الطريق إلى قصر الرئاسة في أنقرة يمر عبر إسطنبول.. لماذا؟

أحمد مدكور | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

"إذا خسرنا إسطنبول.. خسرنا تركيا"، بهذه الكلمات الحاسمة عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أهمية المعركة الانتخابية في إسطنبول، خلال انتخابات البلديات، التي تجرى اليوم الأحد، 31 مارس/ آذار 2019.

أهمية إسطنبول تأتي في سياق الدور المحوري للمدينة في الحياة التركية، مع رمزيتها القوية لحزب العدالة والتنمية "الحاكم"، ولشخصية أردوغان نفسه، المرتبطة باسطنبول، إذ هي موطن نشأته، وبداية صعوده التدريجي على سلم السياسة الصعب، حتى وصل إلى قصر الحكم في أنقرة، في رحلة لم تكن سهلة، خاض فيها الكثير من الحروب والصدامات، وتعرض لعثرات شتى.

مدينة إسطنبول العتيقة بطابعها التاريخي، والفانتازيا الشعبية بداخلها، ونوستالجيا الإمبراطوريات القديمة المحيطة بها، ومقر سلاطين البيت العثماني الذين حكموا العالم يوما ما، جعلها متفردة في كل شيء، حتى قال عنها القائد الفرنسي نابليون بونابرت "لو كان العالم بلدا واحدا، لكانت عاصمته إسطنبول بلا منازع".

إسطنبول هي أكبر مدن تركيا وتعد فعليا العاصمة الاقتصادية والسياحية والثقافية، وبحكم موقعها الجغرافي المركزي المتميز، ومكانتها الدينية والثقافية، وطبيعتها الخلابة، بالإضافة إلى تعدادها السكاني المرتفع، تعد مفتاح الحكم في البلاد، وباستقراء التاريخ الحديث للانتخابات التركية منذ نشأة الجمهورية الحديثة عام 1923، فإن الفائز في إسطنبول هو الذي يقود دفة الحكم في البلاد.

درع حصينة

إسطنبول تتجاوز أهميتها حسم المعارك الانتخابية، وإحكام السيطرة الإدارية على مراكز الحكم المحلي في المدينة، بل هي مكمن الأمان للقيادة السياسية، وقد شهدت حدثا فارقا في التاريخ التركي الحديث، وذلك في 15 يوليو/ تموز 2016، عندما تعرضت تركيا لمحاولة انقلاب عسكري، قامت بها مجموعة من ضباط الجيش، مدعومين من جماعة الخدمة أتباع فتح الله جولن المقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

مقاومة الانقلاب الحقيقية بدأت من شوارع إسطنبول، عندما انسابت الجموع الهائجة بالملايين في المدينة، بعد دعوة أردوغان للشعب بالنزول إلى الميادين، لحماية الديمقراطية.

مقطع الرئيس أردوغان وهو يطلب من الشعب النزول لمواجهة الانقلاب

وبعد ليلة طويلة لم تنم فيها إسطنبول ولا تركيا بأكملها، ولا عواصم الشرق والغرب المتابعة للحدث الجلل، جاء مشهد وصول أردوغان إلى مطار أتاتورك بإسطنبول فجر 16 يوليو/تموز 2016، معلنا طي صفحة الانقلابات في تركيا.

المؤتمر الصحفي لأردوغان في مطار أتاتورك بعد محاولة الانقلاب

وبعد يومين من المحاولة الفاشلة، شارك الرئيس التركي في جنازة إيرول أولجوق "الرجل الذي حمل لواء الدعاية الانتخابية لأردوغان وحزب العدالة والتنمية لسنوات" وابنه، اللذين استشهدا عند الجسر في إسطنبول من قِبل الجنود الانقلابيين، وفي عشية ذلك اليوم ذهب الرئيس التركي إلى أنقرة، بعد أن استتبت له الأوضاع، واستمر في تسيير أعماله من هناك.

أردوغان يجهش بالبكاء في جنازة أرول أولجوق

كان دائما يؤخذ على أردوغان أنه يولي إسطنبول اهتماما خاصا، ويقضي فيها الكثير من الوقت، أكثر من أي رئيس تركي سابق، وأثبتت المحاولة الانقلابية أن رؤيته كانت في محلها، ولو استطاعت القوات الانقلابية السيطرة على المدينة في 15 يوليو/ تموز 2016، لكتب التاريخ بشكل مختلف.

"حكاية عشق"

في 26 فبراير/ شباط 1954، ولد رجب طيب أردوغان في إسطنبول، لأسرة رقيقة الحال كمعظم الأسر التركية في تلك الفترة، وتشكلت فيها ملامح شخصيته مختلطة بطبيعتها، خاصة مع التحاقه بمدارس "الأئمة والخطباء"، التي حاولت الحكومات العلمانية، إغلاقها وتحجيم دورها، وفي المرحلة الثانوية انتقل أردوغان إلى مدرسة أيوب، التي شهدت بداية اهتمامه بالقضايا الوطنية، ونشاطه في مختلف فروع الاتحاد الوطني للطلبة الأتراك.

في فترة السبعينات وعندما التحق أردوغان بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة مرمرة في إسطنبول (تخرج منها عام 1981)، بدأ ينمو فكره السياسي، بعد أن أصبح رئيسا لفرع الشباب التابع لحزب السلامة الوطني الإسلامي.

تبلورت شخصيته القيادية المؤثرة، خاصة مع لقائه بأستاذه نجم الدين أربكان الذي كان يترأس حزب السلامة في هذه الفترة، ويشغل منصب نائب رئيس الوزراء التركي، ونجح أردوغان في اكتساب ثقة أربكان.

وفي 12 سبتمبر/ أيلول 1980، شهد أول مواجهة بين الجيش والحكومة المدنية، عندما نفذ الجنرال كنعان إيفرين انقلابا عسكريا ناجحا، أطاح بالحكومة، وقاد الحياة السياسية، وقام بإلغاء الأحزاب، واعتقل آلاف المواطنين.

مشاهد من الانقلاب العسكري في تركيا 1980

ومع عودة الحياة السياسية إلى طبيعتها مرة أخرى في أغسطس/ آب 1983، وتأسيس حزب "الرفاه الإسلامي" بقيادة نجم الدين أربكان، دخل أردوغان تحت لواء الحزب، ولكن بشكل مختلف، إذ أصبح واحدا من أهم قيادات الحزب رغم صغير سنه في ذلك الوقت.

تولى أردوغان منصب رئيس حزب الرفاه في مدينة إسطنبول، ونجح في توسيع قاعدة الحزب بشكل ملحوظ في المدينة، وتمت ترقيته ليصبح أحد أعضاء المجلس المركزي للحزب، وصرح نجم الدين أربكان بأنه "يرى في أردوغان خليفته القادم".

أردوغان يخطب في تجمع جماهيري عام 1979

 

طريقه للحكم

في انتخابات البلديات عام 1989، خرج أردوغان من ضيق العمل الحزبي، إلى سعة العمل العام، مع الفوز الذي حققه حزب الرفاه في تلك الانتخابات، التي شهدت تحقيق أردوغان أول انتصاراته الانتخابية، مع فوزه بمقعد رئاسة حي بيوغلو التابع لمدينة إسطنبول.

اللافت أن أردوغان منذ لحظاته الأولى في هذه الانتخابات كان قويا شرسا، وشهدت حملته العديد من المشاحنات والمشادات مع المرشحين المنافسين وصلت إلى القضاء، بل اصطدم أردوغان بالقاضي نفسه عندما قال له "لا يمكنك أن تصدر قراراتك وأنت مخمور"، وقد كلفه هذا القول السجن لمدة أسبوع.

وتسلم أردوغان رئاسة الحي الصغير، وبدأ مسيرته الإصلاحية فيه، ومع الوقت أصبح نموذجا تسعى جميع البلديات للاقتداء به، واكتسب سمعة حسنة، وعرف عنه الجد والاجتهاد والتطوير، بالإضافة إلى طهارة اليد، وتعففه عن المال العام.

كل ما سبق ساعد أردوغان في الفوز برئاسة بلدية إسطنبول خلال الانتخابات مارس/ آذار 1994، ويعد هذا الانتصار حدثا فارقا في مسيرة الطيب السياسية، فقد أصبح رئيسا للمدينة صانعة قرارات الدولة التركية، والتي لها مكانة تاريخية عظيمة في نفوس الأتراك.

كلمة أردوغان في مؤتمر عقب فوزه برئاسة بلدية إسطنبول 1994

عمدة إسطنبول

تسلم أردوغان رئاسة بلدية إسطنبول، وهي في حالة مزرية، كانت المدينة تعاني من مشكلات عديدة نتيجة الإهمال، وحجب التطوير عنها لعقود، فمعظم أحيائها بقيت كما هي دون تجديد، ومع التمدد السكاني الضخم، اتسع نطاق المساكن العشوائية بشكل غير قانوني.

تفجرت الكثير من مشاكل إسطنبول السياسية والاجتماعية، مع تردي البنية التحتية، وشبكة الصرف الصحي، وأزمة الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء، وانتشار أكوام القمامة والفضلات في الطرق الرئيسية للمدينة التي يقطنها الملايين، كاشفة عن أحياء إسطنبول المتهالكة، وطمس صورتها الحضارية والتاريخية العريقة.

أردوغان كان عازما على إحداث التغيير، وهو الأمر الذي عبر عنه الصحفي المصري فهمي هويدي، الذي التقى به عام 1994، وأجرى حوارا معه حول المدينة، ومشكلاتها، وعلق هويدي على هذا الحوار فيما بعد في مقال له على صفحات جريدة الشروق المصرية بتاريخ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2009، قائلا "لم يكن أردوغان يتحدث كعمدة منتخب فحسب، وإنما كعاشق للمدينة التي تحتوي ذاكرته على خريطة تفصيلية لمعالمها وطرقها".

وبالفعل نجح أردوغان في حل الكثير من مشكلات المدينة المزمنة، فأصبحت مثالا للنظافة والنظام، وانتشرت فيها المساحات الخضراء والمتنزهات، ووصلت المياه والكهرباء إلى الكثير من البيوت، بالإضافة إلى توفير منح دراسية للآلاف من الطلبة.

وكانت واحدة من أهم نقاط نجاح أردوغان، أن خزائن بلدية إسطنبول أصبح بها فائض، بعد أن كانت مثقلة بمليارين من الدولارات كديون مستحقة، بحسب صحيفة الشروق اللندنية. الإنجاز الذي حققه أردوغان لإسطنبول أصبح واضحا للعيان، وتمددت شعبيته بشكل كبير وسط الشعب التركي، ما أقلق النخب العلمانية المتنفذة في الدولة.

أبيات من الشعر

"مساجدنا ثكناتنا.. قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمصلون جنودنا.. هذا الجيش يحرس ديننا"، ألقى رجب طيب أردوغان هذه الأبيات من الشعر يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول 1997، خلال زيارته إلى محافظة سيرت الواقعة جنوب شرق تركيا.

كانت المؤامرة محكمة للإطاحة بأردوغان، حيث تسببت هذه الكلمات الحماسية، في إدانته بتهمة التحريض على الكراهية الدينية،  وحكمت عليه محكمة أمن الدولة بمدينة ديار بكر بالسجن لمدة عام، وحرمانه من ممارسة جميع الأنشطة السياسية مدى الحياة.

واندلعت العديد من المظاهرات للمطالبة بالإفراج عن أردوغان وإعادته إلى منصبه، ولكن الحكم تم تنفيذه، وبعد 4 أشهر من السجن، تم الإفراج عنه بموجب عفو سياسي.

ومثلت فترة السجن مراجعة شاملة لأردوغان من حيث طبيعة الأداء السياسي، وحزبه وأستاذه أربكان، وضع خلالها لبنات تصوره عن استراتيجيات العمل في المستقبل.وفي يونيو/ حزيران 2001، قررت المحكمة الدستورية التركية حل حزب الفضيلة الإسلامي، ووجه له الادعاء تهمة تهديد النظام العلماني في البلاد.

 

مظاهر الفرحة بالإفراج عن أردوغان عام 1998

بدأ أردوغان الذي كان يعد زعيم شباب الحزب، مع رفيقه عبد الله جل، في وضع رؤية جديدة تتجاوز الأزمات التي واجهتها الأحزاب السابقة بقيادة أربكان، ورأوا ضرورة تغيير تكتيكات العمل، في التعامل مع الدولة التركية بجميع مؤسساتها، وعلى رأسها الجيش الذي يدين قادته بالمباديء الكمالية، مدركين أن الوقت قد حان للحد من الأسلوب الصدامي، وبداية عهد جديد.

"المصباح المضيئ"

في 14 أغسطس/ آب 2001، تم تشكيل حزب العدالة والتنمية، بقيادة أردوغان، وجل، وقدم الحزب نفسه على أنه حزب سياسي اجتماعي محافظ، يحترم مبادئ الدولة التركية وقيمها، بما في ذلك العلمانية.

مشاهد من تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001

وفي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، خاض حزب العدالة والتنمية، أول انتخابات برلمانية في تاريخه، وحدثت المفاجأة الكبرى، محققا نصرا ساحقا، بحصوله على نسبة 34.2% من أصوات الناخبين، ليحصل على 363 مقعدا في البرلمان التركي من أصل 550 مقعدا.

كانت صدمة قاسية لبقية الأحزاب، على رأسها حزب الشعب الجمهوري، وأحزاب الائتلاف الحاكم، حيث سلم الناخبون الأتراك للعدالة والتنمية مفاتيح الحكم في البلاد، وشكلوا الحكومة، وابتدأوا مسيرة طويلة، ورسموا صورة جديدة للحياة السياسية في تركيا.

كاريزما القائد

في 15 مارس/آذار 2003، ارتقى أردوغان إلى منصب رئيس الوزراء، وظهرت في الأفق بوادر الزعامة الكاريزمية القوية، التي ستقود البلاد نحو المستقبل.

أقدم أردوغان على تغييرات واسعة في النظام الاقتصادي، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة التركية، وأعطى الأولويات لقضايا المعاش، وحقوق الإنسان، ومقاومة الفساد، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات تنموية ضخمة، وتحقيق نهضة شاملة في مختلف جوانب الحياة التركية.

وبناء على ذلك قام بتنفيذ العديد من حِزم الإصلاحات المهمة بهدف جعل تركيا دولة دائمة النمو، حيث قام بالسيطرة على التضخم الذي أثر على الحالة العامة للاقتصاد والمجتمع، والذي لم تُحل مشكلته لسنوات.

أزال أردوغان الأصفار الستة من العملة التركية التي بدأت في كسب قيمتها من جديد، وهبطت نسب الفوائد على ديون الدولة، وحدثت زيادة كبيرة في نسبة المواطن من الدخل القومي، وتم إنشاء الكثير من السدود، والمجمعات السكنية، والمدارس، والطرق، والمستشفيات، ومؤسسات الطاقة، في الخدمة بسرعة وبعدد غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الحديثة.

وفي الانتخابات البرلمانية التي عقدت في 22 يوليو/ تموز 2007، جدد الشعب التركي ثقته في أردوغان وحزبه، وشكل الحكومة بعد حصوله على 46.6% من نسبة الأصوات في الانتخابات.

المؤتمر الجماهيري الحاشد عقب فوز أردوغان بانتخابات 2007

استغل العدالة والتنمية ذلك الدعم الشعبي، ودفع بعبد الله جل (29 مواليد  أكتوبر 1950)، وهو خريج جامعة إسطنبول 1972، إلى الترشح لمنصب الرئاسة التركية، وفي 28 أغسطس/ آب 2007، أدى جل القسم الرئاسي، ليصبح الرئيس الحادي عشر للدولة التركية.

أردوغان يعلن اسم عبد الله جل رئيسا للجمهورية التركية

وفي 12 يونيو/ حزيران 2011، شكل أردوغان الحكومة الثالثة في تاريخ حزب العدالة والتنمية، بعد خروجه بانتصار كبير في الانتخابات البرلمانية، وحصوله على 49.8% من الأصوات.

أول رئيس منتخب

في 28 أغسطس/ آب 2014، أقسم رجب طيب أردوغان قسم الرئاسة، كأول رئيس جمهورية ينتخب من قبل الشعب بشكل مباشر، وكان رئيس الجمهورية من قبل يتم انتخابه عن طريق أعضاء البرلمان.

الإعلان عن فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية 2014

وفي سبيل أن يفعل أردوغان منصب الرئيس الذي كان شرفيا في ظل النظام البرلماني المتبع في الدولة، أقدم حزب العدالة والتنمية مدعوما من حزب الحركة القومية على تقديم مشروع قانون استفتاء شعبي لتغيير المادة 18 من الدستور التركية.

التعديلات الدستورية الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي، وإلغاء منصب رئيس الوزراء، ورفع عدد أعضاء البرلمان من 550 إلى 600، إلى جانب تعديلات جرت على الهيئات القضائية ووكلاء النيابة. وفي 16 أبريل/ نيسان 2017، تم تمرير التعديلات الدستورية، بعد موافقة الشعب عليها بنسبة 51.4%.

بدأت جولة حاسمة في إطار سعي أردوغان لتغيير شكل الدولة، وسياستها العامة، وذلك في الانتخابات العامة التي شهدتها تركيا في 24 يونيو/ حزيران 2018، وشملت الرئاسة والبرلمان، واستطاع أردوغان أن يفوز بمنصب رئيس الجمهورية من الجولة الأولى بنسبة 52.6%، وأن يحصد حزبه أغلبية المقاعد البرلمانية بنسبة 42.6%.

وبحسب الإحصائيات الرسمية للانتخابات العامة الأخيرة، وبالنظر في النسبة التي حصل عليها أردوغان في مدينة إسطنبول، فقد وصلت إلى 50%، وهي نسبة قريبة من النسبة العامة التي حصل عليها في سائر المدن التركية.

وكذلك بلغت النسبة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية في إسطنبول 42.7%، وهي نسبة قريبة جدا من النسبة العامة التي حصل عليها في بقية المدن.

كلمة أردوغان للشعب التركي عشية فوزه بالانتخابات العامة 2018

لماذا إسطنبول؟

تبلغ مساحة إسطنبول الكلية 5461 كيلومترا مربعا، بينما تبلغ مساحة المدينة المركزية 1830 كيلومترا مربعا، وتنقسم إداريا إلى 39 بلدية منها 27 بلدية تشكل المدينة المركزية.

ويقطن المدينة نحو 14 مليونا و804 آلاف و116 شخصا، يشكلون 18.5% من إجمالي عدد السكان، وفق معطيات هيئة الإحصاء التركية (حكومية) عن عام 2016.

كما تعد إسطنبول المركز الاقتصادي الأهم في تركيا، فهي توفر فرص عمل لـ 20% من الأيدي العاملة، وتسهم بـ 22% من الناتج القومي، ويؤخذ منها 40% من مجموع الضرائب بالدولة، وتنتج 55% من الصادرات.

ويبلغ نصيب إسطنبول من الناتج المحلي الإجمالي نحو 622 مليارا و762 مليون ليرة (175 مليار دولار) عام 2014، مما يشير إلى أن المدينة تملك ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وتشير معطيات هيئة الإحصاء التركية إلى أن عائدات الصادرات التركية بلغت 142.5 مليار دولار خلال العام 2018، بلغ نصيب إسطنبول منها 76.2 مليارا بما يعادل 53.4%.

وتعتبر السياحة من أهم الأنشطة الاقتصادية في إسطنبول، وتسهم بنسبة كبيرة من دخل المدينة بفضل البنية التحتية المتميزة لخدمة السياح الذين يتزايد عددهم سنويا بشكل كبير.

وتشتهر المدينة بتنوعها العرقي والديني، وشهدت هجرات كبيرة من مختلف المدن التركية إليها بهدف المعيشة والعمل، لذلك فإن أهميتها الانتخابية تتجاوز حدودها الجغرافية، حيث يؤثر المواطن الذي يعيش في إسطنبول، على أقاربه في المدن الأخرى.