صحيفة تركية: حديث أمير قطر عن علاقته بأردوغان "صفعة" لماكرون

12

طباعة

مشاركة

كشف الكاتب في صحيفة يني شفق التركية محمد أجيت، ما قال إنها تفاصيل الاتصال الهاتفي الأخير (لم يحدد تاريخه)، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ونقل محمد أجيت أن أمير قطر قام بنفسه بإخبار شخص من الوفد المرافق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بما دار من حديث بينه وبين ماكرون، وما قيل له وكيف كان رده.

وبحسب الكاتب فقد قال الرئيس الفرنسي للأمير تميم: "كانت تركيا على وشك الانهيار اقتصاديا، لولا أنك ساعدتها ونجا أردوغان". 

وقد أجاب أمير قطر قائلا: "لم يقف معي في محاولة انقلاب يونيو/حزيران 2017 (القطيعة والحصار من قبل الجيران الخليجيين) إلا أردوغان. إنه أبي وسيبقى كذلك حتى وفاتي، ولن أتخلى عن الوقوف بجانبه أبدا".

وتابع: "كما تعلمون، قام الرئيس أردوغان بزيارة إلى قطر والكويت في يوم واحد خلال أكتوبر/تشرين الأول، وقد أزعجت هذه الزيارة كلا من الإمارات العربية المتحدة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو في تركيا على حد سواء".

وأعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش أن وجود الجيش التركي في قطر يمثل "عاملا لعدم الاستقرار" في المنطقة، فور عودة أردوغان لتركيا، وفقا للكاتب.

بينما ألقى رئيس حزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو باللوم على أردوغان بلغة أكثر استفزازية، وقال: "انظروا، هناك صورة اليوم في الصحافة لمسؤول تنفيذي من الخارج (يقصد أمير قطر) مع أردوغان. يمكنكم أن تروا كيف ينحني أردوغان أمامه. لماذا ينحني؟ من أجل المال؟".

وأردف الكاتب: "عندما نقارن ما قاله أمير قطر لماكرون، وما قاله كليتشدار أوغلو عن أردوغان يتضح تلقائيا مدى التناقض الموجود. لكن متى اهتم أوغلو بأن يكون واقعيا حتى يهتم الآن؟". 

دعوة للانتخابات 

ويشير أجيت إلى أن رئيس حزب الشعب الجمهوري دعا إلى "الانتخابات المبكرة" ـ وهو مطلب طبيعي للمعارضة في الديمقراطيات ـ بعد أكثر من 10 سنوات من الجلوس على كرسي رئاسة الحزب. 

ويضيف: "لكن لم يكن الحال في تركيا طبيعيا في السياسة على المدى القريب، فقد تم إجراء آخر انتخابات مبكرة في يونيو/حزيران 2018، برغبة أصحاب المصلحة في الحزب الحاكم وليس بطلب من المعارضة".

ويستطرد قائلا: "أيضا، لم يوجه كمال دعوة إجراء الانتخابات المبكرة إلى الرئيس أردوغان، بل وجهها ـ متذاكيا ـ إلى رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي (حليف أردوغان)".

فقد قال: "أوجه كلامي للسيد بهتشلي، إذا كنت تحب هذا البلد، لتخرج غدا صباحا ولتقل: يكفي هذا. ولتحمل تركيا نحو الانتخابات".

من ناحية أخرى خصص بهتشلي جزءا هاما من خطابه في اجتماع المجلس الأخير لهذه "الدعوة". وقال بعد أن حسم الأمر بشأن إجراء الانتخابات المبكرة: "نريد أن نجري الانتخابات في يونيو/حزيران 2023، لسنا فضوليين بما قالوا، بل بمن يجعلهم يقولون هذا".

ويتابع الكاتب متسائلا: يجب أن يكون هناك سبب خاص يجعل كليتشدار أوغلو يطالب بـ "انتخابات مبكرة" للمرة الأولى، فلا بد أن يكون هناك شيء جديد يُتوقع حدوثه في "الموعد الكبير" حتى يطالب بشيء كهذا. فماذا يمكن أن يكون؟ 

الأمل المعلق 

ويجيب أجيت قائلا: "بعد التفكير مليا، وبعد النظر في ردود أفعال كليتشدار أوغلو السابقة، لم أتمكن من التفكير سوى في الانتخابات الرئاسية التي ستُعقد في الولايات المتحدة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني. فليس جديدا على الرجل أن يتحمس للتهديدات الخارجية الموجهة للحزب الحاكم في تركيا".

وتابع: "إنه لا يستطيع أن يتمالك نفسه في مثل هذه المواقف، فهو يربط أمله في تولي الحكم بانهيار السقف في تركيا (أردوغان)، ويظن أن هذا سيكون ممكنا فقط بتأثير من الخارج".

ووفقا للكاتب فإن المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي وعد بإنهاء حكومة أردوغان بالتعاون مع المعارضة في تركيا في الأيام التي كان ينافس فيها للترشيح للرئاسة، كان قد تقدم بطلب لإعادة آيا صوفيا لمتحف وتحدث عن استخدام القوة لصالح اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط، مباشرة قبل دعوة كليتشدار أوغلو للانتخابات المبكرة.

وأردف: "لقد أعطت هذه الكلمات أملا لكليتشدار أوغلو في أنه ستكون هناك أحداث كبيرة حتى الموعد الكبير. لهذا يمكننا أن نربط الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة بالأمل المعلق بجو بايدن".

ويختتم الكاتب التركي مقاله بالإشارة إلى أنه "ليس من الواضح إن كان جو بايدن، الذي يقال إنه مصاب بالخرف، سيتصرف كما يريد كليتشدار أوغلو في حال انتخابه".

من ناحية أخرى هناك أيضا آراء مفادها أن الديمقراطيين سيتصرفون وفقا للخط "البراغماتي" التقليدي وسيسعون إلى التعاون مع الحكومة. 

ولكن القضية الأساسية ليست هنا، يتابع الكاتب: "إن المشكلة الأساسية تكمن في الاعتماد على نتائج الانتخابات في دولة أخرى للوصول إلى السلطة في هذه الدولة".