يديعوت: حان وقت خروج الأغلبية بإسرائيل عن صمتها على سياسات نتنياهو

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن التوجهات الأخيرة للحكومة الإسرائيلية سوف تزيد من انفجار الأوضاع، في ظل تفشي فيروس كورونا وتدهور سوق العمل.

ويجد رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو نفسه في موقف لا يحسد عليه بين إرضاء المجتمعات الحريدية التي شكلت خزانا داعما للتحالف اليميني المنصهر فيه، وبين احتواء غضب العلمانيين الذين ينتقدون تساهله مع اليهود الحريديم وما انجر عن ذلك من تبعات صحية كارثية جراء تفشي جائحة كورونا.

ويرفض اليهود الحريديم الاقتداء بالبروتوكولات الصحية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بفيروس كورونا لا سيما في تجمعاتهم السكنية. 

ورغم محاولات نتنياهو وحكومته إقناعهم بضرورة الاستجابة لتلك الإجراءات، فإنهم يصرون على التمرد عليها، وكانت آخر خطواتهم، فتح المدارس الدينية والكنائس أمام المصلين وعدم الالتزام بتدابير التباعد الجسدي.

وقالت الصحيفة: إن "الاتجاهات واضحة. بعد زيادة معينة في مشاركة الحريديم (يهود متدينون) في سوق العمل، في الأعوام 2015-2017، تغيّر الاتجاه مرة أخرى، وفي العامين الماضيين حدث انخفاض مرة أخرى، بما في ذلك انخفاض في عدد المتقدمين للتعليم العالي، كذلك في قضية المساواة، كان عبء الأخبار سيئا للغاية".

ونوهت يديعوت إلى أنه في عام 2019، تم تجنيد 1222 حريديا، مقابل 2774 في عام 2017، وهذا أيضا غير دقيق، لأنه من بين أولئك الذين يُعتبرون "أرثوذكسا متطرفين" هناك القليل ممن ليسوا كذلك حقا.

وعندما شغل بنيامين نتنياهو منصب وزير المالية، أظهر روح القيادة، لقد قطع الفوائد، وأوضح للحريديم أن الدولة لا تستطيع تحملها على أكتافها دون حدود، كانت هناك نتائج، لكن نتنياهو في العقد الماضي أصبح شخصا مختلفا، ليست هناك حاجة لتهديده فهو يسبق الانزلاق إلى التهديد، بحسب الصحيفة.

ولفتت يديعوت إلى أن العلاقة المشوهة تهيمن على مناطق أخرى، هذا هو الحال في مجال "الطعام الحلال" والسكن، والحاخامية الرئيسية، وغيرها من الأمور.

يهودية مقززة

ويرى المحلل السياسي في الصحيفة "ين دور يماني" أن هذا بمثابة اغتصاب للأغلبية من قبل أقلية راديكالية، مضيفا: "لطالما كانت هناك تيارات مختلفة في اليهودية".

وفي الدولة اليهودية بالتحديد يوجد إكراه من التيار الأرثوذكسي المتطرف، أهم المحكمين، مثل موسى بن ميمون، جعلوا الأمر سهلا للغاية على سبيل المثال، في مجال السكن.

ولكن من هو موسى بن ميمون مقارنة بحكام الجيل الجدد الذين يفرضون علينا الحماسة التي يعارضها معظم اليهود في إسرائيل وحول العالم، إنهم يمسون اليهودية بسوء، ويجعلونها مقززة، ويبعدون الشباب عنها، وفق الكاتب.

وتابع المحلل يماني: "لعقود من الزمان استسلمت الأغلبية للأقلية، كما أن الحوار لن يفيد أيضا رغم وجود تيارات وآراء مختلفة بين الأرثوذكس المتشددين، المشكلة هي أن الناشطين المتطرفين هم من فرضوا قواعد اللعبة الخاصة بهم".

ويرى المحلل أن المصلحة المشتركة لا تهمهم، إنهم غير مهتمين بالتراث اليهودي لكافة الإسرائيلين، فقط الإكراه على الأغلبية والميزانيات لأنفسهم.

ولفت إلى أن كورونا لم تؤد إلى الانهيار حتى الآن لكنها تشير إلى هذا الاتجاه كما أن سلوك الحريديين يوضح أنهم غير مهتمين بالخطر على حياة الإسرائيليين بشكل عام. 

ويشير الكاتب إلى أن المشكلة ليست مشكلتهم، إنها مشكلتنا، مضيفا: "إذا انتشر الوباء، بسبب خروجهم على القانون، فإن الضحايا سيقعون أيضا خارج ولاية الحاخام حاييم كانيفسكي".

وتابع: "سيدفع الكثيرون، بمن فيهم اليهود المتطرفون، الثمن، ولماذا؟ لأن الحريديم يستطيعون ذلك، لأن التفكك أصبح الخط الغالب والواضح، لأن الأقلية متمردة والأغلبية صامتة، حان الوقت لتمرد الأغلبية".

ويعتبر بعض الحاخامات المتشددين أن كورونا هو ابتلاء من الله، فيما يذهب آخرون إلى اعتباره علامة عن قرب ظهور السيد المسيح.

وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس "كورونا"، إلى 2292، في حين بلغ إجمالي الإصابات منذ بدء تفشي الوباء إلى أكثر من 307 آلاف.

المتدينون والاضطهاد

ويقول الكاتب: كتبت زميلتي "شوشانا حان" هنا "نحن مضطهدون في بلادنا"، معبّرة عن ما أسمته الألم الحقيقي للمجتمع الأرثوذكسي المتطرف الذي تنتمي إليه.

لكن "مع كل الاحترام الواجب للمشاعر، فإن الواقع هو عكس ذلك: رؤساء الأرثوذكس المتشددين هم المضطهدون، إنهم يعرضون أنفسهم ومجتمعاتهم وكل الإسرائيليين للخطر"، وفق تعبيرها.

وتتابع: "عرب إسرائيل (فلسطينيو 1948) تصرفوا بمسؤولية كبيرة، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للمتمردين الحريديين، بدلا من إدانتهم، نحصل على دموع التماسيح".

ومارس الحريديم منذ بداية جائحة كورونا ضغوطا كبيرة على نتنياهو، كانت سببا في تخفيف بعض إجراءات الإغلاق، واستثناء مرافق تابعة لهم.

ويرى بن ياماني أن هذا وقت أزمة، مطالبا القيادة باستغلال الأزمة لعمل الخير بجميع الإسرائيليين، بمن فيهم الأرثوذكس المتشددون، أهم من الاستسلام المستمر للأقلية المتمردة.

وتابع: "نحن بحاجة إلى معاهدة وطنية جديدة تقوم على أساس الحقوق مقابل الواجبات والمساواة في الأعباء ووقف الجمود في عدد من المجالات".

وأردف الكاتب: "كنت أتمنى أن يكون نتنياهو قد بادر بمعاهدة كهذه، لكن ذلك لن يحدث، لذا يجب أن يتحد المعسكر الوطني الحقيقي".

وخلص المحلل إلى القول: إن المسؤولين مثل يائير لبيد، بيني غانتس، وغابي أشكنازي، ورون خولداي، وأمير بيرتس، ويوعاز هاندل وتسفي هاوزر، وربما نفتالي بينيت، وكذلك الحريديم مثل الحاخام حاييم أمسالم، عليهم تشكيل ائتلاف إنقاذ. يجب أن يحدث ذلك بسرعة لأن الوقت يمر".