"كذب وتحريض".. هكذا فسّر ناشطون اتهامات مفتي مصر ضد مسلمي أوروبا

القاهرة- الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أثار مفتي الديار المصرية شوقي علام، غضبا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد زعمه أن نحو 50 بالمئة من الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في دول أوروبا ينتمون إلى تنظيم الدولة، واعتبروا أن ما أدلى به "تحريضا علنيا ضد المسلمين".

وشدد ناشطون خلال مشاركتهم في وسمي "#شوقي_علام"، "#مفتي_مصر"، أن تصريحاته التي قالها في لقاء تلفزيوني، السبت، مع أحد الإعلاميين المحسوبين على النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي، "تغذي الطائفية وتعرض المسلمين حول العالم للخطر".

وطالبوا بمحاكمة "علام"، لأنه يغذي الإسلاموفوبيا، وتعريض أرواح المسلمين للخطر زيادة على ما يواجهونه من عنصرية وعنف ضدهم، مشيرين إلى أنه لم يقدم شيئا للإسلام إلا مساندة الطغاة والتوقيع على إعدام الأبرياء، (في إشارة إلى تمرير إعدامات السيسي الانتقامية بحق معارضيه).

وتداول الناشطون تغريدات الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، التي كتبها تحت عنوان "أيها المفتي السلطوي" للرد على تصريحات المفتي، وانتقد خلالها تحوله إلى "ضابط أمن".

وعقّب القرة داغي، على تصريحات "علام" بقوله: "إن هذا كلام السلطوي الصادر من جهة الإفتاء يفتقر إلى الدقة والموضوعية وقبل كل شيء رقابة الله سبحانه وتعالى".

ذراع السيسي

وأشار ناشطون إلى أن شوقي علام، أحد أذرع السيسي ونجله محمود، حليفا دولة الإمارات المعروفة بمعاداتها للإسلام والمسلمين، يستخدمونه لتمرير سياستهم والانتقام من المعارضين له، معتبرينه وصمة عار في تاريخ دار الإفتاء.

وقال المحامي محمود رفعت: إن "ما ينعق به مفتي مصر من كذب أن نصف مسلمي أوروبا إرهابيون ليس مجرد تطبيل للسيسي، بل نهج الإمارات كفيل نظام السيسي، والتي تمول اليمين المتطرف وكل معاد للإسلام"، موضحا أن "هذا تحريض ضد مسلمي أوروبا يمكن ملاحقته به قضائيا واستصدار حكم قضائي بمنعه من دخول كل دول أوروبا".

وأكد الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيد، أن زعم مفتي السيسي، شوقي علام، أن نحو 50 بالمئة من الجيلين الثاني والثالث من مسلمي أوروبا "داعشيون"، يتسق مع خطاب الانقلاب وأنصاره من دول الثورة المضادة.

وعلق عاطف دلقموني، قائلا: "هذا المفتي يبدو أنه ربيب الصهيونية والمخابرات المصرية حتى يخرج علينا و يتفوه ضد المسلمين في أوروبا ويطالب إغلاق المراكز الإسلامية التي تشع بنور  الإسلام في ظلام دامس و يجد قبولا عند الأوروبيين و يدخلون في دين الله أفواجا، بئس هذا المفتي الجاهل".

وقال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن "لكلام هذا المفتي رائحة لا تختلف عن رائحة ما تبقى من روث خيول بونابرت حين احتل مصر ودنس أزهرها وأعمل القتل والتنكيل في علمائه وفي عموم الشعب المصري، قبل 222 عاما، ولا يقل عنه جرأة في الكذب على التاريخ رئيس حكومة السيسي".

ورد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، على اتهام مفتي مصر مسلمي أوروبا بالتطرف، ودعوة دول أوروبا لإغلاق المراكز الإسلامية، قائلا: "هؤلاء ليسوا شيوخا ولا مفتين، بل هم في أحسن الأحوال ببغاوات عبيد، ومجرد صدى أصوات لأسيادهم".

لسان ماكرون

واتهم ناشطون المفتي بالحديث بلسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بل اعتبروا تصريحه أسوأ من تصريحات ماكرون التي هاجم فيها الإسلام، وأكثر تشويها للإسلام وهجوما عليه وتحريضا على المسلمين في الداخل والخارج.

وقالت الكاتبة نجوى: "انتظرنا من مفتي مصر (المسلم) شوقي علام أن يصدر بيانا يرد فيه على الصليبي ماكرون، ففاجأنا بظهوره مؤيدا لماكرون وأشد هجوما وحقدا على الإسلام !!"، متهكمة، بالقول: "بقي مفتي بلاد الحرمين الشريفين لم تأته التعليمات بعد!!".

ورأى الدكتور محمد الباجوري أنه ليس مستغربا أن يصدر هذا الكلام من موظف لدى نظام قمعي ودموي، قائلا: "كمسلم أعيش فى أوروبا لأكثر ٣٥ عاما أقول إن شوقي علام يكذب عندما يدعي أن 50 بالمئة من أبنائنا دواعش.. هو يتفق إذا مع ماكرون وباقي أعداء الإسلام في أن الإسلام في أزمة".

وهاجم مغرد آخر المفتي واتهمه بالتبعية للسيسي، ودعمه ظاهرة الإسلاموفوبيا والاعتداءات اليمينية المتشددة، والدفاع ودعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعادي للإسلام .

تنديد وغضب

وانتقد ناشطون مفتي مصر بقوة، وتبرؤوا منه ودعوا عليه وتمنوا إقالته من منصبه وملاحقته قضائيا، إذ رأى الداعية والباحث الإسلامي عصام تليمة في تغريدة على "تويتر" أن "المفتي يمارس دوره كأمنجي بالوشاية بمسلمي أوروبا لدى دولهم".

وتبرأ أحد الناشطين في تغريدة على "تويتر" من مفتي مصر شوقي علام، واتهمه بأنه هو "داعشي من الدرجة الأولى وعنصري صليبي".

وقال مغرد آخر: "فتشوا عن عدد من تم إعدامهم بتوقيع شوقي علام لتعرفوا هل هو مفت أم قاض في محكمة تفتيش .." .

وتساءل سامح شاهين: "بعد ادعائه بأن 50 بالمئة من الجيل الثاني والثالث وهذا عدد يُقدر بالملايين من أبناء المسلمين بأوروبا منضمون لداعش.. لماذا لا يلاحقون مفتي السيسي شوقي علام قضائيا المسلمون الذين يُقيمون بأوروبا؟".

وسخر ناشطون من توضيح دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية في "تويتر"، أن المفتي قال: إن "المقاتلين الأجانب في صفوف داعش نصفهم من الأوربيين من أبناء الجيل الثاني والثالث المسلمين وفقا لدراسة أجرتها مجلةالنيوزويك عام ٢٠١٦".

واعتبر الصحفي أحمد يوسف استناد المفتي في كلامه على دراسة لمجلة "النيوزويك" بأنها "فضيحة"، قائلا: "ياحلاوة".

مناهضة الإسلام

واتهم ناشطون شوقي علام بمعادة الإسلام والمسلمين، إذ رأى حسن مصباح أن "المفتي كشف نفسه وأصبح مع أشد أعداء الإسلام والمسلمين".

وقال الدكتور يحيى غنيم: "أعرف أن يتهم شوقي النكرة الإخوان بالإرهاب والخروج عن الملِة، فإنى أجد لذلك مبررا وهو الخلاف السياسي وموالاته للعسكر والطمع لما في يديهم اللئيمتين، أما أن يتهم الجيل الثاني والثالث من مسلمي أوروبا بأنهم يشكلون 50 بالمئة من الدواعش أو أن 50 بالمئة منهم دواعش؛ فليس لذلك من تفسير عندي إلا أن المفتي النكرة يحارب الله ورسوله والمسلمين والإسلام-وإن صلى وصام وزعم أنه مفتي!".

وعلى نحو مماثل، قال علي شرف: "عليك من الله يا شوقي علام ما تستحق لقد عشت في سلطنة عُمان بلد الأمن والتسامح ولم تستفيد، ألا يكفي التحريض على المسلمين من أعدائهم لذلك لا تصلح أن تكون في هذا المنصب الله يعجل في إزاحتك منه كفى كفى ظلما للمسلمين".