Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

“وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.. هكذا وصف ناشطون تطبيع السودان

منذ 2020/10/24 18:10:00 | هاشتاغ
"المرحلة الانتقالية ليست مفوضة لمثل هذه القرارات والرأي رأي الشعب"
حجم الخط

أثار إعلان البيت الأبيض تطبيع السودان والكيان الإسرائيلي علاقاتهما الدبلوماسية بإشراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غضب ناشطين على تويتر، دفعهم للتبرؤ من سياسات الحكومة الانتقالية وإعلان تضامنهم الكامل مع القضية الفلسطينية. 

وشددوا عبر مشاركتهم في وسوم مختلفة أبرزها "#سودانيون_ضد_التطبيع"، "#السودان_والتطبيع"، رفضهم أي قرار لتطبيع علاقات السودان مع إسرائيل، متداولين مقاطع فيديو للسودانيين يحرقون علم الاحتلال.

واستنكر ناشطون ابتزاز الشعب السوداني طوال الفترة الماضية وخلق الأزمات الاقتصادية والتضييق عليه بموافقة الحكومة الانتقالية، لإجباره على القبول بالتطبيع، منددين بإرسال الإمارات ثمن "الخيانة" للسودان من شحنات قمح ووقود.

الاتفاق المعلن في 23 أكتوبر/تشرين الأول، تضمن عددا من الالتزامات والتعهدات أبرزها، تطبيع العلاقات، وإنهاء حالة العداء بين البلدين، وبدء العلاقات الاقتصادية والتجارية، مع التركيز مبدئيا على الزراعة.

ويتضمن أيضا اجتماع الوفود في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقيات التعاون في تلك المجالات وفي مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة، وغيرها من المجالات لصالح الشعبين.

كما اتفقت أميركا وإسرائيل على الشراكة مع السودان في بدايته الجديدة، وضمان اندماجه بالكامل في المجتمع الدولي، وستتخذ واشنطن خطوات لاستعادة الحصانة السيادية للخرطوم، وإشراك شركائها الدوليين لتقليل أعباء ديونها.

مصالح الحكام

وشدد ناشطون على أن تطبيع السودان مع إسرائيل مكسب للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والعسكر في السودان فقط.

وأشاروا إلى أن المصالح هي المحرك لسياسة الغرب وأن الرئيس الأميركي يستخدم ورقة التطبيع للتربح الانتخابي قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

ولاحظ الدكتور عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بالكويت، تكرار السيناريو نفسه في صفقات التطبيع الثلاثة التي تمت بإشراف ترامب، "احتكار وإعلان ترامب التوصل لصفقة التطبيع حصريا، يجمع فريقه في البيت الأبيض بعدما يتصل هاتفيا مع قادة الدول العربية المطبعة، الإمارات، البحرين، السودان، ليتكسب انتخابيا، ويدعوهم لتوقيع الاتفاق في البيت الأبيض!. 

ورأى عروة عبد المنعم أن من السخرية أن رفع السودان من قائمة الإرهاب المزعوم يتم بعد اتفاقنا مع دولة راعية للإرهاب، قائلا: "تم استعمالنا كدعاية انتخابية والحكومة وقعت في الفخ وسينتهي الدعم بانتهاء الغرض منه وهو فوز ترامب..".

وأضاف: أن "المرحلة الانتقالية ليست مفوضة لمثل هذه القرارات والرأي رأي الشعب"، مستطردا: "المكون العسكري فاز".

وتأسف وائل على أن ترامب لو فاز في الانتخابات سيكون بنسبة كبيرة بسبب السودانيين، ساخرا: "الحكومة تقعد الأربعة سنوات الجاية كل يوم ترسل ليه زول البيت الأبيض يقول ليه: (نحنا أهل العوض الطبّع عشانكم)".

وسأل أحمد علي الحكومة الانتقالية السودانية ومعها حكومات الإمارات والبحرين والذين سوف يلونهم قائلا: "هل تعلمون أيها الحمقى أنكم مجرد بيادق استعملتم في هذه الفترة وقبل أسبوعين من الانتخابات الأميركية لتعزيز صورة ترامب، وسترمون كورق التواليت بعدها؟"، وفق وصفه.

دور الإمارات

واتهم ناشطون الإمارات بالتخطيط لتطبيع السودان مع الاحتلال في السر ودفعها القيادة الجديدة التي جاءت بعد إسقاط الرئيس السابق عمر البشير للانضمام لحلف المطبعين بإغرائها بأن ذلك سيخلصها من العقوبات ويرفع السودان من قائمة الإرهاب.

وحذر المفكر العربي الدكتور تاج السر عثمان، من أن السودان لن يجني شيئا من التطبيع إلا ما جناه جنوبه من بؤس وصراعات، لافتا إلى أن الإمارات بائعة هوى التطبيع وحدها من تنتظر جني الصفقة لتثبت لأخدانها قدرتها على جلب المزيد من أشباهها إلى ذات المسار.

وأوضح الدكتور حاكم المطيري رئيس حزب الأمة الكويتي، أن التطبيع بين السودان والمحتل الصهيوني لم يحدث فجأة بل جاء نتيحة عقد قران بواسطة الإمارات منذ 2016 بين نظام البشير وحكومة نتن ياهو الذي وعد بزيارة السودان بعد زيارة عمان.

وأشار الدكتور عبد الحكيم وادي المتخصص في القانون الدولي العام والعلوم السياسية، إلى أن البرهان يخضع لأوامر ما أسماه شيطان العرب (محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي) وتعليمات ترامب، ويصعد بالسودان لقطار التطبيع، مؤكدا أن المشكلة في الحكام وليس الشعوب.

وقال عيسى السليطي: "نجح شيطان العرب من خلال استغلال مكانة السعودية في تفتيت العرب وتشتيتهم أكثر مما كانوا عليه، والنتيجة هرولة دول عربية للتطبيع مع الصهاينة مثل البحرين والسودان بعد أن شعروا بالضعف والخذلان".

ابتزاز للتركيع 

واعتبر ناشطون تقديم الإمارات شحنة قمح للسودان حجمها 70 ألف طن بالتزامن مع إعلان التطبيع السوداني الإسرائيلي، بزعم تلبية احتياجات الشعب السوداني من المواد الغذائية ودعم المخزون الإستراتيجي للقمح، رشوة لتمرير التطبيع.

وأشار محمد عبد الله إلى أن وكيل إسرائيل في المنطقة (الإمارات) يضغط قادة الحكومة الضعيفة للتطبيع الدقيق مقابل التطبيع أو الجوع إذا لم تطبعوا، مؤكدا أن التطبيع قرار خاطئ جدا لأنه تحت الابتزاز والغطرسة، والسيادة الوطنية الهشة والضعيفة.

وعقب أحد المغردين على شحنة الإمارات للسودان متسائلا: "ألم يكن من الممكن اتخاذ هذه الخطوة منذ سقوط النظام أم هي سياسة التركيع؟"، قائلا: "نكره الأعراب لأنهم خونة وكل ما يريدونه تركيعنا وفقا لمصالحهم وبعد ذلك نجد بعض الأعراب يشتمون السودان!!!".

وقال الناشط أدهم أبو سلمية: إن الفلسطينيين يعلمون حجم الابتزاز الذي تعرض له النظام السوداني والربط بين معاناة الشعب ورفع العقوبات عنه وبين التطبيع، مشيرا إلى أن ذلك تم بضغوط أميركية ورعاية إماراتية.

وأكد أن السوادن سيبقى عمقا إستراتيجيا للقضية الفلسطينية سواء طبع النظام السوداني أو لم يطبع، مشددا على أن اللهث الزائف خلف التطبيع لن يحقق لموريديه إلا الذلة.

حكومة غير مخولة

وشدد ناشطون على أن الحكومة الانتقالية غير مخولة باتخاذ قرارات مفصلية في مسار السودان، كتمرير التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن تلك القرارات تستلزم موافقة مجلس تشريعي منتخب ومن ثم إقرار حكومة منتخبة، أما الحكومة الحالية فهي مخولة بتسيير الفترة الانتقالية فقط.

وقالت الناشطة والمدونة سلمى صديق: إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يستوجب الموافقة من برلمان منتخب وليس حكومة انتقالية، مستغربة أن رئيس الوزراء حمدوك قال سابقا حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل بأن الأمر ليس من اختصاص الفترة الانتقالية واليوم يطبع.

وأكد أحد المغردين أن التطبيع قرار يجب أن يجاز من داخل برلمان منتخب وليس من مهام الانتقالية.  

ووصف بكري قرار التطبيع السوداني بأنه "وعد الذي لا يملك لمن لا يستحق "، مشيرا إلى أن الحكومة الانتقالية وبرلمانها الذي لم يتكون ليس من حقهم أن يقروا التطبيع، لأنه أكبر من صلاحيات الحكومة الانتقالية، ويلزم صدوره برلمان منتخب.


تحميل

كلمات مفتاحية :

إسرائيل التطبيع التطبيع مع إسرائيل السودان الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب