الصراع بين الصين وأميركا على "تقنية 5G".. كيف تعمقه مصر؟

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة صينية: إن المسؤولين الأميركيين يضغطون على مصر بهدف تجنب التعاون مع بكين، فيما يتعلق بتكنولوجيا الجيل الخامس، مما يضع القاهرة في وضع حرج، حيث تحاول موازنة العلاقات الخارجية مع كلتا القوتين العظيمتين.

وأكدت صحيفة Asia Times أن كل ذلك بدأ عندما عقد وكيل وزارة الخارجية الأميركية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، كيث كراش، مؤتمرا صحفيا في سفارة واشنطن بالقاهرة. 

وكرر كراش التحليل الاستخباراتي لتحالف العيون الخمسة الذي تقوده الولايات المتحدة، في إنذار شديد اللهجة للقاهرة من مغبة استخدام الشركات الصينية لإطلاق شبكات 5G.

وهذا التحالف الذي يضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة وأميركا، يجري محادثات باستمرار حول التهديدات الإلكترونية المختلفة كالتجسس لأغراض سياسية.

وقال كراش: "إن السماء ستسقط بالفعل"، إذا تجرأت مصر على استخدام التكنولوجيا الصينية. وأضاف: "أنها (الشركات الصينية) تقدم أسعارا رخيصة، ولكن على المدى الطويل، ستكون التكلفة باهظة لأن الأمر يتعلق بحماية البيانات" .

دعوة للمقاطعة

ودعا كراش الشركات المصرية إلى مقاطعة نظيرتها الصينية، قائلا: إن "هذه الشركات هي أدوات تستخدمها حكومة بكين لسرقة معلومات العملاء وتوظيفها لصالح خدمات الأمن الصيني".

كما دعا المسؤول الأميركي الشركات المصرية للانضمام إلى "شبكة نظيفة" تحمي بياناتهم بدلا من ذلك. ووفقا لكراش، فإن هذه الشبكة عبارة عن تحالف من الدول الملتزمة بتأمين معلوماتها من "الجهات الخبيثة"، بما في ذلك الحزب الشيوعي الصيني.

وأوضح أن ما يسمى بـ "تحالف الشبكة النظيفة" يضم أكثر من 40 دولة حول العالم ونحو 60 شركة من عمالقة الاتصالات والتكنولوجيا للحصول بشكل آمن على خدمات الجيل 5G.

لكن الصحيفة الصينية تؤكد أن "لا تحالف العيون الخمسة أو كراش قدما دليلا يدعم هذه المزاعم التي تتعلق بالتهديد الأمني، في الوقت الذي نفت فيه هواوي بشدة التصريحات التي تتحدث عن استغلالها لبيانات العملاء".

يضيف التقرير أن تحالف العيون الخمسة، هي المجموعة نفسها التي تتجسس بانتظام على جميع الاتصالات في العالم.

وبعد أيام، رد سفير الصين في القاهرة، لياو لي تشيانغ، متهما الولايات المتحدة بإنشاء منصات تجسس وقمع الشركاء الصينيين الراغبين في إدخال تقنية 5G. 

وقال: إن ما يدعو إليه الجانب الأميركي تحت اسم "شبكة نظيفة" يمكن أن يطلق عليه بأمان "شبكة قذرة أو احتكارية أو تنصت أو شبكة أيديولوجية".

وأضاف: "من أجل منع الشركات الصينية من تحقيق ميزة رائدة في مجال 5G، لجأ السياسيون الأميركيون إلى كل الوسائل الممكنة لقمع مثل هذه الشركات".

وتابع: "التعاون الصيني المصري شأن خاص بين البلدين ولا يتطلب أي تدخل أميركي".

أهمية مصر

وفي سياق هذا الصراع، التقى مايكل لي، كبير مهندسي خدمات عملاء تكنولوجيا المعلومات في هواوي، في 3 سبتمبر/أيلول 2020 بوزير الكهرباء المصري محمد شاكر لمناقشة سبل التحول التدريجي إلى نظام شبكة الكهرباء الذكية.

وفي 8 يوليو/تموز، قال السفير الصيني في القاهرة: إن المساعدات الصينية لمصر تجاوزت 100 مليون جنيه مصري (6.3 مليون دولار أميركي). وأكد أن حكومة بكين ستقدم دفعة أخرى من المساعدات للنساء والأطفال في مصر من أجل مكافحة فيروس كورونا.

قال تيم زو، الرئيس التنفيذي لقطاع الشبكات في هواوي مصر، في 11 مايو/أيار: إن نشر تقنية اتصالات 5G سيسهم في دعم الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم حاليا.

وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول، قال لي خلال ندوة نظمتها هواوي لمناقشة التحول الرقمي في العالم: "تعتبر أعمال الشركة في مصر محورا رئيسيا لخطط الأعمال المستقبلية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وتتمتع هواوي بحضور قوي في مصر حيث تمتلك مركز خدمات خاص بشمال إفريقيا في القاهرة.

في هذا السياق قال باسانت فهمي، الخبير الاقتصادي وعضو لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان المصري: إن "الصراع بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم (الولايات المتحدة والصين) حول تطوير شبكات 5G ليس وليد اللحظة، حيث حظرت واشنطن شركة Huawei في الولايات المتحدة، هناك حرب معلنة بين الجانبين".

وأضاف: "يحاول الجانبان كسب السوق المصرية نظرا لموقعها الفريد كبوابة للاستثمار في إفريقيا والشرق الأوسط".

وفي محاولة للحد من توسع التكنولوجيا الصينية في جميع أنحاء العالم، أعلنت إدارة دونالد ترامب في 19 مايو/أيار 2019 إدراج هواوي و70 من الشركات التابعة لها في "قائمة الكيانات".

وتضم هذه القائمة الشركات التي سيتم منعها من شراء قطع غيار أو مكونات من الشركات الأميركية دون الحصول على موافقة من واشنطن.

ويتوقع الخبير المصري باسانت فهمي، أن توازن مصر في علاقاتها بين البلدين في محاولة للحفاظ على مصالحها. 

وتتمتع مصر بعلاقة جيدة مع الولايات المتحدة خاصة في عهد عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب. وفي غضون ذلك، تمتلك الصين استثمارات ضخمة (في مصر) زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، حيث تستثمر بكين في العاصمة الإدارية من بين مجالات أخرى.

وفي 2020، سجل حجم الاستثمار الصيني المباشر مع مصر ارتفاعا بنسبة 34.6٪ مقارنة بالعام 2019 ليصل إلى 71.7 مليون دولار.