"أخطبوط الاقتصاد".. دعوات شعبية لمقاطعة منتجات الجيش المصري

12

طباعة

مشاركة

بعد نجاح الحملات الشعبية لمقاطعة المنتجات الفرنسية، ودفعها الرئيس إيمانويل ماكرون لمحاولة تخفيف حدة تصريحاته المسيئة للرسول محمد ﷺ، أطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل، لمقاطعة منتجات الجيش المصري، منددين بتغوله وسيطرته الكاملة على الصناعات المدنية.

وطالب رواد "تويتر" عبر مشاركتهم في وسم #العسكر_خربها_قاطع_منتجاته، الجيش بالتفرغ لحماية الحدود وصناعة الأسلحة والذخائر، وكف يده عن القطاع الخاص وإفساح المجال أمام أصحاب الشركات والمصانع والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

واتهم ناشطون العسكر بالاستيلاء على اقتصاد مصر وتخريبه والتسبب في بطالة الشباب وركود الأسواق، مشيرين إلى أن الجيش تحول من إدارة المعارك إلى إدارة المصانع والمزارع، ووضع يده على المشاريع المدنية بالقرصنة، واحتكر السلع الأساسية ومنعها عن الشعب.

وأكدوا أن نجاح حملة مقاطعة منتجات الجيش يعد ضربة قوية في رأس النظام الذي يقوده قائد الانقلاب العسكري الجنرال عبد الفتاح السيسي، مهددين بتصعيد المقاطعة إلى أن تصل إلى عصيان مدني يلزم الجيش بالعودة إلى ثكناته العسكرية، ودوره في حماية البلاد.

وبحسب معهد "كارنيجي" للشرق الأوسط، فإن إمبراطورية الجيش الاقتصادية زادت في عهد السيسي، وأصبح يعمل في تجارة الألبان والأدوية ووسائل النقل، ويشرف على نحو 2300 مشروع، يعمل بها 5 ملايين موظف مدني، في مجال الصناعات الثقيلة والمتخصصة، وقطاعات الزراعة، والمزارع السمكية، والمحاجر والمناجم، والمقاولات، والبنية التحتية وغيرها من المشروعات العملاقة في الدولة.

وتُنفذ المؤسسة العسكرية مشاريع بنى تحتية كبرى، وتُنتج سلعا استهلاكية تتراوح من المواد الغذائية إلى الأدوات المنزلية، وتصنع كيماويات صناعية وأجهزة نقل، وتستورد سلعا أساسية للأسواق المدنية، وتمتد إلى قطاعات جديدة بالغة التنوع كالتنقيب عن الذهب، وإنتاج الصلب، وإدارة الأوقاف الدينية والحج.

ويستفيد آلاف الضباط الكبار المتقاعدين من النفوذ السياسي الكاسح للمؤسسة العسكرية لاحتلال مناصب عليا في كل أرجاء الجهاز المدني للدولة وشركات القطاع العام، مُكملين بذلك دائرة الاقتصاد العسكري الرسمي، وينتفعون من ذلك في الوقت ذاته.

تشتيت الجيش

وأشار ناشطون إلى أن كل دول العالم تصرف على المؤسسة العسكرية وتسلح جيشها بأحدث الأسلحة لحماية حدود بلادها والتصدي إلى أي محاولة اعتداء خارجي، أما الجيش المصري فيشتت جهود أفراده ويشغلهم في مشاريع مدنية، ويستغل المجندين، إضافة إلى ذلك فإن الجيش معفي من الضرائب.

وتساءل أحد المغردين: "هو ينفع أكون قائد عسكري متخصص في معارك المشاة وأصنع حلل ومعالق ولا ينفع تكون متخصص فى الصاعقة وتوافق تكون مدير في قاعات الأفراح. طب ينفع تكون مقدم قد الدنيا وتبقى قائد خط مكرونة وإلا جمبري؟"، ساخرا بالقول: "يافرحة أمك بيك والنجوم اللي على كتفك طب ينفع تصنع كحك".

وأكد ناشط آخر أن "الجيش مكانه الطبيعي الحدود والثكنات مش المقاولات والمعامل والمصانع وأحواض تربية السمك"، مضيفا: "قائد خط جمبري عمره ما هيكسب معركة في حرب ولا العسكري بياع الكوسة والباذنجان هيعرف يقف قصاد العدو ساعة!!!".

وقالت ابتسام فاروق: "ما فيه حاجة إلا ودخلتم فيها من مزارع سمكية لخضار لتربية دواجن ومواشي وأراضي وفنادق وكل حاجة.."، مستطردة: "أنا بقيت خايفة أفتح الحنفية الاقيكم بتنزلوا منها بقيتم أخطبوط كفاية بقى".

ابتزاز المجندين

وندد ناشطون بابتزاز قيادت الجيش للمجندين وتكليفهم ببيع الخضار والفاكهة بدلا من تدريبهم وإعدادهم لحماية البلاد وحدودها، فقد نشر أحد المغردين صورا لمجندين يفترشون الأرض ويضعون أمامهم أقفاص الخضار ليبيعونها، معقبا: "ها هم عبيد الجنرالات ها هم عبيد السلطة خدم اليهودي وعصابته.. يعني أنت تودي ولدك الجيش ليكون كدة ياما يرجع لك في تابوت".

وأضاف: "هذا ليس بجيش مصر دول خدامين الكلاب واليهود. بالله عليكم يرضيكم كدة؟.. حرام عليكم يا شعب مصر ترضوا بالذل والإهانة والاستعباد وأنتم أصحاب بلد".

ونشر ناشط آخر الصورة ذاتها، وتهكم قائلا: "الطماطم دي مفعصة، أنت بتغش يا عسكري، ناديلي قائد خط الطماطم بتاعك".

وسخر مدون آخر في تغريدة على "تويتر" قال فيها: "لازم على جميع المواطنين أن يشكر الجيش على موهبته في بيع الخيار والفلفل والكوسة".

نشر آخر صورة للسيسي أثناء افتتاحه قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية بقاعدة محمد نجيب العسكرية، وتهكم قائلا: "الفلفل طويل المدى والباذنجان العنقودي وبطيخ طاخ طوخ.. أسلحة دي ولا مش أسلحة يا متعلمين".

دوافع المقاطعة

وعدد ناشطون أسباب مشاركتهم في حملة مقاطعة منتجات الجيش، إذ رأى الناشط المختار المصري أن "العسكر مثلهم مثل الصهاينة معاملتم حرام وموالاتهم حرام، وكل من يأتي من طرفهم ملوث بالدماء والمال الحرام"، حسب تعبيره.

ودعا مغرد آخر في تغريدة على "تويتر" إلى ضرورة مقاطعة بضائع الجيش المنصري، قائلا: "قاطعها علشان انتصار متعملش قصور بفلوسك"، في إشارة إلى زوجة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وعلى نحو مماثل، كتب ناشط آخر: "لو كانت فلوس الإنتاج العسكري بتروح للشعب كان دعمناها بس هي بتروح لانتصار علشان تبني فيها قصور وبيوزعوها للواءات و الضباط و الشعب ليه ربنا".

وغرد الناشط أبو علي، على حسابه في "تويتر" قائلا: "من أجل جيش محترم قاطع منتجات العسكر".

وقال المدون سعيد: "قبل ما تروح تشتري منهم وتسترخص ماتنساش إن هما كمان بيسترخصوك ".

وحثت الناشطة إيمان في تغريدة لها على المقاطعة، قائلة: "متشتريش ...متتعملش مع منتجات الجيش".

انتهاكات العسكر

وذكّر ناشطون بتجاوزت الجيش بحق الشعب، واتهموهم بخيانة البلاد وبيع الوطن والتفريط في الأرض، إذ قال الناشط عودة: إن "الجيش اللي يرفع سلاح على شعبه يبقى جيش جبان ورخيص ولا يمثلنا، وعلشان كده بنقول عليه عسكر".

وأضاف عودة: "العسكر أفسد كل شيء جميل في مصر من اقتصاد وسياسة ورياضة، ده غير أنه قسم الشعب وخلق الفتن ما بينهم وصنع الإرهاب.. إيه فاضل تاني العسكر لسه معملهوش لخراب مصر".

وكتبت إحدى المغردات: "ده عسكر وده صهيوني باعوا سينا بتراب الفلوس.. تاركين الحدود للعميل الصهيوني، اقلع بدلتك العسكرية والبس بدلها تحجيبة وجلابية واقعد بيع، وفي نفسك كمان يا أبو شنب وبدلة عسكرية".