لرفع اسم السودان من "قائمة الإرهاب".. كم تدفع الإمارات لأميركا؟

12

طباعة

مشاركة

عبر ناشطون عرب عن غضبهم ورفضهم لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القائمة على مبدأ "الدفع قبل الرفع" في التعامل مع الخرطوم، بعد تصريحه بأنه سيقوم برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بمجرد إيداع 335 مليون دولار كتعويض لضحايا الإرهاب في أميركا وأسرهم.

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسم #السودان_خارج_قائمة_الإرهاب، أيضا اتباع ترامب سياسة "الابتزاز والحلب"، ووصفوه بأنه رجل مافيا، يثبت هو وإدارته أنهم "كاوبويز" وقطاع طرق يقتاتون على أموال الشعوب العربية ويستنفزوهم ويجوعوهم.

وأشار ناشطون إلى أن السياسة "الترامبية" مبنية على إرغام الشعوب على دفع إتاوات لواشنطن، مستنكرين على الأنظمة العربية سماحها له بمساومة السودان الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية.

ونقل ناشطون عن وسائل إعلام عبرية إعلانها اقتراب الاتفاق على التطبيع بين إسرائيل والسودان، وحدوث تقدم كبير في الاتصالات بينهما بوساطة أميركية.

مقدمة للتطبيع

وأكد ناشطون أن قبول السودان دفع التعويضات هو مقدمة لإعلان التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن ترامب لن يرفع اسمها من قائمة الإرهاب إلا إذا انضمت للإمارات والبحرين في ركب التطبيع، متوقعين أن تسدد أبوظبي التعويضات عن الخرطوم مقابل إعلانها التطبيع. 

ورأى الإعلامي عبد الفتاح فايد أن ابتزاز السودان برفع اسمه من قوائم الإرهاب مقابل التطبيع مع إسرائيل يسير بخطى متسارعة، مشيرا إلى أن ترامب يتعهد برفع اسمه بعد دفع ما يسميها تعويضات لضحايا الإرهاب، وإعلام إسرائيل يقول: إن اتفاق التطبيع خلال أيام.

وأضاف: "يكفي التطبيع عارا أن يكون له ثمن.. الشعوب بريئة من هذا العار الذي يلطخ هذه الأنظمة".

وتساءلت الصحفية ليال جرادي: "ما الذي يجب أن نتوقعه من السودان بعد اليوم؟"، قائلة: "جلية هي الأمور.. تذلُل، خنوع، خضوع، انحدار، وترج لـترامب شطب الخرطوم عن لائحة الإرهاب.. حسنا، لكم ما تريدون.. هاتوا أموالا وطبعوا مع إسرائيل.. ستشطبون عن لائحة ترامب، لٰكنكم ستضافون إلى لائحة العار لأن التطبيع خيانة".

ونشرت ليلى بيساسي نبأ إعلان ترامب استعداده لحذف السودان من قائمة الإرهاب، معقبة بالقول: "يبدو أن السودان ستطبع مع الصهاينة!".

وتوقع رشاد الشواشي أن يعقد عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك موعدا جديدا مع الخيانة في قادم الأيام.

وقال محمد العرادة: "يرغمون السودان الحبيب علىٰ التطبيع؛ مقابل رفع صفة الإرهاب علىٰ البلد الذي اقتطعوا منه جنوبه!".

حلب السودان

وأشار ناشطون إلى أن ترامب نجح في حلب السودان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مستهجنين ضعف العرب وقبولهم ابتزاز واشنطن لهم ماديا وسلبها المليارات منهم، ومعنويا بإرغامهم على التطبيع مع الاحتلال.

صفقة الإمارات

واتهم ناشطون الإمارات بالوقوف وراء تمرير صفقة التعويضات التي ستقدمها السودان لواشنطن مقابل رفع اسمها من قائمة الإرهاب بشرط إعلان التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعقب المغرد إبراهيم  "أعتقد أن الإمارات هي من ستدفع عن السودان في محاولة منها لدعم ترمب في حملته الانتخابية".

ونقل ال عثمان عن بعض المصادر إشارتها إلى أن الإمارات قبلت بدفع المبلغ وتعهدت بدفع 5 مليار دولار للمسؤول العسكري السوداني محمد حميدتي مقابل التطبيع مع إسرائيل، متسائلا: "ما هو سر أفعال الإمارات وهذا الانحطاط؟". 

وأشار سالم بخيب المهري إلى أن شرط واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب كان دفعه 335 مليون دولار لترامب وتطبيع مع إسرائيل، مؤكدا أنها "جزية بوساطة إماراتية". 

وقال أحد المغردين: إن الإمارت دفعت للسودان مبلغا كبيرا كتعويض لواشنطن حتى يرفع اسمها من قوائم الإرهاب بشرط التطبيع.

وعلقت د. أزير الشنباري على إعلان ترمب قائلة: "الإمارات سوف تدفع المبلغ.. تم استلام ختم التطبيع".

يشار إلى أن واشنطن وضعت السودان ضمن قائمة الإرهاب عام 1993، بعد اتهامه في عهد الرئيس السابق المعزول عمر البشير، بدعم وإيواء عناصر وجماعات مصنفة من قبل واشنطن بأنها إرهابية، واعقب ذلك فرض عقوبات اقتصادية وحظر تجاري في 1997 تم رفعه في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

ومن المقرر أن تقدم التعويضات لضحايا حادث المدمرة كول الذي وقع في أكتوبر/تشرين الأول 2000، عندما فجر شخصان قاربا مطاطيا مليئا بالمتفجرات قرب المدمرة المسلحة بصواريخ موجهة، وتسببا في مقتل 17 بحارا أميركيا.

وأعلن حينها منفذا الهجوم أنهما ينتميان لتنظيم "القاعدة" الذي كانت تستضيف السودان زعيمه الراحل أسامة بن لادن بين عامي 1991 و1996. 

كما ستقدم التعويضات -حال دفعها- لضحايا حادث تفجير سفارتي واشنطن بدار السلام ونيروبي، الذي وقع في أغسطس/آب 1998، والذي أسفر عن وقوع مئات القتلى، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة لقدوم القوات الأميركية إلى السعودية.