القمة العربية بتونس.. لماذا غادر أمير قطر مبكرا؟

الاستقلال - قسم الترجمة | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

أظهرت وسائل إعلام ناطقة بالفرنسية أسباب مغادرة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني القمة العربية التي استضافتها تونس الأحد الماضي وتوجهه مباشرة إلى مطار قرطاج بعد ساعات قليلة من وصوله.

وغادر أمير قطر مدينة تونس بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين، وكان في وداعه لدى مغادرته مطار قرطاج الدولي، مستشار رئيس الجمهورية، الحبيب الصيد.

احتجاج أم مصادفة

ونقلت الإذاعة عن مصادر قالت إنها مطلعة، أن موعد رحيل أمير قطر تم تحديده منذ تأكيد مشاركة بلاده في أعمال القمة، ووفقا للبرنامج، كان من المقرر أن يغادر القمة بعد خطاب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وأشارت مصادر أخرى للإذاعة، إلى أن أمير قطر غادر القمة بعد كلمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، التي تحدث فيها عن "الدعم المزعوم لإرهاب إيران، والسياسات العدوانية للنظام الإيراني، وقال إنها تمثل انتهاكًا خطيرًا للقوانين الدولية داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته ومواجهة طهران"، بحسب التقرير.

وأفادت صحيفة "التلجرام" الفرنسية، أن مصادر إعلامية ذكرت أن تميم خرج من القمة احتجاجا على انتقاد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تدخلات تركيا وإيران في شؤون المنطقة.

وقال أبو الغيط خلال كلمته "لا نقبل أن تكون لدول إقليمية بؤر في منطقتنا العربية، تدخلات إيران وتركيا فاقمت وأطالت الأزمات في العالم العربي".

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم مغادرة تميم للجلسة الافتتاحية للقمة العربية بتونس العاصمة، بشكل مفاجئ دون إلقاء كلمة، أثارت تساؤلات كثيرة حول ملابساتها وأسبابها، ومع ذلك، واصل الوفد القطري مشاركته في أعمال القمة.

المرة الأولى بعد الأزمة

وأشارت "التلجرام"، إلى أن القمة الثلاثين هي الأولى التي جمعت أمير قطر بالعاهل السعودي منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو/ حزيران 2017، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر وفرضت عليها حصارا بريا وجويا.

وأوضح التقرير أن الرياض وحلفائها يتهمون الدوحة بالقرب من إيران، القوة الإقليمية الشيعية المنافسة للسعودية، ودعم الجماعات المتطرفة، وهو ما تنفيه الدوحة.

وفي ظل استمرار الصراع الدبلوماسي منذ عام 2017، لم يحضر أمير قطر القمة العربية التاسعة والعشرين، التي عقدت في المملكة العربية السعودية العام الماضي.

وتابع التقرير، في ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، دُعي أمير قطر لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، لكنه لم يحضر؛ فيما حضر قمة مجلس التعاون الخليجي السابقة في 2017 بالكويت، التي تغيب عنها الملك السعودي لم يحضر الاجتماع.

وفيما لم يصدر أي تفسير من قطر بشأن المغادرة، قال التقرير إن "الأمير تميم بعث ببرقية إلى الرئيس الباجي قايد السبسي أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به والوفد المرافق من حفاوة وتكريم خلال وجودهم في تونس للمشاركة في اجتماعات القمة العربية".

وتطلع حاكم قطر، بحسب المصدر نفسه، إلى أن "تسهم نتائج القمة في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل خير ومصلحة الشعوب العربية، متمنيا له الصحة والعافية، وللشعب التونسي المزيد من التقدم والازدهار".

لم تحقق هدفها

ورأت الصحيفة أن قادة الدول العربية، الذين اجتمعوا في تونس العاصمة، نحّوا خلافاتهم جانبا لإدانة اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على جزء من هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها إليها في 1981.

وفي افتتاح الاجتماع، قال الملك سلمان إن بلاده ترفض "كليا" أي إجراء يؤثر على السيادة السورية على الجولان، بحسب "موزاييك".

وذكر التقرير أن ترامب اعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بعد اعترافه بالقدس كعاصمة إسرائيلية في ديسمبر/ كانون الأول 2017، وهو قرار تمت إدانته في العالم العربي بواسطة غالبية المجتمع الدولي.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية، أنه رغم موقف القمة عن الجولان إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المتمثل في الوحدة.

وأشار التقرير إلى أن خطابات رؤساء الدول تزامنت مع تجمع العشرات من الناشطين من عدة دول عربية في مقر الاتحاد الوطني للصحفيين التونسي للدفاع عن الحقوق والحريات، بينما تظاهر مئات آخرون في تونس ضد القمة.

ولفت إلى حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان من غير المتوقع، حيث وصل قبل ساعة من بدء الاجتماع. كما أن الرئيسان الجزائري والسوداني عبد العزيز بوتفليقة وعمر حسن البشير، اللذان يواجهان احتجاجات واسعة في بلديهما، كانوا غائبين، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس النظام السوري بشار الأسد الذي تم تعليق عضوية بلاده بجامعة الدول العربية بعد بداية الحرب الأهلية عام 2011.

القمة المضادة

وخلال "القمة المضادة" للمجتمع المدني، التي أعيد بثها على القناة الثانية للتلفزيون الوطني، دعا نشطاء حقوق الإنسان التونسيون، وكذلك المصريون والسعوديون والمغاربة، قادتهم إلى الكفاح ضد الفساد، بحسب الصحيفة الفرنسية.

ونقلت "التلجرام" قول رئيس نقابة الصحفيين التونسيين، ناجي البغوري "هدفنا هو تحريك المياه الراكدة في الدول العربية، مضيفا "يجب أن ندعو المجتمع المدني إلى أن يصبح أداة ضغط حقيقي على هذه الأنظمة".

وأشار التقرير إلى أن مئات المتظاهرين تجمعوا في شارع بورقيبة -الشريان الرئيسي لتونس- بدعوة من مختلف الحركات اليسارية والقومية، فيما انتشر رجال الشرطة ومكافحة الشغب لمنعهم من الوصول إلى مركز المؤتمرات، حيث عقدت القمة.