونوه الكاتب إلى أنه في الوقت الذي لم يشرح فيه كليتشدار أوغلو، فإن محرم إنجه على الفور، وقال: "أدعو كيليجدار أوغلو إلى تقديم الدليل على تصريحاته من خلال ذكر اسمي على أنه (ليس هو فقط)". ربما لأنه لا يوجد مثل هذا الاسم. وهكذا يكون الغرض من إلقاء مثل هذه الاتهامات هو خلق مثل هذا التصور.

وتابع الكاتب: كليتشدار أوغلو الذي لم يعد قادرا على إيقاف المعارضة الداخلية من خلال إنتاج سياسة جديدة، يختار تشويه سمعة المعارضة داخل الحزب. إن هذه الطريقة يستخدمها كيليجدار أوغلو دائما.

من جهته، قال الكاتب، حسين ديليرجه، في مقال نشرته صحيفة "ستار" التركية: إن محرم إنجه أدلى بتصريح، وقال غاضبا: "إنه يكذب عندما يعلق… يقول" القصر يريد إرباكنا وإثارة الفوضى بيننا". أنت من تربك نفسك فعليا. فأنت ما زلت تحتفظ بالرئيس الذي لا يستطيع أن يقول كلمة "أتاتورك" في موقعه.

وأردف: إذا كان القصر يمول، فيجب عليك أن تصرح باسم من يفعل ذلك، أنت مجبر على ذلك، فإذا لم يكن هناك مثل هذا الشخص، وكنت تكذب، فلا يمكن لشخص يجلس في مقعد أتاتورك أن يكذب. إنه يذكر "رجال القصر" للتغطية على معارضته الخرقاء.

وأكد أن هذه ليست المرة الأولى، فقد قال سابقا: "عضو حزب الشعب الجمهوري الذي يذهب إلى القصر". لقد رفعت دعوى قضائية ضد هذا الصحفي، بينما لم تستطع إدارة حزب الشعب الجمهوري رفع قضية بهذا الشأن؛ لأن هذه كذبة، وأوهام.. وأصل هذه الكذبة المركز العام لحزب الشعب الجمهوري".

وذكر أوور أنه فعل الشيء نفسه في السابق ضد الحكومة أيضا، لكن ما قاله عن شريط المؤامرة الذي كان سببا في وصوله إلى رئاسة حزب "الشعب الجمهوري" كان الأمر الأكثر لفتا للانتباه، فعندما سأله أردوغان ـ الذي كان رئيسا للوزراء في ذلك الوقت ـ "من أحضر لك هذا الشريط؟" بعد أن اتهمه كليتشدار أوغلو قائلا: "رأيتك وأنت تشاهد هذا الشريط" أجاب الجواب المرعب التالي: "لقد شاهدته بعدما أحضره رجال يلبسون أقنعة الثلج إلى المركز العام للحزب، ولم أر وجوههم".

كما فعل كيليجدار أوغلو شيئا مشابها بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز 2016. فقد اتهم عادل أوكسوز بأنه عميل لوكالة المخابرات الوطنية التركية (إن آي تي"، كما قال: إن "حزب العدالة والتنمية لديه 120-180 نائبا ينتمون إلى منظمة غولن الإرهابية، لكنه لم يثبت أيا من هذه التهم"، وفقا للكاتب.

تمرد داخلي

واستطرد الكاتب التركي قائلا: لقد تبع هذا الكثير من الادعاءات والاتهامات لكنه لم يدعم أيا منها بدليل. تماما مثل قوله عن محرم إنجه: إنه "عضو حزب الشعب الجمهوري الذي ذهب إلى القصر".

وتابع: من الملفت للاهتمام أن كليتشدار أوغلو يطلق مثل هذه الاتهامات تجاه الجهات السياسية داخل حزب الشعب الجمهوري مؤخرا. إن هذا يدل على أنه عالق في الحزب، إذ إن أعضاء الحزب رفعوا راية التمرد فضلا عن أولئك الذين تركوا الحزب، أو تم طردهم خارج الحزب.

كما لفت إلى أن عدد الذين يقولون إن أصوات "حزب الشعب الجمهوري" قد انخفضت إلى 17 في المئة، وأن الحزب يخسر أعضاءه باستمرار ليسوا بالقليل. هذا نوع جديد بالفعل من السياسيين الذي يقوض القيم. فهو يستطيع أن يقول اليوم عن الأشخاص الذين كان معهم بالأمس كرفقاء سياسيين بأنهم باعوا قضيتهم "مقابل المال" دون تردد.

ويختم الكاتب، متسائلا: هل من الصدفة أن كليتشدار أوغلو من يخسر الأصوات والأعضاء وليس خصمه حزب العدالة والتنمية، الذي يتولى السلطة منذ 18 عاما، ويعاني من حصار عميق منذ 7 سنوات، ويصارع القوى العالمية الممتدة من سوريا إلى ليبيا، ويتعامل مع آفة كورونا التي هزت العالم؟ وهل تظنون أنه من الأخلاقي شرح ما يحدث في حزب الشعب الجمهوري "بالأموال الداعمة من الخارج؟".