تصحيح المسار.. لهذا عاد السودانيون إلى الشارع في ذكرى ثورة 21 أكتوبر

12

طباعة

مشاركة

أيد ناشطون على موقع تويتر، المظاهرات التي خرجت اليوم في السودان، استجابة لدعوة تنسيقيات لجان المقاومة وعدد من القوى السياسية، لاستكمال هياكل الحكم وأهداف الحراك الأخير.

جاءت التظاهرات بالتزامن مع الذكرى الـ56 لأول انتفاضة شعبية بالسودان في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 1964، ضد نظام الحكم العسكري، التي أدت لإسقاط حكومة الفريق إبراهيم عبود.

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسمي #مليونية21 أكتوبر، #مليونية_21_أكتوبر، التدابير الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للتعامل مع الدعوات المليونية، من نشر القوات النظامية، وإغلاق الطرق المؤدية إلى القيادة العامة، وسد الكباري الرابطة بين مدن العاصمة السودانية.

ونددوا بنشر الجيش السوداني للمدرعات والآليات الثقيلة وإغلاق الطرقات بالكتل الخرسانية والأسلاك الشائكة، متداولين صورا ومقاطع فيديو لمواكب المتظاهرين، وأنباء عن مواجهة القوات النظامية للمتظاهرين ومنعها الإعلاميين من نقل الأحداث.

وأوضح ناشطون أن الدعوة للمليونية جاءت احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، والمطالبة باستكمال مسار الثورة وتحقيق أهدافها، ورفض تفويض العسكر وحاضنتهم السياسية من الأحزاب والمنتفعين.

وأكدوا أيضا أن حكومة الثورة من سيادييها وتنفيذييها ومدنيها وعسكرها وحاضنتها السياسية غير محصنين من المحاسبة، ومحاكمة قتلة الثوار والفاسدين، وتطهير مفاصل الدولة من رموز النظام البائد، وعدم الاستهانة بهم، محملين القوات النظامية مسؤولية أمان الثوار.

أهداف الحراك

وعدد ناشطون أهدافهم من المشاركة في حراك اليوم لكنهم اختلفوا بشأن إسقاط الحكومة الانتقالية، إذ رأى فريق أن ذلك يعني إسقاط المدنية والعودة لحكم العسكر، فيما أكد آخرون ضرورة إسقاطها وعددوا نقاط ضعفها واتهموها بالفشل. 

ولفت د. محمد عبد الكريم أمين عام رابطة علماء المسلمين، إلى أن مطالب الشعب السوداني واضحة، وهي "حل حكومة حمدوك،  تكوين حكومة كفاءات مستقلة، إجراء انتخابات في غضون عام"، قائلا: "يكفينا بؤسا وشقاء وفشلا".  

فيما أشار محمد إلى أن مليونية 21 أكتوبر تصحيح مسار وليس إسقاط حكومة، ومجلس تشريعي للثوار وهيكلة وزراء.

وقال مهند أحمد محمد علي: إن 21 أكتوبر تعني حقوق الشهداء ومطالب الثورة المسروقة وسقوط العملاء وكل من له يد في وصول البلاد لهذا الوضع المزري.

وطالبت أمل أبو عيسى بالإسراع في إجراءات التحقيق ونشر الحقائق التي توصلت لها اللجنة في مجزرة فض الاعتصام حتى الآن وتمليكها لجماهير الشعب السوداني، والإسراع في تكوين لجان تفكيك التمكين على المستوى الولائي والمحليات.

وحثت على وقف التردي المريع والغلاء الفاحش والابتعاد عن سياسات التحرير الاقتصادي وتوصيات صندوق النقد والبنك الدولي، وذلك بدعم عملية الإنتاج والمنتجين وتفعيل أجهزة الرقابة وضبط ومحاكمة كل من يتلاعب بقوت الشعب محاكمة علنية وعادلة. 

تصحيح مسار

وأعرب ناشطون عن آمالهم أن يحقق حراكهم أهدافه، طارحين مقترحاتهم لنجاح ثورتهم.

وتمنى رئيس المركز القومي الإستراتيجي د. تاج السر عثمان، أن تكون مليونية 21 أكتوبر بداية تصحيح للأخطاء السابقة، مشيرا إلى أن نضال الشعب لم يستثمر حتى الآن بالشكل المطلوب ودائما يأتي الضياع من ثغرة غياب المكونات الوطنية والحزبية عن تشكيل لجان متابعة.  

وقال محمد جوبا: إن مليونية 21 أكتوبر يجب أن تكون بنية لمشروع قومي يحافظ على الإرث السوداني ورقع بنيته الاجتماعية التي تهتكت، متهما القائمين على الحكم بأنهم عملاء مهمتهم تفكيك السودان الذي منح كل جهه حق تقرير وحكما ذاتيا.

وحذر عبد الله البدوي من أنه إذا لم يتم تسمية مطالب محددة ورسم رؤية لما بعد حراك الشارع فإن مليونية 21 أكتوبر بمثابة السير فى طريق مظلم قد لا تحمد عقباه.

ودعا الجماهير أن تكون أكثر وعيا بحال السودان والظروف المعقدة التى شكلت تحديات الفترة الانتقالية وإدراك الواقع من دون عواطف فقط مسؤولية وطنية.

سلمية الحراك

وحث ناشطون الثوار على الالتزام بالسلمية وعدم الانجرار وراء أي محاولة مفتعلة لإحداث عنف، منددين بإغلاق الكباري منذ منتصف ليل أمس وحتى مساء اليوم، لأنه لن يوقف المد الثوري ولن يسكت أصوات الشوارع.

ودعا ياسين أحمد جميع الثوار الالتزام بالسلمية التامة والابتعاد عن الدعوات الموجهة للعنف، مشيرا إلى أن الثوار مدركون وواعون وسينتصرون بالسلمية والمحافظة على وقود الثورة فأنتم المسؤول الأول عن حماية الثورة.

وأكدت الناشطة والمدونة سلمى صديق أن إغلاق الكباري مخالف للوثيقة الدستورية وانتهاك صريح لحرية التعبير وتقييد لحق التظاهر السلمي الذي كفله الدستور، قائلة: إن "هذا إن دل على شيء إنما يدل على فشل حمدوك وضعفه وليس سوى أداة في أيدي العسكر والجنجويد وليس بقامة ثورة ديسمبر وشعارتها حرية سلام وعدالة".

وأكد ماهر أن السلمية والحكمة وعدم الاستجابة للاستفزاز مطلب ثوري، مشيرا إلى مشاركة أغلب مكونات الشعب السوداني في المليونية من شيوعيين وكيزان ومقاومة، ومن ضاق بهم الحال.