نائب أردوغان يتعرض لهجوم من المعارضة التركية.. ما السبب؟

12

طباعة

مشاركة

انتقدت صحيفة "يني شفق" التركية، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل بسبب "تجاوزه حدود المعارضة في انتقاداته الأخيرة وتجاهل الحقوق الدستورية للأفراد".

وقال الكاتب محمد أجيت: إن "كرامة الشعب وحقوقه الشخصية مكفولة في الدستور، ولا يمكن لأحد أن يفعل أو يقول ما يشاء كما لا يمكنه أن يهدد أحدا أو ينتهك حقوقه الشخصية ويتجاوزها عشوائيا، لكن ولسوء الحظ، يتصرف بعض السياسيين وكأنهم مستثنون من هذا الأمر ويتجاهلون هذه الحقوق". 

تبادل الأدوار

وأضاف أجيت: "أنهم يتجاوزون حدود النقد ـ الذي هو حق طبيعي للمعارضة ـ إلى الإهانة والتهديد. فعلى سبيل المثال يسمح أوزغور أوزيل لنفسه بأن يقول ما يشاء ويلقي بالتهم جزافا".

وتابع: "كان آخر من استهدفه أوزيل الذي يظن أنه يقوم بالمعارضة عن طريق تجاهل الحقوق الشخصية والتقليل من كرامة الناس، هو فؤاد أوكتاي نائب الرئيس رجب  طيب أردوغان".

فقد قال أوزيل لأوكتاي: "يا أكبر من تم تعيينه في رئاسة البلاد، لو لم تكن نائب الرئيس لكنت في السجن الآن أو لكنت في وضع لا يسمح لك بمخالطة الناس".

ويرى الكاتب أن الأسئلة التي يجب أن تطرح هنا هي: "هل هناك أي إجراءات قانونية تم اتخاذها في ذلك الوقت بشأن القضايا التي يذكرها في اتهاماته؟ هل قضي على أوكتاي بشيء؟ هل ظهرت معلومات جديدة بعد كل هذه السنوات من شأنها أن تحكم على أوكتاي بالسجن أو يجعله يخجل من الظهور أمام الناس؟".

ويتابع: يمكن أن نسأل أيضا إن كان أوزيل يملك معلومات عن تورط أوكتاي في قضية وهو في منصبه الحالي، ليقول له: "لو لم تكن نائبا للرئيس لكنت في السجن الآن؟".

ويتهم أوزغور أوزيل، فؤاد أوكتاي بالفساد في الأعمال والوظائف والمناصب التي شغلها قبل أن يصبح نائبا للرئيس وحتى قبل توليه للمناصب الأخرى في الدولة، وفقا للكاتب.

لكن على ما يبدو، قام زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، بتمرير الكرة إلى أوزغور أوزيل وسمح له أن يلقي بالكلمات وبالتهم جزافا، فقد كان الأول هو من بدأ باستهدف أوكتاي.   

أصل الحكاية

ويستطرد أجيت قائلا: "دعونا نرى كيف بدأت المسألة، لقد ذكر كليتشدار أوغلو شركة ترك تيليكوم (للاتصالات) في خطاب ألقاه وقال: "احتالت علينا عائلة الحريري، ومن ساعدهم في ذلك يجلسون الآن في القصر" متهما أوكتاي بالفساد. وقد رد أوكتاي على ذلك بالإشارة إلى المديرية العامة لمؤسسة الضمان الاجتماعي.

وكان يملك رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الحصة الأكبر من الأسهم في شركة ترك تيليكوم، وبرزت أحاديث بالسنوات الأخيرة عن حدوث فساد حتى جرى نقل ملكية الحصة الأكبر منها إلى مجموعة من البنوك التركية الدائنة، بعدما أعطت وزارة الخزينة والمالية الموافقة على ذلك.

وتابع الكاتب: "تدخل أوزيل واستهدف فؤاد أوكتاي باستخدام الجمل التي ذكرناها أعلاه. وبعد تصريحات كليتشدار أوغلو وأوزيل، تحدى أوكتاي الشخصين بتصريح جديد".

وقال أوكتاي: "إن كل توقيع أمضيته بصفتي مستشار الرئاسة سابقا وبصفتي نائب الرئيس حاليا بالإضافة إلى جميع الوظائف التي قمت بها سابقا، مفتوح لتقدير شعبنا وجمهورنا العزيز كما هو مفتوح لرقابة القانون".

كما جاء رد أوكتاي أيضا على الاتهام الذي وجهه كليتشدار أوغلو بشأن ترك تيليكوم وعائلة الحريري: "لقد بدأت العملية القانونية ضد المجموعة المذكورة أعلاه شخصيا بنفسي في يوليو/تموز 2016/2018، عندما كنت نائب رئيس مجلس إدارة ترك تيليكوم. وتم استخدام جميع الحقوق والصلاحيات الناشئة عن العقود في هذه العملية لصالح الخزينة. والوثائق والسجلات المتعلقة بذلك مفتوحة"، بحسب الكاتب.

ويرى أجيت أن فؤاد أوكتاي استخدم سلطاته في شركة ترك تيليكوم خلال فترة عمله لمنع الفساد على عكس ادعاءات كليتشدار أوغلو. 

ويلفت إلى أن أوكتاي هو اسم تولى مناصب حكومية مهمة قبل أن يصبح نائب الرئيس، وأدار السياسة بنجاح في أوقات الأزمات، ولذلك "هو لم يهبط من السماء ليأخذ منصبه الحالي كما يعتقدون".