صحيفة إسبانية: جامعة الدول العربية تخدم الإمبريالية الغربية

12

طباعة

مشاركة

اعتبرت صحيفة إسبانية أن رفض فلسطين رئاسة الجامعة العربية للأشهر الستة المقبلة، كان ينبغي أن يكون حالة استثنائية؛ إلا أن ست دول أخرى اتخذت القرار نفسه تضامنا مع الفلسطينيين. 

وعلى الرغم من أن هذا الرفض لن يغير شيئا فيما يتعلق بفلسطين، إلا أنه يثير الكثير من التساؤلات حول موقف الدول التي طبعت العلاقات مع إسرائيل أو تخطط للقيام بذلك قريبا. 

وقالت صحيفة بوبليكو الإسبانية: إن التطبيع مع إسرائيل علة يبدو أن جامعة الدول العربية لن تتعافى منها على المدى القصير؛ حيث من المرجح أن تسير دول أخرى على خطى الإمارات العربية المتحدة والبحرين قريبا (طبعت الدولتان العلاقات مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول).

في الأثناء، يقف الفلسطينيون، الذين يتطلعون إلى إقامة دولة خاصة بهم في الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967، والتي تمثل 22 ٪ من فلسطين التاريخية، مكبلي الأيدي أمام عملية يروج لها البيت الأبيض وتشارك فيها دول مختلفة بسبب ضغوط الولايات المتحدة من أجل التطبيع مع الدولة اليهودية.

تاريخ الجامعة

وأضافت الصحيفة أن جامعة الدول العربية قد تغيرت من نواح كثيرة منذ تأسيسها قبل 75 سنة. أما الجانب الوحيد الذي بقي على حاله، فهو خدمتها للمصالح الإمبريالية وخنوعها لها؛ وهو ما تأكد خلال الأشهر الأخيرة. 

وأوضحت الصحيفة أن "جامعة الدول العربية تأسست عام 1945 للدفاع عن المصالح الاستعمارية للمملكة المتحدة".

وعلى الرغم من أن موقف لندن الظاهري كان يدعم إنشاء منظمة تتمتع بوحدة واستقلال معينين، إلا أن البريطانيين أنفسهم زرعوا الفتنة والانشقاقات في المنطقة، خاصة حول القضية الفلسطينية، ودعموا المشروع الصهيوني الذي تبلور بعد ثلاث سنوات من قيام إسرائيل.

وأفادت الصحيفة بأنه خلال خمسينيات القرن الماضي، تراجع النفوذ الإقليمي للمملكة المتحدة وازداد في المقابل وزن الولايات المتحدة، فضلا عن ظهور جمال عبد الناصر، ومن ثم قادة يساريون آخرون بإيحاءات واضحة معادية للإمبريالية. 

وقد دفعت جميع هذه الظروف الجامعة العربية إلى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني. 

ونقلت بوبليكو أن هذا الوضع بدأ بالتغير خلال سنة 1979 عندما وقع الرئيس المصري أنور السادات اتفاقات كامب ديفيد مع إسرائيل. 

وعلى الرغم من أن مصر دعت على الورق إلى إنشاء كيان فلسطيني مستقل، فإن هذه الاتفاقيات، التي اعتمدها السادات من جانب واحد، أضعفت الموقف العربي وخلقت انقساما عميقا في المنظمة.

ونوهت الصحيفة بأن عدم الثقة بين الدول العربية ليس بالأمر الجديد. وعلى وجه الخصوص، لطالما كانت الخصومات موجودة بين هذه الدول، وهذا ليس مفاجئا بالنظر إلى أن أجندات قادتهم غالبا ما كانت متباعدة.  

وكانت القضية الفلسطينية من أكثر القضايا التي أخذت حيزا كبيرا في النقاشات العربية، لكن تم تناول هذه المسألة دائما من الزوايا النظرية التي لم تساعد في تحقيق الهدف المحدد في الوثائق الرسمية لجامعة الدول العربية. 

فوضى التطبيع

وبينت الصحيفة أن الفوضى الأخيرة بدأت في 22 أيلول/ سبتمبر 2020، عندما أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي رفض السلطة رئاسة الجامعة العربية للأشهر الستة المقبلة. وبشكل غير مسبوق، ولّد هذا القرار ديناميكية غير متوقعة.

وبعد ثلاثة أيام، قالت قطر إنها ليست في وضع يسمح لها برئاسة جامعة الدول العربية لتحل محل فلسطين.  

وتجدر الإشارة إلى أن قطر دولة لها سياستها الخارجية الخاصة، تدفع ثمنها باهظا وبشكل غير عادل بسبب الحصار الذي تعانيه من دول أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أعلنت الكويت على الفور عدم قبولها الرئاسة. وبعد ذلك، اتخذ لبنان وجزر القمر القرار نفسه. 

وعموما، لم يرغب أي من هذه الدول في استبدال الرئاسة الدورية لفلسطين. وبعد أيام قليلة، في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، انضمت ليبيا إلى القائمة. 

وأوردت الصحيفة أن رفض الدول الست لرئاسة الجامعة العربية، احتجاجا على التغييرات الأخيرة، يكشف بوضوح إلى أي مدى وصلت الخلافات في الجامعة العربية، مرة أخرى بسبب فلسطين. 

وبطبيعة الحال، فإن رفض العديد من البلدان لن يغير وضع الفلسطينيين ولو حتى قليلا، تقول الصحيفة.

في المقابل، وقع الشعب الفلسطيني في فخ لن يتمكن من الهروب منه، وفي جميع الأحوال يكشف هذا الخلاف الطبيعة المشكوك فيها لمنظمة الجامعة العربية، بحسب تعبيرها.

ونقلت الصحيفة أن أحد المحللين الساخرين دعا إلى تغيير اسم جامعة الدول العربية إلى "قاعة الزفاف بين إسرائيل والعرب"، حيث رفضت المنظمة إدانة التطبيع بين إسرائيل ومختلف الدول العربية التي لم يضطر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط عليها بقوة لدفعهم إلى تل أبيب بالغناء والرقص على وسائل التواصل الاجتماعي على حساب الفلسطينيين. 

وذكرت الصحيفة أن الدول التي رفضت الرئاسة لا ترحب بطبيعة الحال بالتطبيع أو الرضوخ العربي لمخططات مصر والإمارات والسعودية والبحرين التي تخضع بدورها لواشنطن. 

ويشير هذا الرفض، وفق الصحيفة، إلى أنهم ينظرون إلى التطبيع على أنه عار، رغم أن عجزهم واضح مثل عجز الفلسطينيين.

في الأثناء، أظهرت دراسة أجرتها الحكومة الإسرائيلية ونشرت مؤخرا، أن 90 ٪ من التعليقات أو المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي العربية خلال الأسابيع الماضية تتعارض بشكل واضح مع التطبيع العربي مع إسرائيل. 

لكن في واقع الأمر، لا يمكن وضع الشعوب العربية وحكامهم في سلة واحدة؛ حيث إن لكليهما موقفا متعارضا مع الآخر، تخلص الصحيفة.