"وضع متأزم".. هل تؤثر نتيجة انتخابات أميركا على العلاقة مع تركيا؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقالا للكاتب شهاب قاوجي أوغلو، سلط فيه الضوء على الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشيرا إلى أن المتنافسين فيها هم القادة الأكثر تقدما بالسن والأكثر تعقيدا، والأقل حماسة، والأضعف شخصية بالبلاد في السنوات الأخيرة.

وقال الكاتب التركي: "إذا نظرنا فقط إلى الرؤساء المنتخبين بعد المرشح الديمقراطي بيل كلينتون، والذي كان آخر رئيس لأميركا في القرن العشرين، لم تجد الولايات المتحدة مرشحا كما تأمل لا بين الديمقراطيين ولا بين الجمهوريين بعد جورج دبليو بوش المرشح الجمهوري، وبعد باراك أوباما ذي الشخصية الكاريزمية، والذي كان فوزه بمثابة انقلاب بسبب كونه أسود.

وضع متأزم

على الرغم من حصول ترامب على أصوات أقل من هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، فقد جرى انتخابه كأكثر رئيس للولايات المتحدة تقدما في السن، وفقا لطريقة اللجنة الانتخابية الأميركية. ولسوء الحظ، يبدو أن الشعب الأميركي ـ الذي أصيب بخيبة أمل كبيرة بعد هذه الانتخابات ـ والذي لم يتمكن من العثور على مرشحين كما أمل في الفترة الجديدة، سيكون مضطرا للقبول بحكم ترامب في هذه الفترة أيضا، حسب الكاتب.

ولفت الكاتب إلى أن الانتخابات في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، ستجري في ظل وباء فيروس كورونا. لقد شُخص نحو 9 ملايين فرد بـ"كوفيد 19" في الولايات المتحدة الأميركية والتي تملك أكبر عدد من حالات الإصابة والوفيات في العالم. فقد توفي نحو 230 ألف شخص بسبب هذا الوباء.

وتابع: لقد تبين أن 12 مليون شخص فقدوا وظائفهم في الولايات المتحدة خلال فترة الوباء بينما يعيش 8 ملايين شخص على خط الفقر. كما أن هناك الملايين من الناس ـ أغلبهم من النساء والزنوج ـ يتضورون جوعا. ويذكر أيضا أن واحدة من كل ست شركات قد أغلقت أبوابها خلال هذه الفترة في أميركا.

من ناحية، أخرى أصبحت حزمة التحفيز المالي، والتي كان من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ للتخفيف من آثار وباء فيروس كورونا على الاقتصاد في الولايات المتحدة، أكثر صعوبة في الفترة قبل الانتخابات. حيث يمكننا أن نقول: إن اهتمام جميع أقسام المجتمع قد أصبح مركزا على الانتخابات، وفقا للكاتب.

علاقات متنامية

ورأى قاوجي أوغلو أن هناك اعتقادا سائدا أنه سيكون من الأفضل لتركيا أن يفوز ترامب في الانتخابات الأميركية، بناء على ما قاله بايدن عن الرئيس رجب طيب أردوغان، ومع أنه يذكر في تصريحاته أنه يريد إعادة تقوية العلاقات مع الحلفاء والمنظمات الدولية التي تدهورت في عهد ترامب.

وبناء على ذلك يقول الكاتب: لذا يجب أن نفكر الآن بوضع تركيا، ليس في سياق كونها قوة رئيسية في المنطقة فحسب، ولكن كحليف مهم في الناتو أيضا بالنسبة لأميركا.

واستطرد، قائلا: إضافة إلى ذلك، يمكننا أن نرى أن العلاقات التجارية بين البلدين قد زاد حجمها بشكل كبير في السنوات الأخيرة. فقد ارتفع حجم التجارة الثنائية بين البلدين والذي بلغ 6.4 مليار دولار عام 2002، إلى 21.1 مليار دولار عام 2019. كما ارتفع حجم تجارتنا في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020 ـ على الرغم من الوباء ـ بنحو 3.5 بالمئة على أساس سنوي وبلغ 13.96 مليار دولار.

وذكر الكاتب التركي أن هناك ما يقرب من ألفي شركة أميركية في تركيا اليوم تعمل وتجري نشاطاتها بإجمالي استثمارات تساوي 12.8 مليار دولار. كما أن الاستثمار الأجنبي المباشر لتركيا، في الولايات المتحدة تساوي ما يقارب من 6.8 مليار دولار وهذا الرقم في ازدياد كل يوم.

مصالح متبادلة

على صعيد آخر، اتفق الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب على وجود الحاجة إلى تعاون أقوى في جميع المجالات، وخاصة في التجارة في العام الماضي. وفي هذا السياق، جرى تحديد حجم تجارة هدفه الوصول إلى 100 مليار دولار في العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين. وفقا للكاتب.

وأشار قاوجي أوغلو إلى أن "المشاكل والأزمات سياسية أكثر منها في العلاقات التجارية. وبصورة خاصة، فإنه من الواضح جدا أن محاولة الانقلاب الخائنة في 15 تموز التي مرت بها تركيا في عهد أوباما كانت بدعم من الولايات المتحدة".

وأردف: "عدم تسليم الولايات المتحدة لزعيم محاولة الانقلاب فتح الله غولن والذي ما زال يعيش في أميركا والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى منظمة (قسد) الإرهابية في سوريا، يأتي على رأس المشاكل والأزمات الرئيسية بين البلدين".

وفي المقابل، تنزعج أميركا من شراء تركيا واختبارها لأنظمة "إس 400"، وتنزعج من مواقف تركيا في قضايا شرق البحر الأبيض والقوقاز ما يشكل مشكلة أخرى بين البلدين، برأي الكاتب.

لكن وعلى الرغم من كل ما سبق، يضيف الكاتب، فإنه كون تركيا حليفة قوية وفاعلة في الناتو، ووجودها في سوريا وليبيا ضد روسيا، سيجبر ذلك الولايات المتحدة الأميركية على العمل مع تركيا في هذه المنطقة.

واختتم قاوجي أوغلو، قائلا: "عندما ننظر في هذه القضايا بشكل كامل ونقيمها معا، فإننا نرى أن كلا الجانبين مضطر للعمل مع الآخر على الرغم من المشاكل القائمة بينهما، من أجل مصالحهما الخاصة وهذا بغض النظر عمن سيفوز في هذه الانتخابات. لهذا، سيستمر كلا الجانبين في الإصرار على مطالبهما. لكن هذا الوضع لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا".